مع فشل الحل السياسي.. هل تنجح "واشنطن" في دحر "داعش" سرت؟

الأحد 13/نوفمبر/2016 - 05:37 م
طباعة مع فشل الحل السياسي..
 
يبدو أن الحرب التي تشهدها ليبيا الآن، دخلت في مرحلة حرجة ستدوم طويلًا، وبالأخص في ظل المماطلة في نجاح الحوار الليبي، حيث تحولت جولات الأخير ما بعد توقيع اتفاق الصخيرات إلى ما يشبه جلسات الاستماع للمجلس الرئاسي.
مع فشل الحل السياسي..
وتبدأ الجولة وتنتهي دون التطرق إلى النقاط الخلافية الرئيسية التي تحول دون تطبيق ما جاء في الاتفاق السياسي، وكانت انطلقت جولة جديدة من المفاوضات في العاصمة المالطية فاليتا الخميس الماضي، وهي جلسة من ضمن الجلسات الفاشلة التي لا تؤتي بأى جديد في الحوار.
ويتمسك كل طرف من أطراف النزاع الليبي بمواقفه المعادية للأخر، فمن جانب الحكومة المقيمة في طبرق ترفض الاعتراف بحكومة الوفاق الليبية المقيمة في مدينة طرابلس، ما أدي إلي فقد الأخيرة الشرعية وعدم الاعتراف بأى قرارت تتخذها.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إن لجنة الحوار ستجتمع لمدة يومين، موضحة أن الاجتماع يهدف إلى إنهاء حالة الجمود والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات اللازمة للمضي قدما في تنفيذ بنود الاتفاق السياسي الليبي.
ويري مراقبون أن المؤشرات الأولية تقول إن هذه الجولة لن تحمل في طياتها أي جديد ولن تفعل ما عجزت عنه الجولات السابقة، ففريق الحوار الممثل للسلطات الرافضة للاتفاق السياسي مازال على حاله بعد أن تحول هذا الفريق إلى طرف مؤيد للاتفاق في حين يرفضه عدد كبير من النواب ويطالبون بضرورة تعديله حتى تنال حكومة الوفاق ثقتهم.
وفي 17 ديسمبر 2015، وقع سياسيون ليبيون الاتفاق برعاية من الأمم المتحدة في مدينة الصخيرات في المغرب آملين في إنهاء النزاع العسكري والسياسي في البلاد الغنية بالنفط عبر تشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية لعامين تنتهي بانتخابات.
وعلي الرغم من أن هذه الحكومة حظت بدعم دولي كبير وانتقالها إلى طرابلس في نهاية مارس، إلا أنها فشلت في ترسيخ سلطتها على كامل ليبيا بعدما عجزت عن الحصول على ثقة البرلمان المنتخب الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له ويدعم حكومة منافسة لحكومة الوفاق.
ويطالب رافضو الاتفاق بتعديل المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات التي تعتبر حجر عثرة أمام تطبيق الاتفاق، والتي تنص على انتقال المناصب السيادية والعسكرية لسلطة المجلس الرئاسي بمجرد توقيع الاتفاق السياسي بما في ذلك منصب القائد العام للجيش الليبي الذي يتولاه حاليا المشير خليفة حفتر، الأمر الذي يعتبره مؤيدوه سعيا واضحا إلى استبعاده.
وفي المقابل تتمسك لجنة الحوار بعدم فتح الاتفاق من جديد وترفض إجراء أي تعديل عليه، وهو الأمر الذي عكسته تصريحات عضو لجنة الحوار عن المستقلين فضيل الأمين.
مع فشل الحل السياسي..
وعلي الجانب الأخر، لازالت قوات الوفاق تبذل مساعيها، لاستعادة مدينة "سرت" من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث كشفت مصادر مقربة من "المجلس الرئاسي" في ليبيا، أن المجلس تقدّم بطلب إلى الجانب الأمريكي، بغية تمديد ضرباته الجوية على تنظيم "داعش" ، في سرت شرقي البلاد، وتوسيعها إلى مناطق خارج المدينة.
