"ولد الشيخ" يرفض إعطاء الشرعية للمجلس السياسي.. وتضاؤل أمل التوصل إلى هدنة جديدة في اليمن
الإثنين 24/أكتوبر/2016 - 02:55 م
طباعة

احتدمت الصراع في جبهات اليمن، مع مساعي المبعوث الأممي إلى تمديد الهدنة لأيام أخرى، وهو ما قد يواجه بالفشل، فيما يرفض حزب المؤتمر الشعبي العام لقاء "ولد الشيخ"؛ وذلك لوصفه بأنه غير محايد في عملية السلام مع رفض المبعوث الدولي لقاء رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للحوثيين وصالح.
الوضع الميداني:

وعلى الصعيد الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية فجر اليوم الاثنين، غارات على مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح في مديرية حمك شمال محافظة الضالع (جنوب اليمن).
واستهدفت الغارات الجوية تجمعات الحوثيين في منطقة العذارب، ومن المُرجح أن قتلى وجرحى من المسلحين سقطوا في الغارات الجوية.
كما قصفت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية أمس الأحد، مواقع مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مدينة المخا الساحلية غربي تعز (جنوب غرب اليمن).
وقال مصدر محلي لـ«المصدر أونلاين»، إن المقاتلات الحربية قصفت مواقع شرقي المدينة، دون أن يورد مزيد من التفاصيل.
كما صدّت الدفاعات الجوية التابعة للتحالف العربي في مدينة مارب (شرق العاصمة صنعاء)، فجر اليوم الاثنين، صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق نحو المدينة.
وقال مصدر عسكري لـ«المصدر أونلاين»: إن الدفاعات الجوية دمرت الصاروخ وهو في سماء المدينة.
ورغم مساعي الهدنة التي يبحث المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ - والذي يزور العاصمة اليمنية صنعاء - تمديدها، إلا أن المعارك ما تزال محتدمة في أكثر من منطقة، بينما يستمر الحوثيون في إطلاق صواريخهم الباليستية.
فيما أكد محافظ محافظة صعدة، هادي طرشان أن "ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، استغلت الهدنة في تعزيز مواقعها العسكرية، بالأسلحة الثقيلة والمسلحين، وترتيب صفوفها".
وأضاف طرشان، في تصريح صحفي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن "الميليشيات زودت مسلحيها بأسلحة متنوعة بينها صواريخ، ورشاشات، إضافة إلى زرع المزيد من الألغام في الطرقات والأسواق ومنازل المواطنين، منذ الساعات الأولى من الهدنة".
وأشار طرشان إلى أن "الوحدات الهندسية للجيش الوطني نزعت المئات من الألغام، خلال تحريرها للمناطق التي كانت تسيطر عليها الميليشيات".
وأوضح أن "الميليشيا خرقت الهدنة في جبهة البقع، ورفضت الالتزام بوقف إطلاق النار، وشنت خلال اليومين الماضيين، هجمات واسعة على مواقع الجيش الوطني والمقاومة، وتم صدهم ودحرهم".
وقال الطرشان: إن "المعارك التي خاضها الجيش والمقاومة ضد المتمردين، أسفرت عن تكبيدهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح"، مؤكداً أنه "تم تحرير مناطق جديدة بينها (عرق الذياب)، وتم استسلام عشرين مسلحاً منهم لقوات الجيش".
إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية من صعدة، لـ"إرم نيوز" أن "المقاومة الجنوبية وقوات الجيش الوطني، شنّت اليوم، قصفاً عنيفاً وكثيفاً، استهدفت خلاله عددا من المواقع العسكرية التي يتمركز فيها عناصر ميليشيات الحوثي".
وبحسب المصادر "فقد أطلقت المقاومة الجنوبية، تحذيراً إلى المدنيين، تطلب منهم مغادرة مناطق الاشتباك في محافظة صعدة، بأسرع وقت ممكن، متوعدة بقصف عنيف، على كافة المواقع، وذلك تمهيداً لاقتحام المدينة خلال الساعات القليلة القادمة".
ونوهت المصادر إلى أن المقاومة الجنوبية، أشارت في تحذيرها إلى عدم تحملها أي مسئولية، في حال أن المواطنين لم يستجيبوا لتحذيرها، وسقط على إثر قصفها مدنيون عقب تحذيرها لهم بإخلاء مساكنهم من مناطق الصراع.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، ذكرت مصادر يمنية أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رفض عقد لقاء مع ما يسمى "المجلس السياسي" في صنعاء بوصفه مجلساً انقلابياً غير معترف به كطرف في الأزمة اليمنية.
وأوضحت المصادر أن المبعوث الأممي صرح فور وصوله إلى مطار صنعاء أنه جاء ليلتقي وفد الحوثيين وحزب المخلوع علي صالح في مشاورات الكويت وغير معني بلقاء أي جهات أخرى.
