مع دخول معركة الموصل يومها الـ22 .. داعش تحول المدينة الى "ركام"

الثلاثاء 08/نوفمبر/2016 - 11:42 ص
طباعة مع دخول معركة الموصل
 
يصر تنظيم داعش الدموى على تحويل مدينة الموصل العراقية الى ركام لعرقلة تقدم القوات العراقية والعناصر المتحالفة معها الى داخل المدينة وهو الامر الذى يجعله "يفرط" فى إستخدام بالسيارات المفخخة  والقناصة فمنذ انطلاق معركة الموصل في 17 أكتوبر  ودخولها اليوم الـ22 لازالت المدينة تشهد اشتباكات عنيفة، رغم التقدم الملحوظ للقوات العراقية. 
مع دخول معركة الموصل
القوات العراقية شنت هجوماً على مواقع "داعش" في الساحل الأيمن للموصل، استعدادا لاقتحامه، بعد إكمالها السيطرة على بلدة حمام العليل وتخومها و أعلنت قوات البيشمركة الكردية  سيطرة قواتها على ناحية بعشيقة بالكامل وطرد داعش منها بعد أن وقعت  اشتباكات عنيفة معها  خلال الساعات الأولى من المعارك أسفرت عن مقتل عشرات من مقاتلي التنظيم وتدمير سيارات مفخخة، فيما سيطرت وحدات أخرى من البيشمركة على مفرق طرق غرب بعشيقة يربط بين الموصل وأربيل ودهوك بعد مواجهات متقطعة انتهت بقتل عناصر من "داعش" وتدمير أسلحتهم  كما شهدت منطقة  شرق الموصل  سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح جراء انهيار منازلهم فوق رؤوسهم بعد قيام تنظيم داعش بتفجير سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة خلال المواجهات المحتدمة مع القوات العراقية فيما  قتل  نحو 5 عائلات مكونة من 38 فردا بينهم أطفال  في منطقة حي السماح شرق الموصل جراء انهيار المنازل فوق رؤوسهم وكان  سبب انهيار المنازل تفجير تنظيم داعش أكثر من أربع سيارات مفخخة و5 انتحاريين في المنطقة في محاولة لإعاقة تقدم القوات العراقية
أما على صعيد ملف النازحين من الموصل، فلا شك أن معاناة الهاربين من أتون الحرب والقصف المستمر لم تنته باحتمائهم في مخيم خازر للاجئين الواقع على نحو 30 كلم شرق الموصل، بل فرض الجوع نفسه عليهم وأثقل كاهلهم فأصبحوا لا يجدون سوى الخبز لسد جوع أطفالهم وعلى الرغم من محاولة النساء اللواتي يعشن في المخيم إضفاء الإحساس بالحياة الطبيعية إلى حياتهم اليومية بخبز الخبز، وباستخدام الحجر الساخن ومكونات توزع في المخيم، إلا أنها إمكانات تظل ضئيلة أمام الاحتياجات الضرورية مع اقتراب فصل الشتاء ليبلغ بذلك عدد النازحين منذ بدء هجوم الموصل نحو 34 ألفا  ، بحسب المنظمة الدولية للهجرة، في حين تصل السعة الاستيعابية لمخيم الخازر نحو 30 ألف شخص مع استمرار تحذيرات الأمم المتحدة من نزوح محتمل لمئات الآلاف من اللاجئين.
مع دخول معركة الموصل
فيما اعلن اليوم مسؤولون أمريكيون في بيان رسمي علي ان عدد النازحين بسبب الهجوم علي مدينة الموصل العراقية من اجل استعادتها من “داعش” ما زال حتى الآن دون المتوقع، منبهين إلى إمكانية ارتفاعه  وان 33 ألف شخص غادروا منازلهم هربا من المعارك، منذ بدء هجوم القوات العراقية قبل ثلاثة أسابيع لاستعادة الموصل  وأن هذا أقل من المتوقع كون القوات العراقية لم تصل حتى الآن إلى المناطق الأكثر اكتظاظا في المدينة.
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة العراقية أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في منطقة حمام العليل، التي استعيدت السيطرة عليها من تنظيم داعش  وعثر على المقبرة في منطقة حمام العليل، التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً إلى جنوب ضواحي الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش في العراقى كما نشرت الشرطة مجموعة صور تظهر عناصر أمن وأشخاصاً آخرين بملابس مدنية في منطقة مفتوحة غير مستوية مليئة بالقمامة  وأظهرت بعض الصور أشكالاً غير واضحة قد تكون لجثث رميت بين النفايات من جهتها، أفادت قيادة العمليات المشتركة أن "القوات العراقية عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين" داخل الكلية نفسها،  وأنه  سيتم إرسال فرق تخصصية" للتحقيق ولم تحدد القيادة ما إذا كانت تلك الجثث مدفونة أم لا. وسبق أن قدمت القوات العراقية تقديرات عن أعداد ضحايا في مقابر جماعية قبل أن يتم سحبها وتعدادها.
