تدهور الوضع الانساني في اليمن.. وهادي يبحث عن دعم مصر
الثلاثاء 01/نوفمبر/2016 - 07:01 م
طباعة

يستمر الصراع علي جبهات اليمن، وسط مساعي اتهامات سعودية لايران بدعم جماعة الحوثيين، فيما راي مستشار وزير الدفاع السعودي ان الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح يسعي الي حماية مصيره وعائلته دون النظر الي الوضع اليمني، مع اتصالات سعي الرئيس عبدربه منصور هادي لبحث دع سياسي له من خلال دور مصر في مجلس الامن.
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، تكبدت الميليشيات الانقلابية خلال الساعات الماضية خسائر كبيرة في العتاد العسكري في محافظة حجة وصنعاء، حيث دمرت طائرات التحالف العربي منصات إطلاق الصواريخ وعربات مسلحة في جبهة حرض، كما قصفت منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية غرب صنعاء، ما أدى إلى مقتل العشرات من عناصر تلك الميليشيات.
كذلك أفادت مصادر عسكرية بأن طائرات التحالف العربي استهدفت في صنعاء مواقع ومخابئ أسلحة تابعة للميليشيات في منطقة بني مطر غرب المدينة، إضافة إلى مخازن أسلحة في جبل نقم، ومعسكر الحفا شرق صنعاء.
واستهدف التحالف مواقع الميليشيات في محافظة الجوف، وتحديداً مديرية المتون كما قصف عدة أهداف ومواقع عسكرية على امتداد الخط الساحلي جنوب الحديدة.
كما اعلنت قوات الشرعية في اليمن السيطرة على مواقع جديدة في منطقة الشقب جنوب محافظة تعز بعد معارك عنيفة مع المتمردين.
وقال قائد محور تعز، اللواء الركن خالد فاضل، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا من تطهير تبه الصالحين والمشهود في الشقب، وكبدا الميليشيات الانقلابية خسائر في الأرواح والعتاد.
صورايخ الحوثي:

وعلي صعيد اخر، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، ورئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية والسياسية، اللواء محمود منصور، امتلاك المليشيات الحوثية حوالى 300 من الصواريخ البالستية، بعضها موروث من ترسانة اليمن الجنوبي سابقاً، وبعضها حصلوا عليه في صفقة معلنة مع كوريا الشمالية 2002.
ووفقاً لما أوردته صحيفة "المدينة" السعودية، اليوم الثلاثاء، أكد اللواء منصور وجود 20 منصة إطلاق صواريخ "سكود" حصل عليها الجيش اليمني من الاتحاد السوفيتي أوائل الثمانينات، تستطيع إصابة أهداف على بعد 500 كيلومتر، لافتاً أنه تم نصبها قرب مناطق استراتيجية تهدد أمن وسلامة اليمن والسعودية ودول الخليج.
وأشار إلى أن إيران دربت قرابة 6 آلاف مسلح حوثى سواء في طهران أو بيروت، مؤكداً حاجة الدول العربية وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت لنشر 55 بطارية "باتريوت"، لحمايتها من خطر الصواريخ "الباليستية" الإيرانية، وشدد على ضرورة وجود منظومة دفاع صاروخي مشترك لدول مجلس التعاون الخليجي لمواجهة أي عدائيات محتملة.
وأكد منصور في تصريحات للصحيفة، وجود خبراء إيرانيين في اليمن يعملون حالياً على تطوير أسلحة متوسطة المدى في محافظة الحديدة، وإجراء تعديلات كبيرة عليها لضرب العمق السعودي، وتحريكها بإتجاه محافظة ذمار اليمنية.
وأوضح منصورأن صالح عندما كان رئيساً لليمن فاوض الجانب الروسي للحصول على 30 طائرة مقاتلة جديدة متعددة الوظائف من طراز "ميج 29 س م ت"، ومروحيات "مي 35"، و"كا 52"، ومروحيات شحن من نوع "مي 17"، إضافة إلى دبابات "ت 72 م 1"، ومنظومات مضادة للدبابات من نوع "كورنيت أي"، و 20 راجمة صواريخ من طراز "سميرتش"، وسيطر الحوثيون على معظم هذه الأسلحة.
