طالبان وعملياتها الإرهابية في 2016
الأحد 13/نوفمبر/2016 - 05:45 م
طباعة


اغتيال وزير الاقلية الدينية الافغاني
من المعروف أن حركة طالبان الأفغانية حركة إسلامية سنية سياسية مسلحة تطبق الشريعة الاسلامية وقد نشأت عام 1994م وحكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان وسيطرت على العاصمة الأفغانية كابل في 27 سبتمبر 1996م. وقد أعلنت قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان. وهي حركة تلتزم بتحريم مذهب أهل السنة للهجمات على المدنيين الأبرياء الذين لا يعينون العمليات القتالية ضدها بشكل مقصود وهي تختلف عن حركة طالبان باكستان.
نشأت الحركة الإسلامية الدينية المعروفة باسم طالبان في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، على يد الملا محمد عمر، وهو أبو طالبان حيث رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.
وينتمي معظم أفراد حركة طالبان إلى القومية البشتونية التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد ويمثلون حوالي 48% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة.
وتعتنق طالبان العقيدة الإسلامية السنية المبنية على الدليل الشرعي من القرآن والسنة الصحيحة ويميلون إلى المذهب الحنفي وربما يتشددون في ذلك شأنهم شأن الشعب الأفغاني ويتسامحون مع مخالفيهم من غير بني جنسهم من المذاهب السنية حسب توصيف الحركة لنفسها، أما التوصيف المشتهر لها فهي حركة عقائدية تقوم على الأخذ بمبادئ متشددة في تفسير الدين الإسلامي.
وقد تعلم أفراد الحركة في المدارس الدينية الديوبندية (نسبة إلى قرية ديوبند في الهند) وتأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم. حيث ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.
يتدرج الطالب في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان" وهو كل من يدخل المدرسة ويبدأ في التحصيل العلمي، ثم "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس.
الهجوم الاخير

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري
أعلن وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر ان 4 امريكيين بينهم جنديان ومتعاقدان مع الجيش الامريكي قتلوا فجر امس السبت في الانفجار الذي تبنت مسؤوليته حركة طالبان واستهدف قاعدة باغرام قرب كابول التي تعتبر اكبر قاعدة امريكية في افغانستان.
وقال الوزير في بيان ان «انتحاريا قتل جنديين امريكيين ومتعاقدين امريكيين في قاعدة باغرام» مضيفا ان «الانفجار اصاب 16 جنديا امريكيا آخرين بجروح، كما جرح ايضا جندي بولندي من عناصر قوة الحلف الاطلسي».
وكان الحلف الاطلسي ذكر في بيان ان اربعة اشخاص قتلوا في الهجوم وان 14 آخرين اصيبوا، لكنه لم يحدد جنسيات القتلى.
وذكر وزير الدفاع بأن «حماية جنودنا ما زالت اولوية في افغانستان»، وبأن تحقيقا سيجرى حول هذا الهجوم من اجل «تحسين» هذه الحماية.
كما أدان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، اليوم الأحد، الهجوم الذي شنته حركة طالبان ضد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان، مؤكدًا أن ذلك لن يجعل واشنطن تحيد عن سياستها.
ووصف كيري - في تصريح نقلته قناة (الحرة) الأمريكية - الهجوم بأنه "مقيت وجبان"، وقال إن "هذه الأفعال الفردية لن تثنينا عن تنفيذ مهمتنا في أفغانستان"، وأضاف أن "هذا الهجوم يسلط الضوء على السبب الذي يجعلنا نقاتل جميعًا من أجل تحقيق الاستقرار والسلام".
وكانت طالبان نشطة خلال هذا العام فقد نفذت اكثر من هجوم في اماكن متفرقة من أفغانستان وتركزت هجماتها على الاماكن الحدودية مع جارتها باكستان فقد نفذت:
• في 22 ابريل 2016، اغتيال وزير الاقلية الدينية الافغاني حيث تبنت حركة طالبان باكستان، فجر يوم 23 ابريل 2016، قتل وزير الأقليات الدينية في منطقة متاخمة لأفغانستان.

