محاولات إدانة دمشق دوليًّا مستمرة.. وترامب يكشف عن سياساته للأزمة السورية
السبت 12/نوفمبر/2016 - 06:51 م
طباعة

يستمر تصعيد المنظمات الأممية بدعم من الدول الغربية ملاحقة الحكومة السورية واتهامها بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، بالرغم من المحاولات الروسية لادانة فصائل المعراضة المسلحة نتيجة استخدامها أسلحة كيماوية ومجرمة دوليا إلا أن المجتمع الدولى يصرف النظر عن هذه الجرائم والتركيز على ما ترتكبه دمشق، فى الوقت الذى كشف فيه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن ملاح سياساته القادمة فى سوريا وضرورة محاربة تنظيم داعش أكثر من وقف الضربات الروسية أو السورية ضد المعارضة السورية المسلحة.
من جانبها أعربت الخارجية الروسية عن خيبة أملها من قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يتهم دمشق باستخدام أسلحة كيميائية، وحذرت من مغبة أن يتسبب هذا القرار في تعقيد الوضع، وهو ما برز من تصريحات ميخائيل أوليانوف رئيس دائرة وزارة الخارجية الروسية لحظر انتشار الأسلحة والرقابة عليها، والذى أكد على أن أداء المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية التي تضطلع بدور تقني لا أكثر، صار أداء مسيّسا.
أضاف أن هذا القرار لن يصب في صالح تحسين عمل المنظمة، وقد تتمخض عنه جملة من التعقيدات، معتبرا أن المسؤولية عن تبعات قرار المنظمة ستقع على عاتق من حاولوا جعلها أداة تستخدم في تحقيق غايات الجيوسياسة.

يذكر أن المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية اتهم دمشق بـ"استخدام مواد سمّية محظورة" في سوريا، وصوت لصالح القرار تسعة أعضاء في المجلس المذكور في مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وامتنع تسعة آخرون عن التصويت، فيما صوتت روسيا والصين وإيران والسودان ضده.
استند "حكم" المنظمة إلى التقرير الأخير الصادر عن تحقيق أجري تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للكشف عن الجهات المتورطة في استخدام أسلحة كيميائية في بعض مناطق القتال في سوريا العام الماضي، وزعمت المنظمة استنادا إلى قرار اللجنة المشتركة التي انبثقت عنها والأمم المتحدة للتحقيق في الحادث المذكور، أن "الحكومة السورية مسؤولة على ثلاث هجمات كيميائية سجلت في سوريا في الفترة بين مارس وأبريل 2015".
من جانبه أوضح اللواء إيجور كوناشينكوف الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية أن نتائج تحليل التربة وشظايا القذائف المدفعية التي استخدمت في حلب، أظهرت استخدام المسلحين مواد كيميائية، مشيرا إلى أنه سيتم تسليم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية العينات المأخوذة لتحللها بنفسها عملا بالمعايير المرعية في مثل هذه الحالات، مشيرا إلى أن المركز الروسي للمصالحة في سوريا، سوف يكفل العمل المشترك بين خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وآخرين روس لمعاينة مكان استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك.
أشار إلى أن التحليل الأولي للقذائف المذكورة وعينات التربة، رجح احتواءها على الكلور والفوسفور الأبيض، لافتا النظر إلى أنه تقرر إرسال العينات إلى مختبر كيميائي روسي معتمد لدى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية للكشف الدقيق عن محتويات القذائف وأصحابها.

