موسكو تصر على مد الهدنة ووقف الغارات..واتهامات لواشنطن بخرق المجال السوري
السبت 29/أكتوبر/2016 - 06:14 م
طباعة

بعد رفض الرئيس فلاديمير بوتين استئناف الغارات الجوية فى سوريا، تتواصل المحاولات الروسية لتعزيز عملية السلام وافساح مزيد من الوقت لواشنطن فى فصل المعارضة المعتدلة عن الارهابيين فى الأراضي السورية، يأتى ذلك فى الوقت الذى جدد فيه فيتالي تشوركين المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة تمسك بلاده التام، إلى جانب وقف العنف في سوريا، بضرورة الحرب الحاسمة على "داعش" و"النصرة" والزمر الأخرى على شاكلتهما.
اعتبر تشوركين أن الهدف من اعتلاء النبرة المعادية لروسيا في الفضاء الإعلامي مؤخرا، واتهامها بجميع الآثام المرتكبة في سوريا وبمراهنتها على الحل بالقوة هناك، هو إخفاء هوية المسؤولين الحقيقيين عن خرق وقف إطلاق النار في سوريا، والتعتيم على الأسباب التي تحول دون تنفيذ واشنطن الاتفاقات الروسية الأمريكية الأخيرة حول هذا البلد، مشيرا إلى أن موسكو وضعت تحليلا كاملا وقفت فيه على ما أنجزته هي في سوريا، وما لم تنفذه الولايات المتحدة من التزامات في إطار التسوية السلمية هناك.

أشار إلى موسكو ضمنت تقييد الحكومة السورية بوقف إطلاق النار، فيما عجزت واشنطن عن ضمان التزام الجماعات المسلحة بالهدنة، الأمر الذي أدى إلى مقتل 3,5 ألف عسكري و12,8 ألف مدني في سوريا في الفترة الممتدة بين فبراير ، وأيلول الماضيين نتيجة لاختراق هذه الزمر وقف إطلاق النار 2031 مرة، منوها إلى عدم تنفيذ الولايات المتحدة الوعود التي قطعتها في فبراير الماضي بالعمل على الفصل ما بين تنظيم "جبهة النصرة" والمعارضة المعتدلة، رغم استعداد روسيا منذ مارس لتزويد واشنطن بالخرائط التي أعدها الجانب الروسي وتحدد المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين.
شدد المسئول الروسي إلى أن واشنطن، وعوضا عن تزويد موسكو بما تسجله يشأن وقف إطلاق النار من قبل الزمر التي كفلتها، كانت تسلم موسكو بيانات من الإنترنيت نظرا على ما يبدو، لعدم تلقيها ضمانات خطية من الجماعات الخاضعة لها، فيما أدرجت في قائمة الجهات الراغبة بالالتحاق بوقف إطلاق النار فصيلين يقاتلان في صفوف "داعش"، وثمانية فصائل إلى جانب "النصرة"، فضلا عن تنظيمي "أحرار الشام"، و"نور الدين الزنكي" السفاحين، وهو ما يطعن بالقائمة الأمريكية للفصائل الملتزمة بوقف النار.

وأوضح أن روسيا ضمنت انسحاب القوات السورية مرتين من محيط الكاستيلو يومي الـ15 والـ16 من سبتمبر الماضي، وأقام عسكريوها بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري حاجزا لتفتيش الشاحنات والعربات هناك، معتبرا إلى انه استنادا إلى هذه الوقائع قررت روسيا وضع تحليل شامل لسير تطبيق الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سوريا وبعثت به إلى جميع المنظمات والهيئات الدولية والحقوقية المعنية، لإطلاع الرأي العام على فحوى الطرح الروسي وما حققته موسكو في اتجاه وقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني بما يخدم التسوية السياسية في سوريا.
على الجانب الآخر أصدرت الدفاع الروسية تعليقها على الحادث الذي وقع في سماء سوريا مؤخرا واقتربت خلاله طائرة أواكس أمريكية من مقاتلة روسية من طراز" سو 35"، حيث أعاد الجنرال إلى الأذهان أن الطائرة الأمريكية كانت تحلق في المجال الجوي السوري شرق مدينة دير الزور وخلافا لقواعد أمن الطيران هبطت مسافة 1 كم تقريبا عن الارتفاع الذي كانت تشغله واقتربت بشكل خطر من الطائرة الروسية إلى مسافة تقل عن 500 متر.
نوه بأن قيادة قاعدة حميميم الروسية قامت، وفقا للاتفاقية الروسية الامريكية، بإبلاغ الجانب الأمريكي مسبقا بتحليق الطائرة الروسية في تلك المنطقة مع تحديد الارتفاع الدقيق لطيرانها، وبعد الحادث قامت قيادة القاعدة الروسية بالاتصال بسرعة مع الجانب الأمريكي وطالبته بتقديم توضيح لما جرى. وهو ما دفع ممثلي قيادة القوات الجوية الأمريكية إلى تقديم الاعتذار ووعدوا بمطالبة الطيار بعدم تكرار هذا التصرف لاحقا.

