فشل دولى فى حل الأزمة السورية...والغموض يحيط بمصير حلب
الأحد 30/أكتوبر/2016 - 09:32 م
طباعة

تستمر المعارك المسلحة فى مدينة حلب وسط نجاح المسلحين في احداث خرق عبر التقدم في منيان والسيطرة على ضاحية الأسد السكنية، حيث واندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري والقوات المؤازرة له من جهة والفصائل المسلحة المتحالفة مع "جبهة النصرة" من جهة أخرى على محوري "الفاميلي هاوس" و"جامع الرسول الأعظم" في جبهة جمعية الزهراء السكنية غرب مدينة حلب.

ورصدت تقارير نجاح الجيش في صد الهجوم عبر المحورين وقتل أعداد كبيرة من مسلحي النصرة في كمين عبر محور الفاميلي هاوس، كما حاول المسلحين تفجير عربة مفخخة لكسر خطوط دفاع الجيش السوري إلا أنها انفجرت قبل وصولها إلى هدفها، كما أحرز المسلحون تقدما على محور منيان في الريف الغربي لحلب بعد اشتباكات عنيفة زجت خلالها النصرة بانتحاريين من الحزب الإسلامي التركستاني في المعركة.
كما نجح المسلحون في السيطرة على مناطق في ضاحية الأسد السكنية بعد معارك عنيفة منذ صباح الجمعة ليكون أول إنجاز لهم بعد إطلاق "ملحمة حلب" عبر مراحل متعددة بغية فك الحصار عن الأحياء الشرقية باءت جميعها بالفشل.
أما في الريف فقد حاولت مجموعة مسلحة قطع طريق خناصر-أثريا المؤدية إلى حلب بالهجوم في نقطة في وادي العذيب القريب من السلمية، ونجح الجيش في التصدي للمحاولة بعد قتل 5 مسلحين وجرح آخرين حسبما أعلنته صفحات موالية للفصائل المسلحة.

وفي الريف الحموي تابع الجيش تقدمه بعد السيطرة على بلدة صوران قبل أيام بالتوازي مع تنفيذ سلاح الجو ضربات مركزة على تجمعات المجموعات المسلّحة في طيبة الإمام ومورك واللطامنة والمصاصنة في الريف الشمالي للمدينة، بينما في غوطة دمشق الشرقية أحرز الجيش السوري تقدما بالسيطرة على عدد من النقاط في تل كردي، وقتل في كمين محكم مجموعة من المسلحين عبر تفجير عبوات ناسفة أثناء مرورهم على درجاتهم النارية في مزارع تل كردي، أما في الغوطة الغربية فقد أحكم الجيش السوري الطوق حول بلدة خان الشيح جنوب غرب دمشق بعد سيطرته على تلة العماد وقلعة زاكية والمداجن.
على الجانب الآخر أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية والسورية لم تنفذ أي طلعات في أجواء حلب طيلة 13 يوما، فيما وجهت طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في غضون اليوم الماضي فقط 9 ضربات استهدفت الأحياء السكنية في الموصل ذات المليون نسمة".، والاشارة إلى أن قاذفات "B-52H" الاستراتيجية الأمريكية وجهة ضربتين من أصل 9 استهدفت الأحياء السكنية" في المدينة العراقية المذكورة.
وفى هذا السياق أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سوريا عن تسجيل 40 خرقا للهدنة من قبل المسلحين خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، والاشارة إلى ان الخروقات من قبل الجماعات المسلحة، تم تسجيلها منذ يوم الجمعة، حيث وقع 15 منها في دمشق، و20 في حلب، و5 في اللاذقية".