مع دخول معركة الموصل
فيما اعلن اليوم الثلاثاء 8-11-2016م  تنظيم “داعش”، في بيان رسمي علي انه قد نجح من استعادة أجزاء من “حي الانتصار”، جنوب شرق الموصل، إثر هجوم انتحاري،  واكد  ليث غسان، الضابط برتبة ملازم أول في الجيش العراقي، إن القوات العراقية انسحبت من أجزاء في حي الانتصار، جنوب شرق الموصل، بعد هجوم انتحاري وحصار من “داعش و أن انتحاريا، يقود سيارة مفخخة، استهدف سرية قوات التدخل السريع في حي الانتصار، ما أسفر عن مقتل شرطيين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح  وانه بعد الهجوم الانتحاري، بدأ إطلاق النار من جميع الجهات، على القوات العراقية، ما اضطرها إلى الانسحاب من أجزاء بحي الانتصار.
 فى  غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون  أن مروحيات أباتشي أميركية تشارك في عمليات الإسناد الجوي التي توفرها الولايات المتحدة للقوات العراقية في هجومها الرامي لاستعادة مدينة الموصل وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن مروحيات الأباتشي شاركت في معركة الموصل خاصة لتدمير السيارات المفخخة التي يهاجم بها تنظيم الدولة القوات العراقية  ونتوقع الاستمرار في استخدام هذه الأداة الطيعة والدقيقة لدعم تقدم القوات العراقية في ما نتوقع أن يكون قتالا شرسا في المستقبل" وحسب معلومات رشحت من البنتاغون فإن القوات الأميركية في العراق تمتلك عددا محدودا من الأباتشي (حوالي عشر مروحيات ) 
مع دخول معركة الموصل
وكانت قوات البشمركة المدعومة بغطاء جوي من طائرات التحالف الدولي تحركت صباح الاثنين  7-11-2016م باتجاه بلدة بعشيقة التي تقع على بعد 12 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من الموصل بهدف السيطرة عليها، حيث تقول البشمركة إنها باتت تسيطر على أكثر من نصف البلدة وقال قيادي بالبشمركة إن قواته تمكنت من قتل وأسر عدد من مسلحي تنظيم الدولة، لكنه أشار أيضا إلى أن البلدة كبيرة وتحتاج إلى وقت طويل للسيطرة عليها وأكد القيادي حميد أفندي، وهو مسؤول البشمركة في محور بعشيقة، إن هذه المنطقة هي "جزء من كردستان ونحن بصدد تحريرها وضمها للإقليم".
 في الأثناء، قال مصدر عسكري عراقي إن اشتباكات عنيفة تدور في قريتي سادة وبعويزة الواقعتين شمال مدينة الموصل بين الجيش العراقي وتنظيم الدولة الإسلامية وعلى الجانب الآخر، قالت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية إن 25 على الأقل من القوات العراقية قتلوا في هجومين بسيارتين ملغمتين شرق الموصل، ما أدى أيضا إلى تدمير سبع عربات من بينها دبابة من طراز "أبرامز" وقد بَثت وكالة "أعماق" تسجيلا مصورا لتدمير دبابة للجيش العراقي باستخدام صاروخ موجه في منطقة العداية جنوب غرب الموصل مما يؤكد على  إن مقاتلي التنظيم يبدون مقاومة قوية تعوق تقدم القوات الكردية من المحاور الثلاثة لهجومها.
مع دخول معركة الموصل
مما سبق نستطيع التأكيد على ان  تنظيم داعش الدموى  يصر على تحويل مدينة الموصل العراقية الى ركام لعرقلة تقدم القوات العراقية والعناصر المتحالفة معها الى داخل المدينة وهو الامر الذى يجعله "يفرط" فى إستخدام القوة والتدمير  بالسيارات المفخخة  والقناصة فمنذ انطلاق معركة الموصل في 17 أكتوبر  ودخولها اليوم الـ22 لازالت المدينة تشهد اشتباكات عنيفة وهو الامر الذى يؤكد على ان المعركة سوف تطول ولن يستطيع اى طرف حسمها على الاقل فى المدى القريب . 

شارك