اليمن: غموض حول المفاوضات.. وسط تصعيد العمليات العسكرية

الإثنين 07/نوفمبر/2016 - 06:07 م
طباعة اليمن: غموض حول المفاوضات..
 
تصاعد الصراع على جبهات القتال، مع اشتعال الصراع بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مع ترحيب الاخير بمبادرة "ولد الشيخ" فيما يتحفظ الحوثيين عليها، في وقت يواصل فيها المبعوث الاممي حواراته في صنعاء حول خارطة الطريق.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، اعترضت منظومة الدفاع الصاروخية، التابعة للتحالف صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح على مدينة مأرب. وتم اعتراض الصاروخ قبل أن يصل إلى هدفه وجرى إسقاطه في منطقة خالية دون أن يسفر ذلك عن ضحايا، مع تواصل المواجهات في حجة وتعز وشبوة ومنطقة نهم شمال شرق صنعاء.
من جهة أخرى، قتل نحو 14 من الانقلابيين وجرح 20 آخرون في أحد المواقع بمديرية عسيلان في محافظة شبوة في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة.
كما جددت مقاتلات التحالف قصفها على مواقع الميليشيات في صعدة، حيث شنت سبع غارات على معسكر غلفقان في بني معاذ بمديرية سحار.
كما تجددت الاشتباكات بين الميليشيات وقوات الشرعية في مديرية الغيل في محافظة الجوف، تزامناً مع قصف طائرات التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في المنطقة نفسها، وقتلأكثر من 20 مسلحاً من ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، في غارات لطيران التحالف العربي اليوم بمحافظة الجوف اليمنية. 
وقال المتحدث باسم المقاومة بمحافظة الجوف عبد الله الأشرف في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "إن غارتين لطيران التحالف استهدفت عربة عسكرية في منطقة الوادي بمديرية المتون غرب المحافظة، واستهدفت تعزيزات للميليشيا، كانت في طريقها الى مواقعهم".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، غادر المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، صنعاء، اليوم الإثنين، متوجهاً إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء وفد الحكومة اليمنية للمفاوضات؛ حيث سيبحث معه تحفظاته على خارطة الطريق الأممية، التي تم طرحها قبل أيام، وتهدف لوضع نهاية لنزاع متصاعد منذ ربيع 2015.
وقبيل مغادرته، أدلى "ولد الشيخ"، بتصريحات مقتضبة للصحفيين في مطار صنعاء، اتهم فيه جميع الأطراف اليمنية بـ"عرقلة" الحل السياسي.
وقال إن "جميع الأطراف تعرقل الحل (في إشارة لرفض الخارطة)".
وأوضح "ولد الشيخ" أنه سيتوجه إلى الرياض للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد الحكومي للمفاوضات، من أجل تسويق الخارطة.
والخميس الماضي، وصل المبعوث الأممي إلى صنعاء، في زيارة استمرت 5 أيام، والتقى فيها الوفد التفاوضي المشترك لجماعة "أنصار الله" (الحوثي) وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وييدو من تصريح "ولد الشيخ" أنه يواجه عقبات في تسويق خارطة الطريق الأممية.
وكانت مصادر مقربة من أروقة مشاورات "ولد الشيخ" مع وفد "الحوثي/صالح"، قالت للأناضول، أمس، إن "النقاشات وصلت إلى طريق مسدود".
ووفقاً للمصادر ذاتها، يطالب الحوثيون بتعديلات جوهرية في صلب الخارطة، ورفعوا سقف مطالبهم إلى ضرورة استقالة الرئيس هادي وابتعاده عن المشهد بشكل تام، قبيل توقيع الخارطة.
كما انتقل وفد ميليشيات الحوثي، برئاسة محمد عبد السلام، إلى العاصمة العمانية مسقط، بعد لقائه مع المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في صنعاء.
ونوه عبدالسلام بتصريحات في مسقط إلى أنه تم تقديم ملاحظات لولد الشيخ بشأن الخطة، واصفاً إياها بأنها تهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، وضمان مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية المستقبلية.
واعتبر مسقط محطة أولى للقاء أطراف دولية لمناقشة خارطة الطريق والوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد.
وجاء ذلك في وقت يواصل فيه المبعوث الأممي مشاوراته في صنعاء وسط أنباء عن تعقيدات حول تزامن الإجراءات التنفيذية لبعض الجوانب العسكرية والأمنية مع الخطوات السياسية وفقاً لخارطة الطريق.
من جهته، أكد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، التمسك بسلام يقوم على المرجعيات المتفق عليها، واصفاً الخارطة بأنها مفخخة وتحمل في طياتها بذور حرب قادمة.
وشدد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على أن تجربة الصراع والحرب على الشعب اليمني من قبل القوى الانقلابية، ومن خلفها إيران تؤكد مدى التنسيق وتبادل الأدوار بينها والجماعات الإرهابية التي تساندها وبصورة فاضحة.
واعتبر هادي أن الأمثلة على ذلك كثيرة من خلال عدم مواجهة هذه الجماعات للميليشيات، بل مساندة مشروعهم الانقلابي عبر احتلال حضرموت وأبين والحوطة وغيرها.
كما جدد التحذير من مطامع إيران المستمرة منذ سنوات، والتي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة والملاحة الدولية عبر التحكم من خلال أدواتها على مضيقي هرمز وباب المندب.

