صالح يعتقل شقيق الحوثي.. والسعودية تدعم خطة "ولد الشيخ" للحل في اليمن
السبت 05/نوفمبر/2016 - 07:47 م
طباعة

تتواصل أعمال القتال بين الجيش اليمني والحوثيين، مع بدء "ولد الشيخ" جولة جديدة بين صنعاء والرياض للتوصل لاتفاق بين الفرقاء اليمنيين لإنهاء الحرب في اليمن، فيما دعم المشروع البريطاني خطة المبعوث الاممي للحل في اليمن، مع وجود خلافات بين "صالح-الحوثي" حول خطة الحل، وسط اشارات بدعم السعودية لخطة "ولد الشيخ".
الوضع الميداني:

وعلي صعيد الوضع الميداني، تمكن الجيش اليمني مسنودين بالمقاومة الشعبية من تحرير تبة "الخبية" بمنطقة المجاوحة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء بعد معارك عنيفة خاضها الجيش منذ الصباح الباكر.
كما تمكنت وحدات أخرى من الجيش اليمني من تنفيذ عملية مباغتة ضد ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في منطقة بني بارق والمدراج بمديرية نهم ، اسفرت عن مقتل 12 من عناصر الميليشيا وسقوط عدد من الجرحى.
وبالتزامن مع تقدم الجيش نفذ طيران التحالف العربي ـ بحسب المركز الإعلامي للقوات المسلحة ـ غارات جوية استهدفت تعزيزات ومواقع وتجمعات للميليشيات الانقلابية في منطقة محلي ومناطق مختلفة في نهم.
ودكت مدفعية الجيش مواقع الميليشيا في منطقتي بران والمداريج وتبة ريمان مكبدة المليشيات خسائر في الأرواح والعتاد.
في هذه الأثناء تخوض وحدات من الجيش والمقاومة معارك عنيفة ضد الميليشيات في أطراف منطقة صرواح بين صنعاء ومأرب.
في جبهة بيحان بمحافظة شبوة يخوض الجيش مسنودا بالمقاومة معارك عنيفة مع الميليشيات بمساندة جوية من طيران التحالف الذي نفذ خمس غارات جوية منذ الأمس مستهدفا مواقع وتجمعات للميليشيات.
فيما بثت جماعة الحوثي، الجمعة، تسجيلاً مصوراً زعمت أنه لخمسة جنود سعوديين أسرتهم خلال معارك على الشريط الحدودي مع المملكة.
ولم تعلق السلطات السعودية حتى الآن على صحة ما أعلنته جماعة الحوثي، التي تتهمها الحكومة اليمنية بالانقلاب على الشرعية في البلاد.
وأذاعت قناة “المسيرة”، التابعة للحوثيين، تسجيلات مصورة لخمسة أشخاص طمأنوا فيها أسرهم، وتحدثوا عما قالوا إنها أسماؤهم ورتبهم وألوية عسكرية ينتمون إليها.
وزعمت القناة أنهم خمسة جنود سعوديين جرى أسرهم في مواقع عسكرية تابعة لمنطقة “نجران” جنوبي المملكة، دون ذكر توقيت الاعتقال.
وعبر وساطة زعماء قبليين، جرى في مارس الماضي، إقرار تهدئة على الشريط الحدودي، وتبادل عشرات الأسرى بين الحوثيين والسعودية.
من جانب اخر، ناقش قائد محور تعز في الجيش اليمني اللواء ركن خالد فاضل، اليوم مع قادة الألوية الأوضاع العسكرية في محافظة تعز، وعملية تسريع دمج المقاومة الشعبية في الجيش.
واستعرض قادة ألوية " 22ميكا ، 17مشاة ، 35مدرع ، 170 دفاع جوي " الوضع الميداني والوضع الأمني التي تواجهها المدينة خلال هذه المرحلة.
وتطرق الاجتماع لدور الأجهزة الأمنية في المناطق المحررة، حيث وجه قائد محور تعز، قادة الألوية بتشكيل كتيبة احتياط من كل لواء حسب مربعه لدعم جهود الأجهزة الأمنية، بما يسهم في ترسيخ الامن والاستقرار بالمديريات المحررة.
