اتساع الخلافات بين الحوثيين وصالح.. و"بحاح" يتوقع رحيل هادي عن السلطة قريبا

السبت 12/نوفمبر/2016 - 06:16 م
طباعة اتساع الخلافات بين
 
ارتفعت حدة الخلافات بين الحوثيين والئريس اليمني السابق علي عبد الله صالح، مع رفض الاخير اعلان تشكيل الحكومة وسط تقارير عن محاولة اغتيال صالح من قبل حلفائه الحوثيين، فيما يواصل الجيش اليمني تقدمه في عدة جبهات، مع اعلان رئيس الوزراء الحكومي السابق خال بحاح ، رحيل هادي عن السلطة قريبا في إطارعملية الحل السياسي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، حققت القوات اليمنية مكاسب عسكرية في مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف (شمال شرق اليمن)، بعد معارك عنيفة ضد مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لصالح.
وقال المركز الإعلامي للجيش الحكومي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "وحدات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة والتحالف حررت مواقع استراتيجية، في معارك مستمرة لليوم الثاني على التوالي".
وأوضح بأن القوات الحكومية حققت تقدما كبيرا في اتجاه وادي الغمير، باسناد من طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وسيطرت على جبال خليف جليط والمعراش والبرشا، وتلال اكتنة والكتمان والمعترضة والضعة الصغرى والكبرى، وخشم الغمير.
كما قتل  القيادي زيد علي بن علي ناصر الحرجبي (ابو علي)، مسؤول استخبارات مليشيا الحوثي، بعد عملية نوعية شنها أفراد من رجال الجيش الوطني والمقاومة في محافظة صعدة، شمالي اليمن.
وقال مراسل الجزيرة في اليمن، سعيد ثابت، نقلاً عن مصادر بأن القائد الحوثي الحرجبي لقي حتفه يوم 6 نوفمبر الماضي، بمنطقة الخوالد في مديرية ساقين بصعدة في عملية عسكرية ناجحة بمنطقة علب بصعدة.
ويعتبر (أبو علي) أحد أهم القيادات العسكرية الحوثية، حيث كان يعرف بـ "قائد الاقتحامات".
كما قتل 5 من مسلحي جماعة الحوثيين، وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق، في محافظة تعز (جنوب غرب اليمن)، حسبما أعلنت المقاومة، مساء أمس الجمعة.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة - في بيان حصل "المصدر أونلاين" على نسخة منه - إن اثنين من عناصرها قُتلوا، من بينهم شقيق قائد عمليات محور تعز العسكري والقائد العام لكتائب حسم عدنان رزيق، بينما أُصيب اثنين آخرين.
ودارت معارك عنيفة بين الطرفين في سوق الربوع بمنطقة المقاطرة، جنوب مدينة تعز، فيما قصف الحوثيون وقوات صالح بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، سوق الربوع وقرى المقاطرة وطريق هيجة العبد الرابط بين محافظتي تعز وعدن.
ودمر طيران التحالف العربى فى اليمن، صباح اليوم السبت، زورقين حربيين قبالة سواحل الصليف فى محافظة الحديدة.
ولم يكشف التحالف العربي تفاصيل اخرى عن اذا ما كان الزوارق البحرية هاجما سفن التحالف العربي في سواحل الحديدة قبل ان يتم تدميرها من قبل طيران التحالف.
من جهة أخرى، قالت تقارير صحفية أن الرئيس عبد ربه منصور هادى، غادر مدينة الرياض صباح اليوم السبت، متوجها إلى جيبوتى فى زيارة رسمية، يلتقى خلالها نظيره إسماعيل عمر جيله، لبحث مساعى المجتمع الدولى لدفع جهود السلام فى اليمن.
و عتقلت قوات الأمن بمحافظة أبين - جنوب اليمن - اليوم السبت سبعة من عناصر تنظيم القاعدة .
وقال مصدر أمني في المحافظة " أن قوات الأمن أحبطت هجوماً لمسلحين على أحد المواقع في " جبل يسوف " قرب مديرية " الوضيع " .
وأشار المصدر " أن مسلحين هاجموا موقعاً لقوات الجيش في الجبل واندلعت اشتباكات بين الطرفين اضطر خلالها المسلحون بالانسحاب وأصيب خلال صد الهجوم أربعة من قوات الأمن  .
وأضاف المصدر " أن قوات الأمن في مدينتي " جعار " و " زنجبار " داهمت منازل بعد الاشتباه بها واعتقلت سبعة مسلحين يعتقد انتمائهم للقاعدة .
وتتصدى قوات الجيش في المحافظة لهجمات مسلحة من قبل عناصر القاعدة بعد طردهم منها في منتصف أغسطس الماضي .

