بعد انضمام العشرات من "عرب 48".. "داعش" قلق أمني جديد لإسرائيل
الأربعاء 26/أكتوبر/2016 - 01:37 م
طباعة

ظاهرة انضمام "عرب 48" إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أصبحت مقلقةً لإسرائيل في ظل ، وقوع بعد العمليات ضد أهداف إسرائيلية في إسرائيل نفسها، في وقت تصاعد الحرب الدولية ضد تنظيم "داعش".
أسرة في "داعش"

فقد تستعد الهيئة القضائية في إسرائيل إلى محاكمة أسرة عربية من "عرب 48"، والتي انضمت لتنظيم "داعش" قبل أن تعيدها تركيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويعد الإسرائيليون العرب من الفئات الأقل تمثيلًا في تنظيم داعش الإرهابي، ولم يتجاوز عددهم الـ 50 طيلة السنوات الأربعة الماضية من تأسيس التنظيم.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن دولة الحتلال الإسرائيلي، تحامن الان صابرين زبيدات (30 عاما) وزوجها وسام (42 عاما)، بعد اعتقالهم مع أبنائهم الثلاثة في نهاية سبتمبر الماضي، بمطار بن غوريون في تل أبيب خلال عودتهم من تركيا، وسط توقع بالحكم عليهم بالسجن.
وتمثل عودتهم نهاية رحلة طويلة، امتدت لعام في أراضٍ الخاضعة لنفوذ "داعش" في سوريا والعراق؛ حيث قاتل وسام مع تنظيم الدولة، بينما كانت صابرين تراقب الكاميرات الأمنية في مستشفى، قبل أن يصلوا في 22 سبتمبر إلى إسرائيل ويعتقلوا مباشرة.
وتم إقناع العائلة بالعودة، بعدما أصيب وسام في ساقه أثناء المعارك، ونجحوا في الخروج في المرة العاشرة بعد عبور الحدود الخطيرة مع تركيا، ونجحوا في الخروج من سوريا مع المهربين الذين دفع لهم والد صابرين، بحسب "الجارديان".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأسرة تنحدر من عائلة تتحدث العبرية، وتعمل، ومن الطبقة الوسطى، موضحةً أنها "بعيدة جدا عن التطرف" الذي يمثله تنظيم الدولة، معتبرين أن هذا القرار مثل لهم صدمة و"مصدرًا للعار".
وقال أحد أفراد العائلة للصحيفة: إن "كل شخص لديه رأس بين كتفيه يعلم أن الجحيم هنا أفضل من تنظيم الدولة"، أثناء حضور العائلة أمام محكمة بتهمة الانضمام "لمنظمة عدوة"، مضيفةً أن "أسرة داعش" تشير إلى ظاهرة العائلات الإسرائيلية مع تنظيم الدولة.
وبحسب التحقيق، فإن الزوجين، صابرين التي تعمل ربة منزل، ووسام الذي يبيع الأثاث، غادرا في 16 يونيو ليزورا أقارب لهما في رومانيا، ثم إلى تركيا، حيث قاما بالتواصل مع حامل للجواز الإسرائيلي من أم الفحم انضم إلى التنظيم في عام 2013.
وعند تسليم جوازاتهما ذهبا إلى الرقة أولا، وهناك تم فصل وسام وصابرين عن أبنائهما وإرسالهما إلى معسكر تدريبي في العراق قبل أن يرسلوا إلى الموصل؛ حيث أصيب وسام في ساقه في غارة جوية.
وقالت الصحيفة: إن انضمام الزوجين إلى التنظيم غير متوقع؛ حيث يقول أحد الأقارب: إن وسام "بائع ناجح، واعتاد أن يتفاخر بأن زبائنه من الأمن الإسرائيلي، بينما لم تكن صابرين متدينة ولم تظهر اهتمامها بالأحداث".
وقال أحد الأقارب إنه تفاجأ من صورتها وهي محجبة بالحجاب الكامل، متسائلًا: "متى أصبحت هكذا؟"، قائلا: "ربما كانت تظن أنها في مغامرة، أو أرادت أن تصبح مشهورة أو اعتقدت أنه سيتم تذكرها خلال 100 عام"، متسائلا: "من كانت تظن أنها ستحرر في سوريا؟ أو ستحرر في العراق؟".
عرب 48 في داعش:

