تجدد الاتهامات الغربية لدمشق بارتكاب جرائم حرب.. وموسكو تعلن عن هدنة جديدة
الأربعاء 02/نوفمبر/2016 - 11:02 م
طباعة


انجيلا ميركل
تصاعدت اللهجة الغربية جراء المعارك التى تجري فى حلب، وزادت الاتهامات للحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب، فى الوقت الذى أعرف فيه الموفد الأممى ستيفان دى ميستورا فى الأزمة السورية عن قلقه جراء استهداف المعارضة المسلحة للمدنيين، معتبرا انها جرائم حرب وينبغى مساءلة من ارتكبوها.
من جانبها اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحكومة السورية بارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" لا يمكن التغاضي عنها، وقالت ميركل لدى تسلمها جائزة سول للسلام في برلين "استخدام البراميل المتفجرة والقنابل الحارقة بل والأسلحة الكيماوية أمر لا يمكن غض الطرف عنه".
أضافت "السكان المدنيون يتعرضون للتجويع والمنشآت الطبية تتعرض للهجوم والأطباء يموتون والمستشفيات تدمر". وشددت ميركل على أنه "حتى قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لم تسلم من القصف". وتابعت ميركل قائلة "هذه جرائم خطيرة ضد الإنسانية. يجب علينا ألا نتغاضى عنها

الجيش السوري يتقدم
حثت ميركل الأوروبيين على التفكير في الأزمات الحاصلة في المناطق البعيدة عنهم أيضا. فبخصوص البرنامج النووي لكوريا الشمالية والتوتر في بحري الصين الجنوبي والشرقي قالت المستشارة الألمانية "كل الأطراف المعنية عليها واجب في الالتزام بالقواعد المتفق عليها دوليا والتعاون".
كان الأمين العام للأمم المتحدة قد أمر بفتح تحقيق مستقل في الغارة الجوية التي استهدفت مدرسة أطفال في محافظة إدلب، كما قال مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أواخر الشهر الماضي إنه سيحدد هوية مرتكبي جرائم حرب في حلب وإنه فتح تحقيقا خاصا في استخدام التجويع والضربات الجوية هناك.
وسبق أن اتهمت جماعات لحقوق الإنسان ودول غربية الجيش السوري الذي يدعمه سلاح الجو الروسي باستهداف مستشفيات ومخابز وغيرها من المناطق المدنية أثناء قصف مناطق تسيطر عليها المعارضة ومنها شرق حلب، إلا أن متحدثة باسم حقوق الإنسان في الأمم المتحدة قالت إن جميع أطراف القتال في مدينة حلب السورية ربما ترتكب جرائم حرب من خلال هجمات عشوائية في مناطق يسكنها المدنيون.
على الجانب الآخر جددت المعارضة السورية المسلحة رفضها للدعوات الروسية لها بمغادرة الأحياء الشرقية في مدينة حلب. رد المعارضة جاء بناء على طلب من الرئيس الروسي بتمديد الهدنة بحلب لعدة ساعات كي يتسنى لمسلحي المعارضة مغادرتها مع أسلحتهم.
قال زكريا ملاحفجي من جماعة "فاستقم" المعارضة المسلحة إن المعارضة رفضت اليوم طلبا روسيا بالانسحاب من حلب بحلول مساء يوم الجمعة القادم، مضيفا "هذا الأمر مرفوض على الإطلاق. مدينة حلب ما بنسلمها لن نسلمها للروس ولن نستسلم بالمطلق".
من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قوات المعارضة والمدنيين سيسمح لهم بمغادرة الجزء الشرقي من حلب الذي تسيطر عليه المعارضة، وأشارت إلى أنها ستمدد وقفا للغارات الجوية داخل المدينة.
كان الجيش الروسي قد أعلن اليوم "هدنة إنسانية" جديدة في حلب لمدة عشر ساعات الجمعة، في وقت تدور معارك متقطعة بين قوات النظام السوري المدعومة من موسكو وفصائل المعارضة على أطراف المدينة.
وردت فصائل سورية معارضة تشارك في معارك حلب برفض المبادرة الروسية مؤكدة أنها "غير معنية" بهذا الإعلان "من جانب واحد".

مسلحو المعارضة
يأتى ذلك فى الوقت الذى استهدف فيه الطيران السوري مواقع للمسلحين في خان الشيح بريف دمشق الجنوبي، فيما سيطر الجيش السوري بالكامل على خربة العباسية في منطقة خان الشيح بريف دمشق الجنوبي الغربي، وقال مراقبون أن وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية انتهت بفرض السيطرة على خربة العباسية بعد اشتباكات مع مسلحي "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام" سقط خلالها عدد من القتلى في صفوف المسلحين.
على صعيد أخر أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على استحالة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بمشاركة الحكومة الحالية في دمشق، معتبرا أن أنقرة لا تأمل في إمكانية إيجاد حل سياسي يشارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد.
أكد أوغلو أن أنقرة وموسكو تتفقان حول كون الحل السياسي غير العسكري، الخيار الأفضل بالنسبة لسوريا. لكنه أكد أنه ما تزال بين الجانبين خلافات مبدئية حول مصير الأسد، وعدد من المسائل الأخرى، مضيفا أن روسيا وتركيا شكلتا فرقا دبلوماسية وعسكرية واستخباراتية مشتركة لدراسة كافة المسائل السورية والإقليمية والعسكرية. وشدد على الأهمية البالغة التي يكتسبها الحوار الروسي التركي لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأقر الوزير التركي ببقاء خلافات بين أنقرة وموسكو حول كيفية الفصل بين المعارضين المعتدلين والإرهابيين في سوريا، لا سيما في مدينة حلب، مضيفا بقوله ""إننا نطالب أيضا بعزل أنصار تنظيم "جبهة النصرة" عن المعارضة، لأنه لا يجوز أن نتعامل مع الإرهابيين مثلما نتعامل مع المعارضة المعتدلة".
أوضح أن الخلاف بين موسكو وأنقرة في هذا السياق يكمن في كيفية تنفيذ عملية الفصل، إذ يصر الجانب التركي على إيقاف القصف أولا وضمان وقف إطلاق النار، ومن ثم تحديد فترة زمنية "عقلانية" لتنصل المعارضة المعتدلة من الإرهابيين. وشدد على صعوبة إحراز هذا الهدف في الوقت الذي تستمر فيه الحرب، كما أكد جاويش أوغلو أن الحديث لا يدور عن إطلاق أنقرة عملية خاصة بها لتحرير الرقة السورية من أيدي "داعش".
أكد أن تحرير الرقة يتطلب إجراء عمليات مشتركة مع قوات محلية تمثل فعلا سكان المناطق التي ستجري فيها تلك العمليات. وتابع أن كافة القوات الأجنبية يجب أن تغادر الأراضي السورية بعد انتهاء العملية.