خلافات أمريكية عراقية حول "استمرار" معركة الموصل ضد "داعش"

الأحد 30/أكتوبر/2016 - 04:01 م
طباعة خلافات أمريكية عراقية
 
لا زال الجيش العراقي مدعومًا من ميليشيات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية وبغطاء جوي من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة- تحقق المزيد من التقدم على المحور الجنوبي والشرقي في الموصل معقل داعش الأكبر في العراق، على الرغم من وجود خلافات أمريكية عراقية حول "استمرار" توقيتات المعركة ضد داعش. 

خلافات أمريكية عراقية
حيث شهدت الأيام الأخيرة ملامح خلاف مستتر بين بغداد وواشنطن، ففي الوقت الذي أعلن فيه متحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" يوم الجمعة 28-10-2016م عن قيام القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين بشنّ هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل- أكد رئيس الحكومة العراقية، أمس السبت 29-10-2016، أنه لا صحة لما قيل عن توقف للمعركة، وأن معركة الموصل مستمرة في جميع المحاور ولا توقف فيها مطلقًا، مذكراً بأن "اليوم وأمس تم تحرير وتطهير العديد من القرى وستستمر المعركة لحين تحرير كامل نينوي، ولا صحة لما يشاع عن توقفها"، ولكن يبدو أن ملامح الخلاف هذه مردها إلى دور ميليشيات الحشد وتحركها الأخير نحو تلعفر غرب الموصل، وقد أدى هذا الخلاف إلى وقف غارات التحالف المساندة لعملية الموصل .
 ليعلن المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل جون دوريان ضد تنظيم "داعش" عن قيام القوات العراقية بـ"التوقف" لمدة يومين عن شن هجمات لترسيخ النجاحات المحققة منذ بدء عملية استعادة الموصل من "داعش"، ونعتقد أن الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل، وأن هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف وهو شامل، ويجري "على عدة محاور" لتقدم القوات العراقية، التي "تعيد التموضع والتجهيز وتطهير المناطق التي سيطرت عليها، وتوقعنا أن يأتي وقت تحتاج فيه (القوات) إلى التوقف وإعادة التموضع، والسعي إلى تكييف التجهيزات العراقية مع التكتيكات والقرارات التي اتخذها العدو حتى الساعة".

خلافات أمريكية عراقية
ميدانيًّا أكدت القوات العراقية اليوم الأحد 30-10-2016م تقدمها على المحور الجنوب الشرقي لمدينة الموصل بعد أن أستعادت الفرقة المدرعة التاسعة قرية علي رش ورفعت العلم العراقي عليها، وقال الرائد أحمد الشمري، الضابط في قيادة عمليات نينوي: إن "قوات الفرقة الـ 16 بالجيش، تمكنت من استعادة قرية الحقول ضمن قضاء تلكيف شمال الموصل، وإن عملية اقتحام مركز القضاء لم تبدأ بعد، لكن قرية الحقول هي قرية صغيرة تمت استعادتها على مشارف تلكيف، وإن قوات الفرقة المدرعة التاسعة بالجيش، تمكنت من تحرير قرية علي رش الواقعة بين قضاء الحمدانية وناحية برطلة جنوب شرق الموصل".
وفي وقت سابق، كان الفريق رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، قد أكد أن قوات الشرطة الاتحادية قد رفعت العلم العراقي على مبنى مركز ناحية الشورة جنوب الموصل، فيما لا تزال قوات الشرطة تلاحق عناصر داعش الفارين باتجاه شمال ناحية الشورة، وأن قطاعات الشرطة تقتحم حالياً ناحية الشورة المحاصرة جنوب الموصل من 4 محاور، وأن داعش ينهار ويترك مواقعه الدفاعية، كما تم تحرير قرية عين النصر في ناحية الشورة وقتل 5 إرهابيين وتدمير 3 سيارات مفخخة.

