سيناء والارهاب قبل يومين من دعوات التظاهر في 11/11

الأربعاء 09/نوفمبر/2016 - 05:40 م
طباعة سيناء والارهاب قبل
 
من وقت تصريح القيادي الاخواني محمد البلتاجي من داخل اعتصام رابعة 2013 بان العمليات الارهابية في سيناء سوف تتوقف تماما حينما يعود المعزول مرسي وجرى ربط ما يحدث في سيناء بجماعة الاخوان الارهابية، ولما لا وان نشاط العمليات الارهابية التي تحدث في الشيخ زويد والعريش وشمال سيناء بصفة عامة مرتبط بتلك الدعوات التي تخرج من جماعة الاخوان الارهابية من وقت لأخر باستهداف افراد الجيش والشرطة المصريين، ويعد أخر تلك العمليات حتى كتابة هذا التقرير قتل جنديين بهجومين في مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء مساء أول من أمس وصباح أمس، فيما قُتلت امرأة وطفلة إثر سقوط قذيفتين مجهولتي المصدر على منزليهما في مدينة رفح.
وقالت مصادر طبية وأمنية في شمال سيناء إن جندياً (23 سنة) قُتل وآخر (21 سنة) جُرح بشظايا متفرقة في الجسد إثر انفجار عبوة ناسفة «أثناء دهم إحدى البؤر المسلحة في جنوب مدينة الشيخ زويد». ونُقلت جثة القتيل إلى مستشفى العريش. وأوضحت أن جندياً آخر قُتل إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون «أثناء دهم قوات الأمن بؤرة أخرى في جنوب المدينة».
وأشارت مصادر طبية أخرى وشهود عيان إلى أن «ضابطين من قوات الأمن وستة جنود أصيبوا (أمس) بشظايا متفرقة في الجسد إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون مجهولون استهدفت آلية أمنية كانوا يستقلونها على طريق في جنوب مدينة الشيخ زويد».
وفي رفح، قالت مصادر طبية ورسمية وشهود عيان إن طفلة (4 سنوات) وامرأة (27 سنة) قُتلتا إثر سقوط قذيفتين غير معلومتي المصدر فوق بنايتين في قرية نجع شبانة في جنوب المدينة.
وأحبطت قوات الأمن تفجير عبوة ناسفة في مدرسة في العريش، بعدما تلقت إخطاراً من إدارة المدرسة بوجود جسم غريب في فناء المدرسة القريبة من شاطئ البحر داخل حقيبة سوداء، فتوجهت قوة من الدفاع المدني إلى المدرسة وطوقت المنطقة، وفككت العبوة الناسفة.
وخُطف رجلان من تجار الذهب في مدينة العريش، بعدما استوقفهما مسلحون على طريق في المدينة واستوليا على ما في حوزتهما من ذهب وأموال واقتادوهما بسيارتهما إلى مكان مجهول. وخُطف رجل من مدينة رفح بعد أن اقتحم مسلحون منزله، واقتادوه إلى مكان مجهول لبضع ساعات قبل أن يطلقوا سراحه.

