موسكو تعترف بفشل اتفاقها مع واشنطن فى الأزمة السورية..والجيش السوري يتقدم
الخميس 27/أكتوبر/2016 - 08:53 م
طباعة


بوتين
تماشيا مع اختلاف الرؤي الأمريكية الروسية فى الأزمة السورية، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولات إطلاق عملية سياسية في سوريا تتعثر وأن اتفاقاته الشخصية مع نظيره الأمريكي باراك أوباما بهذا الشأن لم تنجح.
قال بوتين في كلمة ألقاها أثناء جلسة عامة لـ "نادي فالداي" إنه " كان يبدو أن جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب بدأت تتشكل بعد إجراء مفاوضات طويلة وبذل جهود هائلة وتحقيق حلول وسط معقدة، إلا أن ذلك لم يحدث، ولم تنجح اتفاقاتنا الشخصية مع رئيس الولايات المتحدة".، موضحا أن قوى معينة في واشنطن فعلت كل ما بوسعها لإفشال تنفيذ الاتفاقات الروسية الأمريكية، مشيرا إلى أن ذلك يعكس سعي الغرب غبر المبرر وغير المعقول إلى تكرار أخطائه.
أضاف: "من الصعب جدا بالنسبة لنا الحديث مع الإدارة الأمريكية الحالية، لأنها لا تنفذ شيئا تقريبا، لا تنفذ أي اتفاقات، بما في ذلك حول سوريا، على فكرة. إلا أننا سنكون مستعدين للحديث مع رئيس أمريكي جديد وللبحث عن حل لأي مسائل معقدة".

انتشار القوات الروسية فى سوريا يثير انتقادات واشنطن
شدد بوتين على أن جماعات إرهابية لا تزال تتلقى أسلحة ومساعدات من أجل استخدامها لتحقيق أهداف سياسية معينة. وحذر الرئيس الروسي هؤلاء الذين يريدون استغلال الإرهابيين، قائلا: "المتطرفون أذكى وأقوى منكم، وإنكم ستخسرون دائما في حال اللعب معهم".، مضيفا أنه لا يزال يجري تسليح الإرهابيين في سوريا وتحريضهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدا أن هؤلاء الذين ينوون استغلال الإرهابيين في سوريا ويأملون في أنهم سيقضون عليهم فيما بعد، سيفشلون في تحقيق ذلك.
نوه بوتين أن الموقف الغربي بشأن حلب غير منطقي، قائلا إن هناك خيارين فقط، يتمثل أحدهما في ترك وكر الإرهابيين بحلب، والثاني في تدمير هذا الوكر بعد اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي بأن تنامي الإرهاب لم يحدث بسبب ما يجري في حلب، داعيا إلى عدم نسيان الموصل والرقة عند الحديث عن سقوط ضحايا في حلب، وأضاف "نسمع من شركائنا دائما أنه يجب التقدم نحو الرقة، ويجب تدمير هذا الوكر الإرهابي. لكن هناك أيضا مدنيون يعيشون في الرقة".
نوه بوتين أن الغرب تجاهل دعوات موسكو المتكررة إلى مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، مجددا دعوة الجانب الروسي إلى توحيد الجهود لمواجهة هذا الخطر العالمي. وأضاف "أن الإرهاب تحول من خطر بعيد للعديد من المواطنين في العالم إلى خطر حقيقي على حياتهم".، موضحا أن إن منطقة الشرق الأوسط التي تعاني من نزاعات دموية بحاجة إلى وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية على غرار "خطة مارشال" لتنمية أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن الولايات المتحدة تخلت عن الحوار على أساس مبدأ المساواة مع غيرها من الدول، وقررت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أنه لدى اتخاذ القرارات لا ينبغي التوصل إلى اتفاق مع أحد.
ركز بوتين على أن التعاون الروسي الأمريكي في المجال الأمني ليس سيئا، لكنه كان من الممكن أن يكون أفضل بكثير، موضحا أن موسكو وواشنطن تعاونتا بشكل جيد في ضمان أمن الألعاب الأولمبية في سوتشي، إلا أن الجانب الأمريكي امتنع عن التعاون في قضية الشقيقين تسارنايف اللذين نفذا تفجيرات بوسطن في عام 2013، منوها أن روسيا لا تسعى إلى المواجهة مع أي كان أو التوسع أو الهيمنة في العالم، مؤكدا: "تعلمنا أن نقيم هويتنا والحرية والاستقلال". وأضاف أن الدعاية الغربية تتحدث عن "خطر عسكري روسي" من أجل استغلال ذلك في توسيع حلف الناتو ونشر قوات تابعة للحلف بالقرب من حدود روسيا.
أضاف أن روسيا لا ترى أن حلف الناتو يتكيف بالفعل للظروف الجديدة في العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، مشيرا إلى زيادة التناقضات بشأن إعادة توزيع القوة الاقتصادية والنفوذ السياسي في العالم، ودعا الرئيس الروسي ألى الإلتزام بميثاق الأمم المتحدة، قائلا: "إذا تخلينا عنه الآن فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى الفوضى"، لأنه لا توجد في العالم منظمة عالمية أخرى مثل الأمم المتحدة. وفي ذات الوقت أكد بوتين أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بحاجة إلى إصلاحات، "إلا أن ذلك يمكن تحقيقه فقط على أساس تحقيق توافق دولي واسع النطاق".
وعلى الجانب الآحر، وفى إطار تعميق التفاعل بين موسكو ودمشق أعلنت رئيسة مجلس الشعب السوري هدية عباس خلال اللقاء مع رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، عن أملها بتطور العلاقات بين البلدين في سبيل مكافحة الإرهاب.

