مع تحفظات "هادي" علي مبادرة "ولد الشيخ".. اليمن علي طريق التقسيم
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 06:40 م
طباعة

تحفظات من الحكومة الشرعية بقياددة الئريس اليمني عبد ربه منصور هادي علي مبادرة "ولد الشيخ" لليمن، وهو الامر الذي اتخذه وفد صنعاء"الحوثيين وصالح" علي المبادة مما يشكل عاقة في الحل السياسي، مع استمرار المعارك في اليمن، وسط تقارير عن ان فشل الحل السياسي سءدي الي تقسيم اليمن.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، قال التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم الأحد، إن طائرات التحالف قصفت مبنى أمنيا في مدينة الحديدة اليمنية كانت قوات الحوثي تستخدمه مركزا للقيادة.
وذكر بيان للتحالف: "استهدفت طائرات التحالف هذا الصباح المبنى الأمني المركزي بالحديدة، هذا المبنى تستخدمه ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع مركز قيادة وتحكم للعمليات العسكرية"، وذلك في إشارة إلى الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين.
وقال البيان: "تؤكد قيادة قوات التحالف أنها اتبعت قوانين وإجراءات الاستهداف بشكل كامل".
وذكر سكان محليون في العاصمة اليمنية صنعاء، أن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية شنت غارتين جويتين على مواقع للحوثيين وقوات صالح في العاصمة صنعاء، اليوم الأحد.
وقال السكان لـ«المصدر أونلاين»، إن انفجارات دوت في المنطقة الجنوبية للمدينة، وناجم عن غارتين جويتين استهدفتا مواقعًا في جبل عطان، في الوقت الذي ما تزال المقاتلات تُحلق بشكل مكثف.
كما أعلن الجيش اليمني، اليوم الأحد، مقتل قائد المحور العسكري لمليشيا الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي صالح، في مدينة حرض بمحافظة حجة، شمال غرب اليمن.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابعة لقوات الجيش، في تدوينة على “فيسبوك”: “قتل قائد الحوثيين العميد عقيل الشامي، في قصف مدفعي للقوات الحكومية والتحالف العربي الذي تقوده السعودية”.
وأضاف أن “العشرات من الحوثيين وقوات صالح لقوا حتفهم جراء القصف المكثف، كما تم تدمير ثلاثة مخازن أسلحة، ودبابة، وآليات مسلحة، في مدينتي ميدي وحرض مساء أمس السبت”.
من جهته، أكد مصدر عسكري في المنطقة العسكرية، مقتل العقيد الشامي، قائلًا إنه “لقي حتفه اليوم الأحد، نتيجة إصابته بجروح بالغة خلال قصف ليلة أمس”، بحسب الأناضول.
فيما أكد مصدر عسكري "حوثي" لـ"سبأ" التي يديرها الحوثين، أنه تم تدمير دبابة ومعدل من عيار 23 لجيش هادي والقوات الداعمه له شرق مديرية صرواح بمحافظة مأرب، مبيناً أنه تم استهداف تجمعات للجيش هادي والقوات الداعمه له في أطراف مديرية الصلو بمحافظة تعز، كما استهدف قصف مدفعي الحوثيين وصالح تجمعاً لجيش هادي وآلياتهم في منطقة السلبة بمديرية عسيلان في محافظة شبوة.
وأوضح المصدر أن مدفعية مليشيات الحوثي وصالح استهدفت تجمعات لقوات هادي بمنطقة الخليفين في مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف، كما استهدفت تجمعاً للجنود السعوديين في مركز جلاح بقطاع جيزان، فيما نشب حريق كبير في موقع الدفينية بالقطاع إثر قصف للجيش واللجان.
وذكر المصدر أن القوة الصاروخية لمليشيات صالح والحوثي، استهدفت مقر عمليات للجيش السعودي خلف موقع الشرفة في قطاع نجران، كما تم إطلاق صلية صواريخ على تجمع للجيش السعودي شرق موقع الفواز السعودي، فيما استهدفت المدفعية موقع الضبعة وتجمع للجنود السعوديين في التباب المحاذية لرقابة عليب وخلفها، بحسب وكالة "سبأ" التي يديرها الحوثيين.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفازضي، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأحد، إن تحفظ حكومته على خارطة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كونها "تعتبر خروجا صريحا على قرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع".
جاء ذلك خلال اجتماع ضم مستشاريه في مقر إقامته المؤقت بالرياض، حسب وكالة "سبأ" الحكومية.
