جبهة فتح الشام فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية فى سوريا

السبت 12/نوفمبر/2016 - 12:30 م
طباعة جبهة فتح الشام فى
 
 على الرغم من محاولات جبهة فتح الشام "جبهة النصرة" سابقا رفع صفة الإرهاب عنها بفك إرتبطها بتنظيم القاعدة ومحاولة الاندماج فى الحالة السورية كفصيل وطنى الا ان الولايات المتحدة لازالت تعتبرها منظمة إرهابية وجددت ذلك بإعلانها يوم الجمعة 11-11-2016م  أنها لن ترفع اسم جبهة فتح الشام من قائمة "المنظمات الإرهابية" لأن مبادئها مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، بل و فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 3 قياديين بالجبهة وتحديد أماكنهم  في سوريا واستهدافهم . 
جبهة فتح الشام فى
وردت الجبهة  على الإستهداف الأمريكى الأخير على لسان  المتحدث الرسمي باسمها حسام الشافعي بالقول "  أنها لم تستغرب قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما الجديد باستهداف قادة الجبهة في سوريا، لأن الولايات المتحدة تهدف من خلال هذه القرارات إلى النيل من "شوكة أهل السنة" جميعاً متمثلة بجميع الفصائل، عبر كسر القوة العسكرية لـ"فتح الشام"، تطبيقاً للمشروع الأمريكي بتمكين إيران في المنطقة، وإضعاف أهل السنة وتحويلهم لأقلية و أن  القرارات الأمريكية الجديدة تأتي ضمن سلسة الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الثورة السورية، وقبل أن تفرض عقوبات على أشخاص معينين داخل فتح الشام، فقد فرضت ما هو أقسى وأشد على ثورة الشام، وحالت دون نجاحها، بل وساهمت إلى حد كبير في دعم نظام الأسد، وإفساح المجال للروس والميليشيات الإيرانية بالتدخل وقتل المدنيين وتدمير البنى التحتية".
وشدد "الشافعي" على أن واشنطن اتخذت قراراً في السابق بمحاربة الشعب السوري، وتقويض ثورته، وكل من يقف بوجه ذلك سيصنف ويعاقب و أن الثورة السورية سُلبت منها العديد من مقومات نجاحها ومكامن قوتها، كالإرادة الحرة والقرار المستقل في بعض الملفات، إلا أنها لا زالت تحتفظ بقوتها العسكرية وقادرة على إحداث تغيير في الميدان يصاحبه تغيير في السياسات والمواقف، وخير مثال على ذلك فك الحصار عن حلب في المرة الأولى، وهذه القوة تشكل "فتح الشام" جزءاً كبيراً منها إلى جانب إخوانها من الفصائل الأخرى، فالقوة العسكرية التي تملكها فتح الشام بفضل الله يحاول أعداؤنا كسرها وإبعادها عن المعادلة بالهدنة تارة وبالاستهداف تارة وبالعزل عن باقي الفصائل تارة، مشيراً هنا إلى دعوة المبعوث الأممي إلى سوريا "ستيفان دي مستورا" لإخراج جبهة فتح الشام من حلب حتى يسهل عليهم تمكين نظام الأسد والميليشيات الرافضية وإتمام العملية العسكرية هناك.
جبهة فتح الشام فى
وأضاف "أي فصيل سيقوم بالدور ذاته ويمثل الشوكة والقوة لأهل السنة في الشام سيلاقي نفس القرارات، فهذا الأمر يعد من الخطوط الحمراء التي لا تقبل به الولايات المتحدة، فمشروعها اليوم يصب في التمكين لإيران في المنطقة فهي الحليف القادم، وإضعاف أهل السنة وتحويلهم لأقلية وعلينا أن ننظر إلى ما هو أبعد ، فقد اختارت أمريكا رئيسها ووجهها الحقيقي، الرئيس ترامب، صاحب اللسان السليط والتصريحات العنصرية الهمجية، فهو يستهدف جميع المسلمين ولا يخفي حرصه على بقاء الأسد وثنائه عليه في محاربة الإرهاب، ففي هذا الإطار لا نستغرب تصريحات موجهة من سابقه باستهداف من يقاتل ويواجه مشروع أمريكا في المنطقة بإبقاء نظام بشار وتسليم المنطقة لإيران وكل سني أو فصيل سني هو على قائمة الاستهداف، وبدل أن نحلل ونغرق أنفسنا بما ينتظرنا من ترامب أو ما الذي ينتظرنا في حال تغيرت السياسيات، علينا أولاً أن نعيد دراسة أولوياتنا ونحدد أهدافنا ونثق بأنفسنا، نحن اليوم في الشام شوكة أهل السنة وسدها الأول، وهنا أتكلم عن جميع المجاهدين من الفصائل، فينبغي أن نتخلى عن الترف الفكري لخلافاتنا، ونأخذ بعين الاعتبار حال أهل السنة في الشام، ونوسع دائرة استيعابنا، عندما نقول كل من هو في دائرة الإسلام مستهدف، فعليه يجب أن يكون هذا منطلقنا في المعركة والكل مسؤول".
