ترقب روسي سوري للدور الأمريكي فى الأزمة السورية بعد نجاح ترامب
الأربعاء 09/نوفمبر/2016 - 09:32 م
طباعة


ترامب
تداعيات فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ألقت بظلالها على الأزمة السورية، ومدى إمكانية انهاء الحرب وتحقيق التوافق المفقود مع موسكو، وهو ما برز من الترحيب الحذر من جانب روسيا تجاه وصول ترامب للبيت الأبيض، فى الوقت الذى أعربت فيه دمشق عن أملها فى أن يسهم نجاح ترامب فى حل الأزمة، بينما اعتبرت المعارضة السورية ان هناك حاجة لمزيد من الوقت للحكم على سياسات الرئيس الأمريكي الجديد.
وتأمل المعارضة السورية المدعومة من الغرب في أن تكون أفعال دونالد ترامب بعد توليه زمام السلطة في الولايات المتحدة مختلفة عن تصريحاته السابقة حول التسوية السورية، وصرح نصر الحريري، عضو الهيئة السياسية لـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، إن المعارضة السورية تأمل بحصول تحول في التعامل الأمريكي مع الأزمة السورية، بالانتقال من إدارة الأزمة إلى ايجاد حلول لها، ودعا الحريري واشنطن إلى الانتقال الى "واقع جديد تتحمل فيه مسؤولياتها كأكبر دولة في العالم"، ولاتخاذ "إجراءات جدية هدفها الأول والأخير هو تحقيق الانتقال السياسي في سوريا ورفع المعاناة ووقف شلال الدماء في بلدنا".
وصف الحريري تصريحات ترامب حول الأزمة السورية، والتي أدلى بها أثناء السباق الانتخابي، بأنها غير مقبولة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتزعم مجموعة أصدقاء الشعب السوري، والكلام الذي صدر عن ترامب هو كلام غير مقبول، ولكنه خرج عن شخصية المرشح لرئاسة الولايات المتحدة ".
أبدى الحريري قناعته بأن من يصنع السياسات في الولايات المتحدة، وخاصة السياسات الخارجية، هي "مؤسسات سياسية مرسومة".، معتبرا أن ترامب، عندما سيدخل مؤسسة الرئاسة، "سيكون محكوما بسياسات خارجية موضوعة، لا شك أنه سيكون له دور كبير فيها، ولكن ليس لوحده من سيكون صانع لهذه السياسات، هذه دولة مؤسسات وفيها سياسات مرسومة، وعلى كل شخص يستلم البيت الابيض الالتزام بهذه السياسات".

تفاهمات روسية أمريكية جديدة بعد نجاح ترامب
فى حين أكد جهاد مقدسي رئيس قائمة "القاهرة — موسكو" للمعارضة السورية، عن أمله في أن يسمح فوز ترامب في الانتخابات، باستئناف التعاون الأمريكي الروسي من أجل تسوية الأزمة السورية.
وذكر بأن خطاب ترامب بعد إعلان فوزه كان حافلا بالوعود، بما في ذلك تعهده بإقامة تعاون نزيه مع الدول الأجنبية. واضاف أن المعارضة السورية تأمل في أن تستأنف واشنطن وموسكو تعاونهما بشأن سوريا، من أجل دفع العملية السياسية في سوريا إلى الأمام بصورة نزيهة.
يذكر أن ترامب قد أكد أن هزيمة تنظيم "داعش" بالنسبة له تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، ويعتبر ترامب أن الأسد يحارب الإرهابيين بفعالية. كما دعا ترامب إلى الحد من التدخلات الأمريكية في الخارج "لبناء دول أخرى"، والتركيز بدلا من ذلك على تسوية المشاكل في الولايات المتحدة.

بوتين ينتظر الموقف الامريكي الجديد
وبشأن المعارضة السورية المسلحة، أبدى ترامب شكوكا حول طبيعة فصائلها التي تدعمها واشنطن، وحذر من أن ممثلي تلك المعارضة قد يكونوا موالين لـ "داعش"، وهاجم سياسة إدارة باراك أوباما تجاه سوريا، باعتبار أنها تدعم "أشخصا لا نعرف هويتهم"، وحذر من أن هؤلاء "قد يكونوا" من "داعش" و"أسوأ من الأسد".
من ناحية اخري أعلنت وزارة الخارجية الروسية، دعم موسكو لتوجه دمشق نحو استئصال بؤرة الإرهاب في سوريا، وتأكيد الجانب الروسي على دعم توجه حكومة سوريا نحو استئصال البؤرة الإرهابية في الأراضي السورية وشدد على ضرورة تفعيل الجهود السياسية لتحقيق السلام الأهلي في سوريا في أقرب وقت ممكن".
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير أمريكية أن مجموعة السفن الحربية الروسية التي تقودها حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" والطراد النووي "بطرس الأكبر" ستوجه عما قريب ضربات إلى مواقع المتمردين في سوريا.

