بعد أسبوعين من الكر والفر.. قتلى الموصل بين تهويل "داعش" وأرقام واشنطن

الخميس 27/أكتوبر/2016 - 01:39 م
طباعة  بعد أسبوعين من الكر
 
على الرغم من مرور ما يقارب الأسبوعين على بدء معارك تحرير الموصل من تنظيم داعش الدموي وبعد أسبوعين من الكر والفر بين كافة الأطراف المشاركة في الصراع- لا زالت أرقام القتلى من أطراف الصراع غير محددة بدقة بين تهويل داعش في عدد من قتلتهم وأرقام الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تخلو أيضًا من التهويل والتضخيم، على الرغم من أنها لا تشارك بقوات برية لحصر الضحايا بدقة. 
 بعد أسبوعين من الكر
واشنطن أعلنت على لسان جوزف فوتيل، رئيس القيادة الأمريكية الوسطى اليوم الخميس 27-10-2016م عن مقتل ما يقرب من 800 إلى 900 من مقاتلي تنظيم "داعش" منذ أن بدأت القوات العراقية، بمساندة التحالف الدولي عملية استعادة الموصل في 17 أكتوبر 2016م وقال الجنرال، في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": "فقط في العمليات التي جرت خلال فترة الأسبوع ونصف الأسبوع الماضية لاستعادة الموصل نقدر أنهم قتلوا على الأرجح 800 إلى 900 مقاتل من تنظيم داعش".
 بعد أسبوعين من الكر
على الجانب الآخر وفي محاولة من داعش للدخول في حرب أرقام موازية نشرت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم الدولة، إحصائية عن معركة الموصل تؤكد  إن عناصر التنظيم تمكّنوا من قتل 819 عنصرًا من القوات العراقية والبيشمركة خلال سبعة أيام فقط، أي بمعدل 117 عنصرًا في كل يوم من المعركة، كما بيّن التنظيم أن 58 عنصرًا يتبعون له فجّروا أنفسهم في الموصل خلال الأيام السبعة الماضية، أي بمعدل 8 عمليات انتحارية يوميًّا وحول الهجمات التي تلقاها، قال التنظيم: إن القوات العراقية والبيشمركة شنّوا 120 هجومًا بدعم من قوات خاصة أجنبية، لم يكشف التنظيم عن عدد قتلاه منذ بداية معركة الموصل، مكتفيًا بالقول: إن الغارات الأمريكية على المدينة أسفرت عن قتل 41 مدنيًّا وإصابة 67 آخرين، كما أعلن التنظيم عن تدمير 32 همرا، و21 آلية، و11 جرافة، و9 BMB". إضافة إلى "تدمير 6 دبابات أبرامز، وإعطاب 6 أخرى، وتدمير 6 آليات كوجار (نقل مشاة)، وثلاث دبابات أخرى، وكاسحتي ألغام، وإسقاط طائرة استطلاع".
 بعد أسبوعين من الكر
أما الجيش العراقي فالتكتُّم الحكومي والإعلامي على خسائره هو سيد الموقف، وإن كشفت أعداد جثث القتلى المتوافدة إلى مدينة سامراء حجم هذه الخسائر؛ حيث أكد مصدر طبي في مستشفى سامراء العام، فضَّل عدم الكشف عن هويته، أن "مستشفى سامراء العام استقبل خلال اليومين الماضيين عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الأمنية قادمة من مدينة الموصل، وأن أغلب جثث قتلى الجيش عبارة عن أشلاء متناثرة ومتفحمة، قد تكون تعرضت لتفجيرات عن قرب بهجمات انتحارية أو عبوات ناسفة، بينما تعرضت جثث أخرى إلى إطلاق قناص في مناطق الرأس والصدر، فضلاً عن عشرات الإصابات الحرجة في مناطق متفرقة من الجسم".
ويعود هذا التزايد في اعداد القتلى من الجيش العراقي إلى ما تشهده مدينة الموصل من معارك عنيفة بين القوات الحكومية، متمثلة بالجيش العراقي والقوات الأمنية مدعومة بطيران التحالف الدولي، وبين تنظيم داعش؛ حيث إنه وفقاً لتأكيدات حسين الزيدي الملازم في الشرطة الاتحادية العراقية، فإن المعارك في مدينة الموصل ضد تنظيم داعش تصاعدت حدتها، وتحولت إلى معارك كر وفر بين الجانبين، وإن القوات الأمنية متمثلة بالشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، تقدمت منذ انطلاق عملية تحرير