تساؤلات حول موقف ترامب من الاتفاق النووي الإيراني

السبت 12/نوفمبر/2016 - 08:38 م
طباعة تساؤلات حول موقف
 
لايزال زلزال وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب إلى المنصب الاعلى في البيت الأبيض، الرئيس الأمريكي المُقرر تنصيبه يناير المقبل، فمع تلويح ترامب الذي يُدرك أنه لا يمتلك شيكاً على بياض في رسم سياسات الإدارة الامريكية الخارجية، خاصة المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني الذي هدد في أكثر من مرة بإلغاء الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأمريكي الحالي براك أوباما، بالاتفاق التاريخي.
وبدا أن الجانب الإيراني يتخوف فعلياً على الاتفاق النووي خاصة أن ما بدر من الجانب الإيراني بعد فوز ترامب دعا إلى التمسك بالاتفاق، ورأت أن أي تبديل فيه إخلال باتفاقيات جدية.
كانت وزارة الخارجية الأمريكية، أكدت في وقت سابق، أنه ليس هناك ما يمنع الولايات المتحدة من الانسحاب من الاتفاق الذي أبرم في 2015 مع إيران بشأن برنامجها النووي إذا ما أراد الرئيس المقبل دونالد ترامب ذلك، وشدد المتحدث باسم الوزارة مارك تونر في تصريحات أوردتها قناة “سكاي نيوز”، أمس الجمعة، أن أي طرف يمكنه الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته الدول العظمى وإيران العام الماضي لضمان عدم حيازة طهران السلاح الذري.

تساؤلات حول موقف
وأوضح تونر أن الاتفاق مع إيران ليس ملزما من الناحية القانونية، ولكن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى أن من مصلحة الولايات المتحدة التمسك به، محذرا في الوقت ذاته أنه في حال قرر ترامب الانسحاب من الاتفاق؛ فإن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة على سلامة الاتفاق. 
وبحسب مراقبين فإن ترامب لن يقبل على الإنسحاب من الاتفاق النووي وانه سينسحب من كثير من التصريحات الشاذة التي أطلقها خلال الفترة الاخيرة، خاصة أن الإدارة الأمريكية يتم إدارتها بطريقة مؤسسية لا تواجد فيها لما يسمى بحكم الفرد، لذلك من المؤكد أن تستمر امريكا في الاتفاق النووي.
المخافة من تصريحات ترامب لم تتوقف فقط على الجانب الإيراني بل امتدت لتصل إلى الجانب السعودي، حيث أعرب مسؤول سعودي كبير سابق عن اعتقاده بأنه لا ينبغي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن يلغي اتفاقاً نووياً بين إيران والقوى العالمية لكن يجب عليه أن يوبخ الجمهورية الإسلامية بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط.
وسجلت دول عربية وخليجية انزعاجها منذ وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على الاتفاق النووي الإيراني، حيث تعتبر تلك الدول إيران أكبر خصم لهم في المنطقة، وحذرت من أن ذلك قد يشجع طهران في مسعاها للهيمنة الإقليمية من خلال وسائل من بينها جماعات تعمل بالوكالة عنها لإذكاء صراعات إقليمية.
كان ترامب الذي فاز في الانتخابات الأمريكية هذا الأسبوع، قال إنه سيلغي الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه العام الماضي بيد أنه أدلى ببيانات أخرى متناقضة بشأن الاتفاق، فيما تنفي إيران أن تكون فكرت على الإطلاق في تطوير أسلحة ذرية.

تساؤلات حول موقف
الأمير تركي الفيصل وهو رئيس سابق للمخابرات السعودية وسفير سابق للمملكة لدى كل من واشنطن ولندن، قال "لا أعتقد أنه يجب عليه أن يلغيه، لقد جرى العمل عليه (الاتفاق النووي) لسنوات عديدة والإجماع العام في العالم وليس في الولايات المتحدة فقط هو أنه حقق هدفاً وهو فجوة لمدة 15 عاماً في البرنامج الذي شرعت فيه إيران لتطوير أسلحة نووية".
ولا يشغل الأمير تركي في الوقت الحالي أي منصب رسمي في القيادة السعودية وأكد على أنه يتحدث بصفة شخصية، ووصف مصادر مطلعة آراءه بأنها كثيراً ما تعكس آراء كبار أمراء المملكة وأنها مؤثرة في دوائر السياسية الخارجية للرياض،
وأضاف قائلاً في كلمة القاها في مركز أبحاث في واشنطن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، "إلغاء ذلك شئنا أم أبينا... سيكون له تداعيات ولا أعرف ما إذا كان من الممكن وضع شيء مكانه لضمان أن إيران لن تسير في هذا الطريق إذا ألغي الاتفاق"، وقال الأمير تركي إنه كان يود أن يصبح الاتفاق نقطة انطلاق نحو برنامج أكثر استدامة لمنع الانتشار النووي من خلال إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط".

تساؤلات حول موقف
وقال الأمير تركي أيضاً إن على ترامب أن يعاتب إيران على "أنشطتها التي تنطوي على قدر كبير من المغامرة وزعزعة الاستقرار" في الشرق الأوسط، وتدعم إيران الرئيس السوري بشار الأسد وأرسلت فرقاً إلى سورية لجمع المعلومات وتدريب القوات السورية، وتخوض إيران شأنها شأن منافستها السنية السعودية حروباً بالوكالة في سورية ولبنان والعراق واليمن، وقال الفيصل "أود أن أرى الرئيس ترامب يوجه الرأي العام الأمريكي ونشاط الحكومة الأمريكية لتحدي رأي إيران أنها يمكنها أن تعطي نفسها رخصة للتدخل".

شارك