صراع الحدود:

صراع الحدود:
وفي نفس السياق نفت السعودية الاخبار التي ذكرتها قناة المسيرة الحوثية، عن سيطرة  مليشيات الحوثي عيل قري سعودية في في محافظة جازان السعودية، لافته الي انه لا يعدو مجرد هجوم تم إحباطه من طرف قوات الحرس الحدود السعودية، وطيران التحالف العربي، وخلّف خسائر فادحة في صفوف المهاجمين.
وأعلنت جماعة الحوثي، مساء امس الخميس، سيطرة مسلحيها على عدد من القرى التابعة لمحافظة جازان، جنوب المملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة “سبأ”، التابعة للحوثيين، عن مصدر عسكري، أن مسلحي الجماعة سيطروا على قريتي “الكرس” و”الدفينية”، وقرى شرق موقع “البحطيط” وأسفل موقع “القرن” في جازان.
كما أفاد المصدر أن المسلحين سيطروا على الجسر الرابط بين منطقتي “قائم زبيد” و”العبادية”، والطريق العام لمنطقة “الخوبة” في جازان.
إلا أن تقارير إخبارية أفادت بأن القوات السعودية صدت هجوم “الميليشيات الحوثية وحرس المخلوع صالح قبالة قرية القرن في منطقة جازان”.
وأضافت المصادر “أن الميليشيات حاولت التسلل إلى قرى حدودية سعودية بعد الدفع بتعزيزات عسكرية لمساندتها، إلا أن طيران التحالف تمكن من قصف وتدمير تلك التعزيزات، إضافة إلى استهدافها من قبل القوات السعودية بالأسلحة الخفيفة والثقيلة” مؤكدة “مقتل العشرات من الانقلابيين وأسر عدد منهم، فيما تمكن آخرو
وأفاد مراسل قناة "العربية" بقيام القوات السعودية بعمليات تمشيط واسعة على الحدود ولاسيما في المناطق التي شهدت اشتباكات ومحاولات تسلل باءت بالفشل.
وقامت القوات السعودية بتمشيط منطقة الخوبة وجبل الدود، إضافة إلى مواقع متقدمة في نجران.
وأفيد بهدوء شبه تام على طول الحدود فرضته القوات السعودية على ميليشيات الحوثي التي تكبدت خسائر فادحة في الأيام القليلة الماضي.

المشهد السياسي:

 المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، قالت وسائل إعلام ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الخميس، إن الرئيس اليمني السابقعلي عبدالله صالح، تعرض لمحاولة اغتيال بتدبير من الحوثيين خلال وجوده في منزل شيخ قبائل بكيل، الشيخ ناجي الشايف.
وأضافت أن سبب التأهب الأمني الذي قام به علي عبد الله صالح، في صنعاء خلال الفترة الماضية، ومطالبته قواته في صعدة بالعودة إلى العاصمة، تعود إلى محاولة الاغتيال تلك التي جرت في الفترة الماضية من دون تحديد تاريخ محدد.
ياتي ذلك مع انباء عن تراجع  علي عبدالله صالح، عن خطوة تشكيل “حكومة الإنقاذ”، التي اتفق عليها مع جماعة الحوثيين، خلال الأشهر الماضية، ليُحدث هذا الخلاف وعدد من الخلافات الأخرى، حالة من الصدع وسط تحالف الانقلابيين في اليمن.
وقالت مصادر مقربة من صالح في تصريحات لـ”إرم نيوز”، إن صالح اشترط على حلفائه الحوثيين تسليم مؤسسات الدولة وسحب مشرفيهم من مرافقها، حتى تتمكن الحكومة الجديدة من إدارة مؤسساتها دون تدخلات “اللجنة الثورية العليا”، وهي لجنة تابعة للحوثيين.
ومن بين الاشتراطات التي وضعها صالح مقابل تشكيل حكومة الانقلابيين في صنعاء، وفق المصادر، أن تُحلّ “اللجنة الثورية العليا”، وأن يقدّم الحوثيون إيضاحات نحو 2 مليار دولار، تمّ سحبها من البنك المركزي اليمني في صنعاء قبل أشهر من قبل اللجنة الثورية، وضرورة إعادتها إلى حساب الحكومة الجديدة.
وأشارت المصادر، إلى أن اشتراطات صالح يقابلها تزمّت من الحوثيين، وهو ما عرقل خطوة الانقلابيين المقبلة في تشكيل “حكومة الانقاذ” في مناطق سيطرتهم في الجزء الشمالي من اليمن.
وسبق أن هددت ””الجنة الثورية العليا” التابعة للحوثيين، باتخاذ قرار تشكيل الحكومة بشكل انفرادي، نتيجة وجود عقبات قالت إنها تسببت في تأخير إعلان تشكيلها.
وقال البيان، الذي نشرته وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن اللجنة الثورية تتابع بقلق بالغ تداعيات سياسية وإعلامية نتيجة تأخير إعلان قرار تشكيل الحكومة المنتظرة، ولربما تنعكس هذه التداعيات على مستوى صمود الشعب اليمني وأزماته المتتابعة التي يختلقها العدوان لمحاولة خنق الشعب اقتصاديًّا وسياسيًّا وأمنيًّا”، في إشارة منها إلى الخلافات المتصاعدة بين صالح والحوثيين، وعدم وصول الفريقين إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة الإنقاذ.
وتفاقمت الخلافات بين تحالف الانقلابيين في الآونة الأخيرة، تزامنًا مع تقديم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، لخريطة سلام تقترح تسليم الرئيس عبدربه منصور هادي صلاحياته إلى نائب توافقي، مقابل انسحاب الانقلابيين من عدد من المدن اليمنية الرئيسة.
وأشعلت محاولة الحوثيين السيطرة على قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقًا)، الموالية لصالح، فتيل الأزمة الأخيرة بين الطرفين، بعد أن نُشرت وثائق تؤكّد محاولة سيطرة الحوثيين على عدد من ألوية الحرس الجمهوري، وتعيين شقيق زعيم الجماعة، عبدالخالق الحوثي، كقائد لقوات الحرس، إضافة إلى جملة من التجاوزات التي تقول المصادر إن اللجنة الثورية تفرضها على المجلس السياسي الأعلى، المُشكّل مناصفة بين فريقي الانقلاب.
كما ذكرت مصادر في صنعاء أن ميليشيات الحوثي قمعت مظاهرة احتجاج لعسكريين موالين للمخلوع صالح تجمعوا للمطالبة بمرتباتهم واعتقلت العشرات من أعضاء القضاء العسكري كانوا يطالبون برواتبهم أيضاً.
احتجاجات العسكريين في صنعاء تزامنت مع إعلان مجلس تنسيق نقابات التدريس في الجامعات الحكومية اليمنية عن تصعيد احتجاجاته ضد ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع صالح لمطالبتها بدفع رواتب الموظفين والأكاديميين بدءاً من اليوم، حيث ستبدأ الاحتجاجات برفع الشارات الحمراء تعقبها خطوات احتجاجية لاحقة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر إعلامية أن المخلوع صالح تراجع عن خطوة تشكيل حكومة الإنقاذ التي اتفق عليها مع ميليشيات الحوثي.
وذكرت المصادر أن صالح اشترط تسليم مؤسسات الدولة، حتى تتمكن الحكومة من إدارة مؤسساتها دون تدخلات "اللجنة الثورية العليا" التي طالب بحلها، كما اشترط الرئيس المخلوع إيقاف جميع العمليات العسكرية من قبل التحالف ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية من اليمن، وإلغاء قرارات العقوبات.