 وقالت المصادر، اليوم الأحد، إن "أفريكوم "القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا"، أوقفت بالفعل ضرباتها لمدة أربعة أيام، الأسبوع الماضي، قبل أن تستأنفها الخميس الماضي، بعد اجتماع موسع استضافته فاليتا عاصمة مالطا، بين مندوبين عسكريين من عملية "البنيان المرصوص" التابعة للمجلس الرئاسي وقادة من أفريكوم". وأوضحت المصادر أنّ "أفريكوم طلبت ألا يُحصر نشاطها الجوي في سرت، بعد أن عبّر عسكريو البنيان المرصوص عن امتعاضهم من عدم فاعلية ضرباتها الجوية في الجزء الأخير من مدينة سرت، والذي لا يزال يسيطر عليه داعش".
كانت صحيفة "واشطن بوست" الأمريكية، كشفت في عددها الصادر أمس السبت، عن شروع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في جمع معلومات لرسم خطط لتوسيع ضرباتها الجوية في ليبيا، مبررة ذلك بتعقب مقاتلي "داعش" الفارين من سرت إلى مناطق أخرى.
 ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أنّ البنتاغون توفّرت لها معلومات استخباراتية عبر طائرات مراقبة فوق سرت ومناطق أخرى جنوبي ليبيا، تفيد بتحرّك مئات من مقاتلي التنظيم خارج سرت.
 وقالت الصحيفة إن قيادة أفريكوم تعمل، في الوقت الحالي، على تحليل مئات الصور والمعلومات الاستخباراتية، للتأكد من أن توسيع نطاق العمليات العسكرية لن يصيب المدنيين.
وكانت السلطات التونسية قد أعلنت، أمس السبت، عن عثورها على مخزن للسلاح يحتوي على مواد حربية، في منطقة بن قردان، المتاخمة للحدود الليبية.
 وعثرت وزارة الداخلية التونسية على مخزن آخر قبلها في ذات المنطقة، يحتوي على أسلحة وذخيرة، بحسب وكالة الأنباء التونسية.
مع فشل الحل السياسي..
وعبرت السلطات التونسية عن مخاوفها، في أكثر من مناسبة، من تسرّب عناصر "داعش" الفارين من سرت الليبية إلى أراضيها.
 وأشار مسؤول مكتب الإعلام بالقوات الخاصة رياض الشهيبي، في تصريحات صحافية، إلى أن القوات تمكنت من بسط سيطرتها على الموقع بعدما قامت بتمشيطه، وكان جنديان من القوات الخاصة قد أصيبا الجمعة جراء انفجار لغم أرضي بالمنطقة، وفيما قال آمر تحريات القوات الخاصة رئيس عرفاء فضل الحاسي، إن قوات الجيش الليبي تتقدم بمحور القوارشة بشكل نسبي وبحذر بسبب الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي زرعتها "التنظيمات الإرهابية" لعرقلة الجيش .
وأشار إلى أن المحور يشهد اشتباكات مباشرة نهارًا واشتباكات متقطعة ليلًا، وقصفاً مدفعياً متبادلاً، كما نفذ سلاح الجو غارات قتالية استهدفت مواقع وتجمعات داعش والتشكيلات المسلحة المتحالفة معه بمحاور القتال بالمدينة.
من جهته، أعلن عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي إيغور موروزوف، عن اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يمتلك فرصاً جيدة لتصحيح العلاقات الليبية - الأمريكية، مشيراً إلى أن لدى واشنطن الإمكانيات لإزالة معاقل الإرهاب في ليبيا، وذلك بجهود مشتركة مع روسيا والشركاء الأوروبيين.
يذكر أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب كان قد خص الوضع في ليبيا بعدد من التصريحات المثيرة.
و ناقش وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي مع المبعوث الخاص للأمين العام للجامعة العربية في ليبيا صلاح الجمالي أهمية دور الجامعة في دفع الأطراف الليبية للحل السياسي.
وقال الجمالي إن المهمة الأساسية له ستكون المساعدة في إعادة الأمن والاستقرار للشعب الليبي، مشيراً إلى أن الملف الليبي يكاد يكون بأكمله في أيادي الدول الغربية، مؤكداً على أهمية الدور العربي في هذا الملف نظراً إلى أن دول جوار ليبيا كلها عربية وتتأثر مباشرة بالأوضاع فيها.
ويترقب سياسيون للأوضاع الحالية، وما قد تفعله واشنطن في المرحلة القادمة، وهل ستتمكن من دحر داعش نهائيًا، أم سيظل التنظيم يتمدد وينتشر في البلاد دون التمكن من القضاء عليه.

شارك