سيناء والارهاب قبل
وعلى اثر ذلك عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أول أمس اجتماعاً حضره القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ووزير الداخلية مجدي عبدالغفار ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ورئيس الاستخبارات العامة ومدير الاستخبارات الحربية.
وقالت الرئاسة إن «الاجتماع عرض آخر المستجدات على صعيد تطور الأوضاع الأمنية على مختلف الاتجاهات والمحاور الاستراتيجية، واطلع الرئيس على تقرير عن الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة في إطار عملية حق الشهيد لتطهير سيناء من العناصر الإرهابية وترسيخ الأمن والاستقرار فيها، ووجه باتخاذ جميع التدابير اللازمة للاهتمام بأهالي سيناء في إطار جهود الدولة لتنفيذ برنامج تنمية سيناء، والذي يتضمن مشاريع جديدة للإسكان والصرف الصحي، فضلاً عن إنشاء مدارس وطرق جديدة ومحطات لتحلية المياه، وتجمعات بدوية مزودة بالصوّب الزراعية ووحدات صحية وعلاجية».
وأشاد السيسي خلال الاجتماع بـ «جهود القوات المسلحة والشرطة في التصدي للعمليات الإرهابية في جميع أنحاء مصر، وطلب استمرار العمل بأقصى درجات الحذر واليقظة والاستعداد القتالي بما يضمن الحفاظ على أمن البلاد».
وفي السياق ذاته أعلن مصدر أمني مصري عن القضاء على 50 مسلحا من تنظيم ما يسمى بـ «بيت المقدس» الإرهابي وإصابة 30 آخرين بقصف مدفعي للقوات المصرية على شمال سيناء أمس الأول.
وأضاف المصدر أن القوات الأمنية رصدت تجمعا للإرهابيين في قرية المقاطعة جنوب مدينة الشيخ زويد في سيناء، قبل أن يجري استهدافهم بقصف مدفعي.
وتابع أن المسلحين كانوا يحاولون مهاجمة 3 نقاط تفتيش أقامتها القوت المسلحة مؤخرا قرب قرية العكور المجاورة، مشيرا إلى أنهم كانوا مزودين بسيارات دفع رباعي ودراجات نارية ومعهم قذائف «أر بي جي». وقدر المصدر خسائر الإرهابيين بنحو 50 قتيلا و30 جريحا، فضلا عن تدمير 6 سيارات و10 دراجات نارية.
تأتي هذه العمليات النوعية للجماعات الارهابية الموالية لجماعة الاخوان الارهابية لخلخلة قوات الامن ومحاولة توجيه رسالة للعالم ان تلك الجماعات مازالت بيدها مقاليد الامور في سيناء وان الامن غير مستتب في مصر مما يؤثر على الحالة الاقتصادية للبلاد من تخوف المستثمرين والسائحين، ويؤكد العديد من الخبراء الأمنيين والعسكريين  ان الحرب على الإرهاب تعتبر أصعب من حرب أكتوبر، ففي الثانية كان العدو واضح وأرض المعركة معلومة، وإنما في حرب الإرهاب يكون العدو متخفي وسط الأبرياء، ومنتشر في كل بقاع البلاد.
ورغما عن ذلك الا ان الجيش المصري يحرز تقدم كبير في القضاء على الإرهاب وملاحقة عناصره، خاصة خلال عملية "حق الشهيد"، الذي أطلقها في سيناء، بحسب الخبراء، الذين توقعوا انتصارًا كبيرًا للجيش في حربه ضد الجماعات الإرهابية.
سيناء والارهاب قبل
قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة الأسبق، إن الحرب ضد الإرهاب أصعب من حرب أكتوبر ففي الثانية العدو معلوم،  وتم التصدي له بوضع خطط عسكرية، أما في حرب الإرهاب فإن  العدو مجهول الهوية.
ونوّه "رشاد" إلى أن جميع الجماعات الإرهابية خرجت من رحم جماعة الإخوان، التي أضرت مصر ضررًا كثيفًا، مضيفا أن الإرهاب منتشر في كل أنحاء الجمهورية، وأن عبء محاربته ملقى على القوات المسلحة والشرطة.
وأكد "رشاد" أن مصر تسعى للقضاء على الإرهاب، وأن المرحلة الأولى من عملية "حق الشهيد" قضت على كثير من البؤر الإرهابية داخل سيناء، مشيرا إلى أن للشعب دور كبير في مواجهة الإرهاب، باعتباره أساس عملية الأمن.

سيناء والارهاب قبل
وبدوره، قال اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري، إن حرب أكتوبر أصعب من الحرب ضد الإرهاب، ففي الأولى، كانت البلد مكرسة جميع مواردها لمحاربة عدوها واستعادة الأرض المحتلة، أما خطورة الإرهابيين تكمن في تواجدهم وسط المدنيين وصعوبة التعامل بالأسلحة معهم ومواجهتهم.
وأضاف "مظلوم" أن الإرهاب محصور في بؤر إرهابية بسيناء، وأن الدولة قضت على الكثير منهم وفى وقت قريب سيتم القضاء عليهم بنسبة 95%.
سيناء والارهاب قبل
ومن جهته، قال اللواء أحمد عبد الحليم، الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن حرب مصر ضد الإرهاب لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر، ففيهما استعد الجيش بالأسلحة والمعدات والجنود المدربين لمحاربة عدو البلاد.
وأضاف "عبد الحليم" أن حرب الإرهاب هي الأصعب، موضحا أن القوات المسلحة بالتعاون مع الجيش والشرطة والشعب المصري يتصدون للبؤر الإرهابية وتصفيتها تماما .
و أشار الخبير الاستراتيجي إلى أنه لابد من تعمير سيناء لمنع أي تدخل آخر بعد الانتصار في هذه الحرب، متهمًا المعزول محمد مرسي بالسبب في دخول الإرهاب عندما فتح الحدود.
سيناء والارهاب قبل
أما اللواء سلامة الجوهري، قائد وحده مكافحة الإرهاب السابق، فقال إن حرب أكتوبر تعتبر من الحروب التقليدية التي يقوم بها قوات مسلحة ضد قوات مسلحة، لها قوانين واتفاقيات تحكمها ، أما حربُنا اليوم ضد الإرهاب ليس لها تخطيط ولا أساليب معينه، حيث يعتمد فيها المُخرب على العنف داخل حدود الدولة وليس خارجها .
وأكد" الجوهري" أن الحرب على الإرهاب أصعب وأشد فتكا من الحروب التقليدية، لأن كل فرد داخل هذه التنظيمات الإرهابية يتصرف حسب اعتقاداته وأفكاره المغلوطة.
وأشار قائد وحدة مكافحة الإرهاب السابق، إلى أن الحرب الحالية على الإرهاب تشبه كثيرًا حرب الاستنزاف، قائلا: "نحن نرى الكثير من العمليات في سيناء والتي تتم على اكمل وجه، الانتصار في النهاية لمصر العظيمة".

شارك