وقال ولد الشيخ في تصريح لوسائل الإعلام بمطار صنعاء الدولي: "أقوم بزيارة لصنعاء بعد فترة طويلة من زيارتي الأخيرة لها والحقيقة أن الفترة صعبة على الشعب اليمني خاصة أنه حصلت فيها من الأحداث المؤلمة والقاسية ولا يمكن أن نتذكر إلا ما حصل في صالة العزاء".. مترحمًا على أرواح من توفوا في هذا الحادث الأليم متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
وبين أنه سيبحث خلال زيارته لصنعاء أفكار يمكن بلورتها إلى خطة ملموسة سيتم عرضها خلال الساعات المقبلة.. مشيرًا إلى أنه سيعمل على تفعيل هدنة جديدة واصفا الهدنة الأولى بالهشة.
وقال: "كما تعلمون أننا نعمل على تفعيل وقف إطلاق النار الذي عملنا عليه قبل يومين أو ثلاثة أيام وهو لا شك نعترف بذلك أنه هش وهناك الكثير من المخاطر ولكن سنعمل على وقف إطلاق النار لأنه يسمح بدخول المساعدات الإنسانية وتهيئة الأجواء للحل السياسي".
وعلى صعيد متصل، امتنع وفد حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في مشاورات الكويت عن لقاء ولد الشيخ أحمد مساء الأحد، بحجة أنه غير مخول بلقائه من المجلس السياسي الذي كان من المفترض أن يلتقيه ولد الشيخ.
إلى ذلك، أفاد شهود عيان أن عشرات من أنصار الانقلابيين، بينهم مسلحون، تجمعوا عند المدخل الرئيس لفندق شيراتون، مقر إقامة المبعوث الأممي إسماعل ولد الشيخ، ورددوا هتافات معادية للمبعوث تتهمه بعدم الحياد، وتطالبه بمغادرة صنعاء.
وتزامنت هذه التظاهرة مع حملة انتقادات شنها حزب المؤتمر الشعبي العام (حزب المخلوع صالح) ضد المبعوث الأممي، واتهامه بعدم الحياد وتبني وجة نظر دول التحالف العربي.
واتهم حزب المؤتمر الشعبي العام، ولد الشيخ بـ تبنى أطروحات دول التحالف العربي وتبنيه للمواقف التي تدين الضحيه وتبرئ المعتدي بالأضافه إلى إيجاد المبررات والذرائع للقرارات الأحادية المزعومة التي اتخذها هادي (الرئيس عبدربه منصور هادي).
وذكر الحزب أن من تلك القرارات "محاولة نقل البنك المركزي وتغيير قيادته، الأمر الذي زاد من حصار وتجويع الشعب اليمني ومعاناته خاصة فيما يتعلق بصرف مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين"، على حد وصفه.
وطالب حزب صالح، الأمين العام الأمم المتحدة بـ"تقييم أداء مبعوثه إلى اليمن حفاظًا على حيادية المنظمة الدولية بما يعجل إنهاء معاناة اليمنيين وفك الحصار وإيقاف العدوان".
وأفادت مصادر سياسية في صنعاء أن ولد الشيخ يتعرض لضغوط من أجل الالتقاء بصالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي للانقلابيين غير المعترف به.
المشهد السياسي:

وعلى صعيد آخر، التقى رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر اليوم في العاصمة عمّان مع نظيره الأردني الدكتور هاني الملقي لبحث عدد من القضايا التي تهم البلدين.
وفي مستهل اللقاء نقل رئيس الوزراء تحيات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وإلى الشعب الأردني الشقيق، مؤكداً على العلاقات المتينة بين البلدين وسبل تعزيز التعاون المشتركة بين البلدين، مثمناً الدور الكبير الذي تلعبه الأردن في دعم الاستقرار والسلام في اليمن.
كما أطلع بن دغر رئيس الوزراء الأردني على مستجدات الأوضاع في اليمن.. مؤكدًا أن السلام هو الهدف الحقيقي الذي تسعى إليه الحكومة اليمنية.
وأشار خلال اللقاء إلى تقويض الإنقلابيين لعملية السلام في اليمن ورفضهم لكل المرجعيات المحلية والدولية كمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216.. لافتًا إلى أن إيران تلعب دوراً بارزاً في تعنت الإنقلابيين من خلال دعمهم بالسلاح والمواقف السياسية منذ العام 2004.
وخلال اللقاء أبدى الدكتور بن دغر تطلع الحكومة اليمنية إلى قيام المملكة الأردنية الهاشمية بلعب دور في إقناع الميليشيا الانقلابية بالعدول عن مشروعهم الذي قوض الدولة وأنهى العملية السياسية في اليمن، مستشهداً بالدور الإيجابي الكبير الذي لعبته الأردن في عدد من القضايا العربية والإقليمية.