ووصف هادي الخارطة بأنها "غير عادلة وتمثل التفافاً على المبادرة الخليجية ونسفاً لمخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيها مختلف القوي السياسية اليمنية والفئات الاجتماعية والشبابية".
ويقضي قرار مجلس الأمن رقم 2216 (عام 2015) بحل تسلسلي يبدأ بانسحاب مسلحي "الحوثي" من المدن التي يسيطرون عليها، وتسليم السلاح، ومن ثم الولوج إلى ترتيبات سياسية يتوافق عليها الجميع.
وأشار الرئيس اليمني إلى أن الحكومة "تعاملت بنفس طويل من خلال مشاورات جنيف وبيال (سويسرا) والكويت وبإيجابية مع مخرجاتها بينما رفضها الانقلابيون، لأن الشرعية تنشد السلام العادل تحت سقف المرجعيات الدولية المتوافق عليها".
وأمس السبت، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، رفضه الرؤية الأممية الأخيرة التي قدمها ولد الشيخ، وامتنع عن استلامها، واصفا إياها بأنها تكافئ "الانقلابيين"، وتحمل بذور حرب.
وقال هادي إن "ما يقدم اليوم من أفكار تحمل اسم خارطة الطريق،هي في الأساس بعيدة كل البعد عن ذلك لأنها في المجمل لا تحمل إلا بذور حرب إن تم استلامها أو قبولها والتعاطي معها".
ومن جانب اخر أبدى وفد جماعة الحوثي وحليفها علي عبد الله صالح، اليوم موافقته المبدئية على خارطة السلام التي تقدم بها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ورفضتها القيادة الشرعية للبلاد.
وأوضح الوفد في بيان مقتضب نشره المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام ان الخارطة الاممية تمثل ارضية قابلة للنقاش بالرغم من احتوائها علي اختلالات جوهرية.
وقال عبد السلام" الورقةالأممية بها اختلالات محورية كالتزمين والتوافق على سلطة تنفيذية واعتماد ترتيبات أمنية لطرف دون اخر وغيرذلك، ومع هذا يمكن تمثل ارضية قابلة للنقاش".
فيما اتهم صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، ان السعودية باعاقت الحل السياسي اليمني اليمني الذي توصل اليه المتحاورون في مؤتمر الحوار برعاية المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر .
واضاف القيادي بجماعة الحوثي، ان التوجه الامريكي يستبعد اي حلول وان دعوات ولد الشيخ إلى هدنات تكشف دوما ورائها تصعيد خطير تجسد مؤخرا في اعدادهم لعمليات عسكرية كبيرة بدأت في البقع مع مؤشرات استهداف للسواحل اليمنية، مما يوجب ان يكون الجيش والجان والشعب على اتم الجهوزية والاستعداد كما ان حالة الدفاع عن النفس ستستمر وان النوايا الجادة لإحلال السلام وحدها من يمكن ان تحقق السلام.
وكان ولد الشيخ طرح خلال الأيام الماضية مبادرة قال إنها تحظى بدعم دولي لا محدود، وقبِل بها الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعدا لقاء جمعهم بالمبعوث الأممي في صنعاء الثلاثاء الماضي.
وتتضمن خارطة الطريق التي قدمها ولد الشيخ 12 بندا في شقها السياسي يبدأ العمل بها عقب جولة جديدة من المشاورات تفضي إلى الاتفاق بشكل مبدئي على الترتيبات الأمنية والسياسية بدءا من “الانسحابات الضرورية من صنعاء وتعز والحديدة، باعتبار أن صنعاء هي النقطة الحاسمة التي تمكّن من تشكيل حكومة جديدة”.
ووفقا للخطة تخلص المشاورات إلى تسمية شخص توافقي في منصب نائب الرئيس الذي يشغله حاليا علي محسن الأحمر، وكذا الاتفاق على اسم رئيس الوزراء. وتستجيب الخطة المسربة بحسب أحد بنودها للقلق السعودي من الهجمات التي تستهدف أراضيها سواء عبر الحدود أو من خلال الصواريخ “البالستية” التي دأب الحوثيون على إطلاقها على الأراضي السعودية.
وتنص الخطة على “انسحاب جموع الحوثيين وصالح من الحدود السعودية اليمنية إلى مسافة 30 كم؛ من أجل تجنب وقوع أيّ هجوم مستقبلي على الأراضي السعودية” وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما في ذلك راجمات الصواريخ “البالستية” التي تسلم إلى طرف ثالث (لم يتم الإفصاح عنه) بمجرد اكتمال الانسحابات من صنعاء، وهي الخطوة التي يعقبها مباشرة قيام الرئيس عبدربه منصور هادي بتسليم كافة صلاحياته إلى نائب الرئيس.