حاملة الطائرات الأميرال كوزنيتسوف
وقال ديف ماجومدار المختص بالشؤون العسكرية في مجلة "national interest" إن العملية الروسية المرتقبة ستتركز على مدينة حلب المحاصرة والتي يسعى الجيش السوري إلى انتزاعها كاملة من المتمردين، وتمت الاشارة إلى أن متحدثا باسم وزارة الدفاع الروسية قال لوكالة إنترفاكس إن الهجمات ستكون عبر ضربات بعيدة المدى، مضيفا أنه من المنتظر أن تستخدم البحرية الروسية صواريخ كاليبر "3M-14 Kaliber-NK" المجنحة في قصف مواقع المتمردين في حلب.
أشار ماجومدار إلى أن العمليات المرتقبة سترتكز على حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" التي تقل مقاتلات من طراز "سو – 33 فلانكر- دي" و"ميغ – 29 كي إر فولكروم – دي"، مشيرا إلى أنه على الرغم من وجود 10 مقاتلات من طراز "سو- 33" و4 مقاتلات متعددة المهام من طراز "ميغ – 29" على متنها، إلا أن هذه القوة سوف تسمح لروسيا باكتساب خبرة عملية في مجال تنفيذ طلعات قتالية جوية انطلاقا من الحاملة البحرية، ولفت النظر إلى أن المقاتلة "سو – 33 إس" والتي صممت أساسا للتفوق في الجو، أدخلت عليها تعديلات وطورت كي تتمكن من توجيه ضربات إلى أهداف أرضية، فيما زودت منذ البداية "ميغ – 29" بأجهزة توجيه للذخائر فائقة الدقة.
ذكر أن حاملة الطائرات الروسية تحمل أيضا 10 طائرات مروحية، بما في ذلك من طراز "كا – 52"، و"كا – 27 " المضادة للغواصات، و"كا – 31" المخصصة للإنذار المبكر، مضيفا أنه من غير الواضح ما إذا ستشارك أم لا الطائرات المروحية الهجومية من طراز "كا – 52 كي" في الموجة الأولى للضربات البحرية الروسية، إلا أنه رجح أنها ستستخدم في مرحلة ما، ونقل ديف ماجومدار، صاحب التقرير، عن وسائل الإعلام الروسية إفادتها بأن مجموعة السفن الحربية الروسية في المتوسط ستستخدم في ضرباتها صواريخ"كاليبر – إن كي" المجنحة، وبأنه من غير المعروف أي من السفن الروسية سوف تنفذ مثل هذه الهجمات، وخاصة أن معظم تلك السفن غير مجهزة بمثل هذه الصواريخ.
قال التقرير إن البحرية الروسية سوف توجه ضرباتها الصاروخية المجنحة عبر قواتها المتمركزة في البحر الأسود أو بحر قزوين، لافتا إلى أن الفرقاطة الروسية الحديثة "الأميرال غريغوروفتش"، والتي نقلت مؤخرا من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، مسلحة بصواريخ "كاليبر - إن كي"، مضيفا أن إحدى الغواصات الروسية النووية التابعة لأسطول بحر الشمال قد انضمت إلى المجموعة البحرية بالمتوسط، ومن المستبعد أن لا يكون لقوة الغواصات الروسية الضاربة دور في هذا الشأن.
واختتم ماجومدار تقريره بالقول إن الضربات البحرية الروسية المرتقبة في نهاية المطاف قد لا تغير الوضع العام في سوريا، مضيفا أن روسيا لا تحتاج إلى نشر أسطولها لدعم "النظام السوري"، وذلك لأن القوات الروسية الموجودة في مسرح العمليات كافية لهذا الغرض، ليصل إلى استنتاج بأن الهدف الحقيقي من الانتشار البحري الروسي هو أن تظهر موسكو للعالم وللولايات المتحدة بشكل خاص أنها لا تزال قوة هائلة يمكنها أن تطلق النار من شواطئها.