موسكو تهدد بإلغاء الهدنة .. والأمم المتحدة تجلى موظفيها من حلب
الثلاثاء 01/نوفمبر/2016 - 08:54 م
طباعة


الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية
تماشيا مع دعوات استئناف الغارات الروسية ووقف الهدنة، تصر موسكو على تقديم مزيد من الفرص والتحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة لفصل الارهابيين عن المعارضة فى سوريا، بالرغم من الفشل المستمر فى هذا الأمر.
من جانبه أكد دميتري بيسكوف الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي أن إعادة فرض الهدنة في حلب ضرب من المستحيل إذا ما استأنف المسلحون هجماتهم، مضيفا بقوله "عندما لمس رئيسنا ضرورة تمديد الهدنة في حلب، أكدنا حينها أن كل شيء يعتمد في جميع الأحوال على الموقف الذي سيتبناه الإرهابيون، وهذا يعني أنه سيستحيل تجديد الهدنة في حلب إذا ما قرر المسلحون الهجوم، ورئيسنا قد أوضح ذلك".
أضاف: "الهدنة لا تزال قائمة في الوقت الراهن، والعمل مستمر الآن على ضمان خروج المدنيين وإجلاء الجرحى من حلب الشرقية، وخلق الظروف اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية. إلا أن جميع هذه التدابير سوف تصبح ضربا من المستحيل إذا ما استمر الإرهابيون في قصف الأحياء ومعابر إيصال المساعدات الإنسانية وشرعوا في الهجوم، جاعلين المدنيين دروعا بشرية لهم".
وتعليقا على ما جاء بصحيفة "تايمز" البريطانية مؤخرا حول أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بارك خطة جاهزة لاجتياح حلب، أضاف بيسكوف: "من الأجدر بهذه الصحيفة إذا توفرت لديها معلومات عن نية المسلحين شن عمل عسكري واسع النطاق، أن تكتب عن ذلك. من المستبعد حصول "تايمز" على معلومات متعلقة بخطط الرئيس الروسي".
أضاف "روسيا في الواقع تستغل جميع الإمكانات المتاحة لها لحماية مصالحها، ولكن بما يتسق مع القانون الدولي، خلافا لما قاله رئيس جهاز مكافحة التجسس البريطاني. روسيا تتقيد بذلك على الدوام مستندة إلى مبادئ العلاقات ذات النفع المشترك، وبما يخدم صياغة العلاقات الطيبة ذات المنفعة المتبادلة بينها وشركائها".

محاولات لاستمرار الهدنة
على الجانب الاخر قالت وزارة الدفاع الروسية، إن الهجوم على الأحياء السكنية في الموصل قد يؤدي إلى الكثير من الضحايا، معتبرة أن الوضع هناك يختلف عنه في حلب، وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيجور كوناشينكوف، أن الوضع في الموصل يختلف عنه في حلب بعدم وجود منافذ إنسانية وصحفيين ومتطوعين ونشطاء.
أشار إلى اختلافات جذرية في الوضع بين حلب السورية والموصل العراقية، قال كوناشينكوف: "سمعنا عن "اقتحام" وشيك يلفه الغموض على الأحياء السكنية والسكان المدنيين في الموصل، إلا أن ما يقلقنا هو عدد الضحايا الكبير المحتمل سقوطه جراء هذا الاقتحام.. دون أن نسمع بالمطلق عن تأمين أي منافذ إنسانية، وكأن المدينة ذات المليون نسمة ونيف لا يقطنها سوى الإرهابيين".
شدد كوناشينكوف في هذه المناسبة بأن "السلطات السورية وروسيا فتحتا ستة ممرات إنسانية في حلب، جاهزة لخروج المدنيين، الذين لا يستطيعون الاستفادة منها نتيجة تفخيخ مداخلها واستهدافها من قبل المسلحين.
أشار كوناشينكوف إلى أن التحالف الدولي نفذ خلال الساعات الـ24 الماضية 21 غارة جوية على الموصل ومشارفها، مذكرا بأن القوات الجوية الروسية والسورية لم تنفذ أي غارات على حلب منذ أكثر من أسبوعين، موضحا بقوله "تتعرض الموصل لضربات القاذفات الاستراتيجية الأمريكية "B-52H" والقاذفات "F / A-18" .. فقط خلال الـ24 ساعة الماضية قام التحالف بـ25 طلعة جوية، نفذ خلالها 21 غارة بالصواريخ على المدينة وضواحيها".
كان جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، صرح في قبل بأن واشنطن لا ترى أنه يصح عقد مقارنة بين الوضع في حلب السورية والموصل العراقية.

