حرب الـ"أرقام " فى الموصل بين داعش والقوات العراقية والحشد والبشمرجة
الثلاثاء 25/أكتوبر/2016 - 11:59 ص
طباعة

على الرغم من مع دخول عملية تحرير الموصل التى بدأت في الـ 17 من شهر أكتوبر آخر معقل لتنظيم داعش في العراق، يومها الثامن على التوالي، الا ان هناك حالة من التصاعد فى قتلى كافة الأطراف المشاركة فى المعركة فالجيش العراقي وعلى الرغم من التكتُّم الحكومي والإعلامي على خسائره تكشف أعداد جثث القتلى المتوافدة إلى مدينة سامراء في اليومين الماضيين حجم هذه الخسائر حيث أكد مصدر طبي في مستشفى سامراء العام، فضَّل عدم الكشف عن هويته، إن "مستشفى سامراء العام استقبل خلال اليومين الماضيين عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية قادمة من مدينة الموصل وإن أغلب جثث قتلى الجيش عبارة عن أشلاء متناثرة ومتفحمة، قد تكون تعرضت لتفجيرات عن قرب بهجمات انتحارية أو عبوات ناسفة، بينما تعرضت جثث أخرى إلى إطلاق قناص في مناطق الرأس والصدر، فضلاً عن عشرات الإصابات الحرجة في مناطق متفرقة من الجسم".

ويعود هذا التزايد فى اعداد القتلى من الجيش العراقى الى ما تشهده مدينة الموصل من معارك عنيفة بين القوات الحكومية، متمثلة بالجيش العراقي والقوات الأمنية مدعومة بطيران التحالف الدولي، وبين تنظيم داعش، حيث انه وفقاً لتأكيدات حسين الزيدي الملازم في الشرطة الاتحادية العراقية ، فإن المعارك في مدينة الموصل ضد تنظيم داعش تصاعدت حدتها، وتحولت إلى معارك كر وفر بين الجانبين وإن القوات الأمنية متمثلة بالشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، تقدمت منذ انطلاق عملية تحرير الموصل تقدماً ملحوظاً وسريعاً على المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي و لكن مقاومة عناصر تنظيم داعش اشتدت في اليومين الماضيين وتابع " تنظيم داعش كلما تقدمت القوات الأمنية نحو مركز المدينة زادت مقاومته لذلك فأن بعض الأحياء تشهد منذ ساعات معارك كر وفر بين الجانبين واستغل داعش غياب طيران التحالف الدولي بسبب انعدام الرؤيا، وبسبب سحب الدخان المتصاعدة نتيجة لحرق النفط الأسود ومعامل الكبريت من قبل تنظيم داعش، ليشن هجمات مباغتة على القوات الأمنية وبالتالى فإن قطعات الجيش لا يمكنها التقدم صوب مركز مدينة الموصل ما لم يتوفر لها غطاء جوي من التحالف الدولي، في ظل الانتشار الكثيف لقناصة داعش في المدينة وأن تواصل المعارك ضد تنظيم داعش دون توفير غطاء جوي ستكلفنا المزيد من الخسائر البشرية، في حين أننا غير مستعدين للتضحية بجنودنا نتيجة لهفوات عسكرية ربما تكون مفتعلة".

ومن جهته، قال الرائد في الجيش العراقي، إيهاب العزي إن المعارك في مدينة الموصل شهدت تطوراً كبيراً، حيث أخذت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً، واندلعت في عدة قرى من قضاء الحمدانية شرق الموصل ومنطقة الشورى معارك دامية بين القوات الأمنية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، مخلفة عشرات القتلى والجرحى بين الجانبين وإن "جميع التقارير الاستخبارية الواردة تشير إلى أن تنظيم داعش سحب عناصره من بعض المناطق، وعزز بهم مناطق أخرى يعتقد أنها أكثر أهمية للتنظيم، ما يعني أن تنظيم داعش سيستميت في القتال ضد القوات الأمنية".
فيما كشف شهود عيان أن تنظيم داعش قام بتفخيخ الجسور والطرقات الرئيسية في الساحل الأيسر من مدينة الموصل، وأن غالبية عناصر التنظيم انسحبوا إلى الساحل الأيمن و إن التنظيم وضع ثلاثة خطوط صدّ وفخّخ عدداً من السيارات التي سرقها من الأهالي، بالإضافة إلى الاعتماد على ما يسمى أشبال الخلافة في تفجيرات انتحارية كما وسع التنظيم عملياته خارج نطاق الموصل، لتمتد إلى قضاء "الرطبة" على الحدود العراقية الأردنية، والتي تتحكم في الطريق من بغداد إلى الأردن وسوريا، في محاولة لتشتيت الجهود الرامية إلى تركيز الهجوم على الموصل و هاجم التنظيم مدينة كركوك المدينة الرئيسية المنتجة للنفط في شمال العراق، بالإضافة إلى سنجار وهي منطقة غرب الموصل تسكنها الأقلية الإيزيدية.