الموصل تقدماً ملحوظاً وسريعاً على المحورين الجنوبي والجنوبي الشرقي، ولكن مقاومة عناصر تنظيم داعش اشتدت في اليومين الماضيين، وتابع: "تنظيم داعش كلما تقدمت القوات الأمنية نحو مركز المدينة زادت مقاومته؛ لذلك فإن بعض الأحياء تشهد منذ ساعات معارك كر وفر بين الجانبين واستغل داعش غياب طيران التحالف الدولي بسبب انعدام الرؤيا، وبسبب سحب الدخان المتصاعدة نتيجة لحرق النفط الأسود ومعامل الكبريت من قبل تنظيم داعش، ليشن هجمات مباغتة على القوات الأمنية، وبالتالي فإن قطعات الجيش لا يمكنها التقدم صوب مركز مدينة الموصل ما لم يتوفر لها غطاء جوي من التحالف الدولي، في ظل الانتشار الكثيف لقناصة داعش في المدينة، وإن تواصل المعارك ضد تنظيم داعش دون توفير غطاء جوي ستكلفنا المزيد من الخسائر البشرية، في حين أننا غير مستعدين للتضحية بجنودنا نتيجة لهفوات عسكرية ربما تكون مفتعلة".
 بعد أسبوعين من الكر
يذكر أن قيادة العمليات المشتركة في العراق وخلية الإعلام الحربي أصدرت بيانا، يوم الاثنين 24-10-2016م قالت فيه: إن القوات العراقية قتلت 772 عنصرًا من تنظيم الدولة منذ بداية معركة الموصل، وألقت القبض على 23 عنصرًا وتدمير 127 عجلة مفخخة وتدمير 27 مفرزة هاون تدمير 16 أحادية (مركبة على متنها مدفع رشاش) وتدمير سبعة أحزمة ناسفة وتدمير مخزن كبير للأسلحة وتفكيك أربعة منازل مفخخة وتدمير 11 مضافة للعدو وتفجير 397 عبوة ناسفة تحت السيطرة وتفجير خمس دراجات نارية وثلاثة أنفاق وتدمير مركز قيادة للإرهابيين وتدمير 40 موضعًا دفاعيًّا للإرهابيين وتدمير ستة مدافع مقاومة للطائرات".
 وعلى الجانب الكردي أعلن نجم الدين كريم محافظة كركوك أن" القوات الأمنية تمكنت من إحباط هجوم تنظيم داعش الذي استهدف مدينة كركوك، بالكامل وقتل 74 داعشيًّا واعتقال آخرين منهم، وأنه تم القضاء على المهاجمين بالكامل وعادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة كركوك، وقتل أكثر من 74 إرهابيًّا داعشيًّا على يد القوات الأمنية واعتقل آخرون بينهم قائد المجموعة التي خططت للهجمات"، وفي سياق متصل، قصفت مقاتلات التحالف الدولي مواقع، يعتقد أنها للتنظيم في بعشيقة شرق الموصل، فيما واصلت البيشمركة تقدمها في محيط البلدة وتشق القوات العراقية طريقها إلى الموصل بثبات على أكثر من محور، وفق قائد القوات الأمريكية في العراق، جوزيف فوتيل.
 بعد أسبوعين من الكر
من جانبه، أكد جهاز مكافحة الإرهاب، الذي أسندت إليه مهمة اقتحام الموصل من محورها الشرقي، أنه أصبح على مشارف قرية بزواية المحاذية لمنطقة كوكجلي التي تعد المدخل الشرقي للموصل بعد تقدمها لمسافة 6 كم واستعادة عدد من القرى، وكشف قائد العمليات الخاصة بجهاز مكافحة الإرهاب، معن السعدي، أيضاً أن "داعش" بات يستخدم للمرة الأولى أسلحة ثقيلة فيما كشف مجلس محافظة نينوي أن "داعش" أعدم في الأيام القليلة الماضية عشرات السجناء، الذين أسرهم سابقاً من القرى التي انسحب منها مع تقدم الجيش العراقي باتجاه مدينة الموصل.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من مرور ما يقارب الأسبوعين على بدء معارك تحرير الموصل من تنظيم داعش الدموي وبعد أسبوعين من الكر والفر بين كافة الأطراف المشاركة في الصراع- لا زالت أرقام القتلى من أطراف الصراع غير محددة بدقة بين تهويل داعش في عدد من قتلتهم وأرقام الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تخلو أيضًا من التهويل والتضخيم، ولكن مما لا شك فيه أن الأيام المقبلة ستكشف عن المزيد والمزيد من الدماء لدى كافة الأطراف. 

شارك