محاور القتال بالموصل.. الجيش على أبوابها الشرقية والجنوب قيد التطهير والجبهة الغربية "مجمدة"
السبت 29/أكتوبر/2016 - 02:06 م
طباعة


تعدد المحاور والجبهات التي تقاتل فيها القوات العراقية المشاركة في معركة تحرير الموصل والبالغ عددها 45 ألف مقاتل وتضم الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، وقوات حرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي والبيشمركة والتي تتمثل في 5 محاور رئيسية كما يلي:
1- المنطقة الجنوبية الشرقية
ويبدأ المحور الجنوبي الشرقي من القيارة جنوبا ويمتد بمحاذاة النهر إلى مدينة الموصل، وتعمل عليه قوات الجيش والأمن العراقية بينما يبدأ المحور الشرقي من عمق أراضي إقليم كردستان، وتمركزت به قوات البيشمركة وجزء من الحشد الوطني السني وأفاد الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية لقناة الحدث أن قوات الشرطة الاتحادية قد رفعت العلم العراقي على مبنى مركز ناحية الشورة جنوب الموصل فيما لا تزال قوات الشرطة تلاحق عناصر داعش الفارين باتجاه شمال ناحية الشورة وأن قطاعاتها تقتحم حالياً ناحية الشورة المحاصرة جنوب الموصل من 4 محاور كما تم تحرير قرية عين النصر في ناحية الشورة وقتل 5 إرهابيين وتدمير 3 سيارات مفخخة.
يأتي ذلك فيما أفاد قائد العمليات الخاصة الثانية اللواء معن السعدي بتسليم المناطق المحررة من تنظيم "داعش" إلى "قوات أخرى" لبسط الأمن وسد الثغرات أمام عودة المتطرفين من جديد، بالإضافة إلى تدمير شبكة الأنفاق التي تمتد إلى مركز الموصل وأن الفرقة المدرعة التاسعة بدأت بالتقدم صوب مركز الموصل من الجنوب وسبق استرجاع ناحية القيّارة الاستراتيجية الواقعة على مسافة 60 كيلومترا جنوب شرقي المدينة مع بدايات المعارك، بالمنطقة الجنوبية بالكامل من يد تنظيم داعش وتصدرت وحدات مكافحة الإرهاب- المعروفة باسم "الفرقة الذهبية" المدربة على يد خبراء أمريكيين، وهي تابعة للجيش العراقي- خطوط القتال، ومن ورائهم قوات الجيش المكلفة بضمان أمن المناطق التي تنتزع من يد تنظيم داعش كما انتشرت في المنطقة قوات "الحشد العشائري" المشكلة من أبناء الموصل والتابعة للحشد الشعبي.

ولا تزال القوات في جنوب الموصل، تخوض معارك شرسة مع "داعش" قرب الشورة القريبة من ناحية الكيارة، وتتجه صعوداً باتجاه الشمال الشرقي لتلتقي مع القوات المتمركزة شرق الموصل وعزت مصادر بطء التقدم في بعض المناطق في نينوي؛ بسبب كثرة قناصة "داعش" والسيارات المفخخة التي يهاجم بها التنظيم القوات، إضافة إلى زرع عناصر "داعش" العبوات الناسفة والمتفجرات في الأماكن التي ينسحب منها.
2- المنطقة الشرقية
وسيطرت قوات البيشمركة بشكل كامل على جبهتي "كوير" و"خازر" شرق الموصل، حيث إنها تحركت في جبهة "كوير" بالتنسيق مع قوات من الجيش العراقي والحشد العشائري، في وقت تتقدم فيه وحدها على جبهة الخازر، بينما انتشرت وحدات المدفعية الأمريكية فوق "جبل زردك" الاستراتيجي على الجبهة وسعت البيشمركة إلى السيطرة على قضاء "الحمدانية" وناحية "برطلّة" ذات الغالبية المسيحية على مسافة 10 كيلومترات عن مركز الموصل، واستعدت من البداية لشن هجوم من ثلاثة محاور في جبهة الخازر للسيطرة على الحمدانية.

وهو ما تم بالفعل عندما أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة عن تمكن الجيش العراقي من تحرير قضاء الحمدانية الواقع جنوب شرقي مدينة الموصل بشمال البلاد، ورفع العلم العراقي فوق أبنيته الحكومية، بعدما كبد عناصر داعش خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات ويعد قضاء الحمدانية واحدا من ثلاثة أقضشية، إلى جانب الشيخان وتلكيف، التي تشكل منطقة سهل نينوي.
وقالت خلية الإعلام الحربي في القيادة المشتركة: إن الفرقة التاسعة في الجيش العراقي والقوات المتحالفة معها اقتحمت القضاء وسيطرت على مبنى القائمقامية والمستشفى، وعدد من الأحياء داخل القضاء كما أستعادة القوات الأمنية العراقية السيطرة على ناحية برطلة التابعة لقضاء الحمدانية والواقعة في شماله.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق عن إتمام قواته المهام الموكلة إليه في محور شرق الموصل، وأن القوات تتمركز شرق الموصل بانتظار القوات القادمة من جنوب المدينة لاستكمال العمليات العسكرية وإن قرية واحدة فقط تفصلها عن حدود الموصل، وأن المسافة من مدخل الموصل الشرقي حتى مركزها أربعة كيلومترات فقط وانه تم العثور على عدة أنفاق ومعامل للتفخيخ استخدمها "داعش" في ناحية برطلة شرق الموصل والتي أصبحت مركزاً لتجمع القوات بعد استعادتها قبل أيام.

