مع بدء عملية تحرير "الرقة".. تركيا لن تتخلى عن نفوذها في سورية والعراق
الإثنين 07/نوفمبر/2016 - 08:00 م
طباعة

لم تكد تُعلن "قوات سورية الديمقراطية" المعروفة بـ"قسد" - تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن - بدء عملية تحرير مدينة "الرقة" السورية التي يتخذها تنظيم "داعش" مقراً لخلافته المزعومة، حتى بدأت الحرب الكلامية التي تتزعمها تركيا والتي ترفض من خلالها إشراك أي عناصر من قوات سورية الديمقراطية في العملية، وذلك لأن قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تصنفها تركيا إرهابية تشكل العمود الفقري لقوات "قسد".
وتركيا ترى أن "وحدات حماية الشعب" امتدادا لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض عملية تمرد منذ عقود ضد السلطات التركية، لذلك تخوف تركيا من تواجد تلك القوات في عملية تحرير مدينة "الرقة".
وقد جدّدت قوات "قسد" تأكيدها على عدم وجود اي دور تركي في الهجوم على الرقة، وقالت القوات "اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود اي دور لتركيا او للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة".

وفي حين، أكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، اليوم الاثنين، أن بلاده لن تسمح بسيطرة عناصر غير عربية على مدينة الرقة السورية، (في إشارة إلى قوات وحدات حماية الشعب)، وتابع: "تلك القوات لن تسهم في إحلال السلام في المنطقة)، وأن بلاده قدمت إيضاحات لرئيس هيئة الاركان الأمريكي جوزيف دانفورد، فيما يتعلق بمدينة (منبج) وضرورة انسحاب حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي من المدينة في أقرب وقت، ترى واشنطن أن قوات "وحدات حماية الشعب" من أفضل قوة قتالية في سورية.
تركيا التي تتدخل بشكل غير شرعي في سورية والعراق، بزعم الحفاظ على أمتنها القومي أعلنت انقرة مرارا نيتها المشاركة في عملية الرقة، وقالت تركيا إنها تتابع تطورات الأحداث عن كثب في كل من سوريا والعراق وأن موقفها ثابت تجاه ما يجري في مدينتي حلب والموصل.
ومن المقرر أن تعتمد معركة تحرير مدينة الرقة السورية على مرحلتين، الأولى عزل المدينة والثانية اقتحامها، أكدت واشنطن التي تقود التحالف الدولي ضد "داعش" بدء العملية الهادفة الى "عزل" مدينة الرقة التي يسيطر عليها "داعش" منذ مطلع عام 2014، وقال "سنسعى أولا الى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها".

وفي مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومترا شمال مدينة الرقة، قالت المتحدثة باسم الحملة التي اطلقت عليها تسمية "غضب الفرات" جيهان شيخ أحمد "اننا في القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من اجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش".
وبدأت الحملة ميدانيا مساء أمس الأول السبت، وفق شيخ احمد مع "تشكيل غرفة عمليات" من أجل "قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال"، وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان عشرات المقاتلين المسلحين على متن سيارات عسكرية قالوا انهم يتجهون نحو الجبهة.
وقالت شيخ احمد، خلال المؤتمر الصحافي: "سننتصر في هذه المعركة المصيرية كما انتصرنا في كوباني وتل ابيض والحسكة والهول والشدادي ومنبج"، في اشارة الى المناطق التي تم طرد تنظيم الدولة الاسلامية منها في السنتين الاخيرتين، ومنذ تشكيلها في أكتوبر العام 2015، نجحت "قسد" التي تضم نحو ثلاثين ألف مقاتل، ثلثاهما من الاكراد، بدعم من التحالف الدولي، في طرد تنظيم "داعش" من مناطق عدة.
ويأتي الهجوم على الرقة (شمال) بعد يومين من دخول القوات العراقية الى مدينة الموصل، آخر معاقل الجهاديين في العراق، في إطار هجوم واسع بدأته قبل ثلاثة اسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي.

وأقر المتحدث العسكري باسم "قسد" طلال سلو لوكالة فرانس برس، أمس، بأن "المعركة لن تكون سهلة، لأن تنظيم داعش سيعمد للدفاع عن معقله الرئيسي في سورية، لادراكه ان سيطرتنا على الرقة تعني نهايته في سورية"، وبحسب سلو، ستجري المعركة "على مرحلتين، تهدف الاولى الى عزل مدينة الرقة عن باقي المحافظة تمهيدا لاقتحامها في المرحلة الثانية".
وتوقع ان تهاجم "قسد" الرقة من ثلاثة محاور، الأول من عين عيسى والثاني من تل ابيض (على بعد 100 كلم شمال الرقة، إضافة الى قرية مكمن الواقعة على مثلث الحدود بين محافظات الرقة ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق)، وأعلن أن "دفعة اولى من الاسلحة والمعدات النوعية بينها اسلحة مضادة للدروع وصلت من التحالف الدولي تمهيدا لخوض المعركة".
في السياق ذاته، افاد مصدر قيادي في قسد عن وصول قرابة خمسين مستشارا وخبيرا عسكريا اميركيا موجودين ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الارض وطائرات التحالف الدولي، لكن انهاء وجود التنظيم المتطرف في الموصل والرقة ستكون مهمة طويلة ودموية. وتواجه القوات العراقية في الموصل مقاومة شرسة من الجهاديين منذ دخولها الى المدينة، الجمعة.

ويعد الوضع العسكري في سورية اكثر تعقيدا من العراق مع ضلوع اطراف سوريين ودوليين في النزاع، وخصوصا روسيا وايران، حليفي النظام في دمشق، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة التي تشن هجوما في شمال سورية ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد في الوقت نفسه.