تصاعد المواجهات في اليمن وغموض حول مبادرة "ولد الشيخ"
الخميس 27/أكتوبر/2016 - 04:02 م
طباعة

تصاعدت وتيرة المواجهات بين الجيش اليمنين وقوات الحوثيين وصالح، خلال الساعات الماضية في جبهات عدة، أعنفها في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، وتعز وعلى الحدود اليمنية السعودية، وسط تسري بنود مباردة المبعوث الأممي للحل السياسي في اليمن، وتجدداهام الحكومة اليمنية لإيران بتدريب 6 آلاف حوثي.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، تصاعدت وتيرة المواجهات في اليمن بين الجيش الوطني والميليشيات خلال الساعات الماضية في جبهات عدة، أعنفها في مناطق بران وبني بارق والحول في جبهة نهم شمال شرق العاصمة صنعاء.
وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في مديرية نهم (شرق العاصمة صنعاء): إن 18 مسلحاً من جماعة الحوثيين وقوات صالح قُتلوا وأصيب العشرات، في معارك عنيفة، أمس الأربعاء.
وذكر عبدالله الشندقي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن أربعة من عناصر المقاومة وقوات الجيش الحكومي قُتلوا، فيما أُصيب 7 آخرين في ذات المعارك، التي تدخلت فيها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
وبحسب الشندقي فإن القوات الحكومية سيطرت على جبل النفاحة وجبل جرف اليلع وعدد من التلال، بعد معارك شرسة.
وأضاف: «تم تدمير دبابتين ومدرعة وأربعة مدافع وخمسة رشاشات ثقيلة وعدد من الأطقم وسقوط 18 قتيلاً وعشرات الجرحى من صفوف الميليشيات».
كما شنت طائرات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتحصينات االحوثيين وصالح في جبهة نهم، ومعسكرات خاضعة للمتمردين في منطقة بني حشيش القريبة من العاصمة، بالإضافة إلى المطار الحربي ومعسكر الدفاع الجوي في مدينة الحديدة غرب اليمن ومخازن أسلحة للميليشيات في منطقة باجل شمال شرق المدينة.
أما في محافظة تعز، فقد تواصلت المواجهات في جبهتي حيفان والوازعية جنوب وجنوب غرب المحافظة تصدت خلالها قوات الشرعية لمحاولات تسلل من قبل الميليشيات التي تكبدت خسائر كبيرة.
فيما قال مصدر عسكري أمس الأربعاء: إن المعارك بين الحوثيين وقوات صالح من جهة، والجيش السعودي من جهة أخرى ما تزال على أشدها منذ أيام، على الحدود اليمنية السعودية.
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين»، أن المعارك توسعت لتشمل جبل تويلق والخوبة وجبل ملحمة وهي مناطق شبه جبلية وخاليه من السكان، وتبعد عشرات الكيلومترات عن مناطق المثلث والحصامة والملاحيط اليمنية.
وأضاف أن المعارك تركزّت في المناطق الواقعة قبالة جازان السعودية، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة الرشاشة ومدافع الهاون، ومن المُرجح أن قتلى وجرحى سقطوا خلال المعارك الضارية.
وبموازاة ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، عدداً من الغارات استهدفت تحركات الحوثيين وقوات صالح في المناطق الحدودية بمديرية شدا والضاهر بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين (أقصى شمال اليمن).
مقتل قادة للقاعدة:

وفي سياق آخر قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان: إن 5 من أعضاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتلوا في ضربة عسكرية أمريكية الأسبوع الماضي في اليمن.
وأضاف البيان أن الغارة نفذت في محافظة مأرب اليمنية في 21 أكتوبر. ولم يذكر البيان كيف تم تنفيذ الغارة.
كما أعلنت الشرطة اليمنية في محافظة لحج، جنوبي البلاد، اليوم الخميس، مقتل قيادي في تنظيم القاعدة بطلق ناري في مكان احتجازه.
وأوضح بيان لشرطة محافظة لحج أن ” القيادي في تنظيم القاعدة المدعو” أبو المحضار” قتل إثر طلق ناري راجعة أطلقت بالهواء لم يعرف مصدرها بعد بينما كان يتواجد في سور المبنی الذي كان محتجز فيه بعد تسليم نفسه في الشهر الماضي إلی إدارة شرطة المحافظة.