3- المنطقة الشمالية الشرقية
وتعد جبهة بعشيقة الأهم في المنطقة الشمالية الشرقية للموصل، وانتشرت فيها قوات البيشمركة إضافة إلى "حرس نينوي" الذي يبلغ تعدادهم 3500 مقاتل، وتدربوا على يد عسكريين أتراك لمدة تتجاوز العام، فضلًا عن وحدات المدفعية الأمريكية التي أقامت معسكرًا في جبل بعشيقة كما انتشرت في جبهة بعشيقة قوات من الجيش العراقي التي واصلت نقل قواتها وعتادها إلى المنطقة وتبعد جبهة بعشيقة التي انتشرت فيها قوات تركية أيضا، 15 كليومترا عن مركز الموصل، وسعت القوات في المنطقة إلى استعادة السيطرة على ناحية بعشيقة التي تقطنها أغلبية إيزيدية ومسيحية، والتوجه بعدها إلى منطقة "كوكجلي" على مدخل الموصل.
وأعلنت قيادة جهاز مكافحة الإرهاب يوم الأربعاء 26-10-2016م عن اقتراب القوات الأمنية من دخول منطقة (كوكجلي) أول أحياء مدينة الموصل التي تبعد 4 كم عن مركز المحافظة ، فيما حررت ثلاث مناطق حيوية في المحور الشرقي لمدينة الموصل مـن دون أي خسائر بشريـة بين صفوف القـوات الأمنيـة.
وقال قائد المحور الجنوبي لجهاز مكافحة الإرهاب في عمليات تحرير الموصل الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي: إن "القوات الأمنية تخوض معارك عنيفة لتحرير منطقة بزواية من سيطرة تنظيم داعش الإجرامي"، مشيرا إلى "وجود عمليات مدفعية وجوية على المنطقة"، وأن "القطعات العسكرية ستبدأ بتحرير منطقة (كوكجلي) أول أحياء الموصل بعد تحرير بزواية والتي تبعد 4 كم عن مركز المدينة".

وكشفت قيادة قوات جهاز مكافحة الإرهاب، عن تحرير ثلاث مناطق حيوية في المحور الشرقي لمدينة الموصل من دون أي خسائر بشرية بين صفوف القوات المهاجمة، وقال قائد قوات النخبة الأولى في جهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي العارضي: إن "معارك تحرير مناطق (خزنة ومعسكر جنين والقلاع) تمت من دون وجود خسائر أو إصابات بين صفوف القوات الأمنية، وإن القوات الأمنية استولت على دبابة ومدافع وعجلات تعود لعصابات داعش الإرهابية والعثور على نفق ضخم بطول 2 كيلو متر يحتوي على أكداس للعتاد وإن القوات الأمنية حررت خلال يوم أمس الأربعاء مساحة تقدر بخمسة كيلومترات".
وبشكل عام ورغم حصار بعشيقة والضغط على بلدة "تلكيف"، إلا أن التنظيم استطاع صدَ هذه الهجمات الكبيرة
4- المحور الغربي
يبدأ المحور الغربي من تلعفر، ووضعت به قوات الحشد الشعبي، غير أن الآراء ذهبت في اتجاه ترك بعض مناطق هذا المحور "غير مشغولة" لإغراء قوات تنظيم داعش بالإنسحاب منها باتجاه الحدود السورية.
5- المحور الشمالي الغربي
يبدأ هذا المحور من المناطق المحيطة بسد الموصل وتعتبر مناطق حشد مناسبة، وعملت به قوات الحشد الشعبي وشهدت منطقة شمال الموصل انتشارا لقوات البيشمركة، فيما انتشر الجيش العراقي الذي واصل حشد قواته وعتاده خلال الأيام الأولى للمعركة، في ناحية "تلسقوف" الواقعة تحت سيطرة البيشمركة إضافة إلى سد الموصل وفي المنطقة الشمالية الغربية انتشرت قوات البيشمركة بمفردها على جبهتي "الكسك"، و"نهروان"، من أجل التمكن من التقدم من الناحية الشمالية للمدينة.
ولا تزال تلك الجبهة جامدة حتى الآن؛ وذلك بسبب التعقيدات التي حدثت بين حكومتي إقليم كردستان وبغداد، وأيضًا "الفيتو" التركي حول مشاركة ميليشيات الحشد وحزب العمال الكردستاني في عملية الموصل، لكن تسريبات تشير إلى قرب تفعيل المحور الغربي والشمالي الغربي لمدينة الموصل وخصوصا ضد مدينة "تلعفر"، ذات الأغلبية التركمانية.

مما سبق نستطيع التأكيد على أن تعدد المحاور والجبهات التي تقاتل فيها القوات العراقية المشاركة في معركة تحرير الموصل يعقد عملية التحرير، كما أن الخلافات بين حكومتي إقليم كردستان وبغداد، وأيضًا "الفيتو" التركي حول مشاركة ميليشيات الحشد وحزب العمال الكردستاني في عملية الموصل، يزيد الأمر تعقيدًا وهو الأمر الذي يخشى منه عرقلة عملية التحرير أو طول العملية لشهور .