المسار التفاوضي:

وعلي صعيد المسار المسار التفاوضي، دعا رئيس الحكومة ونائب الرئيس اليمني الأسبق خالد بحاح إلى استغلال المبادرة الأممية، لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية.
وقال بحاح إن “الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيكون خلال الأسابيع والأشهر المقبلة رئيسا سابقا” مؤكد “ثقته بأن هادي سيضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار”.
وتابع بحاح في مقابلة مع “بي بي سي”: “إذا كانت هناك مصلحة وطنية تستدعي التخلي عن منصب الرئاسة مقابل السلام فإن هادي لن يتردد في ذلك”.
ولم يتمكن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، من “إقناع الحكومة اليمنية الشرعية بقبول رؤيته لحل الأزمة اليمنية لحد الآن”.
فيما ال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم السبت، إن اليمن بحاجة إلى سلام دائم لوقف الحرب، "لا نريد سلاماً مشوهاً ولا سلاماً كاذباً"، في إشارة إلى مضمون خارطة ولد الشيخ.
وكان المبعوث الأممي لدى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، قد قد خارطة طريق لحل الأزمة اليمنية، لكن الحكومة اليمنية رفضتها، وقالت إنها مفخخة، وتؤجل الحرب الأهلية.
وجاء حديث هادي خلال زيارته للبرلمان الجيبوتي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وقال هادي "مسار السلام في اليمن يجب أن يستند إلى المرجعيات الثلاث، وأن أي أفكار تتجاوز تلك المرجعيات فهي مضيعة للوقت لا غير، وذلك لأيماننا المطلق أن تلك المرجعيات ستؤسس لسلام دائم وعادل وشامل".
وأضاف إن الحكومة صادقة للسلام وإيقاف الحرب والمعاناة التي سببها الحوثيون وقوات صالح، غير إنه من الصعب التفريط في تضحيات الشعب اليمني وخيانة دمائه.

الوضع الاقتصادي:

الوضع الاقتصادي:
وعلي صعيد الوضع الاقتصادي، قال البنك الأهلي اليمني - البنك التجاري الوحيد المملوك بالكامل للدولة في اليمن - إنه سيطرح الأحد مبالغ بالدولار للبيع في السوق المحلية عبر مزايدة عامة في خطوة تهدف إلى توفير سيولة نقدية من العملة المحلية التي تعاني من أزمة خانقة في صنعاء وعدن.
وأضاف البنك الأهلي - ومقره الرئيسي مدينة عدن في جنوب البلاد - في بيان نشره الجمعة أنه وبناء على طلب جهات حكومية مختصة يعرض مبالغ بالدولار للبيع بالمزاد العلني للراغبين من التجار وشركات ومحلات الصرافة والبنوك التجارية.
ولم يحدد البنك قدر هذه الأموال أو مصدرها إلا أن تقارير إخبارية نشرت أخيرا قالت إن أموالا وصلت إلى مطار عدن الدولي قبل أيام.
ونقل موقع عدن الغد الإخباري المقرب من السلطة المحلية بعدن عن غسان الزامكي وكيل محافظة عدن قوله إن الأموال التي وصلت قبل أيام من الخارج كانت بالعملة الصعبة وتسلمها مسؤولون حكوميون وسلموها إلى نائب وزير المالية في الحكومة اليمنية منصور البطاني.
وأوضح الزامكي أن الأموال نقلت لاحقا على متن طائرة هليكوبتر إلى قصر معاشيق الرئاسي بعدن تمهيدا لعرض المبلغ المقدر بعشرين مليون دولار للبيع بمزاد علني عبر البنك الأهلي غدا الأحد لتغطية رواتب موظفي الحكومة.
ويعاني اليمن منذ ثلاثة أشهر أزمة تأخر صرف مرتبات موظفي الدولة وعددهم مليون ومئتي ألف موظف في عموم محافظات البلاد شمالا وجنوبا ترصد لهم نحو 75 مليار ريال شهريا على خلفية قرار نقل مقر البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء إلى عدن.
ويعاني اليمن أيضا من نقص السيولة النقدية والتراجع الحاد للإيرادات العامة مما دفع الكثير من سكان مدينة عدن مقر الحكومة المعترف بها دوليا إلى قطع الشوارع الرئيسية في المدينة احتجاجا على ذلك كما تسببت في تذمر كبير في معظم الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

المشهد اليمني:

مع استمرا العمليات العسكرية ورفض هادي خطة "ولد الشيخ" للحل في اليمن، مع تصاعد الخلافات بين الحوثيين وصالح، تلوح في الافق خطة انهاء عبر "خالج بحاح" والذي رحيل عبدر ربه منصور هادي عن السلطة، والتوافق علي حل سياسي في اليمن.
ويشهد اليمن حربًا منذ حوالي عام ونصف العام بين القوات الموالية للحكومة الشرعية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية وصحية صعبة.

شارك