"مأساة حلب" و"تراجع داعش في الموصل" و"خطة بوتين" في الصحف الأجنبية
الإثنين 31/أكتوبر/2016 - 11:31 م
طباعة
تواصل الصحف الأجنبية متابعة تداعيات الأزمة السورية واستمرار المعارك المسلحة، بالرغم من محاولات مد الهدنة الانسانية وفصل المعارضة السلمية عن الارهابيين والفصائل المسلحة، واستعداد موسكو لشن هجوم موسع ضد الارهابيين لتحرير حلب منهم، مع متابعة تداعيات معركة الموصل فى العراق، وتراجع داعش أمام هجوم الجيش العراقي.
هجوم الفصائل:
الفصائل السورية وحلب
من جانبها رصدت نيويورك تايمز مواصلة فصائل المعارضة السورية هجومها على الأحياء الغربية من مدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، لكنها لم تحقق أي تقدم يذكر، ونقلت الصحيفة عن مصادر تشير إلى أن الانجاز الوحيد الذي حققه مقاتلو المعارضة منذ الأحد هو استعادة "السيطرة على بعض مناطق ضاحية الأسد"، مشيرا إلى أن النظام "يستعيد زمام المبادرة".
وتتركز المعارك عند الأطراف الغربية لحلب وتترافق مع قصف من الفصائل المقاتلة وبينها مجموعات إسلامية، على الأحياء الغربية وقصف جوي متقطع على مناطق الاشتباكات. وبدأ هجوم المعارضة يوم الجمعة الفائت في محاولة منها لفك الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية منذ أشهرعلى الأحياء الشرقية، والاشارة إلى أن أكثر من 250 ألف شخص في الأحياء الشرقية يعانون من نقص في المواد الغذائية والطبية، وتعرضوا خلال الأسابيع الماضية لحملة من القصف الجوي العنيف من الطيران السوري وحليفه الروسي، حصدت مئات القتلى. ومنذ الجمعة، قتل 48 مدنيا على الأقل بينهم 17 طفلا في مئات القذائف التي أطلقها مقاتلو المعارضة على الأحياء الغربية، بحسب آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتمت الاشارة إلى أن الموفد الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أعرب عن "صدمته" إزاء "تقارير تشير إلى أن "عشرات من الضحايا المدنيين لقوا مصرعهم في غرب حلب، بمن فيهم عدد من الأطفال، وجُرح المئات بسبب الهجمات القاسية والعشوائية من جماعات المعارضة المسلحة".
وأضاف في بيان صدر في جنيف "من يزعمون أن القصد هو تخفيف الحصار المفروض على شرق حلب ينبغي أن يتذكروا أنه لا يوجد ما يبرر استخدام الأسلحة العشوائية وغير المتناسبة، بما فيها الثقيلة، على مناطق مدنية، الأمر الذي يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب". وكرر الموفد الأممي تنديد الأمين العام للأمم المتحدة بالهجمات الأخيرة على مدارس في شرق وغرب حلب، إضافة إلى الغارات الجوية على الأحياء السكنية.
معركة حلب:
معركة حلب
بينما أوضحت صحيفة التايمز البريطانية أن هناك محاولة روسية قادمة للاشتباط فى حلب بعد فترة من الهدوء، وفى تقرير لها بعنوان "عاصفة تتجمع: الهجوم الروسي الموسع الوشيك على حلب درس لتبعات عدم التصدي للقوة العسكرية".، أكدت الصحيفة إنه في الأسبوع الماضي أسقطت الطائرات الروسية والسورية منشورات على شرق حلب تحمل رسالة واضحة ومخيفة : "هذا أملكم الأخير...انقذوا أنفسكم. إذا لم تغادروا هذه المناطق بصورة عاجلة سيتم إبادتكم".، والاشارة بقولها "يبدو أن التهديد ليس مجرد كلمات جوفاء، فوفقا لتحليل استخباراتي غربي حصلت عليه التايمز، فإن القوات الروسية ستشن هجوما وشيكا كاملا وموسعا في محالة لاستعادة السيطرة على حلب"
أكدت الصحيفة أن هدف الرئيس الروسي فلايمير بوتين هو منح حليفه الرئيس السورى بشار الأسد نصرا كاملا في حلب ثاني أكبر مدن سوريا بحلول يناير 2017، وأن هذا الهدف قد لا يحقق، فالمعارضة المسلحة السورية، التي تزودها السعودية بالسلاح، أثبتت صمودها أمام هجمات قوات الأسد طوال سنوات، والتأكيد على أن ما يبدو من الحتمي الحدوث هو تعمق ما تصفه الصحيفة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم مع عدم وجود ضمانات بوصول المعونات الانسانية التابعة للأمم المتحدة للذين يحتاجونها.
