ارتفاع اسهم الحل العسكري.. بعد رفض حكومة هادي لقاء "ولد الشيخ"
الأربعاء 09/نوفمبر/2016 - 06:22 م
طباعة

تصاعد الصراع على جبهات القتال، مع اشتعال الصراع بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، وسط ارتفاع مؤشرات الحل العسكري عقب رفض الرئيس اليمين لقاء "ولد الشيخ" .
الوضعي الميداني

وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي اليوم الأربعاء، غارات جوية على مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية لهم بصنعاء.
وقالت مصادر محلية، إن مقاتلات التحالف قصفت معسكر الحفا شرق العاصمة صنعاء بنحو أربع غارات جوية.
واستهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين وقوات صالح في منطقة مرهبه، ومفرق رماده بمديرية نهم (40 كلم شرق صنعاء)، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفها القصف.
وسمع دوي انفجارات عنيفة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد بكثافة من المواقع المستهدفة، في حين لا تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء العاصمة بشكل كثيف دون إطلاق المضادات الأرضية من الحوثيين وقوات صالح.
كما اعترضت منظومة الدفاع الجوي للتحالف العربي، صاروخين باليستيين أطلقهما مسلحو الحوثي وميليشيات صالح باتجاه مدينة مأرب شمال شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، الثلاثاء.
جاء ذلك في وقت شنت طائرات التحالف غارات على مواقع للمتمردين في كل من محافظة عمران ومديرية حرف سفيان بالمحافظة، ومحافظتي المحويت وصعدة، شمالي اليمن.
وفي محافظة تعز جنوبي البلاد، قصف المتمردون بصواريخ الكاتيوشا مواقع للقوات الشرعية في منطقة المفاليس بمديرية حيفان جنوبي محافظة تعز. وقي منطقة الأقروض بمديرية المسراخ جنوبي تعز، لقيت امرأة مصرعها برصاص قناص حوثي.
في غضون ذلك، تصدت القوات الشرعية لهجوم شنته ميليشيات صالح والحوثي في مديرية الصلو جنوب شرقي تعز. كما شن المتمردون قصفا على مواقع للقوات الشرعية وبعض القرى في مديرية مقبنة غربي تعز.
وأفادت مصادر ميدانية بتجدد المواجهات، ليلة الثلاثاء، في محيط قرية الصيرتين بمديرية الصلو جنوب شرق تعز، التي كانت القوات الشرعية قد سيطرت عليها مؤخرا.
وقالت المصادر إن المتمردين أطلقوا صواريخ كاتيوشا على بعض القرى، من بينها قرية الصعيد، فيما واصلوا إرسال تعزيزات إلى القرى الواقعة تحت سيطرتهم، وأهمها قرية الشرف.
وأكدت مصادر محلية نزوح عشرات الأسر من قرية السراق في الأعبوس بمديرية حيفان جنوبي تعز، إثر اشتداد المواجهات والقصف بين القوات الشرعية والمتمردين الحوثيين.
كما اعلنت قيادة المنطقة العسكرية الثانية في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت وسط اليمن، مقتل 30 مسلحا من تنظيم القاعدة في عملية استغرقت 24 ساعة، وفق ما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" الأربعاء.
وذكرت المصادر أن العملية أسفرت أيضا عن مقتل 4 جنود يمنيين، وجرح 12 آخرين في عملية عسكرية استباقية شاركت فيها طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية غربي مدينة المكلا.
وقالت قيادة المنطقة العسكرية في بيان إن العملية العسكرية استغرقت 24 ساعة، ونجحت في القضاء على مسلحي القاعدة الذين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأشاد البيان بما سماه "يقظة أفراد المنطقة، ودور التحالف العربي في المشاركة في القضاء على العناصر المتطرفة" في البلاد.
