موسكو تصر على ملاحقة الارهابيين..والأسد يتمسك بالبقاء

الأحد 06/نوفمبر/2016 - 09:18 م
طباعة  موسكو تصر على ملاحقة
 
تواصل موسكو مساعيها لملاحقة عناصر المعارضة المسلحة فى سوريا ومحاربة الارهابيين، بالرغم من الانتقادات الغربية للموقف الروسي، يأتى ذلك فى الوقت الذى يتمسك فيه الرئيس السوري بشار الأسد بموقفه من محاربة الارهابيين والبقاء فى سوريا حفاظا على الدولة السورية من وقوعها فى قبضة الارهابيين. 

 موسكو تصر على ملاحقة
أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن الهدف الأولي لروسيا فيما يخص دورها في حل الأزمة السورية يكمن في منع عودة المسلحين المتحدرين من الاتحاد الروسي إلى البلاد، معتبرا أن هذا يعود للناس من مثل هذه الرحلات بعد تعرضهم لعملية غسيل دماغ تماما وتحويلهم إلى قتلة وإرهابيين محترفين، ولا نريدهم مطلقا أن يقوموا، بعد مشاركتهم في الحرب بسوريا، بشيء مماثل في روسيا".
أشار رئيس الوزراء الروسي إلى أن هناك آلاف الأشخاص المتحدرين من روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق الأخرى يقاتلون في صفوف تنظيم "داعش" ومجموعات متطرفة أخرى، موقفا أن الموقف الروسي من من سوريا إلى التهديد المتزايد لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط فحسب، وإنما يعود إلى ضرورة الدفاع عن مصالحنا القومية".
أضاف "واجهنا ذلك بالفعل، مثلما حدث في إطار حرب القوقاز في التسعينات. فأولا، نحن نريد أن نحرمهم من العودة .. وثانيا الحكومة السورية، طلبت من القادة الروس مساعدتها في إعادة فرض القانون والنظام".
يذكر أن مدير مصلحة الأمن الفدرالية الروسية ألكسندر بورتينيكوف قد قال سابقا إن نحو 2900 روسي تركوا بلادهم للانضمام إلى القتال في الشرق الأوسط حتى ديسمبر من العام 2015.
من ناحية اخري قال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، إن تصريحات الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي تظهر اختلافنا معهم في فهم "جدوى" الهدنة الإنسانية في حلب".
تأتي تصريحات كوناشينكوف تعليقا على ما زعمه الناطق باسم الخارجية الأمريكية بأنه لا توجد جدوى من الهدنة الإنسانية في مدينة حلب السورية التي أعلنتها روسيا أكثر من مرة.
 موسكو تصر على ملاحقة
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "بالنسبة لنا الأولوية هي مساعدة الناس، لذلك خلال الحرب على الإرهاب الدولي في سوريا، نولي اهتماما كبيرا بالمصالحات بين أطراف الصراع، وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين".
أوضح كوناشينكوف أن روسيا أرسلت في الأشهر الأخيرة أكثر من 100 طن من الغذاء والأدوية والمواد الضرورية الأخرى، مشيرا إلى أن هذه المساعدات تم تسليمها إلى كل سكان حلب في الجزء الغربي والشرقي، معتبرا أن الولايات المتحدة لم تقدم للسوريين حتى "فتات الخبز"، مؤكدا أن "واشنطن لم تنفذ حتى التزامها باتفاقياتها مع روسيا، ولم تسلمنا خرائط ومعلومات حول المجموعات الإرهابية في سوريا، بما في ذلك تنظيما "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيان.
قال كوناشينكوف: عندما يوثق الصحفيون استهداف الأحياء المدنية تلقي الولايات المتحدة بالمسئولية على "جبهة النصرة"، وعندما يرد الجيش السوري على مصادر النيران، تتحدث الولايات المتحدة عن مهاجمة الجيش السوري للمعارضة.
أوضح المتحدث أن "الجدوى" بمفهوم الولايات المتحدة هي عندما يكون طابور من الشاحنات المحملة، يمر دون تفتيش، محملا بأسلحة من العيار الثقيل، متجها إلى الجزء الشمالي من حلب، وأكد أن "الجدوى" بالمفهوم الأمريكي لا مكان لها في الهدنة الإنسانية الأخيرة.
على الجانب الاخر قال الرئيس السوري  بشار الأسد انه لا ينوي التنحي عن منصبه قبل انتهاء فترة ولايته الدستورية عام 2021، مشيرا إلى أنه يلتزم بالدستور السوري ويتحمل المسؤولية الشخصية عما يجرى في البلاد، مضيفا بقوله " هذه حرب وأنت القائد العام، ولذا يتعين عليك أن تقود جيشك في معاركه بغية الدفاع عن بلادك، هذا الوقت ليس مناسب للرحيل.
أضاف فى حواره مع التايمز البريطانية "لا توجد لدي طائرة شخصية أو يخت، أنا لا أسافر إلى الخارج وأقضي عطلتي على الشاطئ السوري، مثلما أقوم بذلك على مدى حياتي. توجد لدي عائلتي وأصدقائي، وهم الأصدقاء ذاتهم الذين كانوا لدي في المدرسة".، مضيفا: "أما بالنسبة لي شخصيا فكان من الأسهل أن أرحل وأتمتع بالحياة، لأنني لا أجني الفوائد وأتحمل المسؤولية فقط. ولكن وجودي بمنصب الرئيس ليس طموحي الشخصي. قبل كل شيء الرئيس يجب أن يلتزم بالدستور وينهي فترة ولايته في ظروف عادية، ولكن الظروف الآن ليست عادية".
شدد الرئيس السوري على أنه لا يعتبر سوريا ملكية خاصة له أو لعائلته: "أنا لا أقول بأني سأسلم السلطة إلى ابني أو إلى أحد أقاربي،  فسوريا دولة يحكمها الدستور الذي يعود للشعب وليس لمواطن منفرد".