كما أعلنت الوزارة أن عدد المناطق السورية المنضمة إلى اتفاق وقف إطلاق النار ارتفع إلى 865 منطقة، بعد انضمام 8 مناطق جديدة، وقالت الدفاع الروسية إنه "خلال الـ24 ساعة الماضية تم التوافق على اتفاق الهدنة مع ممثلين عن مناطق في محافظات اللاذقية وحماة وحمص، ليرتفع عدد المناطق المنضمة للاتفاق إلى 865".
وتمت الاشارة إلى استمرار مفاوضات الهدنة مع القادة الميدانيين لمجموعات من المعارضة المسلحة التي تعمل في دمشق وحمص وحماة والقنيطرة وحلب.
على صعيد آخر أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" إلى لقاء موسكو الذي سيجمع وزراء خارجية روسيا وسوريا وإيران لمناقشة الخطوات اللاحقة بشأن حلب الشرقية، والتأكيد على أن وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف التقي نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف، لمناقشة الخطوات اللاحقة في وضع الجزء الشرقي من حلب، الذي يثير قلق المجتمع الدولي. وقد تضاعف هذا القلق بعد الغارة الجوية على مدرسة في إدلب الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين.
وتمت الاشارة إلى ما أصدرته منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، بشأن الهجوم الجوي على المدرسة في إدلب تسبب بمقتل 22 طفلا وستة معلمين. وقال المدير التنفيذي للمنظمة أنطوني لييك: "هذه مأساة، وإذا كانت العملية مقصودة فإنها جريمة حرب". وبحسب قوله، فإن هذا الهجوم على المدرسة هو الأعنف منذ بداية الأزمة السورية قبل خمس سنوات.

نوهت الصحيفة إلى انه لم تكن هناك معلومات عن الطائرات التي نفذت هذا الهجوم مباشرة بعد وقوعه. وقد وصفه مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين في رده على سؤال للصحافيين بأنه" فظيع، وآمل ألا نكون متهمين. من السهولة أن اقول "لا" ولكنني شخص مسؤول، ولذا يجب علي انتظار ما ستقوله وزارة الدفاع". ولاحقا، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ألا علاقة لروسيا بالهجوم الجوي.
وطرحت في مجلس الأمن قضية الغارات الجوية غير الدقيقة ومعاناة المدنيين في سوريا، فقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون المشكلات الإنسانية ستيفن أوبرين إن "حياة الإنسان تدمر ودمرت سوريا نفسها، وكل هذا جرى تحت أنظارنا جميعا". وقد اتهم القوات الروسية والسورية بمقتل الأطفال.
من جانبها، وقفت مندوبة الولايات المتحدة سامانثا باور إلى جانب نائب الأمين العام، وقالت: "تريد روسيا نيل ثقة الأمم المتحدة، ولكنكم لن تحصلوا على التهنئة أو الثقة لأنكم لم ترتكبوا جرائم حرب خلال يوم أو أسبوع". كما عرضت نسخة مصورة لورقة أعلنت أن الطائرات الروسية والسورية رمتها على الجزء الشرقي من حلب، وجاء فيها "هذه فرصتكم الأخيرة. أنقذوا انفسكم، وإذا لم تغادروا بسرعة سوف يقضى عليكم". وقد علق تشوركين على ما عرضته باور بأن الطائرات الروسية لم تقترب من حلب مسافة أقل من 10 كلم.
وغادر مندوبو الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا الجلسة عندما بدأ مندوب سوريا بشار الجعفري حديثه، احتجاجا على تصرفات السلطات الرسمية.
ونقلت عن ليونيد إيسايف كبير الأساتذة في كلية الاقتصاد العليا "إذا لم يستول الجيش السوري على حلب، فسوف يواجه مشكلات جدية في الجبهة الشرقية، لأن "داعش" يستطيع بسهولة فصل القوات التي تحاصر حلب حاليا عن مجموعة القوات الرئيسة.
أضاف :هناك معطيات تفيد بقدرة "داعش" على القيام بهجوم في تلك المنطقة. لذلك يجب الإسراع بقضية حلب لأن العملية تأخرت كثيرا، والاشارة إلى أن قوات الحكومة السورية تحاول استعادة حلب منذ بداية الصيف.