فيما نجحت وساطة لمنظمات إنسانية اليوم الأربعاء في إتمام عملية تبادل 16 جثة من القوات الحكومية والحوثيين وحلفائهم في مدينة تعز (256 كلم) جنوبي صنعاء.
وقال مصدر أمني، في تصريح لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، إن وساطة قادتها منظمات إنسانية محلية بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر اليمني نجحت في إتمام عميلة تبادل 16 جثة في مدينة تعز.
وأوضح المصدر أن الصفقة شملت 9 جثث تابعة للحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح و7 جثث تابعة لقوات الجيش والمقاومة الشعبية .
وفي فبراير الماضي، نجحت وساطة قبلية في محافظة الضالع، في اتمام أول عملية تبادل جثامين شملت أربعة قتلى سقطوا في المواجهات بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين وحلفائهم.
المشهد السياسي:

وفي اطار الاتهامات بين الحوثيين وصالح، اتهم حزب المؤتمكمر الشعبي العام بزعامة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الحوثيين بأنهم لصوص نهبوا أموال البنوك تحت تهديد السلاح، في تصاعد مستمر للخلافات التي نشبت بين حلفاء الانقلاب في اليمن.
وقالت وسائل إعلام موالية لصالح "إن قيادياً حوثياً يدعى أبو علي الحسني، قام بسرقة 70 مليون ريال يمني من بريد رداع بتاريخ الـ4 من نوفمبر الجاري".
وأكدت تلك الوسائل "أن الحسني قام بنهب الأموال بقوة السلاح وأمام الجميع وهي مخصصة لإصلاح خطوط الهاتف".
وتسببت الأموال التي استولى عليها الانقلابيون في اليمن، منذ الانقلاب على الحكومة الشرعية مطلع العام 2015، بتصدع التحالف الموالي لإيران، قاد إلى موجة من التصفيات الجسدية بين حزب صالح والحوثيين.
وقالت صحيفة سعودية نقلا عن قيادي في حزب صالح إن جماعة الحوثيين تريد إزاحة حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح واحلال محله في المشهد السياسي اليمني.
وأضاف المصدر وفقا للمدينة السعودية: إن الخلافات بين قيادة الجماعة وصالح بلغت ذروتها بعد تعيين المجلس السياسي المشكل مناصفة من حزب صالح وحلفائه ومن جماعة الحوثيين وحلفائه- شقيق زعيم الجماعة عبدالخالق الحوثي قائدا لقوات الاحتياط الإستراتيجي (الحرس الجمهوري)، خلفا للواء علي الجائف الذي اصيب في حادثة القاعة الكبرى وتم تصفيته بعد اسعافه الى احد مستشفيات صنعاء.
واشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، الى ان التراشقات الاعلامية بين حزبه- المؤتمر- وجماعة الحوثيين انتقلت من غرف الاجتماعات المغلقة وصفحات وسائل الاعلام ومنصات شبكة التواصل الاجتماعية الى ساحة المواجهات العسكرية في عدة محافظات منها محافظة تعز واب وعمران ومعسكرات الحرس الجمهوري بالعاصمة صنعاء.
فيما أجرى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تعديلا طفيفا على حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
وذكر وكالة "سبأ" أن هادي أصدر قرارا جمهوريا قضى بتعيين الدكتور محمد سعيد السعيدي وزيراً للتخطيط والتعاون الدولي، ومحمد عبدالواحد الميتمي وزيراً للصناعة والتجارة.
كما قرر الرئيس اليمني تعيين عبدالوهاب سيف الوائلي محافظا لمحافظة إب، والقاضي حمود عبدالحميد الهتاري رئيسا للمحكمة العليا، والعميد الركن إسماعيل حسن زحزوح قائدا للمنطقة العسكرية السابعة.
المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار التفاوضي، نقلت تقارير إعلامية يمنية مساء الأربعاء، أن المبعوث الأممي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ غادر الرياض، بعد رفض الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والمسؤولين في الحكومة اليمنية، لقاءه حول خريطة الطريق الأممية التي اقترحها ولد الشيخ أحمد على طرفي النزاع، وعلى مجلس الأمن الدولي قبل أكثر من أسبوع.