استمرار التعاون بين بوتين والاسد رغم الانتقادات الغربية
أشارت عباس الى الطابع الاخوي والودي للعلاقات بين الدولتين وإلى تحالفهما في مجال مكافحة الإرهاب الذي وصفته بالشر المهدد للعالم بأسره، وتطرقت إلى مهاجمة الولايات المتحدة لمواقع الجيش السوري في دير الزور ونوهت بأن ذلك يدل على دعم واشنطن للإرهابيين.
من جانبها دعت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الشعب السوري للقيم بزيارة رسمية الى روسيا بهدف إجراء حوار متكامل. وتقبلت هدية عباس الدعوة.
تجدر الإشارة إلى أن رئيسة مجلس الاتحاد الروسي المجلس الأعلى للبرلمان الروسي تقوم بزيارة عمل خلال الشهر الجاري.
وعلى صعيد المعارك المسلحة فى سوريا، أكد الجيش السوري استعادة السيطرة على بلدة صوران الاستراتيجية والمزارع المحيطة بها بريف حماه، وقالت مصادر عسكرية أن السيطرة على البلدة جاءت بعد "القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وإصابة العشرات منهم وتدمير 6 عربات، مركبة عليها رشاشات، وأخرى مدرعة".، إلا أن عناصر الهندسة تعمل على تمشيط المنطقة لتفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها الإرهابيون قبل فرارهم لإعاقة تقدم وحدات الجيش".
ورصدت تقارير سقوط قتلى وجرحى في سلحب والشطحة وقرى اخرى في سهل الغاب بريف حماه الشمالي الغربي نتيجة استهدافها من قبل المسلحين بالصواريخ، حيث تشن الجماعات المسلحة وعلى رأسها "جبهة النصرة" منذ 29 أغسطس هجمات في ريفي حماة الشمالي والشرقي، تمكنت خلاله من السيطرة مناطق هناك، لتندلع معارك عنيفة، لكن القوات الحكومية تمكنت في الأسابيع الأخيرة من استعادة العديد من تلك المناطق.
وفي ريف حمص الشمالي استهدف الجيش السوري تجمعات ونقاط تحصن مسلحي "جبهة النصرة" في قرى الوعرة والتوتة وتل أبو السناسل والغجر الواقعة على بعد نحو 30 كم شمال مدينة حمص، أما في ريف اللاذقية الشمالي، نفذ سلاح الجو السوري غارات مكثفة على مواقع وتحصينات المجموعات المسلحة التابعة لـ "جبهة النصرة"، تركزت في كفر سندو وتردين وضهرة تردين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه المدير العام للصليب الأحمر الدولي ايف داكور أن المنظمة تأمل بإجلاء المرضى والجرحى من حلب الشرقية خلال الأسابيع القريبة المقبلة ، وأن المفاوضات جارية حول ذلك، وهناك أمل بتنفيذ عملية إجلاء المواطنين من شرق حلب قبل نهاية العام.
شدد على أن الموضوع يتسم بالتعقيد، وقال إن المنظمة حاولت تنفيذ عملية مشابهة قبل عدة أيام، ولكنها لم تنجح .

الدوما الروسي
يذكر أن الصليب الأحمر الدولي سبق وأعلن أنه في حالة استعداد مع الهلال الأحمر السوري لبدء عملية الإجلاء، ولكن لا توجد حتى الآن ضمانات أمنية، بما في ذلك ضمان الأمان للمرضى والجرحى.
قال ايف داكور إن المنظمة مستعدة للمساعدة في مجال إخراج المدنيين من حلب، ولكنها لا يمكن أن تعطي الضمانات بدلا عن الأطراف المتناحرة، وأعرب عن ترحيبه بجهود روسيا واستعدادها لدعم التوقفات عن اطلاق النيران والهدن الإنسانية.
شدد على أن المنظمة تجري مفاوضات مع جميع الأطراف يوميا لتحقيق التقدم في الموضوع، مضيفا بقوله " أكثر ما يثير قلقي هو وجود كثيرين في حلب يثقون أن النصر يمكن أن يتحقق بالطرق العسكرية".
أشار المدير العام إلى أن الصليب الأحمر الدولي يتعاون بشكل وثيق مع روسيا في الموضوع السوري.