على صعيد آخر وبعد نجحاه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية مؤخرا، اعتبر دونالد ترامب أن المشكلة الرئيسية في سوريا لا تكمن في الرئيس بشار الأسد وإنما في تنظيم "داعش"، وأعرب عن استعداده لوقف دعم المعارضة معتبرا أن قتال الأسد يعني قتال روسيا.
وفي حواره مع The Wall Street Journal قال "تصوّري للوضع في سوريا كان منذ البداية مختلفا بشكل كبير عن مواقف الآخرين. أرى أنه إذا ما كنتم تقاتلون سوريا فيما هي تقاتل "داعش"، فهذا يعني أنكم تدعمون "داعش".، روسيا حليف لسوريا في الوقت الراهن، فضلا عن أنها حليفة لإيران التي هي حليفة ثانية لسوريا وصارت أقوى من ذي قبل بفضلنا، كفاكم قتالا ضد روسيا وسوريا، قتال الأسد يعني قتال روسيا.
أكد ترامب أنه يفضل وقف دعم ما يسمى بـ"المعارضة السورية المعتدلة"، وأشار إلى أنه لا يعرف هوية هذه المعارضة، ومن هم المنضوون تحت رايتها، مضيفا بقوله " لا أعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد شخص جيد، لأن ذلك لن يكون صحيحا، لكنني أرى أن المشكلة الرئيسية لا تكمن في الأسد، وإنما في "داعش".
وأعلن ترامب عن نيته الاتصال عمّا قريب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا سيما في ضوء الرسالة التي وصفها بـ"الرائعة" وتلقاها منه مؤخرا، مشيرا كذلك إلى أنه أجرى مكالمات هاتفية مع معظم رؤساء وزعماء العالم، فيما لم يتصل حتى الآن بالرئيس الصيني شي جين بينغ.
يشار إلى أن روسيا الاتحادية طالما طالبت الولايات المتحدة بالكف عن تقديم المال والسلاح للقوى المناهضة للرئيس السوري، مؤكدة أن المستفيد الأول من هذا الدعم تنظيم "داعش" الإرهابي.

وعلى صعيد المعارك السورية ، أكد مراقبون أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تمكنت السبت من استعادة السيطرة على ضاحية الأسد بشكل كامل ومعمل الكرتون ومنطقة الكتائب في ريف حلب الغربي، ووصف عملية استعادة هذه المناطق بـ"النوعية"، مشيرا إلى أنها أسفرت عن إيقاع العديد من المسلحين قتلى ومصابين وتدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي، إلا أن مصادر في المعارضة السورية تنفي سيطرة الجيش السوري على ضاحية الأسد بشكل كامل.
وفى هذا السياق قال زكريا ملاحفجي المسؤول في حركة "فاستقم"إن الجيش السوري سيطر على ثلاثة مواقع فقط في ضاحية الأسد وأضاف بأن المعارك مستمرة هناك مشيرا الى سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الطرفين .
يأتي الإعلان عن السيطرة على ضاحية الأسد بعد ساعات من إعلان الجيش السوري استعادة السيطرة على بلدة منيان الاستراتيجية ، ويرى المراقبون أن السيطرة على هذه المواقع تعني توسيع دائرة الأمان لأحياء حلب الغربية ولا سيما مشروع 3000 شقة الأمر الذي سيحمي تلك المنطقة من القذائف التي يطلقها المسلحون والتي راح ضحيتها العشرات أغلبهم من النساء والأطفال.
كانت وحدات من الجيش السوري قد أحكمت خلال الأيام القليلة الماضية السيطرة على مدرسة الحكمة ومشروع 1070 شقة والمزارع والتلال المحيطة به وتلة الرخم بريف حلب الغربي. وقد نفذ سلاح الجو السوري ضربات جوية مركزة على مقار وتحركات المجموعات المسلحة في الراشدين 4 وخان العسل وغابة الباسل والمنصورة ومسكنة ومطار كشيش بريف حلب.
وقالت مصادر عسكرية أن القوات الحكومية استعادت بالكامل حي المنيان وتقدمت في حي ضاحية الأسد، وكلاهما على الأطراف الغربية لحلب، فى الوقت الذى تشير فيه تقارير اخري إلى انه بالرغم من تقدم الجيش السوري في المنيان فإنه لم يسيطر على المنطقة بالكامل، مضيفا أن الجيش استعاد ثلاثة مواقع في ضاحية الأسد، لكن المعارك لا تزال جارية لاستعادتها، حسب ادعائه.
يذكر أن الجيش السوري استعاد هذا الأسبوع حي 1070 شقة في جنوب غرب حلب، وهو نقطة ساخنة للقتال منذ أشهر ويكتسب أهمية لموقعه على امتداد طريق تستخدمه الحكومة السورية للدخول إلى غرب حلب.