ونقل موقع الرأي برس اليمني أن الرئيس والحكومة اليمنية، أكدا رفض استقبال المبعوث الأممي، الموقف الذي تبنته سابقاً والقاضي برفض المبادرة الجديدة "بسبب تحيزه للانقلابيين".
و اتهم المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جميع الأطراف بعرقلة الحل السياسي.
تصريحات ولد الشيخ أحمد أدلى بها في مطار صنعاء لدى مغادرته العاصمة اليمنية، بعد 4 أيام من المفاوضات المتعثرة مع وفد الانقلابيين والمخلوع صالح التي وصلت إلى طريق مسدود.
المبعوث الأممي أكد أنه سيتوجه إلى الرياض للقاء الرئيس هادي ووفد الحكومة اليمنية للمفاوضات لبحث تحفظات الشرعية على خارطة الطريق الأممية، التي تم طرحها قبل أيام، وتهدف لوضع نهاية للأزمة اليمنية.
هذا وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أكد في وقت سابق أن الشرعية رفضت خارطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي لأنها انطلقت من منطلقات خاطئة، وكانت نتائجُها خاطئة ومنحرفة، كونها نسيت جذر المشكلة وأساسها وهو الانقلاب وما ترتب عليه.
وخلال اجتماع وطني موسع حضره نائبه علي محسن الأحمر ورئيس الوزراء والمستشارين وأعضاء الحكومة، شدد هادي على رفض الخطة لأنها تحافظ على بقاء الميليشيات وسلاحها ومؤسساتها، ولأنها لا تلبي طموحات اليمنيين، مشيراً إلى أنها تؤسس لحروب مستدامة، وتتعارض مع المرجعيات وتكافئ الانقلاب والانقلابيين وتعتبر خريطة تلغيم المستقبل.
هادي وصالح يهنئان ترامب:

وفي سياق اخر قال الرئيس ، عبدربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، إن بلاده تتطلع لخدمة السلام واستقرار شعوب المنطقة.
جاء ذلك خلال برقية تهنئة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية ونيله ثقة الشعب الامريكي. حسب وكالة "سبأ" الرسمية.
وقال هادي: "إننا في اليمن نتطلع أن نعمل معا لخدمة السلام والاستقرار لشعوب المنطقة وعلى وجه التحديد بلدنا اليمن الذي عانى ويعاني الكثير جراء تداعيات الحرب الانقلابية التي شنتها الميليشيا الانقلابية على مجتمعنا وتوافقنا وتجربتنا الديمقراطية".
وأضاف "أننا على يقين أن مرحلة جديده من التعاون ونصرة الشعوب وخيارات السلام قد دنت لمصلحة العالم أجمع".
وكان مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، فاز، اليوم الأربعاء، بالأصوات المطلوبة لإعلانه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، ليصبح الرئيس الـ45 للبلاد خلفا للديمقراطي باراك أوباما.
كما بعث الرئيس السابقعلي عبدالله صالح رسالة تهنئة الى الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بمناسبة فوزه في سباق الرئاسة وتفوقه على منافسته هيلاري كلينتون.
ووصف صالح فوز ترامب والحزب الجمهوري بأنه فوز "كاسح".
وقال صالح بأن الحزب الجمهوري تربطه بالمؤتمر الشعبي العام علاقات حميمة منذ عهد الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان، متطلعاً أن يكون للرئيس الأمريكي دور فاعل في القضايا الساخنة بالمنطقة .
ودعى صالح ترامب إلا الاهتمام بالملف اليمني، وأن يكون على أولوية أجندة الولايات المتحدة، داعياً الأخير الى العمل على وقف ما أسماه بـ "العدوان" على اليمن.
المشهد اليمني:
مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.