وأردف "فتح الشام أو أحرار الشام أو غيرهم هذه مجرد مسميات وما يعني أهل السنة هو المشروع والهدف، ولن تحرم الأمة من يحمله ويدافع عنه أما بتوجيه استهدافنا من قبل الرئيس الأمريكي فهنا يأتي دور أهلنا وإخواننا من الفصائل بالذب عنا والدفاع عنا بالبيانات والمظاهرات، ولهم منا مواصلة الطريق والجهاد، فليست المسألة فتح الشام فحسب إلا أننا نشكل صمام أمان لهذه الثورة والجهاد، ونحمل المسؤولية للجميع بأن يقوم الجميع بمسؤوليته ودوره بما يستطيع، فلم تبخل فتح الشام يوماً بالتضحية والبذل وما تقوم به لأجل الساحة يعترف فيه العدو قبل الصديق وسنبقى كذلك فلن يضيرنا أن نستشهد على أيدي القصف الروسي أو الأمريكي طالما أننا نجاهد نصرة للمستضعفين وإقامة لهذا الدين وأن جبهة فتح الشام صرحت علناً أنها لا تنتمي لأي جهة خارجية ومشروعها الرئيسي والذي تتبناه هو مشروع الشعب السوري بإسقاط النظام ونصرة أهل الشام، تنزوي أمام هذه الأهداف كافة الرؤى والنظريات الأخرى، فنحن أمام شعب مسلم سني يقتل وليس له بعد الله سوى أبنائه المجاهدين يدافعون عنه ويحمونه، وأي خطر أو مشروع يجلب الضرر على أهل الشام فنحن سنكون أبعد الناس عنه" 
جبهة فتح الشام فى
يذكر أن وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت  سلسلة عقوبات طالت 3 شخصيات قيادية في جبهة فتح الشام  منهم  عبد الله المحيسني القاضي العام في جيش الفتح، وذلك بحجة أنهم على صلة بتنظيم القاعدة وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أنه "بالرغم من محاولات التفريق بين "جبهة فتح الشام" و"جبهة النصرة" عن طريق "إنتاج شعار وراية جديدين"، إلا أن مبادئ الأولى ظلت مشابهة لتلك التي لدى تنظيم القاعدة، والجماعة لا زالت مستمرة في تنفيذ "الأعمال الإرهابية" تحت الاسم الجديد، وأنها لن ترفع اسم جبهة "فتح الشام" من قائمة "المنظمات الإرهابية"؛ لأن مبادئها "مشابهة لتلك التي لدى "تنظيم القاعدة"، فهما وجهان لعملة واحدة و أن اسم  الجماعة مهما تغير فسيظل تابعاً للقاعدة في سوريا". 
جبهة فتح الشام فى
وشملت القائمة الشيخ "عبدالله محمد بن سليمان المحيسني" (سعودي الجنسية)، حيث اتهمته الوزارة بتقديم الدعم والخدمات لجبهة فتح الشام،  وأنه "شغل منصب مستشار ديني للتنظيم"، إلى جانب  قيامه  بتجنيد "3 آلاف طفل ومراهق كجنود في مختلف أنحاء شمال سوريا"، وضمت القائمة أيضاً "جمال حسين زينية" (أبو مالك التلي)،  وقالت الوزارة إن جبهة فتح الشام قد منحته صفة "أمير القلمون في سوريا ولبنان". واتهمته  زينية (سوري الجنسية)  بـ"تنظيم عمليات اختطاف لمجموعات من الراهبات المسيحيات في معلولا بمحافظة دمشق، وفي أواسط عام 2015 أصبح مفاوضاً عن الرهائن في (جبهة النصرة) بما فيهم 16 جندياً في الجيش اللبناني" أما ثالث الأسماء في قائمة المشمولين بالعقوبات، فكان "عبدول الجشاري" (مقدوني الجنسية) والذي اعتبرته "مستشار عسكري لجبهة فتح الشام، وجمع تبرعات من أجل عوائل المقاتلين ضمن التنظيم، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات عسكرية له في شمالي سوريا خلال صيف 2015"  وتضمنت القائمة أيضاً "أشرف أحمد فاري العلاق" (أردني الجنسية)، والذي اتهمته الوزارة بـ"تحشيد مقاتلين وجمع أسلحة للجبهة، وتسليمه منصب قائد العمليات العسكرية في محافظة درعا السورية"، وقد شغل أيضا منصب أمير السرايا في درعا ووفقاً للعقوبات يصبح ممنوعاً على أي مواطن أو مؤسسة أمريكية الاتصال بهؤلاء الأشخاص وتنظيمهم وتقديم المساعدة لهم أو إجراء أية تبادل مالي معهم.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن  "جبهة فتح الشام"  بإعتارها الان من أقوى الفصائل المسلحة في سوريا  وبعد فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، ستصبح فى مواجهة مباشرة مع  الولايات المتحدة الامريكية على الرغم من محاولات  رفع صفة الإرهاب عنها  ومحاولة الاندماج فى الحالة السورية وهو ما يؤشر على مزيد من المواجهة خلال الشهور القادمة بين الطرفين . 

شارك