تجدد المعارك فى حلب..ومشاورات دولية للإطاحة بالأسد
الأحد 13/نوفمبر/2016 - 09:15 م
طباعة

جددت السورية مطالبتها لمقاتلي المعارضة المسلحة بالخروج من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، يأتى ذلك فى الوقت الذى يسود فيه الهدوء الحذر معظم جبهات القتال في المنطقة المذكورة باستثناء اشتباكات متقطعة على أطراف بعض المحاورفي المنصورة وضاحية الراشدين، في وقت شهدت فيه عدة جبهات في أرياف ادلب وحماة ودرعا مواجهات وتبادل للقصف بين المسلحين والقوات الحكومية.
وكشفت تقارير اعلامية مطالبة السلطات السورية للمسلحين في حلب بالخروج جاءت على شكل رسائل نصية تنذرهم بالخروج قبل هجوم مزمع باستخدام أسلحة الدقة العالية.

ويري مراقبون أن تجديد الإنذار للمسلحين فى ضوء التقدم الذي حققه الجيش السوري في عدة محاور قتالية في غرب حلب إذ تمكن من استعادة السيطرة على ضاحية الأسد وبلدة منيان ومشروع ألف وسبعين شقة، إضافة إلى عدد من التلال الحاكمة في غرب حلب وجنوب غربها بعد سيطرة الفصائل المسلحة عليها قبل حوالي الشهر في عملية عسكرية واسعة شنتها الفصائل تحت مسمى ملحمة حلب الكبرى، أما مدينة حماة فقد تعرضت الأحياء الغربية منها إلى قصف بالقذائف الصاروخية، وقال مصدر في شرطة المدينة إن حوالي 25 قذيفة صاروخية استهدفت تلك الأحياء صباح اليوم، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في المنازل والممتلكات الخاصة والعامة، في حين أعلن مصدر عسكري سوري أن وحداته أحبطت هجوما لمجموعة مسلحة تابعة لما يعرف بـ"جيش الفتح" على إحدى النقاط العسكرية في بلدة القاهرة في الريف الشمالي الغربي بعد اشتباكات عنيفة معها، وتمكنت من قتل تسعة مسلحين من المجموعة المهاجمة.
كانت مصادر أكدت أن سلاح الجو السوري نفذ خلال الساعات القليلة الماضية ضربات جوية على مقرات وتجمعات مسلحي ما يعرف بـ"جيش الفتح" في مورك وطيبة الإمام والبويضة وشمال صوران واللطامنة وكفر زيتا بريف حماة الشمالي، أما في ريف إدلب فقد شن سلاح الجو السوري غارات جوية على تجمعات ومقرات مسلحي ما يعرف بـ"جيش الفتح" في بنش وارمناز في الريف الشمالي وخان شيخون بالريف الجنوبي المتاخم لريف حماة الشمالي، وفي منطقة درعا البلد تحديدا فقد دمرت وحدات من الجيش السوري عددا من المقرات والتحصينات التابعة لتنظيم جبهة النصرة.
وكشفت تقارير حقوقية واعلامية أن المسلحين استهدفوا مطار حلب بالأسلحة الكيميائية، حيث تشير المعلومات الأولية من المنطقة إلى أن المسلحين استهدفوا قوات الجيش السوري، قرب المطار، وتقول المصادر إن نحو ثلاثين جنديا سوريا أصيبوت جراء هذا القصف.