الاسد
في حين بحث رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف مع نظيره التركي خلوصي أكار في موسكو الوضع في مدينة حلب السورية، وجرى كذلك خلال اللقاء بحث الوضع على الحدود العراقية السورية في سياق عملية تحرير الموصل من "داعش".
وقال مصدر في وزارة الدفاع الروسية للصحفيين إنه جرى خلال اللقاء تبادل صريح لوجهات النظر حول الوضع في شمال سوريا، وأبلغ جيراسيموف الضيف التركي بالجهود التي تبذلها روسيا من أجل تحسين الوضع الإنساني في حلب، وشدد على ضرورة الفصل بين جبهة النصرة وفصائل المعارضة "المعتدلة".
شدد على أن اللقاء اتسم بطابع بناء، وأشار الطرفان إلى ضرورة مواصلة الاتصالات بين هيئتي الأركان العامة في البلدين بما في ذلك على مستوى الخبراء العسكريين.
من ناحية اخري أعلنت الأمم المتحدة أنها قد تعتبر قصف مدينة حلب السورية من جانب الحكومة والمعارضة جرائم حرب في حال تأكد أن الضربات كانت مقصودة، وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن قوات المعارضة المسلحة والقوات الحكومية في سوريا ربما تكون ارتكبت جرائم حرب من خلال هجماتها العشوائية في حلب.
أضافت: "كافة الأطراف في حلب تقوم بأعمال قتالية تسفر عن أعداد كبيرة للضحايا من المدنيين وتخلق مناخا من الرعب لمن لا يزال يعيش في المدينة".، وأشارت شامداساني إلى ورود معلومات حول تكثيف الضربات من قبل المعارضة المسلحة لأحياء سكنية في غرب حلب الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، مضيفة أن أكثر من 30 مدنيا، بينهم 10 أطفال على الأقل، قتلوا وأصيب عشرات آخرون يومي السبت والأحد.
شددت على أن هذا العدد الكبير من الضحايا بين المدنيين يدل على أن المعارضة المسلحة لا تلتزم بمعايير القانون المدني. وقالت:" لا يجوز بتاتا استخدام الصواريخ الأرضية والسيارات المدرعة المفخخة بالمتفجرات في منطقة سكنية يزيد عدد سكانها على مليون نسمة، ويمكن أن يعتبر جريمة حرب".، وأضافت أن المفوضية الأممية لم تتمكن من تحديد جماعات المعارضة المسؤولة عن قصف غربي حلب، وقالت إن عدد القتلى خلال يومي العطلة بلغ ما لا يقل عن 12 مدنيا بينهم طفلان مع إصابة العشرات من السكان المسالمين.
من ناحية اخري ذكر الرئيس السوري بشار الأسد أنه سيبقى على رأس السلطة في بلاده حتى العام 2021 على الأقل، حين تنتهي ولايته الثالثة ومدتها سبع سنوات.

المعارضة المسلحة تثير القلق
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الأسد استبعد، خلال اللقاء، أي تغييرات سياسية في بلاده قبل الانتصار في الحرب القائمة هناك، ووعد الأسد، خلال اللقاء، بعهد جديد من الانفتاح والشفافية والحوار الذي سيبزغ في سوريا، متحدثا عن الصراع على الهوية في منطقة الشرق الأوسط، وعن حق كل سوري في أن يكون "مواطنا بالكامل، بكل معنى هذه الكلمة."
نفى أي مسؤولية شخصية عن الحرب التي تجتاح بلاده، وأنحى باللائمة على الولايات المتحدة والمتشددين الإسلاميين، وليس على حكومته أو القوات التابعة لها، وفق الصحيفة الأمريكية، وأعرب عن ثقته بأن القوات الحكومية ستستعيد السيطرة على البلد بأكمله، وقال الأسد "أنا مجرد عنوان ــــ الرئيس السيء، الرجل السيء الذي يقتل الأخيار"، مضيفا "أنتم تعرفون هذه الحكاية. السبب الحقيقي هو لإسقاط الحكومة. هذه الحكومة التي لا تتناسب مع معايير الولايات المتحدة".
قال "دعونا نفترض أن هذه الادعاءات صحيحة وهذا الرئيس قتل شعبه والولايات المتحدة تساعد الشعب السوري"، مضيفا "بعد خمس سنوات ونصف السنة، من ساندني؟ كيف استطعت أن أكون رئيسا وشعبي لا يدعمني؟".