على الجانب الآخر وفى محاولة من التنظيم لضرب الروح المعنوية للقوات المهاجمة نشرت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم الدولة، إحصائية عن معركة الموصل تؤكد إن عناصر التنظيم تمكّنوا من قتل 819 عنصرا من القوات العراقية والبيشمركة خلال سبعة أيام فقط، أي بمعدل 117 عنصرا في كل يوم من المعركة، كما بيّن التنظيم أن 58 عنصرا يتبعون له فجّروا أنفسهم في الموصل خلال الأيام السبعة الماضية، أي بمعدل 8 عمليات انتحارية يوميا وحول الهجمات التي تلقاها، قال التنظيم إن القوات العراقية والبيشمركة شنّوا 120 هجوما بدعم من قوات خاصة أجنبية، لم يكشف التنظيم عن عدد قتلاه منذ بداية معركة الموصل، مكتفيا بالقول إن الغارات الأمريكية على المدينة أسفرت عن قتل 41 مدنيا وإصابة 67 آخرين كما أعلن التنظيم عن تدمير 32 همرا، و21 آلية، و11 جرافة، و9 BMB". إضافة إلى "تدمير 6 دبابات أبرامز، وإعطاب 6 أخرى، وتدمير 6 آليات كوجار (نقل مشاة)، وثلاث دبابات أخرى، وكاسحتي ألغام، وإسقاط طائرة استطلاع".
ولكن قيادة العمليات المشتركة في العراق وخلية الاعلام الحربي أصدرت بيانا، يوم الاثنين 24-10-2016م قالت فيه إن القوات العراقية قتلت 772 عنصرا من تنظيم الدولة منذ بداية معركة الموصل، وألقت القبض على 23 عنصرا وتدمير 127 عجلة مفخخة وتدمير 27 مفرزة هاون تدمير 16 أحادية (مركبة على متنها مدفع رشاش) وتدمير سبعة احزمة ناسفة وتدمير مخزن كبير للأسلحة وتفكيك اربعة منازل مفخخة وتدمير 11 مضافة للعدو وتفجير 397 عبوة ناسفة تحت السيطرة وتفجير خمس دراجات نارية وثلاثة أنفاق وتدمير مركز قيادة للإرهابيين وتدمير 40 موضع دفاعي للإرهابيين وتدمير ستة مدافع مقاومة للطائرات".

وتابعت تم "تدمير ثلاثة مدافع رشاشة والاستيلاء على 1.5 طن من نترات الامونيا والاستيلاء على تسعة مدافع هاون هاون عيار 120 ملم و 380 قنبرة هاون والاستيلاء على هاون عيار 60 ملم والاستيلاء على 61 صاروخ كاتيوشا والاستيلاء على 31 قاعدة صواريخ والاستيلاء على ثلاث رشاشات بي كي سي كما تم الاستيلاء على اربع قاذفات آر.بي.جي 7 والاستيلاء على حزام ناسف وتدمير اربعة مدافع والاستيلاء على مدفعين والعثور على رشاشات أحادية وتدمير اخريين والعثور على معملين للتفخيخ".
فيما أعلن نجم الدين كريم محافظة كركوك ان" القوات الامنية تمكنت من احباط هجوم تنظيم داعش الذي استهدف مدينة كركوك، بالكامل وقتل 74 داعشيا واعتقال اخرين منهم وانه تم القضاء على المهاجمين بالكامل وعادت الحياة الى طبيعتها في مدينة كركوك و قتل اكثر من 74 ارهابيا داعشيا على يد القوات الامنية واعتقل اخرون بينهم قائد المجموعة التي خططت للهجمات"

مما سبق نستطيع التأكيد على أن عملية تحرير الموصل التى بدأت في الـ 17 من شهر أكتوبر آخر معقل لتنظيم داعش في العراق، وبعد حالة التصاعد فى قتلى كافة الأطراف المشاركة فى المعركة تحولت مع الوقت الى حرب أرقام فالجيش العراقي وعلى الرغم من التكتُّم الحكومي والإعلامي على خسائره تكشف الايام أعداد جديدة من قتلاه وايضا تنظيم داعش الدموى والقوات الكردية وهى الارقام التى ستكشف الايام القادمة عن المزيد منهابين كافة الأطراف المتناحرة .