وأضاف البيان الذي نشر بصفحة شرطة لحج على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "الطلق الناري الذي قتل القيادي في القاعدة أطلق من مصدر مجهول يرجح البعض رجوعه إلی أحد مواقع تدريب الرماية الذي يتواجد بالقرب من مكان الاحتجاز".
وتابع البيان "أبو المحضار قد تم دفنه بعد إذن من أقربائه وزوجته، دون ذكر موعد مقتله أو دفنه".
وكان القيادي في القاعدة "أبو المحضار" قد سلم نفسه إلی مدير أمن محافظة لحج، العميد عادل الحالمي، منذ حوالي شهر، وتم احتجازه منذ ذلك الوقت.
وينشط تنظيم القاعدة في عدة مناطق يمنية،ويستهدف بين وقت وآخر قيادات وأفراد في الشرطة والجيش،مخلفًا في الغالب قتلى وجرحى.
المسار التفاوضي:

وعلى صعيد المسار التفاوضي، تداولت وسائل محلية وناشطون وثائق مسربة لنص الخطة الأممية للتسوية السياسية في اليمن، وسط صمت من المتمردين، ورفض واضح للمبادرة من قبل الجانب الحكومي.
وسعت الحكومة اليمنية إلى تجاهل المبادرة مع تأكيدها أنها لم تستلم أي خطة من المبعوث الأممي؛ بسبب ما بدا أنه رفض لأي مساس بمنصب نائب الرئيس الذي تدعو الخطة الأممية إلى استقالته وتعيين بديل متوافق عليه.
وألمح الرئيس هادي عقب اجتماع مع مستشاريه إلى رفض الخطة الأممية الجديدة.
وقد كان القيادي السابق بجماعة الحوثي، علي البخيتي، سرب مساء الأربعاء المسودة الأممية التي سلمها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، لوفد الحوثي وصالح في صنعاء.
وتشير المسودة المسربة والمعنونة بـ"خارطة الطريق في اليمن "إلى الترتيبات والجدول الزمني للفترة الانتقالية لاتفاقية شاملة تمثل المنهج الجديد لحل الصراع في اليمن، وإكمال المرحلة الانتقالية، وصولًا إلى الانتخابات خلال عام واحد.
ووتضم خارطة الطريق الأممية، المكونة من ديباجة و12 بندًا:
سيتشاور المبعوث الخاص للأمم المتحدة مع الأطراف فورًا؛ للتوصل إلى اتفاق مبدئي يتضمن ترتيبات أمنية وسياسية معًا، وذلك لمنح الثقة لجميع الأطراف بأن الاتفاقية ستنفذ، وهذه الخطوات مجتمعة ستشكل اتفاقية كاملة وشاملة، والمواضيع الرئيسية التي يجب الاتفاق بشأنها خلال المشاورات تتضمن:
1- الانسحابات الضرورية من صنعاء وتعز والحديدة، باعتبار أن صنعاء هي النقطة الحاسمة التي تمكن من تشكيل حكومة جديدة.
2- بعد مشاورات ستسمي الاتفاقية شخصا لتعيينه نائبا للرئيس، ويجب أن يتمتع هذا الشخص بدرجة عالية من القبول، وأن يكون قادرًا على التجاوب مع متطلبات الفترة القادمة.
3- اسم الشخص المتفق عليه الذي سيتم تعيينه رئيسًا للوزراء.
4- شروط الضمانات الداخلية والدولية للامتثال.
5- تحث اللجنة الرباعية ودول مجلس التعاون الخليجي الأطراف على استئناف المشاورات مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة؛ بهدف التوصل إلى حل سلمي، وستعقد هذه المشاورات على أساس مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات العلاقة، بما في ذلك القرار 2216. ولدعم المفاوضات التي يجريها المبعوث الخاص، فإن المجموعة الرباعية ودول مجلس التعاون الخليجي تحث الأطراف على الالتزام مجددا، واحترام شروط وأحكام اتفاقية وقف القتال، التي بدأ سريان مفعولها في 10 أبريل، وانسحاب جموع الحوثيين وصالح من الحدود السعودية اليمنية إلى مسافة 30 كم من الحدود؛ من أجل تجنب وقوع أي هجوم مستقبلي على الأراضي السعودية.