نوهت أن بوتين اختار الهجوم على حلب ليتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية والفترة الانتقالية التي تليها. وتقول إنه ما من شك إن بوتين ما كان ليخطط لمثل هذا الهجوم الموسع على حلب لولا إخفاق الرئيس الأمريكي باراك أوباما في ردعه سواء كان ذلك في سوريا أو أوكرانيا، موضحة أن القوة التي يشعر بها بوتين ناتجة أيضا عن عدم تصدي أوروبا له، وأن التاريخ سيسجل أن قارة باكملها وقفت متفرجة على تدخل بوتين في سوريا.
أكدت الصحفة انه على الأرض في شرقي حلب يتعرض نحو 275 ألف شخص للحصار في المنطقة المدنية الرئيسية في سوريا التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بينما مقاتلي المعارضة المسلحة لديهم مدد جيد من الأسلحة الصغيرة والمدفعية الخفيفة، ولكن لا يوجد لديهم غطاء جوي، مما يعطي القوات الروسية القدرة على شن هجمات موسعة ضدهم، مع التأكيد على أن روسيا تخوض حربا على الأراضي السورية وأنها لم تكن لتتمكن من ذلك إلا بتخاذل أوروبا والولايات المتحدة عن التصدي لها.
تراجع داعش:
تطهير الموصل من داعش
بينما رصدت الجارديان تراجع تنظيم داعش فى ضوء الهجوم الذى يشنه الجيش العراقي، وفى تقرير بعنوان "تنظيم الدولة الإسلامية غادر سنجار ولكن الخوف ما زال يسيطر علىها".، اكدت الصحيفة إنه إلى جوار العظام البشرية والشعر الآدمي الذي ما زال معرضا للأنواء والأجواء، يوجد منشور أسقطه الجيش العراقي على الأرض التي يوجد فيها هذا القبر الجماعي كتب عليه "إننا قادمون لتحريركم".، مشيرة إلى أن مدينة سنجار المدمرة على بعد نحو عشر دقائق بالسيارة من موقع المقبرة الجماعية، واصفة المباني المهدمة بأنها تبدو كبلدة أشباح بعد عام من مغادرة تنظيم الدولة الإسلامية لها.
أشارت الصحيفة الى انه لا يوجد في المدينة كما رأتها غراهام هاريسون سوى بعض القطط الضالة وبعض الجنود، وهي مدمرة تماما بالدرجة التي دعت بعض المسؤولين لاقتراح بقائها هكذا لتكون بيوتها المهدمة دليلا على معاناة الإيزيديين الذين كانوا يسكونها.
ونقلت عن ناصر باشا خلف المتحدث باسم الحاكم المحلي للمدينة قوله "دمر 70 بالمئة من المدينة. نفكر في إقامة مدينة جديدة. وإبقاء هذه كشاهد وتذكار".
بينما قالت أيزيدية من القلائل الذين عادوا، واسمها ليلي وهي في نحو الخمسين، للصحيفة "عدنا لنرعى خرافنا. ولكن الوضع الأمني يزداد سوءا حولنا ولهذ نفكر في المغادرة مجددا".
أوضحت الصحيفة أن الأيزيديين يخشون الوثوق مجددا في قوات البيشمركة الكردية التي فرت وتركتهم يواجهون المذابح والاغتصاب على يد مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، معتبرة أن ثقتهم في الجيش العراقي لا تزيد عن ثقتهم في قوات البيشمركة، وأنها أثناء مرورها في البلدة قرأت على بعض الحوائط عبارة "نريد قوات دولية".