المشهد اليمني:

وفي قراءة لسيناريوهات مستقب اليمن، كشفت تقارير اعلامية الي وجود مسار اخر اذا لم يتحقق الحل السيسي، وهو التقسيم، فالصراع ادي إلى تقسيم فعلي لليمن مع ظهور جيشين ومؤسسات متحاربة في الشمال والجنوب وهو ما قد يعني أنه قد تكون هناك حاجة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. وفيما وراء خلافات المقاتلين بشأن كيفية التسوية السياسية تكمن شكوك حول مستقبل اليمن كدولة موحدة.
وأحيا صعود نجم الحوثيين في الشمال حركة انفصالية في الجنوب وهي حركة ترى أن انكسار سلطة البلاد هي اللحظة المناسبة لها للانفصال.
وفي الوقت ذاته يعد جنوب البلاد والمدينة الرئيسة به عدن قاعدة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي تحاول استعادة السيطرة حتى في الوقت الذي تدير فيه تحالفا صعبا مع الانفصاليين.
وكان اليمن ذات يوم مقسما بين دولة في الجنوب موالية للسوفييت وجمهورية تدعمها قبائل مسلحة في الشمال. وفشلت مساع جنوبية للانفصال في عام 1994 عندما استعاد الشمال الوحدة بالقوة.
ويعتقد كثير من الجنوبيين الآن أن الوقت حان بعد عشرين عاما مما يعتبرونه تهميشا داخل الدولة الموحدة ونهبا لمعظم احتياطي نفط الجنوب على يد شيوخ قبائل وسياسيين شماليين فاسدين.
ونادرا ما يجرؤ الآن شعبا الشمال والجنوب على عبور خطوط الجبهة التي تنتشر بها الألغام والجبال الوعرة التي تفصل قوات أمن ترفع أعلاما وطنية مختلفة.
لكن الانقسام قد يسبب المزيد من عدم الاستقرار في أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم ربما بتهيئة الوضع لحرب حول حقول النفط في الجنوب أو بدفع الشمال للهيمنة على الجنوب كما حدث في عام 1994.
وفي الوقت الحالي يبدو أن الجانبين يقيمان مؤسسات موازية قد تمهد الطريق أمام انفصال دائم. انتقلت حكومة هادي إلى عدن في سبتمبر في حين شكل الحوثيون حكومتهم في صنعاء في الشهر نفسه.
وفي إطار سعيه لحرمان الحوثيين من استخدام أموال الدولة في تمويل حربهم أمر هادي البنك المركزي بالانتقال إلى عدن -الأمر الذي سيضر بالحوثيين ولكنه يخاطر أيضا بزعزعة الاقتصاد وربما بحدوث مجاعة.
وقال المحلل اليمني فارع المسلمي إن الحوثيين يدركون أنهم على الأرجح لن يستعيدوا الأراضي الجنوبية ومن ثم عززوا مقرهم بتأسيس إدارتهم الخاصة في حين تريد الحكومة أن تكون العديد من أدوات الدولة تحت يديها وتخدم مصالحها بقدر الإمكان.
وأضاف أن خطوات مثل هذه ستعمق انعدام الثقة على الجانبين وتؤخر المفاوضات التي يدرك الجميع أنها الطريقة الوحيدة لإنهاء الصراع.
ومن المتناقضات أن كلا من الإدارتين يقول إنه لا يسعى إلى التقسيم وإنما يعتبر نفسه الوريث الشرعي لدولة موحدة تنشأ في أعقاب الحرب.
وبينما قد يرغب هادي في مد نفوذه إلى صنعاء يُعتبر قادة الجيش الذين شكلوا قوات جنوبية وأحرزوا تقدما ضد تنظيمي القاعدة وداعش مقاتلين انفصاليين مخضرمين لا يهمهم الشمال.
ورغم الدعم المالي والعسكري لهذه الوحدات الجنوبية الانفصالية فان المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة البلدين الرئيسيين في التحالف سيسعيان لتفادي وقوع انقسام.
سواء كانت دولة واحدة أو دولتين أو شيئا آخر يجب أن تتوصل الأطراف المتحاربة في اليمن إلى اتفاق بشأن مستقبل البلاد وإلا لن تتقاسم سوى المقابر، بحسب وكالة رويترز.