بعد مقتل أمير "داعش" في القصرين.. تونس تواصل جهودها ضد الإرهاب

الخميس 10/نوفمبر/2016 - 12:31 م
طباعة بعد مقتل أمير داعش
 
حقق الأمن التونسي إنجازًا جديدًا في مواجهة الإرهاب، فقد أعلنت الدفاع التونسية عن قتل أمير موال لتنظيم "داعش" في جبل السلوم بولاية القصرين غرب البلاد، وهو ما يأتي ضمن جهود الدولة التونسية في مواجهة الإرهاب.

مقتل أمير داعش

مقتل أمير داعش
أعلنت وزارة الدفاع التونسية أمس الأربعاء قتل «أمير» تنظيم متطرف موال لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) كان اغتال السبت الماضي عسكرياً في منزله بمنطقة جبلية وسط غرب البلاد.
وقالت الوزارة في بيان: «تمكنت الوحدات العسكرية بعد ملاحقة مجموعة مسلحة ليل أول أمس على مستوى جبل السلوم، من القضاء على الإرهابي طلال السعيدي، أمير تنظيم (جند الخلافة) بجبل المغيلة».
ويقع جبل السلوم في ولاية القصرين (وسط غرب)، وجبل المغيلة بين ولايتيْ القصرين، وسيدي بوزيد (وسط غرب).
وأضافت الوزارة أن «أمير» التنظيم من «منطقة جبل أولاد أحمد بسوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد» وأنه «قائد المجموعة التي قامت باغتيال الشهيد الجندي متطوع سعيد الغزلاني السبت 5 نوفمبر)».
كما عُثر الجيش التونسي على أربع قطع سلاح من نوع كلاشنكوف و( BK ) مدفونة في أرض تابعة لوالد الإرهابي طلال السعيدي بمنطقة السوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد، وقد بينت التحقيقات أنها كانت ستُستعمل في عمليّة إرهابيّة خلال شهر رمضان تستهدف المصالح الأمنيّة والعسكريّة .
وهذه الأسلحة التي أخفاها الإرهابي المفتش عنه طلال السعيدي تعود إلى من وُطلقون على أنفسهم "جند الخلافة" المتحصنة بجبل مغيلة والتي كانت تنوي القيام بعملية إرهابيّة أطلقوا عليها "غزوة بدر" في رمضان .
 ويشار أن وزارة الدفاع التونسية كانت قد أعلنت أنّ الوحدات العسكرية تمكّنت بعد ملاحقة مجموعة مسلحة ليلة أول من أمس، الثلاثاء 8 نوفمبر على مستوى جبل السلوم، من القضاء على الإرهابي "طلال السعيدي" أصيل منطقة جبل أولاد أحمد بسوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد الإرهابي المذكور أمير تنظيم "جند الخلافة" بجبل المغيلة، وهو قائد المجموعة التي قامت باغتيال الشهيد الجندي متطوع سعيد الغزلاني. ومساء السبت، قتل مسلحون جندياً بالجيش التونسي في منزله قرب جبل مغيلة، في هجوم تبناه الأحد تنظيم «داعش ».

الإرهاب في تونس

الإرهاب في تونس
ويقدر المتخصصون والمراقبون للجماعات الإسلامية عدد المنتمين للتيار الجهادي في تونس بنحو أربعة آلاف جهادي، وهو ما يعني أن «خزان» التيار الجهادي ممتد ولا يمكن حصره البتة في مجموعة محدودة العدد مقدرة بما بين 50 و100 عنصر منتشر في غابات الشعانبي وسط غرب تونس.
وفي بداية 2013 أكد تقرير لمؤشر السلام العالمي السنوي الصادر عن المعهد الاقتصاد والسلام العالمي، أن تونس تحتل المركز 53 من حيث تأثيرها بالإرهاب وتصنيفها من حيث مؤشر السلام في العالم من ضمن 158 بلدًا.
وتعد ولاية القصرين، الواقعة على الحدود التونسية الجزائرية، من أخطر الأماكان التي يتواجد فيها متطرفون يستغلون الطبيعة الجغرافية للولاية؛ حيث يوجد جبل السلوم وجبل الشعانبي هو أعلى مرتفع في تونس إذ تبلغ قمته 1544م، ويقع في الوسط الغربي التونسي وهو مغطى بغابة من الصنوبر الجلبي لتنفيذ هجمات على القوات التونسية.
ويتحصن عناصر "جند الخلافة" الموالية لـ"داعش" في جبال ثلاث ولايات تونسية حدودية مع الجزائر هي القصرين وسط غرب تونس وجندوبة والكاف شمال غرب البلاد، وفق السلطات التونسية.
وخططت الكتيبة، وفق الداخلية التونسية، لتحويل تونس إلى «أول إمارة إسلامية في شمال إفريقيا» بعد الإطاحة ببن علي.
وفي منتصف مايو الماضي، أعلنت الدفاع التونسية عن مقتل سيف الدين الجمالي، الملقب بأبي القعقاع، وهو أحد قيادات تنظيم "جند الخلافة" الموالي لتنظيم "داعش"، إثر اشتباك صباح اليوم بين الجيش التونسي وعناصر من جند الخلافة في جبل المغيلة ولاية سيدي بوزيد وسط تونس.
وكان أول ظهور للسلفية الجهادية بتونس بعد الثورة كان عندما تصدر زعيمها سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبو عياض" ساحة الأحداث في البلاد، ويلاحظ أنه كان أول الشخصيات التي ألقت خطابا بمناسبة الذكرى الأولى لانتخابات 23 أكتوبر 2011 وعند الدقيقة الأولى بعد الساعة منتصف الليل من يوم 23 أكتوبر 2012، أعلن فيه عن تشكيل لجان تابعة لتنظيمه "أنصار الشريعة"، قال إنها ستكون "في حماية الشعب والدفاع عن عرضه".
وفي 14 سبتمبر 2012، هاجم مئات السلفيين مقر السفارة والمدرسة الأمريكيتين في العاصمة تونس احتجاجاً على عرض فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة. وقتلت الشرطة أربعة من المهاجمين واعتقلت العشرات، ووجهت التهمة لأنصار الشريعة .

