الأسبوع الثالث من المعركة.. البشمركة تحرر بلدة "بعشيقة" من قبضة "داعش"
الثلاثاء 08/نوفمبر/2016 - 03:38 م
طباعة
تواصل القوات العراقية بمشاركة قوات البشمركة الكردية، معركتها لتحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث نجحت البشمركة بفرض سيطرتها اليوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 علي بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل، على وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية باتجاه معقل الجهاديين في مدينة الرقة السورية.
ووفق متابعون فإن استعادة السيطرة على بعشيقة تعد إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد.
وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور لوكالة فرانس برس إن القوات الكردية فرضت "سيطرة كاملة" على بعشيقة، مضيفًا أن "قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل"، مشيرا إلى "مقتل 13 إرهابيا كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق جبل بعشيقة (...) وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق".
وأشار يارو إلي أن استعادة كامل المناطق المحيطة بالموصل من شمال شرق المدينة وحتى جنوب شرقها، وقال إن "قوات البشمركة أكملت تحرير كل المناطق المحددة ضمن خطة تحرير الموصل، ومهدت الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز مدينة الموصل.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن مروحيات أباتشي تشارك في عمليات الإسناد الجوي التي توفرها الولايات المتحدة للقوات العراقية في هجومها الرامي لاستعادة مدينة الموصل.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك إن مروحيات الأباتشي شاركت في معركة الموصل خاصة لتدمير السيارات المفخخة التي يهاجم بها تنظيم الدولة القوات العراقية.
وحسب معلومات رشحت من البنتاجون فإن القوات الأمريكية في العراق تمتلك عددا محدودا من الأباتشي (حوالي عشر مروحيات).
وقال كوك "نتوقع الاستمرار في استخدام هذه الأداة الطيعة والدقيقة لدعم تقدم القوات العراقية في ما نتوقع أن يكون قتالا شرسا في المستقبل".
وتشارك القوات الكردية في عملية استعادة مدينة الموصل في شمال العراق بإشراف القوات الحكومية، لكنها تقاتل وحدها، حيث تحظى العملية بدعم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وفي هذا السياق، أكد ياور "أن مركز المدينة هو من واجبات الجيش الاتحادي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب، لن تدخلها لا البشمركة ولا فصائل الحشد الشعبي" التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة مدعومين من إيران.
ويشارك نحو 45 ألفًا من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وحرس نينوى، إلى جانب دعم التحالف الدولي وقوات البيشمركة الكردية. ويهاجم الجيش والأمن من الجهة الجنوبية الشرقية للموصل، في حين تتمركز البيشمركة في المحاور الشرقية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية، وتتمركز قوات الحشد الشعبي في المحورين الغربي والشمالي الغربي.
وحسب جهاز مكافحة الإرهاب فإن أقرب نقطة إلى الموصل، وصلتها القوات العراقية، هي ناحية برطلة شرق المدينة.
أما شمال الموصل، فتحاصر قوات البيشمركة الكردية ناحية بعشيقة بالكامل، تمهيداً لانطلاق قوات جهاز مكافحة الإرهاب لاستعادة عدد من القرى الممتدة على طول الطريق من بعشيقة وحتى مداخل مدينة الموصل من جهة الشمال الشرقي.
وجنوب الموصل أعلنت القوات المشتركة سيطرتها على كامل ناحية القيارة، وجميع الآبار النفطية المحيطة بها.
وكانت القوات العراقية سجلت أمس الاثنين انتصارا جديدا مع سيطرتها على حمام العليل، البلدة الإستراتيجية الواقعة على بعد 15 كيلومترا إلى جنوب حدود الموصل.
وأعلنت الشرطة العراقية أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في حمام العليل، فيما أشارت قيادة العمليات المشتركة إلى أن "القوات العراقية (...) عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين".
والجدير بالذكر أن مدينة الموصل سقطت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي في يونيو عام 2014 ، والذي أحدث تغيرا جذريا في مسار الأزمة العراقية تحديدا والأزمة الإقليمية عموما.
وقد أدى السقوط المريع للمدينة إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية العراقية مما سمح لقوات تنظيم داعش "والتي قدرت في تلك الفترة بعشرات المئات من المقاتلين المزودين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، من السيطرة على أربع محافظات عراقية زادت مساحتها الإجمالية عن 40% من مساحة العراق.
تعتبر مدينة الموصل أحد مركزي الثقل بالنسبة لتنظيم داعش الإرهابي، في كل من سوريا والعراق، والتي أعلن البغدادي منها ولادة دولة الخلافة الإسلامية، وتحتل موقعا إستراتيجيا فريدا فهي حلقة الوصل بين تركيا وسوريا والعراق بما فيه إقليم كردستان، كما أنها تقع على طريق الحرير الجديد الذي تسعى إيران لإنشائه منذ عقود ليصل إيران بالبحر المتوسط، لذا تسعى جميع الأطراف المتأثرة بنتائج معركة الموصل للاشتراك بها لتأمين مصالحها.