موسكو تصر على فصل المسلحين عن المعارضة السورية...ومخاوف من هجوم جديد فى حلب

الإثنين 31/أكتوبر/2016 - 08:51 م
طباعة موسكو تصر على فصل
 
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى حلب
أعربت العواصم الغربية عن مخاوفها من تحرك مزيد من القطع الحربية الروسية إلى سوريا، وهو ما أثار مخاوف بشأن اعداد موسكو لهجوم موسع على الجماعات الارهابية فى حلب، خاصة فى ضوء التزام روسيا بالهدنة حتى الآن، فى الوقت الذى أشاد فيه وزير الخارجية الروسي بتغير المواقف الغربية بشأن فصل العناصر المسلحة عن الارهابيين فى سوريا.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو تعتبر جميع المسلحين في أحياء حلب الشرقية، أهدافا مشروعة، كونهم متعاونين مع "النصرة"، مضيفا أن روسيا ستراجع تقييماتها بشأن الهدنة، معتبرا انه بعد تعليق طلعات القوات الجوية الفضائية الروسية وسلاح الجو السوري لمدة نحو أسبوعين، كافيا للفصل بين الإرهابيين والمعتدلين، وإذا لم يحدث ذلك، فعلينا أن نراجع تقييماتنا السابقة بقدر ما".
أضاف "قلنا سابقا إن الولايات المتحدة وحلفاءها، كما يبدو، عاجزون أو ربما لا يريدون عزل المعتدلين عن "جبهة النصرة"، أما الآن، فعلينا أن نقول إنهم لا يريدون فعلا القيام بذلك".، مشيرا إلى أن "الحوار الجاد مستمر، بما في ذلك على مستوى العسكريين".
لافروف
لافروف
أوضح أن  الأصوات بدأت تعلو من جانب ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سوريا  ووسائل الإعلام الغربية على حد سواء وتقر بأن "جبهة النصرة" هي التي تستهدف مواقع القوات الحكومية، ولاسيما فيما جنوب غرب حلب، ويدل هذا الأمر على أن تلك الجرائم بلغت أبعادا لا تسمح بغض النظر عن انفلات هؤلاء المتطرفين".
أشار لافروف إلى تقييمات شركاء روسيا الغربيين الذين سبق لهم أن أصروا على أن عدد مسلحي "النصرة" في أحياء حلب الشرقية، لا يتجاوز مئتين أو ثلاث مئة، وأنه حتى وسائل الإعلام الغربية، بدأت تقر بأن "جبهة النصرة" هي التي تقود الهجمات التي تنفذ انطلاقا من تلك الأحياء، وشدد على أنه من المستحيل أن ينفذ مثل هذا العدد القليل من المسلحين كل عمليات القصف هذه على المنشآت المدنية.
أضاف "ذلك يؤكد مرة أخرى أن بقية المسلحين المتواجدين في حلب الشرقية، يبقون، بإرادة أو بغير إرادة، متواطئين في جرائم "النصرة". وحتى إذا لم يشاركوا بصورة مباشرة في الأعمال القتالية، إنهم مرتبطون بالتنظيم في أي حال من الأحوال".، وجدد لافروف دعوته إلى شركاء روسيا الغربيين والشركاء في المنطقة، لكي يطالبوا مختلف فصائل المعارضة في أحياء حلب الشرقية، بالانسحاب فورا وبالتنصل من "جبهة النصرة"، لكي يتمكن المجتمع الدولي من التركيز على محاربة الإرهاب.
نوه بقوله "إننا نأمل في أن تتغلب غريزة البقاء في نهاية المطاف، لأن مناغاة الإرهابيين ومحاولات استغلالهم لتحقيق أهداف معينة، لم تؤد أبدا إلى شيء إيجابي. وفي نهاية المطاف، وجه هؤلاء الإرهابيون في كل حال من الأحوال، أسلحتهم ضد أولئك الذين حاولوا توحيدهم. فالأمريكيون يعرفون ذلك، على الأرجح، أفضل من غيرهم"، كما نفى لافروف طرح احتمال إقامة قاعدة عسكرية روسية في قبرص خلال الاتصالات بين موسكو ونيقوسيا.
شدد على أن الموقع الجغرافي لقاعدتي حميميم وطرطوس مناسب تماما لضمان كافة مقتضيات عملية محاربة الإرهاب، التي تجريها القوات الجوية الفضائية الروسية تلبية لطلب الحكومة السورية.
على الجانب الاخر كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية نقلا عن مصادر استخباراتية غربية مطلعة أن روسيا سوف تطلق في غضون أيام عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة حلب السورية، والاشارة إلى أن المعلومات المتوفرة لديها والمستقاة من مصادر استخبارية غربية تشير إلى أن حاملة الطائرات الروسية "الأميرال كوزنيتسوف" المتجهة في هذه الأثناء إلى الساحل السوري، سوف تمثل رأس حربة في رفد عملية موسكو العسكرية في حلب.
