الخلافات تشتعل بين صالح والحوثيين.. وهادي يوافق على مبادرة "ولد الشيخ"

الأحد 06/نوفمبر/2016 - 09:03 م
طباعة الخلافات تشتعل بين
 
تصاعد الصراع على جبهات القتال، مع اشتعال الصراع بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مع ترحيب الاخير بمبادرة "ولد الشيخ" فيما يتحفظ الحوثيين عليها، في وقت يواصل فيها المبعوث الاممي حواراته في صنعاء حول خارطة الطريق. 

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت طائرات التحالف العربي غارات عدة على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في صنعاء، حيث قصفت بست غارات منطقة المتنزه في الحيمة الخارجية غرب صنعاء.
واستهدفت بأربع غارات مواقع الميليشيات جنوب مديرية عسيلان في محافظة شبوة.
أما في صعدة، فقد استهدفت الطائرات بـ11 غارة منطقتي بني معاذ وغلفقان في مديرية سحار، وبغارتين على منطقة الصراب في المنطقة نفسها وسط صعدة.
كما شن طيران التحالف اليوم غارتين على مديرية صرواح بمحافظة مأرب استهدفت مواقع الحوثيين وصالح.
وصدت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجمات للميليشيات على موقع الدفاع الجوي شمال تعز، ومواقع قوات الشرعية في مديرية مقبنة غرب تعز. كما تمكنت من إجبار الانقلابيين على الفرار بعد قتلها العديد من عناصرهم.
واستهدفت القوات تعزيزات عسكرية للانقلابيين في طريقها إلى جبهة الزنوج شمال تعز.
وفي الوقت نفسه، سقط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف العشوائي للميليشيات على الأحياء السكنية في مدينة تعز.
فيما قالت مصار محلية في محافظة شبوة (جنوب شرق اليمن)، إن معاركاً عنيفة دارت بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المساندة له من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى، مساء أمس السبت.


وقال المصدر لـ"المصدر أونلاين"، إن المعارك اندلعت بين الطرفين، في ساعة متأخرة من ليل أمس، وحاول فيها الحوثيون التقدم على عدة محاور بمنطقة بيحان، غير إن المقاومة تصدت لهم.
وأوضح إن هجمات الحوثيين تركزت على مواقع المقاومة وقوات الجيش، في مناطق بلبوم وشميس ولخيضر والمحكمة.
وأضاف إن المعارك استمرت لساعات، استخدم فيها الطرفان كل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، وسقط على إثرها عدداً من القتلى في صفوف الحوثيين، حيث هرعت سيارات الإسعاف إلى مناطق المعارك.
كما قُتل قائد اللواء 82 مشاه التابع لقيادة المنطقة العسكرية الخامسة، اليوم الأحد، بمعارك ضد الحوثيين وقوات صالح في محيط مدينة ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.
وقال مصدر عسكري لـ"المصدر أونلاين"، إن العميد صالح الخياطي قائد اللواء العسكري، قُتل جراء هجوم للحوثيين على مواقع عسكرية تابعة للواء 82 في محيط المدينة.
كما اعترضت دفاعات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، في مدينة مارب (شرق العاصمة صنعاء)، اليوم الأحد، صاروخاً باليستياً أطلقه المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق.
وقال مصدر عسكري في المدينة لـ«المصدر أونلاين»، إن الحوثيين أطلقوا الصاروخ نحو أهداف في المدينة، لكن الدفاعات المضادة أسقطته في صحراء المدينة دون أن يسفر ذلك عن سقوط ضحايا.

المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوض، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جهوده في صنعاء وسط عثرات كبيرة لإقناع وفد الانقلابيين بخريطة الطريق التي يطرحها.
وقضى ولد الشيخ أحمد ثلاثة أيام في صنعاء ولم يرشح شيء للعلن، في ظل أنباء متواترة عن خلافات تعصف بأجواء المفاوضات مع المبعوث الأممي، وصراع بين شريكي الانقلاب.

ويسعى ولد الشيخ أحمد خلال زيارته الحالية إلى صنعاء وربما من ثم إلى الرياض للقاء الحكومة الشرعية، لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وتقليص نقاط الخلاف التي يراها كل طرف في الرؤية التي تحظى بإجماع دولي إلا أنها في الوقت نفسه تواجه بهجوم حاد من قبل الانقلابيين والشرعية على حد سواء وهو ما جعل المبعوث الأممي يعترف بأن ما يقوم به هو التزام جسيم وهائل في أحسن الظروف.
وفي الوقت الذي قال السفير البريطاني لدى اليمن أدمند براون في تصريحات صحفية إن الرؤية الأممية ليست غريبة عن الطرفين كون بنودها شكلت أساس المشاورات السابقة، أشارت مصادر إلى أن ولد الشيخ أحمد التقى ممثلي الانقلابيين في صنعاء أكثر من مرة دون إحراز أي تقدم.
وفي المقابل جددت الحكومة اليمنية موقفها الرافض لرؤية الحل التي اعتبرت أنها لا تستند على المرجعيات المتفق عليها وتعمل على شرعنة الانقلاب، وطالبت على لسان وزير خارجيتها عبد الملك المخلافي بإعداد رؤية جديدة تتماشى مع المرجعيات رافضا البحث أو التشاور في مضمون الخطة الحالية.. وهو ما سيصعّب مهمة المبعوث الأممي الصعبة أصلاً.
واعتبر الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح أن ما تضمنته المبادرة الأميركية، والخطة الأممية للسلام في اليمن يشكّل في مجمله قاعدة جيدة للمفاوضات، فيما قد يؤشر إلى تراجعه عن خطوته الانقلابية.
واشترط  صالح إيقاف جميع العمليات العسكرية من قبل التحالف ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية من اليمن، وإلغاء قرارات العقوبات.
وقال الرئيس اليمني السابق إنه مستعد للتعامل الإيجابي مع كل المبادرات حفاظا على سلامة ووحدة وأمن واستقرار اليمن والمنطقة حسب قوله.
ورغم ترحيب علي عبدالله صالح، الذي أبداه الجمعة بخريطة السلام، باعتبارها “تشكّل في مجملها قاعدة جيدة للمفاوضات”، إلا أن المصادر تؤكد أن صالح يرى أنه مستهدف بهذه الخريطة الدولية بشكلها الحالي، ولذلك يسعى للعمل سياسياً على تعديلها وإن لم ينجُ، سيعمل على تفجيرها عسكرياً.
وتعتقد المصادر في جناح صالح بحزب المؤتمر، أن “الخريطة بصيغتها الحالية لا تخدم صالح، ولا الحكومة الشرعية، وإنما تخدم الحوثيين فقط. فثمّة مفاوضات سرّية بين ولد الشيخ والناطق الرسمي لجماعة الحوثيين، محمد عبدالسلام، ترمي إلى تضمين الخريطة بنصوص تُخرج صالح من المشهد نهائياً، على أن تتحول الخريطة إلى مشروع قرار من مجلس الأمن الدولي”.