تفجير مستشفى ولاية بلوشستان
وقتل سردار سوران سينج، أحد النواب النادرين من طائفة السيخ في باكستان، الجمعة في منطقة بونر برصاص مسلحين على دراجة نارية اطلقوا وابلا من الرصاص على سيارته قبل فرارهم، حسب ما أعلن رئيس الشرطة المحلية خالد حمداني لوكالة "فرانس برس".
وأصيب السياسي، بعدة طلقات في الرأس في الهجوم الواقع، على بعد 160 كيلومترا تقريبا إلى شمال شرق بيشاور، كبرى مدن منطقة خيبر بختونخوا حيث لطالبان وجود كثيف.
وحذر المتحدث باسم طالبان باكستان محمد خرساني، في بيان بالبريد الإلكتروني أن "هذه الأعمال ستتواصل طالما لم ينشأ نظام إسلامي في باكستان".
وأثار قتل سوران سينج إدانات حادة في الأوساط السياسية وبين المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد
وطالب نجم الكريكت السابق الذي دخل معترك السياسة عمران خان بتشكيل لجنة تحقيق حول عملية القتل، ويدير حزب خان، حزب العدالة، منطقة خيبر بختونخوا
قال خان على حسابه في تويتر "أنا مصدوم جراء اغتيال النائب في حزب العدالة ووزير الأقليات سوران سينج أنها خسارة كبرى لنا جميعا".
• في 30 مايو 2016، هجوم على مركز للشرطة في هلمند أفادت تقارير إعلامية أن ثلاثة اشخاص قتلوا و أصيب 50 اخرون بجروح فى هجوم انتحاري استهدف مركزا للشرطة بإقليم "هلمند" جنوبي أفغانستان. ونقلت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية عن المتحدث باسم حاكم إقليم "هلمند" عمر زواق قوله إن معظم المصابين في هذا الهجوم من النساء والأطفال. من جانبه قال المتحدث باسم الشرطة, فريد حماد عبيد إن سيارة محملة بالمتفجرات اصطدمت بالجدار الخلفي لمقر الشرطة في محاولة منها لاختراق البوابة. يشار إلى أن الهجمات التي تشنها حركة "طالبان" على قوات الأمن قد شهدت زيادة في الفترة الأخيرة, وذلك منذ إعلان الحركة بدء هجوم الربيع في أواخر أبريل الماضي.
• في 8 يونيو 2016، هجوم على مركز للشرطة في غزنة شرق افغانستان حيث قتل خمسة عناصر من الشرطة الافغانية واصيب اثنان في هجوم شنه مسلحون على مركز للشرطة في مدينة غزنة جنوب شرق البلاد. وهاجم المسلحون مركز الشرطة ليلا وتمكنوا من الفرار. واعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم في تصريح لوكالة فرانس برس. يشار الى ان وولاية غزنة الواقعة على الطريق الذي يربط كابول بقندهار تشهد اعمال عنف بانتظام. وتسيطر القوات الافغانية على بعض مدنها لكن غالبية القرى فيها لا تزال خاضعة لسيطرة طالبان.
• في 8 اغسطس 2016، تفجير مستشفى ولاية بلوشستان أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم على المستشفى العام في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى. وقالت وكالة أعماق إن أحد عناصر تنظيم الدولة فجر حزامه الناسف على تجمع لموظفين من وزارة العدل والشرطة الباكستانية في مدينة كويتا.

تفجيران انتحاريان بالقرب من وزارة الدفاع الافغانية
وجاء إعلان تنظيم الدولة بعد ساعات من إعلان تنظيم آخر يسمى "جماعة الأحرار" المنشق عن حركة طالبان باكستان مسؤوليته عن التفجير، واغتيال نقيب المحامين في المدينة.
وقال متحدث باسم الجماعة في رسالة إلكترونية موجهة إلى الصحفيين، إنها تتحمل مسؤولية الهجوم في كويتا، متوعدا بهجمات أخرى "إلى أن يقوم نظام إسلامي في باكستان".
وخلف الهجوم سبعين قتيلا معظمهم محامون وبينهم ثلاثة صحفيين و112 جريحا، بحسب رئيس أجهزة الصحة في ولاية بلوشستان مسعود نوشرواني، ليصبح الهجوم الأكثر دموية هذا العام في باكستان، بعد التفجير الذي استهدف حديقة للأطفال خلال عطلة الربيع الماضي في لاهور وخلف 75 قتيلا.
وذكر مصدر طبي أن الانفجار وقع أثناء حضور عشرات من المحامين لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان نقيب المحامين في كويتا بلال أنور الذي اغتيل صباح الاثنين برصاص مسلحين.
• في 5 سبتمبر 2016، تفجيران انتحاريان بالقرب من وزارة الدفاع الافغانية حيث أعلن مسؤولون أن انتحاريين من حركة طالبان نفذا هجوما قرب مقر وزارة الدفاع الأفغانية في كابول خلال ساعة الازدحام، بعد ظهر الاثنين، ما أدى إلى مقتل 234 شخصا وإصابة العشرات، ويأتي هذا الهجوم في العاصمة الأفغانية فيما كثفت حركة طالبان هجومها ضد القوات الأفغانية.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية صديق صديقي لوكالة فرانس برس إن "انتحاريين جاءا راجلين فجرا نفسيهما في وسط كابول".
وأضاف أن "المهاجمين فجرا نفسيهما واحدا تلو الآخر وللأسف سقط ضحايا من الشرطة والمدنيين".
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الصحة وحيد مجروح إن 24 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات .
وأعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر أن وزارة الدفاع كانت هدف الهجوم الأول فيما استهدفت الشرطة في الهجوم الثاني.