وناقشا خلال اللقاء عدداً من القضايا المتعلقة بوضع اليمنيين في الأردن وعلى رأسها الإقامة والغرامات على المنتهية إقامتهم في الأردن والوديعة المفروضة على طالبي الإقامة، شاكرا في الوقت نفسه الحكومة الأردنية على تعاونها مع اليمن في كل الظروف والأحوال .
من جهته رحب رئيس الوزراء الأردني بالدكتور بن دغر والوفد المرافق له، ناقلاً تحيات الحكومة الأردنية إلى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.
كما أكد على موقف المملكة الأردنية الداعم والمؤيد للحكومة الشرعية وللمرجعيات الدولية وعلى رأسها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرار الأممي 2216 ومخرجات الحوار الوطني وبما يضمن إحلال السلام في اليمن.
وأبدى استعداد الحكومة الأردنية لتذليل كافة الصعاب أمام المواطنين اليمنين القادمين إلى الأردن أو المقيمين فيها بصورة قانوينة، مشيراً إلى أنه سيتم إعادة النظر فيما يخص نظام الإقامة والغرامات التي تلحق باليمنيين المنتهية إقامتهم في الأردن في أقرب وقت، منوهًا إلى أن الأردن واليمن احتفظتا بعلاقات أخوية متينة وصادقة وسوف يحافظ البلدان عليها في الحاضر والمستقبل.
الحوثيون في مؤتمر الصحوة:

أظهرت وسائل إعلام إيرانية، الأحد، مشاركة عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الحوثية، محمد القبلي، في الاجتماع التاسع للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية في العاصمة بغداد والذي رعاه رئيس التحالف الشيعي بالعراق عمار الحكيم.
وشهد المؤتمر المنعقد برعاية طهران، كلمات لشخصيات يمنية تدين بالولاء للميليشيات الانقلابية، كالت الاتهامات للتحالف العربي والقوات الداعمة للشرعية في اليمن.
وشدد البيان الختامي للمشاركين بالمؤتمر الممول بالكامل من إيران، على "ضرورة احترام سيادة العراق والحل السياسي في سوريا ووقف الحرب باليمن"، واصفا ما أسماها "الهجمات السعودية" ضد المتمردين في اليمن بـ"غير المشروعة".
وتابع البيان: "نرجو من علماء الأمة وفي هذا المؤتمر بالذات أن يسعوا جاهدين للضغط على الحكومات لوقف هذه الحرب التدميرية وتشكيل لجنة من كبار العلماء لوقف الحرب".
فيما قالت الباحثة والخبيرة في الدراسات الأمنية في جامعة كينغز كوليدج البريطانية، دينا أسفندياري: إن اليمن ليس أولوية بالنسبة لإيران، وإن العلاقات الإيرانية مع الحوثيين لا يمكن تشبيهها بالعلاقات مع حزب الله اللبناني.
وأوضحت أسفندياري: "يمكن تشبيه علاقات الحوثيين مع إيران بالعلاقات مع حركة حماس الفلسطينية، فهم يتلقون المساعدات والدعم من إيران ولا يتلقون أوامر مباشرة، بخلاف حزب الله الذي يتلقى أوامره من طهران مباشرة".
ورجحت الباحثة الإيرانية التي تقيم في لندن، أن تكون مهاجمة الحوثيين للسفن الحربية الأمريكية في باب المندب قبالة السواحل اليمنية، تمت دون موافقة إيران التي بدأت منذ العام الماضي بعلاقات توصف بالجيدة مع الولايات المتحدة بعد الاتفاق النووي.
واعتمدت الباحثة أسفندياري في ترجيحها، على أن "قيادة الصف الأول للحرس الثوري وكذلك الحكومة الإيرانية لا تريد الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة في المنطقة".
وبينت أن "طهران لا تريد استنزاف طاقتها في اليمن، وإنما تريد أن تظهر للولايات المتحدة أنها يمكن أن تكون شريكاً إقليمياً مستداماً لها".
وتابعت الباحثة الإيرانية أن "الأولوية بالنسبة لإيران حالياً هي العراق نظراً لموقعه الديني والتجاري وأهميته الاستثمارية، كما أن المنافع السياسية في سوريا جعلت طهران تهدف لوضع هذا البلد تحت نفوذ حليفها حزب الله للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط".
وقالت الباحثة: إن إيران تراجعت نوعاً ما فيما يخص اليمن بعد التدخل السعودي وتشكيل قوة التحالف العربي، وإن طهران وواشنطن تحاولان النأي بنفسيهما عن الأزمة اليمنية.
المشهد اليمني:
مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والحملة السياسية التي يقودها حزب المؤتمر الشعبي العام ضد المبعوث الدولي "ولد الشيخ" يبدو أن الأوضاع في اليمن مقبلة على تصعيد عسكري، وتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة، وهو استمرار الدعم الإيراني للحوثيين.