مشاركة حاملة الطائرات الروسية فى الأزمة السورية تجدد التوتر بين موسكو وحلف الناتو

الأربعاء 26/أكتوبر/2016 - 08:11 م
طباعة مشاركة حاملة الطائرات
 
الأميرال كوزنيتسوف
الأميرال كوزنيتسوف
عاد التوتر من جديد بين موسكو وحلف الناتو، على خلفية تحرك حاملة طائرات روسية إلى سوريا في استعراض للقوة أمام سواحل أوروبا، وكان من المخطط أن تذهب إلى ميناء سبتة الإسباني من أجل التزود بالوقود والإمدادات الغذائية أولا، إلا أنها مرت بالمياء دون أن تدخل إلى الميناء، بعد أن أثارت زيارتها المرتقبة للميناء الإسباني قلقا في الغرب.
وأعلنت السفارة الروسية في مدريد ووزارة الخارجية الإسبانية، سحب موسكو لطلبها السابق بالسماح لحاملة الطائرة المتوجهة إلى سواحل سوريا، بزيارة سبتة، من أجل التزود بالوقود والإمدادات، وأوضحت مدريد أنها سمحت لـ3 سفن حربية روسية بزيارة سبتة، في الفترة من 28 أكتوبر/ إلى 2 نوفمبر لكن الجانب الروسي أبلغ الحكومة الإسبانية عن سحب طلبه السماح لسفنه بزيارة الميناء.
كانت صحيفة " El Mundo" الإسبانية قد ذكرت أن "الأميرال كوزنيتسوف" والسفن المرافقة لها، بعد عبورها مضيق جبل طارق، مرت بالميناء الإسباني دون الدخول إليه، وتواصل حاليا رحلتها باتجاه السواحل السورية، ولم يوضح الجانبان الروسي والإسباني سبب تراجع السفن الروسية عن زيارة سبتة.
كانت إسبانيا قد لوحت بإمكانية التراجع عن قرارها الأولي، وذلك بعد أن تعرضت لانتقادات شديدة من قبل سياسيين وعسكريين في الغرب.
وزيرة الدفاع الإيطالية
وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي
من جانبه أكد أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج أن كل دولة من دول الحلف تقرر بنفسها السماح أو عدم السماح للسفن الروسية بالدخول إلى موانئها، معربا عن قلقه من إرسال حاملة الطائرات الروسية للمتوسط، موضحا أن سياسة حلف الناتو منذ سنوات طويلة تكمن في تأكيد حق كل دولة في اتخاذ قرار مستقل حول تزويد سفن أجنبية بالوقود، معربا عن القلق من إمكانية استخدام حاملة الطائرات الروسية والسفن المرافقة لها، لتكثيف الضربات على حلب، وأنني أرسل إشارة بهذا الشأن إلى كافة دول الحلف".
شدد على أن وزراء دفاع حلف الناتو سيبحثون خلال لقائهما في بروكسل نشر روسيا لمنظومات صواريخ "إسكندر-إم" في مقاطعة كالينينجراد، وهي جيب روسي يحد ليتوانيا وبولندا. وشدد على أن الصواريخ التي تطلقها هذه المنظومات العملياتية التكتيكية، يمكن تزويدها برؤوس نووية.
كما تمت الاشارة إلى القرارات الخاصة بتعزيز وجود الحلف في أوروبا الشرقية قرب حدود روسيا، واصفا القرار بنشر 4 كتائب أطلسية في دول البلطيق وبولندا بأنه إجراء "دفاعي ومتزن".، وتعزيز وجود الحلف في منطقة البحر الأسود وكيفية نقل القوات إلى الجناح الشرقي للناتو.
أصر ستولتنبرجعلى ادعائه بأن الناتو يسعى لبناء علاقات بناءة مع روسيا، معتبرا أنه لا يوجد هناك أي تعارض بين مواصلة الحوار وتعزيز الدفاعات.
يأتى ذلك فى ضوء سعى حلف شمال الأطلسي (ناتو) لأن يساهم أعضاؤه في أكبر حشد عسكري على الحدود الروسية منذ الحرب الباردة، في وقت يتأهب فيه الحلف لخلاف ممتد مع موسكو، حيث يهدف وزراء دفاع الحلف إلى الوفاء بوعد قطعه زعماء التكتل في يوليو الماضي، بإرسال قوات إلى دول البلطيق وشرق بولندا اعتبارا من أوائل العام المقبل.
 من جانبها تأمل الولايات المتحدة في الحصول على التزامات من أوروبا بملء أربع مجموعات قتالية بنحو أربعة آلاف عسكري، في إطار رد حلف الأطلسي على ضم روسيا للقرم عام 2014 وقلقه من أن تحاول تكرار الأمر نفسه في جمهوريات سوفياتية سابقة في القارة الأوروبية، ومن المنتظر أن تنضم فرنسا والدانمارك وإيطاليا ودول حليفة أخرى للمجموعات القتالية الأربع التي تقودها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وكندا، كي تذهب إلى بولندا وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا بقوات تضم أسلحة متنوعة، بدءا من المشاة المدرعة حتى الطائرات المسيّرة.