يذكر أن وزارة الدفاع الروسية، طالبت امنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى إرسال خبراء لتقصي وقائع استخدام أسلحة كيميائية في أحد أحياء حلب في أسرع وقت، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف: "ندعو قيادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للنظر في مسألة إرسال خبراء من بعثة تقصي وقائع استخدام المواد الكيميائية كأسلحة، إلى حي "1070" في حلب في أسرع وقت".
أكد كوناشينكوف، أن جميع نتائج تحليل عينات التربة وشظايا الذخيرة المدفعية التي أظهرت استخدام مقاتلين في حلب أسلحة كيميائية، ستسلم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفق الأصول المتبعة، مشيرا إلى أن المركز الروسي سيوفر المصالحة بين الأطراف المتصارعة في سوريا، العمل المشترك بين خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمتخصصين الروس في مجالات البحث ،حيث تم استخدام الإرهابيين أسلحة كيميائية".
كان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد في وقت سابق من الجمعة، أن ضباطا من المركز العلمي لوحدات الحماية الإشعاعية والبيولوجية التابعة للقوات الروسية وجدوا خلال استطلاع في حلب أدلة على استخدام أسلحة كيميائية، وأوضح أن خبراء وزارة الدفاع وجدوا قذائف مدفعية تعود للإرهابيين لم تنفجر تحتوي على مواد سامة، بالإضافة إلى عينات أخذت من مكان استخدام القذائف، من ضمنها شظايا القذائف المنفجرة.
أضاف كوناشينكوف أنه بعد تحليل سريع للعينات في مختبر متنقل، تم الكشف عن مواد سامة في قذائف المسلحين، قائلا إن احتمالا كبيرا أن تكون هذه المواد غاز الكلور والفوسفور الأبيض، وأكد أنه سيتم إجراء تحليل معمق على العينات التي أخذت في حلب في مختبر التحليل الكيميائي الروسي العلمي، ذاكرا أن المختبر هذا معتمد من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلن فيه مركز المصالحة الروسي في قاعدة "حميميم" الجوية السورية في ريف اللاذقية رصد 35 انتهاكا للهدنة في 4 محافظات سورية خلال الـ24 ساعة الماضية، والاشارة إلى انه "جرى تسجيل 35 حالة قصف من قبل التشكيلات المسلحة غير الشرعية خلال الـ 24 ساعة الماضية، 17 منها في محافظة حلب، و15 في محافظة دمشق، وحالتان في حماة، وحالة واحدة في اللاذقية".، وخلال الـ 24 ساعة الماضية عقد اتفاق هدنة مع ممثلي 5 بلدات، 3 منها في محافظة حماة، وبلدتين بمحافظة اللاذقية، ليرتفع بذلك عدد البلدات السورية التي انضمت إلى الهدنة إلى 929 بلدة.
كما تمت الاشارة إلى أن المفاوضات بشأن الانضمام إلى الهدنة تتواصل مع قادة ميدانيين لفصائل المعارضة المسلحة في محافظات دمشق وحمص وحلب وحماة والقنيطرة، موضحا أن عدد الجماعات التي انضمت إلى نظام وقف العمليات القتالية بقى دون تغيير.

على صعيد آخر كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية أن الدبلوماسيين البريطانيين سوف يبذلون قصارى جهدهم لإقناع ترامب وفريقه بمواصلة نهج أوباما المتمسك بإزاحة الأسد، والاشارة إلى مسألة إقناع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بضرورة استمرار سياسة إداراة باراك أوباما على الساحة السورية، سوف "تمثل الأولوية رقم واحد" بالنسبة إلى الدبلوماسيين البريطانيين في غضون الأشهر المقبلة.
واعتبرت الصحيفة أن لندن باتت على عتبة "أزمة دبلوماسية" مع واشنطن على خلفية خطط ترامب الرامية إلى التحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في دعم "النظام السوري"، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين البريطانيين سوف يطلقون "مفاوضات معقدة للغاية، وصعبة إلى حد اللامعقول" مع ترامب في الفترة المقبلة حول موقفه تجاه روسيا، وأن لندن لا تعتزم تغيير نهجها على هذا الصعيد،
سبق لدونالد ترامب أن قال في حديث خاص أدلى به لـThe Wall Street Journal "تصوّري للوضع في سوريا كان منذ البداية مختلفا بشكل كبير عن مواقف الآخرين. أرى أنه إذا ما كنتم تقاتلون سوريا فيما هي تقاتل "داعش"، فهذا يعني أنكم تدعمون "داعش".
أضاف: روسيا حليفة لسوريا في الوقت الراهن، فضلا عن أنها حليفة لإيران التي هي حليفة ثانية لسوريا وصارت أقوى من ذي قبل بفضلنا، كفاكم قتالا ضد روسيا وسوريا. قتال الأسد يعني قتال روسيا، وفضل ترامب أنه يفضل وقف دعم ما يسمى بـ"المعارضة السورية المعتدلة"، وأشار إلى أنه لا يعرف هوية هذه المعارضة، ومن هم المنضوون تحت رايتها.