أشارت إلى أن مجموعة السفن الروسية الـ7 والتي تتقدمها "كوزنيتسوف" سوف تصل إلى الساحل السوري بين الأربعاء والجمعة المقبلين، بعد أن تلتحق بها ثلاث غواصات ضاربة.
الجيش السوري يواصل
الجيش السوري يواصل تقدمه على حساب المسلحين
من جانبه سبق وأن أكد السكرتير العام لحلف الناتو ينس ستولتينبيرج، عن قلق حلفه حيال احتمال استخدام روسيا مجموعة سفنها المتجهة إلى شرق المتوسط في ضرب سوريا"
فى حين علق الفريق أول ليونيد إيفاشوف، على تسيير روسيا قافلة السفن المذكورة بقوله "سوف يتسنى لنا وللمرة الأولى في تاريخ روسيا المعاصر استخدام الطائرات البحرية في القتال الفعلي لا في المناورات. وعلى ما يبدو فإنه سيوكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها "كوزنيتسوف" الإقلاع وتنفيذ مهام معينة، فيما لم يسبق وأن جرى استخدام الطائرات البحرية لتنفيذ مهام فوق اليابسة".
أما أندريه كيلين رئيس دائرة التعاون الأوروبي لدى وزارة الخارجية الروسية، وفي تعليق على تصريحات السكرتير العام للأطلسي اعتبر مؤخرا، أن "تأكيدات ينس وتصريحاته عبثية".
وفي بيان عن أسطول الشمال ه في أعقاب انطلاق مجموعة السفن الروسية قاصدة الساحل السوري، أكد أن الهدف من وراء إرسالها "ضمان الحضور العسكري البحري الروسي في مناطق حيوية وهامة في مياه العالم، وتأمين الملاحة البحرية وحماية كافة النشاطات الاقتصادية البحرية لروسيا الاتحادية، ومواجهة التحديات الجديدة بما فيها القرصنة البحرية والإرهاب الدولي".
يشار إلى أن "الأميرال كوزنيتسوف" قادرة على حمل أكثر من خمسين طائرة، و1960 عسكريا ومزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع "جرانيت"، وصواريخ "كلينوك" المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة "كاشتان" الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات.
وتحمل "كوزنيتسوف" إلى شرق المتوسط حسب المصادر العسكرية الروسية، مقاتلات "ميغ-29 KR"، و"ميغ 29-KUBR"، ومقاتلات "سو-33" البحرية، إضافة إلى مروحيات "KA-52" الملقبة بـ"التمساح".
دمار حلب
دمار حلب
وعلى صعيد المعارك المسلحة، حذر الجيش السوري من أن تنظيم "جبهة النصرة" يستغل التهدئة الحالية في حلب، للتحضير لشن عمليات واسعة ضد المدنيين في المدينة، واكدت القيادة العامة للجيش السوري أن تنظيم "جبهة النصرة" وعددا من التنظيمات المتحالفة معه يواصل تصعيد الهجوم على مدينة حلب من عدة محاور، مستغلا فترة التهدئة للتحضير لشن عمليات واسعة واستهداف المدارس والمدنيين "في الأحياء الآمنة لمدينة حلب".، والاشارة إلى أن  84 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء، قتلوا، وأصيب 280 آخرين بجروح مختلفة نتيجة عمليات قصف بأكثر من من 100 قذيفة هاون و 50 صاروخ غراد و20 اسطوانة غاز على المناطق السكنية في حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتمت الاشارة إلى أن "التصعيد الإرهابي بلغ ذروته أمس بإقدام التنظيمات الإرهابية على استخدام قذائف تحتوي غاز الكلور تجاه 1070 شقة وحي الحمدانية السكني في حلب ما أدى إلى حدوث 48 حالة اختناق".، والتأكيد على أن مثل هذه الهجمات ضد المناطق السكنية في حلب لن تثني القوات المسلحة عن مواصلة تنفيذ مهامها الدستورية في حماية المواطنين ومتابعة حربها على الإرهاب".
كانت السلطات السورية قد أعلنت عن إصابة أكثر من 35 شخصا بحالات اختناق جراء قصف منطقة حي الحمدانية وضاحية الأسد السكنية بقذائف تحمل غازات سامة.
يذكر أن تعليق طلعات الطيران السوري والروسي في سماء حلب دخل حيز التنفيذ يوم 17 أكتوبر ، قبيل هدنة إنسانية استغرقت 3 أيام، لكن بعد انتهاء الهدنة، بقيت موسكو ودمشق ملتزمتين بتعليق القصف الجوي على أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المسلحين.

شارك