كتائب "داعش"

كتائب داعش
وهناك العديد من الكتائب الموالية لتنظيم "داعش" في تونسي، في مقدمتها كتيبة "جند الخلافة" والتي أحد أبرز الجماعات المتطرفة فوق الترابين التونسي والجزائري، وتتحصن في المناطق الجبلية وسط وغرب تونس، كما تبنت مجموعة من العمليات الانتحارية منها عملية الحرس الرئاسي نهاية العام الماضي والهجوم على متحف باردو، وقد كان عناصرها في البداية ينتمون في البداية لكتيبة عقبة بن نافع قبل أن ينشقوا عنها.
وهناك الكتيبة "عقبة بن نافع، والتي أعلنت في سبتمبر 2014  مبايعتها لتنظيم "داعش" وبحسب بيان لها قالت: "الإخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع يدعمون بقوة ويبايعون تنظيم الدولة الإسلامية ويدعونه إلى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان".
وفي 18 مارس 2015 نفذ إرهابيان هجوماً استهدف متحف باردو في وسط العاصمة التونسية وراح ضحيته 23 قتيلاً وعشرات الجرحى معظمهم من السياح الأجانب.
وتعتبر "كتيبة عقبة بن نافع"، التي تبنت معظم العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس على امتداد أكثر من ثلاث سنوات في ظل تنامي الأنشطة الإرهابية، "أخطر" تنظيم مسلح تواجهه أجهزة الدولة ما يطرح أسئلة عديدة حول الارتباطات الإقليمية لهذا التنظيم.
وتصف كتيبة "عقبة بن نافع" المحسوبة على تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي والمتحصنة في جبل الشعانبي وفي مرتفعات وجبال أخرى على الحدود الغربية مع الجزائر، أجهزة الشرطة والجيش بـ"طواغيت" وتدعو إلى محاربتها.
وظهرت كتيبة "عقبة بن نافع" لأول مرة في ديسمبر 2012 عندما عثرت الأجهزة الأمنية عن خليّة إرهابية كانت تستعد لمهاجمة معسكر بالمنطق الغربية للبلاد على الحدود الجزائرية.
وقال وزير الداخلية التونسية حينها علي لعريض: إن "الخليّة كانت تريد تأسيس فرع لتنظيم القاعدة في تونس"، موضحًا أنها كانت خاضعة لإشراف 3 جزائريين ولها علاقة بأمير تنظيم القاعدة بالمغرب العربي المدعو عبد المصعب عبد الودود.
وبحسب وزارة الداخلية التونسية يعتبر خالد الشايب المكني "بلقمان أبو صخر" جزائري الجنسية، وبلال الغرسي، الذي يحمل الجنسية التونسية، أخطر عنصرين بـ"كتيبة عقبة بن نافع" إذ شاركا في عملية ذبح 8 جنود تونسيين في صيف عام 2012 إضافة إلى إشرافهم على عمليات التدريب في الجبال.
وأوقع التنظيم "الإٍرهابي" منذ تنامي نشاطه في المرتفعات الغربية لتونس مقتل العشرات في صفوف أجهزة الجيش، إلا أن الهجوم المسلح الذي أسفر عن مقتل 15 عسكريا وجرح 20 آخرين في شهر يوليو 2014 يعد الأعنف دموية ضد القوات المسلحة منذ ظهور الكتيبة أول مرة عام 2011.

شارك