بعد تمدده شمالا وجنوباً.. دعم لوجستي وراء تصاعد نفوذ "داعش أفغانستان"
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 07:58 م
طباعة

عكست التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدتها أفغانستان مدى زيادة نفوذ تنظيم "داعش" الإرهابي، أو بحسب مراقبين حصوله على دعم لوجستي مكنه من غعادة ترتيب صفوفه مُجدداً ما أدى إلى إحداث قلاقل في أفغانستان، حيث تصاعدت الاشتباكات بين تنظيم "داعش" في أفغانستان، حيث أعلنت السلطات مقتل 27 من مسلحيه في معارك خلال الساعات الـ48 الأخيرة، غير أن اللافت اعتراف كابول بتمدد التنظيم في ولايات عدة شمالاً وجنوباً، بعدما اقتصر تواجده على مناطق شرق أفغانستان المحاذية لباكستان، يُعد الاول.
وتعيش أفغانستان حالة اضطراب واسعة منذ الغزو الأمريكي لها في أواخر تسعينات القرن الماضي، حيث تصاعدت مُجدداً نفوذ حركة طالبان المتشددة دينياً، إلى جانب ظهور خطر تنظيم "داعش" الإرهابي، وقد أوردت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان لها مساء أمس السبت، أن الاشتباكات مع "داعش" شملت ولايات بكتيا وبكتيكا وقندهار وأوروزجان (جنوب شرقي) وهيرات (غرب) وقندوز (شمال) وعدداً آخر من الولايات، ما يعني تمدد انتشار مسلحي التنظيم في معظم المناطق الأفغانية.

اللافت أن حركة طالبان التي تُعتبر أبرز القوى تي تقاتل "داعش" وتعمل على الحد من نفوذه غابت تماماً عن اشتباكات الجيش الأفغاني مع عناصر "داعش" إلا أن كثير من المراقبين استبعدوا ان يكون هناك حالة من التواطؤ داخل حركة "طالبان" لصالح "داعش" إذ انه من المعروف العداء الكامل بين "طالبان" و"داعش" وأن "طالبان" لن تدخل في أي تفاهمات مع "داعش" كون المعادلة بين الطرفين صفرية لن تقبل بغير النصر الكامل لأحدهما.
وبرر مراقبون غياب موقف "طالبان" بأن الحركة تمر بأوضاع داخلية صعبة وأنها لا تتعاطف مع طرفي النزاع "الجيش" و"داعش" وأن معركتها المقبلة ستكون مع أحد الفائزين من تلك المعارك.
ولم يشر البيان إلى خسائر بشرية في صفوف القوات الأفغانية، لكنه تحدث عن وقوع 87 جريحاً في صفوف "داعش" إضافة إلى القتلى الـ27، ولفت إلى مشاركة قوات الجيش والشرطة وأجهزة أمنية أخرى في العمليات ضد التنظيم الإرهابي.
وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية تدمير ثمانية مجمعات للتنظيم الإرهابي خلال العمليات وضبط 660 كلغ من مادة نترات الأمونيا التي تستخدم في صناعة المتفجرات وأسلحة ومعدات أخرى.
وتأتي عمليات وزارة الدفاع بعد أيام من إقدام مسلحي "داعش" على قتل 36 قروياً من بينهم أطفال في ولاية غور غرب أفغانستان الأربعاء الماضي، وذلك انتقاماً لمقتل قيادي في التنظيم الإرهابي عرف باسم "فاروق" برصاص القوات الأفغانية مطلع الأسبوع.

ونجح التنظيم في شراء ولاءات قياديين سابقين في "طالبان" و "القاعدة" وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن عن تواجد مسلحيه بأعداد كبيرة في أفغانستان، إذ سبق أن أعلن "داعش" مسؤوليته عن هجومين كبيرين استهدفا الشيعة في كابول، أحدهما في تموز (يوليو) الماضي، أسفر عن سقوط 85 قتيلاً وأكثر من 400 جريح، والثاني في 10 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وأوقع 18 قتيلاً و50 جريحاً. لكن كل المؤشرات كانت تدل على أن تمركز التنظيم يقتصر في شكل أساسي على بعض المناطق في ولاية ننغرهار (شرق) وعاصمتها جلال آباد.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في كابول أن القوات الأفغانية قتلت 36 من مقاتلي حركة طالبان قرب لشكر جاه في ولاية هلمند جنوب أفغانستان، في إطار محاولات الحكومة فك الحصار عن المدينة وهي أحد ثلاثة مواقع في الولاية لا تزال تحت سيطرتها بعد تمركز مسلحي الحركة في سائر أنحاء الولاية الاستراتيجية التي تعد من أهم معاقلهم جنوب البلاد.
وكشف مسؤولون في الرئاسة الأفغانية إن هجمات «طالبان» تكلف الخزينة الأفغانية خسائر بملايين الدولارات، واتهموها بأنها لا تؤمن إلا بالعنف واستخدام السلاح وترفض أي دعوة للحوار وإيجاد حل سلمي للصراع.
وقال الناطق باسم الرئاسة الأفغانية شاه حسين مرتضوي إن طالبان لا تفرق في هجماتها بين عسكريين ومدنيين، مشيراً إلى أن مقاتلي الحركة دمروا جسرين وأكثر من 170 منزلاً خلال شهرين، إضافة إلى 302 مدرسة و40 مركزاً صحياً.