6- بعد المفاوضات الإعدادية الكافية المدعومة من الأمم المتحدة، ومجموعة الدول الثماني عشرة، تلتقي الأطراف مجددا لفترة لا تتجاوز الأسبوع، وذلك لوضع اللمسات الأخيرة على نصوص الاتفاقية الكاملة، والشاملة، ومن ثم توقيعها.
7- بمجرد التوقيع على الاتفاقية الكاملة والشاملة، تعلن الأمم المتحدة عن تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال 30 يومًا، إذا نفذت جميع الأطراف التزاماتها، كلا فيما يخصه.
8- بمجرد التوقيع على الاتفاقية الكاملة والشاملة، يستقيل نائب الرئيس الحالي، (الفريق علي محسن)، ويعين الرئيس هادي النائب الجديد للرئيس "المسمى في الاتفاقية".
9- بموجب تراتبية الخطوات السياسية والأمنية، التي تم التفاوض بشأنها والاتفاق عليها، تنفذ جموع صالح والحوثيين الانسحابات المتفق عليها من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، والحكومة اليمنية، مدعومة من قبل التحالف العربي، ستنفذ الخطوات السياسية المتفق عليها مسبقا، تنقل جموع صالح والحوثيين جميع راجمات الصواريخ البالستية إلى طرف ثالث، ويعين الرئيس هادي أعضاء اللجان الأمنية التي ستشرف على تنفيذ الترتيبات الأمنية، ابتداء من اليوم الأول بعد الاحتفال بتوقيع الاتفاقية، وحتى اليوم الثلاثين تقريبًا.
10-عند اكتمال الانسحابات من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بما في ذلك راجمات الصواريخ البالستية، ينقل الرئيس هادي كافة صلاحياته إلى نائب الرئيس، يعين نائب الرئيس رئيس الوزراء الجديد، الذي يحل محل الحكومة السابقة، في اليوم الثلاثين أو حولها من بعد الاحتفال على توقيع الاتفاقية.
11- يعين رئيس الوزراء أعضاء حكومته -بحسب المحاصصة- في الملفات المتفق عليها على أساس 30% من الوظائف الوزارية للمرأة، و50% للجنوب. ويتسلم رئيس الوزراء، وأعضاء حكومته صلاحياتهم متى ما وافق البرلمان، والهيئة الوطنية، على أسماء أعضاء الحكومة وبرامجهم، في اليوم الواحد والثلاثين أو حولها من بعد الاحتفال بتوقيع الاتفاقية.
12- بعد تنصيب الحكومة الجديدة في صنعاء، يعقد الضامنون الدوليون للاتفاقية الكاملة والشاملة مؤتمرا يعنى بتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، واستقرار الاقتصاد، والمساعدة في التنمية وإعادة البناء.
13- تشرف حكومة الوحدة الجديدة على الانسحابات الإضافية، وتسليم الأسلحة من المحافظات الأخرى، ومن تعز والحديدة، والتي يجب أن تكون بدأت في اليوم الخامس والأربعين أو حولها من بعد الاحتفال بتوقيع الاتفاقية.
14- ستلتزم حكومة الوحدة الجديدة بسياسية احترام حدودها الدولية، وحرمتها وسلامة أراضيها، واستخدام كافة موارد الدولة لاجتثاث المنظمات الإرهابية العاملة داخل الحدود اليمنية، وتمنع استخدام الأراضي اليمنية لتصدير الأسلحة القادمة من أطراف ثالثة لهدف تهديد المياه الدولية، أو أمن جيران اليمن.
15- بمساعدة الأمم المتحدة، ستبدأ حكومة الوحدة الجديدة حوارا سياسيا؛ لوضع اللمسات الأخيرة على خارطة الطريق الانتخابية ومسودة الدستور، وتطوير برنامج العدالة الانتقالية، في اليوم الستين أو حولها من بعد الاحتفال بتوقيع الاتفاقية، متى ما أدى الوزراء اليمين الدستورية.