مشروع بريطانيا

مشروع بريطانيا
فيما قال مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير خالد اليماني، أن الدبلوماسية اليمنية والسعودية أقنعت بريطانيا الدولة المسؤولة عن ملف اليمن في مجلس الأمن بالإحجام عن تقديم مشروع قرار لمجلس الأمن في هذا الوقت.
وقال اليماني لصحيفة "الشرق الأوسط" إن مشروع القرار البريطاني، لا جدوى له من حيث المحتوى، ولا يأتي في التوقيت المناسب، وتكمن خطورته في أنه قد يفضي إلى نتائج غير مرجوة لا تسهم في تمهيد الطريق للسلام المستدام الذي يتطلع المجتمع الدولي لتحقيقه في اليمن.
وأضاف إن رفض الحكومة لخريطة الطريق «لا يعني رفضها لجهود الأمم المتحدة».
وتابع إن الحكومة «أكدت أن ما ورد في بعض جوانب الخريطة وتحديدا ما يتعلق بمؤسسة الرئاسة يشكل خرقًا بيّنا للمرجعيات التي تشير الوثيقة إليها في المادة الثانية منها، وتناقضا مع كل قرارات مجلس الأمن وتنكرًا للشراكة التي قامت بين الحكومة الشرعية والأمم المتحدة منذ بدء عملية الانتقال السياسي السلمية في الجمهورية اليمنية، والتي من المفترض أن تنتهي مع نهاية المرحلة الانتقالية بإجراء الانتخابات العامة».
وحسب خطة الأمم المتحدة التي يسعى ولد الشيخ لإقناع الأطراف بقبولها سيتم تعيين نائب للرئيس يتولى بعد نقل سلطات الرئيس هادئ إليه، الإشراف على العملية الانتقالية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
 فيما أكد مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، للشرق الأوسط، تأجيل تقديم بريطانيا مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن، بتفاهم بين لندن والرياض، بشأن خارطة الطريق الأممية.

الوضع الاقتصادي:

الوضع الاقتصادي:
وفي سياق اخر قال وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح، إن مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح تحتجز أكثر من 34 سفينة إغاثة، في مينائي الحديدة والصليف على ساحل البحر الأحمر غرب اليمن.
وذكر رئيس اللجنة الإغاثية - حسبما أوردت عنه وكالة الانباء اليمنية "سبأ" - إن تلك السفن محملة بالمساعدات الغذائية والطبية المقدمة من دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن الحوثيين حرموا اليمنيين من 496 ألف طن من المواد الغذائية و146 ألف طن من المشتقات النفطية و275 ألف طن من الحديد والإسمنت.
وأكد إن "المساعدات المتكدسة في ميناء الحديدة منذ اكثر من 7 أشهر زاد من تردي الأوضاع الانسانية لليمنيين وأن أكثر من 21 مليون يمني باتوا في حاجه ماسة لتلك المساعدات".
وطالب وزير الإدارة المحلية الأمم المتحدة القيام بدورها في السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين وقوات صالح.

المشهد اليمني:

مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.

شارك