بعد استهداف "القحطاني" و"العتيبي".. أفغانستان الملاذ الآمن لـ"القاعدة" و"داعش"

الخميس 27/أكتوبر/2016 - 01:15 م
طباعة بعد استهداف القحطاني
 
مع الحرب الدولية الدائرة ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، دخلت الولايات المتحدة حربًا أخرى استباقية ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان، بعد سعي الأخير إلى تأمين معقل آمن له يدير عملياته الإرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب والشرق.

البنتاجون يستهدف القحطاني والعتيبي

البنتاجون يستهدف
استهدفت غارة بطائرة أمريكية من دون طيار قياديًّا بارزًا من تنظيم "القاعدة" ونائبه في شمال شرق أفغانستان، بحسب ما أفاد مسئول عسكري أمريكي.
وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون): إن الغارة في ولاية كنر استهدفت أمير تنظيم القاعدة في شمال شرق أفغانستان، فاروق القحطاني، ونائبه بلال العتيبي.
وذكر بيتر في بيان أن الجيش الأمريكي لا يزال يقيم نتائج الضربات التي استهدفت القياديين في مواقع للقيادة والسيطرة بمناطق نائية في إقليم كونار.
وأكد كوك أن أحد المستهدفين هو فاروق القحطاني زعيم القاعدة في شمال شرق أفغانستان والذي كلفته قيادة التنظيم بإعادة تأسيس ملاذات آمنة في البلاد.
وأضاف: "كان من كبار المخططين للهجمات على الولايات المتحدة وله تاريخ طويل من توجيه الهجمات الدموية ضد القوات الأمريكية وحلفائنا".
وذكر المسئول أن الولايات المتحدة تبحث عن القحطاني منذ أربع سنوات وأن عدة وكالات أمريكية شاركت في عملية تعقبه واستهدافه.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية وضعت مطلع العام الجاري نايف سلام محمد نجيم الحبابي، الذي يعرف أيضًا باسم فاروق القحطاني، على قائمة الإرهاب.
ووصف المسئول القحطاني بأنه المسئول الأول في القاعدة في أفغانستان بينما العتيبي هو الثاني أو الثالث في سلسة القيادة.
فيما شارك بلال العتيبي في "جهود لإعادة تأسيس ملاذ آمن في أفغانستان لتهديد الغرب انطلاقا منه وفي جهود لتجنيد وتدريب مقاتلين أجانب".

شمال شرق أفغانستان

شمال شرق أفغانستان
ووجود تنظيم القاعدة في شمال شرق أفغانستان؛ نظرًا لطبيعة البلاد في التخفي والإعداد لمعسكرات التنظيم، كما أن المنطقة تشهد صراعًا بينا الديش الأفغاني حركة طالبان ومن وقت لآخر تسيطر طالبان على ولايات شمال شرق أفغانستان أو بعض الولايات منها.
وتضم ولايات شمال شرق أفغانستان "ولاية كنر وهي تضم حوالي 15 مدينة وعاصمة الولاية أسعد آباد، وهناك ولاية كندوز وتضم 7مدينة وعاصمتها قندوز، وهناك ولاية بدخشان وهي الأكبر وتضم 29 مدينة وعاصمتها فيض اباد، وتعد ولاية بدخشان إحدى أهم الولايات الحدودية فهي متاخمة لحدود الصين وطاجيكستان وباکستان، وتشکل بدخشان حوالي 53 بالمائة من مياه أفغانستان وأرفع قمة جبال الهندوكوش تقع بهذا الإقليم الحدودي. كما أن هناك مضيق "واخان يزين" أقصی شرقي بدخشان حيث الحدود الصينية والباکستانية، وهو ما يعتبر مقرًّا آمنًل لتنظيم القاعدة، ولكن الولاية يقطنها أغلبية من عرقية الطاجيك وهي عرقية لا تحبذ وجود حركة طالبان الذين ينحدرو من عرقية البيشتو.
ومن ولايات شرق أفغانستان وِلَايَة نُورِسْتَانْ وتأسست رسمياً عام 2001 من أجزاء شمالية لمحافظتی لغمان وکونر المجاورتين. يقع إقليم نورستان علی مقربة من سلسلة جبال الهندوکش وعاصتمها مدينة بارون، وأهلها أيضًا يرفضون وجود حركة طالبان، وأيضًا الجماعات الإرهابية كتنظيم القاعدة.
كما رصد مسئولون أمنيون في أفغانستان وحلف شمال الأطلسي "الناتو" سعي الجماعة الإرهابية كتنظيم القاعدة و"داعش"، إقامة قاعجة في مدينة "جلال آباد" التي تقع في شرق أفغانستان، وهي عاصمة ولاية ننغرهار. ترتبط بالعاصمة الأفغانية كابل من الغرب بواسطة طريق سريع طوله حوالي 90 ميلاً، وتبعد من الشرق بنفس المسافة تقريباً عن بشاور في باكستان. 
ومن ولايات شمال شرق أفغانستان ولاية بنجشير عاصمتها مدينة بازارک تقع شمال ولاية کابول. تحتضن بنجشير ضريح القائد الميداني الأفغاني السابق أحمد شاه مسعود الذي عُرف بأسد بنجشير إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان في 1979 واغتيل مسعود في 9 سبتمبر 2001.

استهداف القاعدة

استهداف القاعدة
ومع سعي التنظيمات الجهادية إلى التواجد في اقليم شمال شرق أفغانستان، كانت العمليات العسكرية للقوات الأفغانية وحلف شمال الاطلس"الناتو" بقيادة الولايات المتحدة، لمواجهة تحركات الجماعات الجهادية.
وقد قال مسئول أمريكي مشترطا عد الكشف عن هويته: إن الضربات نفذت بشكل متزامن على مجمعين مختلفين. وأضاف أنه تم إطلاق العديد من الصواريخ هيلفاير على كل مجمع.
وأضاف مسئولون أمريكيون طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أن الضربات الجوية التي نفذت بطائرات دون طيار كانت أهم هجمات ضد التنظيم في أفغانستان منذ عدة سنوات.
وقال مسئولون عسكريون: إن الطائرات الحربية الأمريكية نفذت نحو 700 ضربة جوية هذا العام حتى الآن مقارنة مع نحو 500 في العام الماضي بأكمله، فيما يشير إلى تزايد دور القوات الأمريكية، والذي يتوقع أن يستمر في المستقبل المنظور.

المشهد الأفغاني

تحرك القوات الأمريكية لقتل قيادات القاعدة التي تسعى لتأسيس ملاذ آمن لها في شمال شرق أفغانستان- يأتي في إطار الرصد والمتابعة لتحركات الجماعات الإرهابية، خاصةً بعد تضييق الخناق عليها في العراق وسوريا؛ حيث تعتبر هذه الجماعات أفغانستان أرض البقاء والإدارة والملاذ الآمن لها ضد ضربات الاستخبارات الغربية والشرقية، فهل سينجح مخطط المخابرات الأمريكية في مواجهة القاعدة و"داعش" في أفغانستان؟

شارك