وأشار إلى أن صالح كان يعتزم أن تستضيف بلاده قواعد روسية تحت الغطاء الإيراني.
الحوثي وصالح:

فيما قال اللواء أحمد عسيري، المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية، إن الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، لن يكون جزءا من الحل ولا يقلقه حاليا إلا التفاوض على مصيره الشخصي، مؤكدا أن المعلومات المتقاطعة لدى التحالف تدل بوضوح على دور إيراني في إدارة الصواريخ البالستية لدى الحوثيين.
عسيري، الذي كان يتحدث في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، قال ردا على سؤال حول حقيقة الموقف من صالح: "بعد الهدنة كان هناك ثلاثة أشهر من المشاورات في الكويت وحزب المؤتمر كان ممثلا في الحوار الذي كان حوارا يمنيا خالصا وبعد فشل المفاوضات خرج المخلوع علي عبدالله صالح بخطبة من خطبه المظللة وهدد بمهاجمة حدود السعودية حتى يستطيع التفاوض مباشرة مع المملكة متناسبا ان القضية هي يمنيه - يمنية في الاساس."
وتابع اللواء الركن السعودي بالقول إن صالح "لا يريد من هذه المواقف اليوم إلا التفاوض على مصيره الشخصي ومصير أسرته فهو يخضع لعقوبات أممية وأرصدته التي نهبها من الشعب اليمني ووضعها في الخارج مجمدة حاليا،" مضيفا أنه في مطلق الأحوال فإن صالح "لن يكون جزءا من الحل اليمني لأنه جزء من المشكلة والشعب اليمني أخرجه من السلطة وأعلن موقفه منه" وفق تعبيره.
واتهم الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن إيران بإدارة القوة الصاروخية التي يستخدمها الحوثيون لاستهداف الأراضي السعودية قائلا: "قبل ستة أشهر نشرنا وثائق بالصوت والصورة لعناصر من حزب الله وهم يدربون عناصر من المليشيات الحوثية وهذا أمر واضح بالنسبة للتحالف. منهج إيران في العمل هو قتل المواطن العربي بيد مواطن عربي آخر وهم يفعلون ذلك في اليمن والعراق وسوريا. معلوماتنا المتقاطعة تدل على قيام إيران بإدارة منظومات الصواريخ البالستية."
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، سعى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، على ما يبدو لطلب دعم مصر في مجلس الأمن الدولي الذي لجأ إليه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن طلباً لاعتماد خارطة طريق للتسوية في اليمن.
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الهادي، أعرب خلاله عن تقدير بلاده لمواقف مصر الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن، لاسيما خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي عُقد أمس الإثنين.
وأكد رئيس اليمن على محورية دور مصر باعتبارها الدعامة الرئيسية لأمن واستقرارالمنطقة، معرباً عن تطلعه لمواصلة مصر دعمها لليمن وتكثيف التعاون بين البلدين على جميع الأصعدة خلال الفترة المُقبلة.
وشدد الرئيس السيسي، خلال الاتصال، على وقوف مصر إلى جانب اليمن الشقيق ومواصلة دعمها لحكومته الشرعية، مشيراً إلى حرص مصر على دعم جهود استقرارالدولة اليمنية ووحدتها وسلامة أراضيها، وذلك في إطارما يجمع بين البلدين من علاقات وثيقة وروابط تاريخية على المستويين الرسمي والشعبي، متمنياً للشعب اليمني الشقيق كل السلام والاستقرار.
ويأتي ذلك بينما يواجه الرئيس هادي ضغوطا دولية لقبول خارطة طريق يقول كثيرون إنها تهمّش دوره المستقبلي في اليمن.
ووصفت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور خطة الأمم المتحدة بأنها “ذات مصداقية ومتوازنة.”
وقالت للمجلس “خطة الطريق هي أساس للمفاوضات. هذا ليس مقترحا بالقبول أو الرفض. الآن ليس الوقت الذي تقوم فيه أي من الأطراف بالتملص والمماطلة أو فرض شروط جديدة. على الأطراف أن تتحاور مع المبعوث الخاص.”
أدلى مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، الإثنين، بتصريح هو الأول من نوعه حيال الصراع الذي يشهده اليمن.
