الكشف عن جرائم تنظيم داعش فى الموصل تؤرق المنظمات الأممية

الثلاثاء 08/نوفمبر/2016 - 10:40 م
طباعة الكشف عن جرائم تنظيم
 
محاولات تحرير الموصل
محاولات تحرير الموصل مستمرة
تتواصل عمليات الكشف على جرائم ارتكبها تنظيم داعش خلال الفترة الماضية، ففى الوقت الذى تم الكشف عن خطف مئات الأفراد من قوات الأمن العراقية السابقين، تم الكشف عن مقابر جماعية اتركبها حاول التنظيم اخفاء جرائمه بها.
حيث كشفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خطفوا 295 من أفراد قوات الأمن العراقية السابقين قرب الموصل وإنهم أجبروا أيضا 1500 أسرة على الانسحاب معهم من بلدة حمام العليل، حيث ووقعت عمليات الخطف تلك الأسبوع الماضي في الوقت الذي واصلت فيه القوات الحكومية العراقية وقوات البيشمركة الكردية وجماعات شيعية هجوما لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية بدعم جوي بقيادة الولايات المتحدة .
من جانبها قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم المفوضية "يبدو أنه تم نقل الناس قسرا أو خطفهم إما بهدف استخدامهم كدروع بشرية أو قتلهم بناء على انتماءاتهم."
وقالت شامداساني إن العائلات المخطوفة تُنقل من بلداتها إلى مطار الموصل، مضيفة أن "مصير هؤلاء المدنيين مجهول في الوقت الحالي."
وقالت شامداساني إن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لديه مصادر على الأرض ولكن المعلومات التي تستطيع تقديمها "غير مكتملة."
مقابر جماعية
مقابر جماعية
ولم يتسن لشامداساني تأكيد تقارير إخبارية عن العثور على مقبرة جماعية ولكنها قالت إنه تصادف أنها في نفس كلية الزراعة الموجودة في حمام العليل حيث أفادت الأمم المتحدة بإعدام 50 شرطيا الشهر الماضي.
وأُخذ نحو 100 من الأفراد السابقين بقوات الأمن العراقية عند منتصف ليل الثالث من نوفمبر من قرية الموالي الواقعة على بعد نحو 20 كيلومترا غربي الموصل، وخُطف 195 آخرون فيما بين الأول من نوفمبر والرابع من الشهر نفسه من قريتين في منطقة تلعفر.
وتوجد لدى الأمم المتحدة معلومات أخرى عن خطف ما لا يقل عن 30 شيخا في منطقة سنجار في الثاني أو الثالث من نوفمبر تشرين الثاني ونُقلهم إلى مكان غير معروف. وقالت شامداساني إن المفوضية تحاول التحقق من تقرير بأن 18 منهم قُتلوا في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني في منطقة تلعفر.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه الجيش العراقي عن العثور على مقبرة جماعية تضم نحو 100 جثة لأشخاص مقطوعي الرؤوس في منطقة إلى الجنوب من مدينة الموصل الخاضعة لسيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وعثر على المقبرة الجماعية في بلدة حمام العليل جنوب مدينة الموصل التي تمكنت القوات العراقية الاثنين من استعادتها من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العسكرية المشتركة، العميد يحيى رسول، إن الجثث اكتشفت الاثنين قرب كل كلية الزراعة في بلدة حمام العليل، مضيفا ان معظمها استحال إلى مجرد هياكل عظمية.
أشار العميد رسول إلى أن حالة الجثث تجعل من الصعب التمييز من بقايا الملابس هل أن القتلى كانوا من المدنيين أو العسكريين.
كان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية ارتكبوا عدة مجازر وعمليات قتل جماعية منذ سيطرتهم على مساحات واسعة في شمال العراق ووسطه في صيف عام 2014.
عادة ما يوثق التنظيم أفعاله هذه عبر صور وأشرطة فيديو يستخدمها دعائيا للترهيب في مواقع الإنترنت المقربة منه.
ويقول مراسلون إن وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية سيطروا تماما على حمام العليل، آخر البلدات المهمة المتبقية قبل الموصل من ناحية الجنوب.
وتقع حمام العليل على نهر دجلة على مسافة 15 كيلومترا جنوب شرق الموصل.
ويري مراقبون أن الحياة عادت الى طبيعتها بسرعة في حمام العليل، إذ فتح بعض اصحاب المصالح محلاتهم وعاد الناس الى الاستحمام في العيون الكبريتية التي تشتهر بها البلدة، وشوهد الجنود العراقيون وهم يساعدون المدنيين من سكان البلدة الذين نزحوا منها في اعادة امتعتهم الى دورهم.
بينما قال ضابط في الشرطة الاتحادية إن عمليات التمشيط ستتواصل حول حمام العليل قبل ان تعيد القوات العراقية تجحفلها والزحف شمالا الى الموصل.
محاولات داعش للفرار
محاولات داعش للفرار من الموصل
ونقلت الوكالة الفرنسية عن الضابط، وهو العقيد امجد محمد قوله إن المرحلة المقبلة ستشهد "تطهير القرى المحيطة ومن ثم الانطلاق الى الموصل لتحريرها".
يذكر ان الأطراف الجنوبية من الموصل تحتوي على مطار المدينة الدولي ومعسكر الغزلاني الكبير الذي فرت منه القوات العراقية عندما سقطت المدينة بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية في عام 2014.
وفى سياق متصل دخلت قوات البيشمركة الكردية بلدة بعشيقة شمال شرق مدينة الموصل العراقية واشتبكت مع مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسيطرون عليها، وقال متابعون في بعشيقة عن ضابط في اللواء السابع لقوات البيشمركة قوله إن جنود اللواء وتحت غطاء من طائرات التحالف الدولي قد دخلوا الى كامل البلدة وهم الآن في مرحلة تطهيرها من العبوات الناسفة والتأكد من عدم وجود جيوب لتنظيم الدولة الإسلامية كما جرى القبض على عدد من عناصر التنظيم لم يحدد الضابط عددهم.
كانت البلدة تحت الحصار منذ اسبوعين تقريبا في سياق العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمنية العراقية لاستعادة مدينة الموصل، ودخلت القوات الخاصة العراقية ووحدات أخرى من الجيش الأحياء الشرقية لمدينة الموصل منذ ستة أيام، ومنذ ذلك الحين تواصل تقدمها في قتال بالشوارع من منزل إلى منزل في هذه الأحياء وسط مقاومة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويسعى مسلحو التنظيم إلى إبطاء الهجوم على معقلهم في مدينة الموصل الذي دخل يوم الاثنين أسبوعه الرابع عن طريق شن سلسلة من الهجمات الانتحارية، ويقول قادة عسكريون عراقيون إن التنظيم نفذ 100 هجوم انتحاري في جبهة الموصل الشرقية ونحو 140 في الجنوب.

شارك