 موسكو تصر على ملاحقة
وردا على سؤال عمن يتخذ القرار في النزاع المسلح في سوريا موسكو أم دمشق قال الأسد: "بالطبع، نحن نتخذ القرارات. العسكريون الروس موجودون في سوريا خلال 60 سنة، وتقوم سياساتهم على أساسين، هما الأخلاق والقانون الدولي".
أكد الرئيس السوري أن روسيا لم تحاول أبدا التدخل في الشؤون الداخلية السورية، مضيفا أنها كانت على علم بأن سوريا كانت في طريقها إلى خسارة معركتها مع الإرهاب، وأن هذا الإرهاب سينتشر في أوروبا وسيؤثر ذلك بدوره سلبيا على روسيا، بحسب تعبيره.
قال الأسد إن "الغرب يصبح أكثر ضعفا، وهو يفقد الأسس التي يستطيع الاعتماد عليها ليوضح للناس ما يجري في الحقيقة. تنظيم "داعش" الإرهابي يهرب النفط ويستخدم حقول النفط العراقية، الواقعة تحت بصر الأقمار الصناعية الأمريكية والطائرات الأمريكية بلا طيار، لجمع الأموال. والغرب لم يقل شيئا في هذا الصدد. وبعد أن تدخل الروس في الوضع بسوريا بدأ تنظيم "داعش" ينكمش، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان".، موضحا أن "القوة العسكرية الروسية والدعم الإيراني أديا إلى التوصل إلى توازن الوضع"، مشيرا إلى أن 70% من سكان سوريا يخضعون لسيطرة القوات الحكومية، وذلك بعد سنة واحدة من التدخل الروسي.
أعرب الرئيس السوري عن استعداد دمشق للمصالحة مع أولئك الذين ألقوا سلاحهم ولا يقاتلون ضد القوات الحكومية، مشيرا في الوقت ذاته إلى استحالة التوصل لأي تسوية سلمية ما دام يمثل طرف النزاع الآخر المتعصبون الدينيون الذين تسيطر عليهم السعودية، وتركيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا.
أشار الأسد إلى أن "لب المشكلة يتلخص في الدول التي تتدخل في النزاع، وإذا أوقفت دعمها فسيضعف الإرهابيون ويغادرون البلاد أو سيهزمون، وعندها نجلس إلى طاولة المباحثات كسوريين ونتحدث عن طرق حل الأزمة".

شارك