خلافات أمريكية عراقية
يأتي ذلك فيما أفاد قائد العمليات الخاصة الثانية اللواء معن السعدي بتسليم المناطق المحررة من تنظيم "داعش" إلى "قوات أخرى" لبسط الأمن وسد الثغرات أمام عودة المتطرفين من جديد، بالإضافة إلى تدمير شبكة الأنفاق التي تمتد إلى مركز الموصل التي تمثل "خطورة" كبيرة لما تمثله من عنصر إمداد لداعش في الموصل، كما أعلنت قيادة عمليات نينوى السبت 29-10-2016م السيطرة على قرى استراتيجية في منطقة الشورة التي انتشرت القوات المشتركة في معظم مناطقها، وفي الجنوب الشرقي حققت الفرقة المدرعة التاسعة تقدماً من خلال استعادتها لعدة قرى. فيما جددت قوات البيشمركة الكردية التأكيد على أن بلدة بعشيقة، ومعها تلكيف، سقطتا عسكرياً، وأن حصارهما مستمر .
 وأعلنت قوات الحشد الشعبي، عن تحرير 15 قرية في أول يوم من انطلاق عملياته بمحور غرب مدينة الموصل من سيطرة "داعش"، وأعلن بيان لإعلام الحشد أن "المساحة التي تم تحريرها تقارب 38 كلم، والقرى المحررة هي (الهرم - المستنطق - البوحمد - الفارسية - عين البيضة - الصجمة - الدحلة - سن الذبان - تل طيبة - الحمزة - أبو العرايس - زويرج - الشيگ - المربندية – نداس)، وأن "القرى التي تم تطويقها هي (الزفنية - تل الجحش)، وأكد القيادي في الحشد كريم النوري، أن تنظيم "داعش" تلقى ضربة موجعة، بتقدم قوات الحشد الشعبي في المحور الغربي لمدينة الموصل، فيما عزا سر التقدم في عمليات اليوم، إلى عنصر "المفاجئة"، كما تمكنت قوات الحشد الشعبي، من تحرير قريتي الشيك وعين البيضة جنوب غرب مدينة الموصل.

خلافات أمريكية عراقية
كما قتل 15 داعشيًّا بضربة لطائرات القوة الجوية العراقية بمنطقة الكرابلة في الانبار، وذكر بيان للوزارة الدفاع العراقية أن "طائرات القوة الجوية إلـSU-25، قتلت 15 داعشيًّا بضربات جوية، كما دمرت موقعاً لاختصاصي مقاومة طائرات تابع لهم، وأن الاستهداف تم بناءً على المعلومات الواردة من المديرية العامة للاستخبارات والأمن وأن الطائرات دمرت أيضًا موقعًا كبيرًا لتفخيخ وتدريع العجلات في منطقة الكرابلة بالقائم في محافظة الأنبار.
فيما نشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية في عددها الصادر، اليوم الأحد 30-10-2016م تحقيقًا بعنوان "المتفجرات الماكرة القاسية التي يستخدمها تنظيم داعش لتعطيل عملية الموصل" أكدت فيه جاراهام هاريسون، أن داعش تستخدم دمية أطفال زاهية الألوان في شكل دب ضد القوات العراقية وتسأل العقيد ناوزاد كامل حسن، وهو مهندس مع قوات البيشمركة الكردية المشاركة في عملية الموصل: "لماذا يستخدم تنظيم داعش شيئًا لطيفًا كدب أو أرنب؟ لأنهم يعلمون أن جنود البيشمركة لن يعنيهم أمرها، ولكن الأطفال سيلحظونها، وإن وحدته أزالت نحو 50 طنًّا من المتفجرات من مناطق كانت واقعة تحت سيطرة تنظيم داعش".

خلافات أمريكية عراقية
وتابعت الصحفية أن حسن قرر أن يحتفظ بمجموعة من أكثر هذه المتفجرات قسوةً ومكرًا وإبداعًا لتكون وسيلة لتدريب المتدربين على مهمة تفكيك المتفجرات، وأن هذه المتفجرات محلية الصنع تقدم درسًا في عمق الذكاء والدهاء والموارد التي يخصصها التنظيم لنشر القتل والخوف في الوقت الذي لا يمكن لمسلحيه قتل المدنيين بأيديهم، وأن علبة لبطاقات اللعب أو دمية أو قداحة أو ساعة يد متروكة يمكن أن تكون قنبلة مصممة لجذب انتباه مار يدفعه الفضول للاقتراب منها، مما يعرضه للقتل أو التشويه، وأن خرطوم مياه أو كومة من الثياب القديمة يمكن أن تنفجر فيمن يقرر أن يحملها للانتفاع بها، ويمكن أيضًا أن تتحول بكرة لشريط لاصق إلى قنبلة إذا أمسكها شخص اعتراه الفضول، وأن خبرة تنظيم "داعش" في المتفجرات واستخدامها للعمليات الانتحارية يجعل مهمة مهاجمته أمرًا خطيرًا.

مما سبق نستطيع التأكيد على أنه بالرغم من الحديث المتجدد عن وجود خلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والقيادة العراقية حول طريقة إدارة المعركة، إلا أنه لا زال الجيش العراقي- مدعومًا من ميليشيات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية يحقق المزيد من التقدم على المحور الجنوبي والشرقي من مدينة الموصل، وهو الأمر الذي يؤكد على أن الدولة العراقية عازمة على إنهاء وجود التنظيم في الموصل وكافة أنحاء العراق.

شارك