موسكو تتمسك بوقف الغارات الجوية فى حلب.. وبدء معركة الرقة رغم القلق التركى

الإثنين 07/نوفمبر/2016 - 09:24 م
طباعة موسكو تتمسك بوقف
 
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
جددت موسكو موقفها بشأن وقف الضربات الجوية فى حلب مؤقتا، واستمرار مساعيها لانجاح الهدنة بالرغم من انتهاك فصائل المعارضة المسلحة والجماعات الارهابية لهذه الهدنة أكثر من مرة، فى الوقت الذى بدأت فيه معركة تحرير الرقة معقل تنظيم داعش بقوات كردية وبدعم أمريكي، وسط مخاوف تركية من تغيير ديموغرافى.
من جانبه أعلن الكرملين أن نظام وقف العمليات الجوية الروسية في حلب لازال قائما، معتبرا أن من الأنسب مواصلته، إذا لم يقم المسلحون بشن هجمات،  وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "الهدنة الإنسانية لها أطر زمنية محددة، إلا أن نظام وقف سلاح الجو الروسي لعملياته لازال مستمرا"، مؤكدا أن هذا القرار اتخذه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأمر بمواصلة وقف الطيران الروسي لعمليته في حلب بالتوازي مع وقف المسلحين للقتال، كما أمر بوتين بإعلان هدنة إنسانية جديدة في حلب السورية يوم الجمعة الماضي، وذلك في الوقت الذي يتمسك فيه الطيران الروسي والسوري بتعليق الطلعات في سماء المدينة.
يذكر أن تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب دخل حيز التنفيذ يوم 18 أكتوبر، وذلك قبيل الهدنة الإنسانية السابقة التي استمرت 4 أيام من 20 وحتى 23 أكتوبر.
فى حين  أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة الماضي، بعد بدء سريان الهدنة، أن مركز حميميم لتنسيق المصالحة بين الأطراف المتنازعة في سوريا قد نظم 6 ممرات إنسانية مخصصة لخروج المدنيين، إضافة إلى ممرين مخصصين لخروج المسلحين بأسلحتهم، أحدهما يؤدي إلى الحدود مع تركيا والثاني إلى مدينة إدلب.
كان مركز حميميم قد أعلن في وقت سابق عن تسليم 8 قوافل من المساعدات الإغاثية للمدنيين والمستشفيات في مدينة محافظة حلب.
بدوره أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيجور كوناشينكوف أن بلاده والولايات المتحدة، تفهمان مفهوم "الفائدة" من الهدنة الإنسانية في سوريا بطرق مختلفة.
الجيش السوري يتقدم
الجيش السوري يتقدم
وتعليقا على تصريحات المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجة الأمريكية، جون كيربي، بأن سكان حلب لا يستفيدون من الهدنة الإنسانية التي تفرضها روسيا، قال كوناشينكوف إن "هذه التصريحات تكشف مجددا مدى الاختلاف بيننا والخارجية الأمريكية في فهم مفهوم "الفائدة".
أضاف: "بالنسبة لنا، هي بالدرجة الأولى، مساعدة الناس، لذا فإننا خلال عملية مكافحة الإرهاب الدولي في سوريا، نركز جل اهتمامنا على مصالحة الأطراف وتقديم المساعدة الإنسانية للسوريين، كما ذكر كوناشينكوف بعدم تنفيذ الولايات المتحدة لالتزاماتها في سوريا. 
شدد بقوله "الولايات المتحدة لم تتمكن طيلة هذا الوقت حتى من تنفيذ الالتزامات التي أخذتها على عاتقها ضمن الاتفاق الروسي الأمريكي، وبالنتيجة لم يستلم الجانب الروسي بعد، لا الخرائط ولا إحداثيات المنشآت، ولا أي معلومات عن أي منظمة إرهابية في سوريا، من "داعش" وحتى "النصرة".
من ناحية أخري كشفت تقارير روسية تفيد بأن توريدات الأسلحة إلى سوريا توقفت بعد أن قدم الجانب الروسي "كمية كافية" من الأسلحة للجيش السوري، وقال ألكسندر فومين مدير الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي"للأسف، لا يوجد حاليا تعاون نشط بيننا في هذا الاتجاه. ويعرف الجميع ما هو الوضع الذي يواجهه هذا البلد. إننا كنا نتعاون مع السوريين بنشاط حتى الماضي غير البعيد، وقدمنا لهم كمية كبيرة من الأسلحة والمعدات، ويتم استخدامها. من جانب آخر، الوضع صعب جدا، لذلك التوريدات النشطة قد توقفت".
كانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن تقديم روسيا كمية من الأسلحة الحديثة للجيش السوري، منذ عام، عندما بدأت القوات الجوية الفضائية الروسية عمليتها لمحاربة الإرهاب في سوريا. 
وسبق أن أكدت الهيئات الروسية المعنية بتصدير الأسلحة أن توريدات الأسلحة إلى سوريا كانت تنفذ وفق عقود قديمة تم التوقيع عليها قبل اندلاع الأزمة السورية.
المعارضة المسلحة
المعارضة المسلحة تكسر الهدنة
وتطرقت تقارير اعلامية إلى أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة، بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء، نفذت صباح اليوم عمليات نوعية في ريف حلب الغربي أسفرت عن "إحكام سيطرتها على تلة الرخم غرب الكليات العسكرية".، وتكبد المسلحين خسائر كبيرة في الأرواح، مضيفا أن معظم القتلى من تنظيمات "فتح الشام" جبهة النصرة سابقا و"أحرار الشام" و"حركة نور الدين الزنكي".
بينما اعتبرت عناصر محسوبة على المعارضة المسلحة  أن هناك معارك مستمرة بجنوب غرب حلب، في محاور مشروع 1070 شقة، وتل مؤتة، وتل الرخم، بالإضافة إلى تجدد الاشتباكات في محور حي بعيدين شمال حلب.
وتماشيا مع بدء معركة تحرير الرقة، كشفت تقارير اعلامية إن قوات سوريا الديمقراطية، التي أطلقت هجوما لاستعادة مدينة الرقة، سيطرت حتى الآن على عدد من مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" لكن لم تحرز "تقدما حقيقيا". 
وقال مصدر كردي إنه تمت السيطرة على بعض القرى. وأضاف  أن تنظيم "داعش" فجر خمس سيارات ملغومة في إطار تصديه للهجوم.، وانه من الصعب تحديد إطار زمني للعملية في الوقت الراهن. المعركة لن تكون سهلة، مع الاشارة إلى أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يوفر دعما جويا "ممتازا"، ويبدو حتى الآن أن الهجوم الذي أُطلق عليه اسم "غضب الفرات" يتركز على مناطق إلى الشمال من الرقة وجنوبي بلدة عين عيسى على مسافة 50 كيلومترا.
من جانبها دعت أنقرة الولايات المتحدة إلى ضمان أن الهجوم الجاري حاليا ضد الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا، لن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في هذه المدينة التي تعد غالبية سنية عربية، وهذا التحذير الذي وجهه نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتلموش يعكس مخاوف أنقرة من رؤية الفصائل الكردية التي تعتبرها "إرهابية" تجد موطئ قدم في الرقة.
أكد كورتلموش أن الرقة مثل حلب في سوريا والموصل في العراق "تنتمي إلى السكان" الذين كانوا يقيمون فيها قبل بدء النزاع في إشارة إلى العرب السنة الذين يشكلون غالبية في هذه المدن الثلاث، وأن "تغيير الهيكلية الديموغرافية لن يساهم بأي شكل في إحلال السلام".
وقف التسليح الروسي
وقف التسليح الروسي لدمشق
وتمت الاشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية الهجوم لاستعادة الرقة من أيدي مسلحي "داعش"، وتؤكد هذه القوات أن واشنطن كانت موافقة على ألا تلعب تركيا أي دور في العملية، حيث تبدي تركيا قلقا ابيضا من تصاعد نفوذ قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردي والتي تعتبرها أنقرة "إرهابية". 
على الجانب الآخر أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ضرورة أن يكون التعاون الإيراني السوري الروسي في محاربة الإرهاب متواصلا دون أي انقطاع، خلال استقبال ظريف لفيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري في طهران.
اللقاء بين ظريف والمقداد جاء قبيل توجه الأخير إلى بيروت، حيث سيلتقي، مساء الاثنين، الرئيس اللبناني الجديد ميشال عون، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، وفي اليوم الثاني من زيارته، سيجتمع ظريف مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، ورئيس البرلمان نبيه بري، بالإضافة إلى مشاركته في مؤتمر الفرص الاقتصادية الإيرانية اللبنانية.

شارك