مخاوف إيران من دعم سعودي لكردستان العراق يدفعها للتلاسن مع الإقليم
الإثنين 07/نوفمبر/2016 - 08:55 م
طباعة

عاد التلاسن بأشد العبارات قسوة بين الحكومة في طهران، وسلطات إقليم كردستان العراق، حيث حذر أحد مستشاري المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي سلطات كردستان العراق من عواقب التعاون مع السعودية لتوريد أسلحة للمتمردين بإيران، ملوحا بإمكانية قطع المساعدات الإيرانية عن الإقليم، واتهم اللواء يحيى رحيم صفوي، مساعد وكبير مستشاري المرشد الأعلى للشؤون الدفاعية، في تصريح صحفي، اليوم الاثنين 7 نوفمبر، رئيس كردستان العراق مسعود البارزاني، بالسماح للقنصلية السعودية في أربيل بتسليح ما أسماه "أعداء الثورة"، واستدرك قائلا: "نحذر من مغبة هذه النشاطات"، مضيفاً: "على جماعة البارزاني أن تدرك جيدا أنها مدينة لإيران".
وهناك أجواء حرب باردة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، ودائماً ما يخوض الطرفان حروب بالوكالة في كثير من دول المنطقة على رأسها سورية، والعراق ولبنان واليمن، واستمرار الأوضاع بين البلدين على ذلك النحو يُعزز من حدوث قلاقل في كثير من دول المنطقة التي يتنازع فيها البلدين.
وتدعم السعودية وإيرن جماعات مسلحة في كثير من دول المنطقة التي تشهد صراع نفوذ بين البلدين على رأسها سورية والعراق واليمن ولبنان، وغياب الدور المصري الفاعل في المنطقة ساعد على تأجيج ذلك الصراع بين البلدين وظهور قوى آخرى مثل تركيا لها أطماع كبيرة في المنطقة.

فيما يبدو محاولة من مستشار خامنئي، مداعبة سلطات إقليم كردستان، حيث قال: "إن حزب طالباني تربطه أواصر جيدة مع إيران، إلا أن حزب البارزاني ليس كذلك"، كما ذكر صفوي بأن الأكراد في العراق تربطهم علاقات تاريخية طيبة مع إيران، "إلا أن عليهم أن يفهموا أن دخولهم بمثل هذه الألعاب السياسية قد يؤدي إلى قطع المساعدات الإيرانية عنهم".
كانت إيران هدّدت في وقت سابق القائمين على إقليم كردستان العراق على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي بـ"الوعد المدمر" و"دون أي اعتبارات"، إذا لم تضع أربيل حدا للعمليات المسلحة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي ينطلق من كردستان العراق للاشتباك مع قوات الحرس الثوري المستقرة في كردستان إيران.
ودعا سلامي سلطات إقليم كردستان العراق إلى العمل بالتزاماته تجاه "العناصر الإرهابية المسلحة" على حد وصفه، وإلا ستقوم إيران بذلك بنفسها، وقال سلامي: "نحذر الأنظمة العميلة في المنطقة والمسؤولين السياسيين في شمال العراق أن يفوا بالتزاماتهم، لأننا سندمر بشكل ماحق ودون أي اعتبار، أي نقطة تنطلق منها التهديدات ضد نظامنا".

وردا على تهديدات المسؤول العسكري الإيراني التي صدرت في يوليو الماضي، أصدر إقليم كردستان العراق بيانا رفض فيه ما صرح به الجنرال سلامي جاء فيه: "نحن نرفض بشدة هذه التهديدات التي لا تليق بالجنرال سلامي، ونرى أنها لا تتناسب والعلاقات الودية القديمة بين حكومة كردستان العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية".
تهديدات سلامي سابقها تهديد قائد القوة البرية للحرس الثوري محمد باكبور هو الآخر بضرب من وصفهم بـ"الإرهابيين المسلحين في أي منطقة"، في إشارة إلى كردستان العراق، وجاء الرد الكردي العراقي على لسان رئيس وزراء إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني الذي أعرب عن عميق قلقه إزاء التهديدات الإيرانية، وحسب موقع "كردستان 24"، كان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني قد أبلغ وفدا إيرانيا رفيعا زار اربيل مؤخرا بأنه مستاء من القصف الذي تشنه المدفعية الإيرانية على القرى الحدودية داخل الإقليم.
وتخوض قوات الحرس الثوري الإيراني مواجهات تصاعدت حدتها مؤخرا مع مقاتلي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض عند المناطق الحدودية وفي عمق المناطق الكردية في محافظتي أذربيجان الغربية وكردستان في إيران، وفي خضم هذه المعارك، قصفت المدفعية الإيرانية عمق أراضي كردستان العراق في "حاج عمران" و"بربزين" و"دولي آلان" و"كونه ره" و"سيدكان".

وكان الحرس الثوري الإيراني، أعلن يوم الثلاثاء 16 يونيو، أنه قتل 12 من قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني خلال الاشتباكات التي شهدتها منطقة أشنوية، شمال غرب إيران، بينما قضى 3 عسكريين من الحرس الثوري، بينهم قائد المنطقة، العقيد صمد بوستاني مصرعه.
وبالمقابل، أكد الحزب الكردستاني مقتل 15 عنصراً من الحرس الثوري، إضافة إلى عشرات الجرحى، خلال المواجهات التي استمرت إلى يوم السبت 18 يونيو، في منطقة سردشت بمحافظة كردستان.
يذكر أن حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، أعلن استئناف العمل المسلح ضد الحكومة الإيرانية، بعد وقف دام حوالي 23 عاماً، وذلك خلال احتفال بمناسبة عيد النوروز في 20 مارس الماضي، أقامها في مقره بجبال قنديل الواقعة على الحدود الإيرانية - العراقية، داخل أراضي إقليم كردستان العراق.

والحزب الذي يقوده مصطفى هجري، عضو مؤسس في مؤتمر شعوب إيران الفيدرالية الذي يضم 14 تنظيما كرديا وتركيا أذريا وعربيا وبلوشيا وتركمانيا، ويعتبر الحزب الأم لكافة الأحزاب الكردية، حيث تأسس في عام 1946 أي أثناء الحرب العالمية الثانية، وشكل أول جمهورية كردية عرفت باسم "جمهورية مهآباد".