ايران تعترف بدعم الحوثي:

وعيل صعيد اخر أقرت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني بوجود صواريخ إيرانية الصنع بحوزة الحوثيين في اليمن. وأوردت الوكالة الجمعة أن الحوثيين هاجموا مواقع تابعة للجيش اليمني بالصاروخ الإيراني الصنع "زلزال 2".
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، نفى في السابق إرسال أسلحة إلى الحوثيين، رغم توقيف عدد كبير من شحنات الأسلحة الإيرانية التي كان يقوم بنقلها الحرس الثوري بغطاء سفن صيد.
يذكر أن واشنطن أعلنت الأسبوع الماضي ضبطها، على الأقل، 4 سفن إيرانية كانت في طريقها للحوثيين، وتحمل أسلحة تقنية متطورة. كما تمكنت القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف من ضبط عدد من شحنات الأسلحة في أوقات سابقة.
وكان الأميرال المساعد، كيفن دونغان، وهو ضابط أميركي كبير أفاد في 27 أكتوبر اعتراض أربع شحنات أسلحة مرسلة من إيران إلى الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم في اليمن، منذ أبريل 2015. وقال إن "سفناً أميركية أو سفناً للتحالف اعترضت أربع شحنات أسلحة من إيران إلى اليمن. وأضاف: "نعرف أنها (الشحنات) أتت من إيران، ونعرف وجهتها"، وذلك في تصريحات للصحافيين في قاعدة عسكرية في جنوب غربي آسيا.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، أفادت مصادر يمنية، السبت، أن الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، أصدر تعليمات إلى ميليشياته باعتقال عبد الخالق الحوثي، المكلف بمهام قائد الحرس الجمهوري الموالية لصالح، وذلك في أحدث شقاق بين قادة التمرد في اليمن.
وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، قد كلف شقيقه عبد الخالق، بمهام الحرس الجمهوري، في وقت مبكر من الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد قبل أكثر من عامين.
وذكر مصدر عسكري يمني، أن هذا الخلاف دب بين الحوثي وصالح، على خلفية رفض أعضاء في حزب صالح في ما يعرف بـ”المجلس السياسي”، تولي عبد الخالق قيادة ما يسمى بالحرس الجمهوري.
وبحسب المصدر نفسه، فإن صالح يدفع باتجاه تعيين نجل شقيقه العميد طارق محمد صالح في قيادة هذه القوات.
في حين ذكر مصدر يمني آخر، أن تعليمات صدرت للميليشيات في معسكر قيادة قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري) بالعاصمة صنعاء، باعتقال عبد الخالق الحوثي، شقيق زعيم المتمردين الحوثيين، حال وصوله إلى المعسكر.
ويشوب الخلاف تحالف صالح والحوثي، لأسباب عدة من بينها مساعي كل طرف لتقوية نفوذه داخل المؤسسات الحكومية التي استولوا عليها في العاصمة صنعاء، وكذلك وحدات الجيش المساندة للانقلاب.
فيما انضم قيادي ميداني بارز في جماعة “أنصار الله” (الحوثي)، اليوم السبت، إلى القوات الحكومية اليمنية في محافظة الجوف المحاذية للحدود السعودية، شمالي البلاد.
وقال عبد الله الأشرف المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمحافظة الجوف في تصريح، إن “القيادي الحوثي الميداني البارز جابر محمد صالح الحداده، انضم لقوات الجيش والمقاومة في المحافظة”.
وأضاف الأشرف، أن” انضمام الحداده تم مع أحد مرافقيه”، متوقعًا انضمام قيادات حوثية أخرى إلى صفوف الجيش والمقاومة الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح أن “الحداده الذي أعلن ولاءه للسلطات الشرعية في اليمن، يعتبر من القيادات الحوثية الميدانية المهمة في محافظة الجوف”، دون ذكر أسباب الانشقاق عن “الحوثيين”.
وسبق أن أعلنت القوات الحكومية اليمنية، خلال الفترة الماضية، عن انضمام أكثر من قيادي حوثي ميداني في محافظة الجوف، إلى صفوف قواتها.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، لا تزال أبواب الحل موصدة أمام خطة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في ظل تمسك الحكومة اليمنية بموقفها الرافض لها باعتبارها تشرعن الانقلاب.