تعتبر حادثة زبيدات هي الحادثة الثالثة خلال شهر، بعد اعتقال وإيقاف ستة مقيمين في القدس المحتلة، قاموا بعمل مجموعة دراسة مستلهمة من التنظيم، وخططوا للذهاب إلى التنظيم في سوريا أو مصر.
وفي سبتمبر الماضي، تم إصدار ضد خمسة رجال عرب من شمال إسرائيل أحكام بالسجن متعددة السنوات يوم الخميس لإنضمامهم إلى تنظيم "داعش" والتخطيط لهجمات في إسرائيل بإسم التنظيم الإرهابي.
وكان الخمسة جزءًا من مجموعة سبع رجال تم اعتقالهم في أواخر عام 2014 لقسم الولاء للتنظيم الجهادي والتخطيط لتنفيذ هجمات في إسرائيل، ومن ضمنها ضد الأقلية الدرزية، وفقًا للشاباك الإسرائيلي حينها.
وتم الكشف أن العضو المركزي في الخلية الجليلية هو عدنان علاء الدين، محامي يبلغ (40 عاما) من مدينة الناصرة، الذي- بحسب ادعاء الشاباك الإسرائيلي- قدم نفسه لباقي أعضاء المجموعة على أنه "ضابط رسمي رفيع في تنظيم داعش بفلسطين".
ونشر علاء الدين الفكر الإسلامي لباقي الأعضاء، ونادى بتنفيذ هجمات ضد مواطنين إسرائيليين، وطلب من أعضاء الخلية ذبح الخراف لتهيئ أنفسهم "وتجهيز أرواحهم" لتحديات الجهاد. وهناك شخصية مركزية أخرى بالخلية هي كريم أبو صلاح من مدينة "سخنين"، الذي اعتقل في شهر يوليو 2014 في مطار بن غوريون الدولي بطريقه إلى سوريا. ويدعي الشاباك أنه سعى لتنظيم هجمات ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، وضد الدروز في إسرائيل من داخل السجن.
وفي شهر يوليو 2016، تم توجيه تهم ضد رجلين عربيين من شمال إسرائيل لدعمهما تنظيم "داعش"، تخطيط كل منهما بشكل منفرد للانضمام إلى التنظيم الجهادي في سوريا. وفي الشهر ذاته، تم الحكم على امرأة عربية إسرائيلية، والدة لخمسة أطفال، بالسجن 22 شهرًا لمحاولتها الانضمام إلى التنظيم من أجل تدريس الفكر الجهادي.
وفي شهر مايو 2016، تم الحكم على خميس سلامة (21 عامًا)، من الرملة، بالسجن 18 شهرًا لمحاولته الانضمام إلى "داعش" في سوريا، وفي شهر أبريل 2016، تم الحكم على أمين صنوبر (24 عامًا)، من قرية كفر ياسيف في الجليل الشمالي، بالسجن 5 أعوام بعد إدانته بالسفر إلى سوريا والانضمام إلى صفوف "جبهة النصرة" أو "فتح الشام" والتي تعتبر فرع تنظيم القاعدة في الشام، والقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي دسمبر 2015 أكد مسئول أمني إسرائيلي أن جنديًّا إسرائيليًّا من أصل عربي انضم إلى تنظيم "داعش" في سوريا. وذكر موقع "والا" الناطق باللغة العبرية أن المجند الذي انضم لتنظيم داعش المتشدد كان قد خدم في لواء "جفعاتي" للمشاة الذي تركزت معظم عملياته في قطاع غزة.
وتقول دولة الاحتلال الإسرائيلي: إن عشرات من العرب المسلمين الذين يحملون جنسيتها سافروا بشكل غير قانوني إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق؛ مما يثير القلق من احتمال عودتهم بعد تطرفهم وتلقيهم تدريبات لشن هجمات مسلحة في إسرائيل.
هجمات "داعش"

وفي نهاية العام الماضي، توعد زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي بتحويل فلسطين إلى "مقبرة لليهود"، في أول تهديد صريح وعلني من جانب أحد رءوس التنظيم موجه ضد الإسرائيليين.
بعد اعتماد "داعش" لاستراتيجية تنفيذ العمليات الإرهابية في أوروبا والولايات المتحدة، سجلت عمليات قليلة للتنظيم في الداخل الإسرائيلي، وسط احتمال أن تهاجم "داعش"، إسرائيل عبر الحدود مباشرة بواسطة لواء "شهداء اليرموك" المتمركزة بالقرب من الجولان؛ حيث تجري مراقبة احتمال تسلل الانتحاريين إلى داخل العمق الإسرائيلي.
ولواء "شهداء اليرموك"، يعد أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة، أعلن عن تشكيله في عام 2012، على يد "أبو علي البريدي" وعرف عنه تسليحه الجيد قياسًا لباقي فصائل درعا؛ حيث ينشط في ريف درعا الجنوبي الغربي وبايع تنظيم "داعش" عام 2014.
وفي يناير الماضي، نفذ نشأت ملحم، عضو بتنظيم "داعش" هجومًا في تل أبيب وهي تعد المرة الأولى التي يؤكد فيها وجود صلة محتملة بين تنظيم "داعش" والداخل الإسرائيلين بحسب جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت".
وقد أطلق ملحم (31 عامًا) النار على زبائن مقهى في تل ابيب في الأول من يناير 2016؛ مما أدى إلى مقتل إسرائيليين، وإصابة 7 آخرين بجروح. ثم قتل ملحم سائق سيارة أجرة عربيًّا إسرائيليًّا في ضواحي تل أبيب. وفي 8 منه، قتلته قوات الأمن الإسرائيلية بالرصاص، أثناء وجوده في مبنى في قريته عرعرة في شمال إسرائيل.
وفي يونيو 2016 قتل 4 إسرائيليين، وأصيب 5 في إطلاق نار في تل أبيب. وأفاد مستشفى إيشيلوف في بيان "تأكدت وفاة 4 أشخاص"، في إطلاق النار قرب حانة ومطعم قبالة مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية وقيادة الجيش.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية، اعتقال المسلَّحَين اللذين أطلقا النار أمام مجمع شارونا التجاري.
المشهد الإسرائيلي:

يبدو أن القلق من "داعش" أصبح واقعًا في إسرائيل في ظل وجود العشرات من "عرب 48" انضمو إلى تنظيم الدولة، مع وقوع بعد العمليات الإرهابية داخل إسرائيل، وهو ما يشكل تطورًا جديدًا في العلاقات بين إسرائيل والتنظيمات المتطرفة والتي كانت حكومات تل أبيب ليست قلقة منهم في ظل الصراع الدائر في سوريا والعراق، والذي كان يمثل هدفًا لدولة الكيان بإنهاك قدرات هذه الدول في حربها مع الجماعات الإرهابية، فهل ستشهد المرحلة المقبلة دخول دول الاحتلال على خط المواجهة مع الجماعات المتطرفة أم أن الأمور لن تراوح مكانها؟