موقف هادي:

موقف هادي:
من جانبه قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم الأحد، إن السلطات الشرعية أمام منعطف هام، في إشارة إلى القبول بخارطة الطريق التي تقدم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ للحل في اليمن، أو رفضها.
 وكانت الخارطة قد ضمنت للحوثيين وقوات صالح مكاناً في مستقبل البلاد، رغم انقلابهم على السلطات الشرعية، وشنهم حروباَ ظالمة ضد اليمنيين في أكثر من مدينة ومحافظة. 
وذكر هادي خلال اجتماع بمستشاريه ونائبه علي محسن ورئيس الحكومة أحمد بن دغر، إن خارطة الحل في اليمن التي يحملها المبعوث الأممي، تحمل في طياتها بذور حرب قادمة، وتُرحّل أزمات اليمن إلى سنوات قادمة. 
وأوضح الرئيس اليمني، إنها تتضمن حلول مجزأة ومفخخة، طبقاً لما اوردته وكالة الانباء اليمنية "سبأ"ن مضيفا "تجربة الصراع والحرب على الشعب اليمني من قبل القوى الانقلابية ومن خلفها ايران تؤكد مدى التنسيق وتبادل الأدوار بينها والجماعات الإرهابية"، في إشارة إلى تنظيم القاعدة و"داعش". 
وقال هادي إن إيران والحوثيين دعموا عناصر تنظيم القاعدة في السيطرة على حضرموت وأبين والحوطة. 
وبيّن إن الحكومة اليمنية سبق وأن حذرت من مطامع إيران في المنطقة، والتي تسعى إلى زعزعة أمن المنطقة والملاحة الدولية عبر التحكم من خلال أدواتها على مضيقي هرمز وباب المندب.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، القي قبول الرئيس اليمني السابق بمبادرة  المبعوث الاممي "ولد الشيخ أحمد"، علي ظلالها في العلاقات بين صالح وجماعة الحوثيين،، وبدأ صراع بين الطرفين معالمه تطفو إلى السطح على قضايا عدة، أبرزها التشكيل الحكومي، حيث يستعجل الحوثيون ذلك بينما يتريث المخلوع في الأمر، ما دفع اللجنة الثورية العليا للحوثيين لإصدار بيان ينتقد فيه التأخير في إعلان الحكومة بعد مرور شهر على تكليف عبدالعزيز بن حبتور بتشكيلها.
وهددت اللجنة الثورية للحوثيين بأنها لن تتردد بالتدخل لتجاوز أي معوقات، وهو تلميح واضح إلى المخلوع صالح ودوره المعرقل.
وتأتي هذه التطورات بين شريكي الانقلاب وسط معلومات من صنعاء تقول إن هناك خلافا كبيرا حول تعيين قائد جديد للحرس الجمهوري، حيث يسعى الحوثيون إلى تعيين عبدالخالق الحوثي شقيق زعيم التمرد، فيما يعتقد الرئيس المني السابق الحرس الجمهوري قوته التي بناها هو الأولى بإدارتها ويسعى لتعيين ابن شقيقه يحيى محمد عبدالله صالح، فالسيطرة على قوات “الحرس الجمهوري” الموالية لصالح من قبل الحوثيين، تعني أن الإطاحة بصالح هي الخطوة المقبلة.
وتشير تقارير اعلامية الي أن العميد الركن، طارق محمد عبدالله صالح، هو القائد الخفي لقوات الحرس الجمهوري، حتى خلال فترة اللواء الجائفي؛ وكان يدير قوات الحرس في الجبهات ومواقع إطلاق الصواريخ أيضاً، وعملية التحريك والنقل بشكل عام، حسب قول المصادر.
وفي أول رد فعل على خطوة الرئيس اليمني السابق علي صالح، قال مستشار الرئيس اليمني، محمد موسى العامري، إن هناك خلافاً على النفوذ والمصالح بين الحوثيين وصالح، وإن الأخير يدرك أنه لم يعد مقبولاً دولياً ويبحث على طوق نجاة.
وأشار العامري إلى أن الحوثيين لن يقبلوا بصالح كشريك دائم على اعتبار أن لهم مصالح مؤقتة معه، لافتاً إلى أن المشروع الحوثي قائم ومتوافق مع إيران، وصالح ليس جزءا منه.

المشهد اليمني:

مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.

شارك