هل تنجح مبادرات الخليج في رأب الصدع بين القاهرة والرياض؟
الأحد 13/نوفمبر/2016 - 05:41 م
طباعة

بدا أن الأزمة المكتومة بين القاهرة والرياض وصلت أصداءها إلى عدد من الدول الخليجية التي دخلت على خط الأزمة في محاولة لتقريب وجهات النظر، بين قطبا الوطن العربي، حيث قالت مصادر مصرية، إن دولا خليجية تحاول رأب الصدع في العلاقات بين القاهرة والرياض.
وسادت حالة من التوتر بين القاهرة والرياض منذ صوتت مصر على مشروع القرار الروسي بشأن الأوضاع في حلب داخل مجلس الامن، الذي أعقبه رفض سعودي على الخطوة المصرية، ووقع تلاسن بين الطرفين، وصل إلى وقف شركة أرامكو التي يرأس مجلس إدارتها ولي ولي العهد محمد بن سلمان، إمداد مصر بالمواد البترولية، حيث تعاقدت مصر مع الشركة لتزويدها شهرياً بنحو 70 ألف طن من المواد البترولية لمدة 5 سنوات بفترات سداد ميسرة.

كما ربط آخرون بين تأخر مصر في تمرير اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التي كان من المُقرر أن يتم نقل فيها تبعية جزيرتا تيران وصنافير الاستراتيجيتين على خليج العقبة، من مصر إلى السعودية، وبين التوتر السائد في العلاقة بين مصر والمملكة، وبحسب مصادر مصرية رفيعة المستوى تحدثت لوكالات الأنباء، أكدت لها أن محاولات حثيثة تقوم بها الكويت والإمارات والبحرين لوضع حد للخلافات بين الدولتين.
وكشفت المصادر أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأمير الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، يأتي في إطار هذه المحاولات واستكمالا لجهودا خليجية سابقة، كما أوضحت المصادر: "على الرغم من التزام الصوت الرسمي في البلدين لغة التهدئة، بل والتعليق أحيانا بأن لا خلافات، ورغم الخطوة الإيجابية التي أقدمت عليها المملكة بالتضحية بأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، إياد مدني عقب تعليقاته على القيادة المصرية، إلا أن هذا كله لا يعني أن العلاقات بين أكبر دولتين عربيتين، كما كانت على حالها قبل أشهر قليلة".
وأشارت المصادر إلى أن محاولات التوسط لرأب الصدع، بدأت باتصالات أجراها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، قبل أسابيع، أعقبتها زيارة قام بها إلى المملكة العربية السعودية، حيث استقبله الملك سلمان بن عبد العزيز، ليزور بعدها محمد بن زايد مصر، ويلتقي الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في مطار القاهرة قبل أن يعقدا جلسة محادثات ثنائية.

وألمح بيان رسمي مصري، صدر عن الرئاسة المصرية إلى وجود وساطة إماراتية، حيث أشار إلى أن ولي عهد أبو ظبي أكد للرئيس السيسي "أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه والتيقظ من محاولات شق الصف بين الدول العربية الشقيقة سعيا لزعزعة الاستقرار في المنطقة"، وتضيف الصحيفة، أن وزير الخارجية المصري، سامح شكري تلقى خلال الأيام الماضية اتصالات من نظرائه في الكويت والإمارات والبحرين من أجل العمل على تهيئة المناخ لإزالة أي رواسب تشوب العلاقات المصرية - السعودية.
وأوضحت المصادر أن مصر "ثمنت الجهود التي تبذلها الدول الثلاث من أجل رأب الصدع العربي وحرصها على العلاقات مع القاهرة وهو ما تبادله مصر بالحرص نفسه".
ويرى مراقبون أن خطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال الندوة التثقيفية التي عقدتها القوات المسلحية أكتوبر الماضي، رسمت إلى حد كبير رغبة ما تريده مصر من بقية الدول العربية، وهي ان مصر لن تقبل بتدخل احد في سياساتها سواء الداخلي أو الخارجية، وأن القاهرة تتمسك بحل قضايا الشرق الأوسط وفق رؤية مصرية بحته وليست أي رؤية آخرى خارجية حتى ولو كانت من دول خليجية.

وتحرص مصر على التأكيد على عمق العلاقات مع دول الخليج وتؤكد أنه لاخلاف مع أي منهم، وقد أكد الرئيس السيسي أنه لا خلاف مع المملكة في محاولة منهم رأب الصدع وعدم تفاقم الاوضاع بين أكثر من ذلك.
وقد تناغمت العلاقت بين مصر والسعودية منذ يونيو إلا ان موت الملك عبدالله بن عبدالعزيز جعل هناك تحول في علاقات البلدين، خاصة ان القيادة في المملكة التي خلفت الملك عبدالله لها خطتها السياسية التي تسعى لتحقيقها لخدمة المصالح العليا للملكة، وقد لفت البعض إلى أن هناك تنسيق كبير بين مصر واللمكلة إزاء قضايا المنطقة خلال حكم الملك عبدالله إلا أن الاوضاع تبدلت تماماً منذ وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وأشارت تقارير إلى أن مصر كانت تعارض ما تسمى عملية "عاصفة الحزم" في اليمن، كما رفضت القاهرة الحل السياسي للأزمة في سورية وقالت إنها تتمسك بالحل السياسي لها، وأنها لا ترى مشكلة في استمرار الأسد في منصبه حتى الاتفاق على عملية سياسية ين الأطراف المتنازعة في سورية.