الاطفال الهاربون من "جحيم داعش"..دموية الواقع تتفوق على رعب "الحواديت"

السبت 25/أكتوبر/2014 - 09:21 م
طباعة الاطفال الهاربون
 
امام عيونهم تحولت اشباح القصص الخرافية .إلى  شياطين مجسدة .تجرى خلفهم .تحت دوي المدافع .ويكاد يصمّ آذانهم، وأزيز الطائرات يروع قلوبهم، ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينهم كل يوم، بعد ان هجروا من منازلهم .وتركوا دفء اسرتهم  وتحول امانهم الى ماضى التهتمته انياب داعش الغولة الشريرة والساحرة السوداء وصانعة كل شر. انهم  أطفال المناطق السنّية في العراق،. الذين يعانون قسوة الزوابع النفسية بلا مستقبل واضح او نوم هادىء في  مخيمات النازحين من “الموت البطيئ” .
فالأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأطفال النازحون تحت ظلِّ خيمةصغيرة في أرضٍ قاحلة لا تقي حراً ولا برداً، يضاف إليها انعدام رعايتهم من قبل الحكومة أو المنظمات الإنسانية، كانت كفيلة بموت العشرات منهم أمام أنظار والديهم الذين لم يجدوا ما يقدّموه لهم سوى ذرف الدموع على فراقهم، في حين يصطفّ آخرون كُثُر بانتظار دورهم.
فقد ذكرت تقرير طبية ان هناك أكثر من 150 طفلاً نازحاً توفّوا في ظل هذه الاوضاع غير الانسانية ، بحسب ما أعلنته المفوضية العليا لحقوق الإنسان، .
في حين وجّه فرق طبي من مستشفى قضاء الحويجة بكركوك قبل يومين، نداء استغاثة للجهات المعنية بعد تسجيله خلال الأيام الماضية 40 حالة لمرض هو عبارة عن طفح جلدي غريب أصاب الأطفال النازحين، مبيناً أن “تشخيص المرض وتحديد نوعيته يحتاج إلى أجهزة طبية حديثة لغرض تحديد نوع الإصابة ومن ثم تقديم العلاجات اللازمة”، مؤكداً أن “أغلب تلك الإصابات ظهرت على شكل طفح جلدي يميل إلى الحمرة وفيها تشققات كأنها حرق جلدي” والى جانب امراض الشتاء وخاصة نزلات البرد فهناك تحذيرات ومخاوف من الالتهاب الرئوي والى جانب تعدد الامراض العضوية  اظهرت دراسة علمية جديدة تفاصيل مرعبة عن الامراض النفسية و الجسدية لاطفال النازحين  في كل من سوريا والعراق ، ونشر موقع نايتورميدل إيست المتخصص بالدراسات العلمية تقريرا عن الدراسة توقع مستقبلا مظلما لاجيال قادمة بسبب المضاعفات النفسية والجسدية  
 كالاكتئاب، وصعوبة النوم والقلق والعصبية والإجهاد، أو علامات الحزن والتمرد، والسلوك عدواني.
ومن التفاصيل المرعبة عن حياة أولئك الأطفال في ظل الحروب، ما يرسمه الاطفال الذين لا يزالون يدرسون في مخيمات اللجوء . والتي تمتلء بالحزن والرعب والرغبة في الانتقام  وتشير  الدراسة الى ان  تعبيرات الخوف هذه تعكس  اضطرابا نفسيا أحدثته الصراعات. كما اظهرت انه 
.في المتوسط، هناك  حوالي 41% من الفتيات والفتيان في سن المراهقة ممن هم الآن في مخيمات اللجوء فكروا في الانتحار، .ونتيجة للحرمان من التطورالطبيعى للمراحل العمرية  لهولاء الاطفال 
الذين يكبرون بسرعة فائقة في عالم ليس رحيمًا بهم تم اكتشاف حوادث السرقة والحرق والقتل في بعض مخيمات اللاجئين السوريين.والعراقيين  ويبلغ الأطفال خبراء حماية الأطفال بأنهم مصابون بحالة فزع من كل شيء و يخافون أن يمشوا بمفردهم، . ويخافون الكلاب، ويخافون عندما تحلق طائرة قربهم. 

وتقول الدراسة  أن 70% من الأطفال النازحين  بالعراق يعانون الأعراض المرتبطة بالصدمة ،والأسوأ أن بلداً بحجم العراق فيه طبيب نفسي واحد لكل مليون عراقي. والأسوأ من ذلك أن هناك فقط ثلاثة أطباء نفسيين متخصصين بالطفل في كافة أنحاء البلاد.
ومن ناحية اخرى تنظم بعض والفرق المسرحية المستقلة  الجمعيات ودور العبادة بعض البرامج الترفيهية في محاولة منها للتخفيف عن الاطفال واعادتهم الى عالمهم المفقود . بدأت جمعيات مدنية, ومنظمات سياسية بتنظيم فعاليات ترفيهية, وثقافية, وفنية في المخيمات 
. تضمنت مجموعة فقرات فنية, وتربوية, وترفيهية, حيث قدمت فرقة (آسو) عدد من المسرحيات منها. مسرحية المحاكمة,والعلم نور والجهل ظلام .والهالة البيضاء . وعدد من أفلام الكرتون,والعاب كرة ونشاطات تيلى ماتش  .وغيرها من الالعاب والانشطة التى تعد نقطة صغيرة تحاول ان تمحو تاريخ ضخم حفر اثاره على وجدان بريء .استيقظ يوما ليجد داعش تسرق كل ماضيه الامن ومستقبله المنتظر .؟

شارك