إيران والحوثيون:

وفي سياق آخر اتهم رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن دغر، طهران بتدريب 6 آلاف من المسلحين الحوثيين في إيران ولبنان.
جاء ذلك خلال لقائه اليوم الخميس، في الرياض، بالسفير الفرنسي لدى اليمن، كريستيان تسو، حسب وكالة سبأ اليمنية الرسمية.
وأكد بن دغر أن "الحكومة اليمنية لم تكن مع الحرب أساساً، لكن ميليشيا الحوثي فرضتها على اليمنيين جميعاً عندما تحركت بسلاحها من صعدة (معقل الحوثيين شمالا) إلى محافظة عمران والعاصمة صنعاء ثم إلى بقية المحافظات، وقتلت الناس وفجرت البيوت".
وأضاف بن دغر أن "الحرب لم تبدأ في 26 مارس من العام الماضي، بل بدأت منذ أن “حمل الحوثيون السلاح ضد خصومهم السياسيين وضد الدولة بدعم إيراني واضح وفعال".
واتهم رئيس الحكومة اليمنية السلطات الإيرانية بإرسال الخبراء وتدريب قرابة ستة آلاف مقاتل حوثي في إيران ولبنان. وأشار إلى أن العالم سيدرك لاحقاً أن الحوثيين هم مشكلة حقيقية ليس على اليمن فقط ولكن على المنطقة والعالم .
كما ذكرت أثبتت الهجمات الصاروخية الأخيرة المنسوبة إلى المتمردين الحوثيين اليمنيين بمساعدة من "الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله"، استخدام طهران "الوسطاء" لتعزيز أجندتها السياسية.
وبحسب صحيفة "واشنطن تايمز"، لم يكن الحوثيون قادرين على شن هجوم على القوات البحرية الأمريكية، بدون أوامر من رعاتهم الإيرانيين، والاعتقاد بخلاف ذلك ما هو إلا وهم وفقا للصحيفة.
وأضافت الصحيفة: "وبمساعدة من الحرس الثوري، شيدت جماعة حزب الله الواقعة تحت تصنيف الجماعات الإرهابية، ذات التمويل الإيراني، موقع رادار خارج اثنين من الموانئ اليمنية الرئيسية على البحر الأحمر، "المخاء" و"الحديدة"، والتي هي حاليًا تحت سيطرة المتمردين الحوثيين".
ووفقًا لتقارير متعددة، كانت هذه المواقع تدار من قبل فرق رادار وصواريخ الحرس الثوري وحزب الله.
وكانت الصواريخ التي أطلقت هي نسخة مطورة من طراز الصاروخ الصيني C-802 المضاد للسفن، وينبغي أن نتذكر أنه في 14 يوليو 2006، أطلق حزب الله بنجاح صاروخ C-802 ضد السفينة الإسرائيلية "أي ان إس حانيت"، وألحقوا بها أضرارًا جسيمة.
وعلى الرغم من تأكيد إيران على عدم تقديمها أسلحة، إلا أن الحوثيين استلموا شحنة قبل أسبوع من الهجمات الصاروخية، وهي أكبر شحنة من الأسلحة الإيرانية حتى الآن وفقًا للصحيفة.
من الواضح أن هذه الشحنة، شملت صواريخ "سكود دي" أرض- أرض التي يبلغ مداها 800 كيلومتر، والصواريخ المطورة الصينية C-802 المضادة للسفن.
وأُرسلت صواريخ سكود إلى الحدود الشمالية، لتستخدم ضد المملكة العربية السعودية، بينما أُرسلت الصواريخ C-802 المضادة للسفن لحركة الحوثيين، التي تخضع لسيطرة الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر.
وفي اليوم نفسه، أُطلقت الصواريخ ضد سفينة الولايات المتحدة الحربية "مايسون".
وفي الـ 9 من أكتوبر أطلق الحوثيون، بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني، صواريخ سكود- دي على مدينة الطائف في السعودية، التي تبعد 700 كيلومتر عن الحدود اليمنية، والمهم في الأمر أنها تبعد 70 كيلومترًا فقط عن مدينة مكة المكرمة.
المشهدي اليمني:
مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.