وقال في إفادته في جلسة المجلس التي عقدت الإثنين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالصراع اليمني، إن “الكارثة الإنسانية في اليمن تفوق السورية لكنها لا تحظى بالاهتمام الدولي”.
وحاول المسؤول الروسي من خلال تصريحه توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأن الملف اليمني يحظى باهتمام موسكو كما يحظى بذلك الملف السوري.
وأعرب المندوب الروسي الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال المجلس للشهر الجاري، عن تأييده لخارطة السلام الأممية في اليمن، والتي قوبلت برفض أطراف الصراع اليمنية بحسب ما أكده المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ورغم أن ولد الشيخ حاول في خطابه أن يجذب الأطراف المتصارعة للوصول إلى حل عن طريق الحوار إلا أن مندوب الشرعية في الأمم المتحدة، خالد اليماني، كان أكثر عملية في خطابه ليوضح أن المبادرة الأممية فشلت لأنها قامت على أساس نجاح الهدنة، وهو الأمر الذي لم يتحقق. كما أكد اليماني أن خارطة الطريق تتناقض مع نفسها ومع المبادئ التي قامت عليها المفاوضات، مشدداً على أهمية انتهاء الانقلاب من حياة اليمنيين.
وكان خطاب المبعوث الأممي في مجلس الأمن قد ألقاه بعد زيارته الأخيرة إلى صنعاء - والتي جاءت عقب فشل الهدنة السادسة والأخيرة في وقف - ولو مؤقتا - لعمليات إطلاق النار بسبب انتهاكات الانقلابيين. ولم يغادر ولد الشيخ العاصمة اليمنية بخفي حنين فقط، ولا بهدنة منتهكة ومنهارة من جانب الميليشيات فحسب، بل وبتصعيد عسكري من جانب الانقلابيين لم يتوقف فقط على إطلاق الصواريخ باتجاه مأرب والحدود السعودية، بل امتد أكثر ليستهدف منطقة مكة المكرمة.
فيما هاجم الناطق الرسمي باسم ميليشيات الحوثي ورئيس وفدهم في مشاورات الكويت، محمد عبدالسلام، المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واصفاً إياه بالبوق الإعلامي التابع للتحالف.
وقال عبدالسلام، في أول رد على إحاطة ولد الشيخ أمام مجلس الأمن، إنه تجاوز دوره كوسيط أممي وافتقد الحياد وقام بدور التضليل عن الواقع. كما أضاف أن المبعوث الأممي أعلن كذبه بحديثه عن استهداف مكة، ما يثبت أنه مجرد بوق إعلامي لدول التحالف.
وكان صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي للانقلابيين، قد انتقد ولد الشيخ أحمد قائلاً إنه لا يشرفه الالتقاء به، لأنه مجرد ناقل رسائل لدول التحالف ومنفذ لأجندتهم باليمن
الوضع الانساني:

وعلي صعيد لوضع الانساني، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، يوم الاثنين إن اليمن على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مؤكدا أن القتال في اليمن تسبب في “كارثة” جعلت أكثر من 21 مليون شخص في حاجة إلى شكل ما من المساعدات الإنسانية.
وقال أوبراين لمجلس الأمن إن 80% من اليمنيين (21.2 مليون شخص) يحتاجون إلى المساعدات. ويتضمن ذلك أكثر من مليوني شخص يعانون من سوء التغذية.
وأضاف أوبراين أمام مجلس الأمن الذي اجتمع لبحث الحرب في اليمن إن العنف الذي بدأ قبل 19 شهرا قد سلب من اليمنيين حياتهم وأملهم وحقهم في العيش بكرامة.
وأضاف أن “آلاف الأشخاص قتلوا وأصيب عشرات الآلاف واضطر أكثر من ثلاثة ملايين شخص إلى ترك منازلهم ويعاني سبعة ملايين آخرين من القلق من عدم معرفتهم من أين ستأتي وجبتهم الغذائية التالية”.
ودعا أوبراين الأطراف المعنية بالتوصل إلى اتفاق سلام من أجل إنقاذ ما تبقى من بنية تحتية واقتصاد وخدمات اجتماعية في البلاد.
المشهدي اليمني:
مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.