وستكون المجموعات القتالية مدعومة بقوة الرد السريع في الحلف البالغ قوامها أربعين ألف عسكري، وبقوات متابعة أخرى يمكن أن تنتقل إلى دول البلطيق وبولندا على أساس دوري إن تطلب الأمر، وذلك تأهبا لأي صراع قد ينشأ، وتعد هذه الإستراتيجية جزءا من قوة ردع وليدة يمكن أن تضم في النهاية دفاعات صاروخية ودوريات جوية ودفاعات ضد الهجمات الإلكترونية.
من ناحية اخري دعت روما الدول الأعضاء في حلف الناتو إلى مواصلة الحوار مع موسكو وعدم التركيز الحصري على موضوع روسيا خلال جلسات الحلف، وقالت وزيرة الدفاع الإيطالية، روبيرتا بينوتي، "نأمل في أننا سنتحدث هنا عن استئناف الحول مع روسيا أيضا. ينبغي علينا الالتزام بالأهداف المرسومة في وارسو في قمة الناتو والمقررات المتخذة هناك،  ولا أعتقد أنه علينا التركيز على موضوع روسيا، غير أنه يبقى مندرجا في جدول أعمالنا في إطار الضمانات المقدمة لشركائنا الشرقيين والتوترات التي قد تظهر بهذا الخصوص".
أكدت أن القيادة المشتركة للناتو في مدينة نابولي يجب تحولها إلى قيادة مركزية "إذ أن البحر المتوسط بات منطقة للتحديات الأمنية والمخاطر".
ينس ستولتنبرج
ينس ستولتنبرج
بينما كانت بريطانيا في طليعة منتقدي الحكومة الإسبانية، علما بأن لندن تطرح دائما موضوع زيارات سفن حربية روسية لميناء سبتة للتزود بالوقود، في إطار الناتو، باعتبار أن مثل هذا التعاون مع روسيا أمر غير لائق لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي. 
وسبق لوسائل إعلام بريطانية أن رجحت أن يكون موقف إسبانيا وقبولها بزيارات السفن الروسية لموانئها، جزءا من الخلاف بين مدريد ولندن حول تبعية جبل طارق.
من جانبه أعرب وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، عن قلقه من نية إسبانيا تقديم المساندة الفنية للسفن الحربية الروسية،بينما  امتنعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن الإجابة بصورة مباشرة عن سؤال بهذا الشأن، لكنها جددت دعوتها إلى تشديد الضغوط على روسيا فيما يتعلق بالوضع في سوريا.
يذكر أن الناتو أعلن الأسبوع الماضي أن الدول الأعضاء في الحلف ستقوم بمراقبة دائمة لتنقلات حاملة الطائرات الروسية والسفن المرافقة لها والتابعة للأسطول الشمالي الروسي في مياه البحر الأبيض المتوسط، على أن تقوم قوات الحلف البحرية العسكرية بمراقبة دائمة لتحركات السفن الروسية في البحر الأبيض المتوسط".، مع التأكيد على أن عمليات الأسطول البحري العسكري الروسي في المياه الدولية لا تتناقض مع قواعد القانون الدولي".
وأعرب الناتو عن قلقه من إرسال موسكو مجموعة إضافية من السفن الحربية إلى البحر الأبيض، معتبرا أن هذه الخطوة "لا تزيد من القناعة بأن روسيا تعمل على وقف الأعمال القتالية واستئناف عملية السلام في سوريا".
يذكر أن الطراد الروسي الحامل للطائرات والمزود بالأسلحة الثقيلة "الأميرال كوزنيتسوف"، التابع للأسطول الشمالي الروسي، توجه، بمرافقة مجموعة من السفن الداعمة له، في 15 أكتوبر ، إلى مياه البحر المتوسط.  
وقال المكتب الصحفي للأسطول الشمالي إن المجموعة تضم كذلك والطراد الذري الثقيل "بطرس الأكبر"، وسفينتي "سيفيرومورسك" و"الفريق البحري كولاكوف" المضادتين للغواصات، بالإضافة إلى عدد من سفن الإمداد، وأعلن الأسطول أن هدف نقل السفن إلى البحر المتوسط يكمن في ضمان الوجود البحري العسكري الروسي في المناطق ذات الأهمية العملية.

شارك