قال الجنرال كوناشينكوف:" نحن نتفهم جيدا حساسية الطيارين الأمريكيين التي تصل إلى حد الذهول عند رؤيتهم للطائرات المقاتلة الروسية بالقرب منهم. ولكن مع ذلك، نوصيهم بعدم الاستمرار، كما جرت العادة، في إلقاء المسؤولية عن كل ما يجري على الجانب الروسي. عليهم ضبط النفس والمحافظة على رباطة الجأش، ومع ذلك يدل هذا الحادث بشكل عام على وجود تعاون فعال نسبيا بين الجانبين الروسي والأمريكي، وهو ما سيسمح بتجنب مثل هذه الحوادث في المستقبل".
كان اللواء جيف هاريجان من سلاح الجو الأمريكي أعلن عن الحادث في حديث مع قناة CNN ، وأن الحادث كان يهدد بحدوث تصادم في سماء سوريا بين الطائرتين الأمريكية والروسية.
وفى صعيد متصل أعلن قائد ادارة التدريب القتالي في سلاح الجو التكتيكي الروسي أوليغ تشسنوكوف أن خبرة استخدام المروحيات الحربية في سوريا مكنت الطيارين الروس من وضع سبل جديدة لتجاوز الدفاع الجوي، مشيرا إلى انه "تجري عادة معالجة دقيقة لخصوصيات استخدام الطيران التكتيكي في أي نزاع اقليمي حيث يتم كشف نقاط الضعف والقوة في تدريب الطيارين واستخدام الآليات الحربية، وذلك تماشيا مع جغرافيا تنفيذ المهام القتالية وخصوصيات الموقف القتالي. وقد تم إيجاد سبل تكتيكية جديدة خاصة بتجاوز الدفاعات الجوية المعادية وتنفيذ المهام النارية".

أشار إلى أن الخبراء في مركز الطيران التكتيكي بمدينة تورجوك الروسية يقومون استنادا إلى تلك التجربة بوضع توصيات للطيارين ستوجه فيما بعد إلى الوحدات العسكرية وستؤخذ في الحسبان في أثناء التدريب القتالي، والتأكيد على انضمام يزيد عن 50 مروحية حديثة العام الجاري إلى سلاح الجو التكتيكي التابع للقوات الجوية والفضائية الروسية. وبينها مروحيات "كا- 52" (التمساح) ، و" مي – 28 أن " (صياد الليل) ، و" مي - 35 " ، و" مي – 8 آ أم تي شا " (المدمر) و" مي 26 " و" أنسات - أو ".
ركز قائد إدارة التدريب القتالي في سلاح الجو التكتيكي الروسي اللواء الجوي أوليج تشِسنوكوف على أن سلاحه سيتسلم العام القادم نسخا جديدة من مروحيات "مي 28 أو بي" صياد الليل ، وهي مروحيات مزدوجة القيادة. وأضاف إن تلك المروحيات شاركت بنجاح في الاختبارات الرسمية فحصلت على ترخيص باستخدامها في القوات المسلحة الروسية.
أوضح اللواء تشسنوكوف إن المدربين في مركز التدريب "تورجوك" التابع لسلاح الجو التكتيكي كانوا قد تلقوا دورة في ميدان قيادة تلك المروحيات.
يذكر أن القيادة المزدوجة تمكّن الطيار والملاح على حد سواء من قيادة المروحية من مكانه.