وكان المبعوث الأممي وصل الجمعة إلى العاصمة اليمنية صنعاء للاجتماع بالانقلابيين من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وقال ولد الشيخ أحمد إنه سيبحث الجهود المبذولة لتحقيق السلام وإنه سيناقش بالتفصيل كل بنود المقترح الذي تقدم به للتأكد من إمكانية التوصل لاتفاق شامل في اليمن.
وأضاف أن خارطة الطريق للسلام تتضمن خطوات سياسية وأمنية متتالية من شأنها أن تساعد اليمن في العودة إلى انتقال سلمي ومنظم.
من جهته، قال وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي مساء الجمعة إن الحكومة اليمنية رفضت الخطة الأممية، بسبب عدم التزامها بشكل كامل بالمرجعيات المتفق عليها، وأضاف المخلافي في اتصال سابق مع العربية إن الحكومة لم تطلب تعديلات على الرؤية، وإنما طلبت رؤية جديدة تتفق مع المرجعيات.
فيما وزعت بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار من أجل النقاش والتشاور، يطالب بهدنة جديدة في اليمن واستئناف المفاوضات على أساس خطة السلام، التي تقترحها الأمم المتحدة.
وينص المشروع البريطاني الذي وزع الخميس على 5 نقاط، بعد أن كانت 4 قبل أيام بحسب ما أوردت "الشرق الأوسط"، وهي:
- احترام شروط اتفاق وقف الأعمال القتالية.
- استئناف المشاورات حول تسوية سياسية دون شروط مسبقة وبنوايا حسنة على أساس خريطة الطريق (التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ أحمد).
-انسحاب الميليشيات من المناطق التي سيطروا عليها وتسليم الأسلحة الثقيلة.
-تعيين نائب رئيس جديد.
-تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتأتي تلك المساعي الدولية بالتزامن مع سعي المبعوث الأممي لطرح خطته على كافة الأفرقاء اليمنيين، في حين عبرت الحكومة اليمنية مراراً عن رفضها للخطة التي قدمها إسماعيل ولد الشيخ أحمد باعتبار أنها تشرعن الانقلاب.
فيما رحب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الحليف الرئيس لحركة الحوثيين المسيطرة على العاصمة اليوم الجمعة باقتراح السلام الذي طرحته الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرا كأساس جيد للمفاوضات.
وجاء ترحيب صالح من خلال تغريدات على حسابه بموقع “تويتر” تزامنا مع عقد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد اجتماعات في صنعاء مع الحوثيين ومفاوضين يمثلون القوات الموالية له.
وفي الأسبوع الماضي رفض هادي خطة الأمم المتحدة التي ستهمشه وتشكل حكومة تضم شخصيات أقل إثارة للخلاف.
كما نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين يروجون لخطة الأمم المتحدة لإنهاء حرب اليمن دعمًا يشوبه الحذر من جانب السعودية لأفكار تضمنتها الخطة مما يبعث الأمل في إمكانية أن تحرك الاقتراحات جهود إنهاء الصراع المستمر منذ 19 شهرا والأزمة الإنسانية الآخذة في التدهور.
وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه “على حد علمي قبل السعوديون بخريطة الطريق… وحقا قاموا بعمل جيد للغاية بعيدا عن الأنظار لتشجيع هادي على أن يقترب بدرجة أكبر من فكرة قبول الخطة.
وقال مصدر دبلوماسي يمني لرويترز طالبا أيضا عدم نشر اسمه إن غالبية قادة السعودية وافقوا على الخطة وليس جميعهم.
كما قال نائب مساعد وزير الخارجية الكويتي ناصر الهين "إن الأوان آن لترك مبدأ استخدام السلاح والعنف واتخاذ خارطة طريق لتغليب العقل والحوار في إطار الحل السياسي والنظر إلى مصلحة اليمن واستقرار المنطقة ودعم الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني للعودة إلى المسار السياسي واستبعاد الخيارات الأخرى غير المجدية"..
كما أكد أن هذا الحدث يشكل فرصة للدول الأعضاء في المنظمة لتجديد دعم التحالف العربي وكذلك دعم الشرعية اليمنية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة واستئناف محادثات السلام بين الأطراف اليمنية.
المشهد اليمني:
مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.