مع استهداف القنصلية الألمانية.. "كابل" تعلن حرب السفارات مع اقتراب موسم الشتاء
الإثنين 14/نوفمبر/2016 - 12:52 م
طباعة

فيما يبدو أن طالبان بدأت حرب السفارات ضد السفارات وقتصليات الدولة الأجنبية بعد استهداف قنصليات عددًا من الدول الأجنبية في أفغانستان، وهو ما يضع الحكومة الأفغانية أمام عملية صعبة في تأمين الدبلوماسية الأجنبية بالبلاد، مع استمرار عمليات العنف والاستهداف من قبل حركة طالبان و"داعش" ضد الأهداف الأجنبية.
القنصلية الألمانية:

والخميس الماضي، استهدف هجوم انتحاري بواسطة سيارة مفخخة قنصلية ألمانيا في مدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان.
وقال مسئولون أفغان: إن سائقًا انتحاريًّا قاد شاحنته المفخخة نحو القنصلية الألمانية في مدينة مزار شريف، الأمر الذي أدى إلى مقتل 4 مدنيين على الأقل وجرح 120 آخرين.
وهاجم مسلح المبنى إثر التفجير الانتحاري، واشتبك مع قوات ألمانية وأفغانية. ويتوقع أطباء أن يرتفع عدد الضحايا.
وقالت حركة طالبان إنها نفذت الهجوم ردًّا على ضربات جوية في إقليم قندوز الأسبوع الماضي.
وقال ناطق باسم حلف شمال الأطلسي (الناتو): إن هناك أضرارا ضخمة تعرض لها مبنى القنصلية الألمانية.
وأضاف الناطق أن سيارة مفخخة واحدة على الأقل انفجرت عند الجدار المحيط بالقنصلية. ويحقق مسئولون أيضًا فيما إذا شاركت سيارة أخرى في الهجوم على مبنى القنصلية.
وقال الناطق باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، لوكالة رويترز: "إن المقاتلين أرسلوا إلى هناك بهدف تدمير مبنى القنصلية العامة لألمانيا وقتل أي شخص يجدونه هناك".
وقالت وزارة الخارجية الألمانية: إن جميع الموظفين في القنصلية "يوجدون في وضع آمن ولم يصابوا بجروح"، مضيفة أن الجنود يتمركزون في المكان استعدادا لإجلاء الموظفين.
وتقود ألمانيا البعثة الدبلوماسية للناتو في شمالي أفغانستان ولها نحو 1000 جندي متمركزين في البلد.
إغلاق السفارة الأمريكية:

وبعد مقتل 4 أمريكيين وإصابة 16 آخرين في تفجير استهدف قاعدة "باغرام" الجوية بالقرب من العاصمة الأفغانية كابل فجر السبت والهججوم على القنصلية الألمانية الخميس الماضي، أعلنت واشنطن إغلاق السفارة الأمريكية في أفغانستان أبوابها كإجراء وقائي مؤقت عقب الهجوم الذي وقع بقاعدة "باغرام"، وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
وأدان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الهجوم الذي شنته حركة "طالبان" ضد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان، لكنه أكد أن ذلك لن يجعل واشنطن تحيد عن سياستها، ووصف كيري الهجوم بأنه "جبان"، قائلًا: "إن هذه الأفعال الفردية لن تثنينا عن تنفيذ مهمتنا في أفغانستان".
الهجوم على قاعدة "باغرام"

وقد أعلن الحلف الأطلسي مقتل أربعة أشخاص على الأقل واصابة 14 بجروح في عملية تفجير وقعت في وقت مبكر السبت في قاعدة باغرام، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان، وتبنتها حركة طالبان.
وقال الحلف في بيان: "تم تفجير عبوة ناسفة في قاعدة باغرام الجوية وقتل أربعة أشخاص في الهجوم وأصيب 14 بجروح" بدون تحديد جنسيات الضحايا.
وتابع البيان: "إننا نعالج الجرحى وفتحنا تحقيقًا".
وتبنى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الاعتداء الذي استهدف القاعدة المحاطة بتدابير أمنية مشددة، مؤكدًا سقوط "العديد من الضحايا في صفوف المحتل الأمريكي".
وأعلنت طالبان مقتل 23 من قوات الاحتلال الأمريكية وإصابة 44 في تفجير قاعدة "بجرام"الجوية.
استهداف السفارات:

وفي يناير الماضي الماضي، استهدفف مسلحون مبنى السفارة الروسية في أفغانستان والتي أدت إلى مقتل 7 قتلى و25 جريحًا.
وفجر مجهولون سيارة مفخخة قبالة مبنى السفارة الروسية في شارع دار الأمان وسط المدينة. وبحسب وكالة فرانس برس فإن الهجوم استهدف حافلة كانت تقل عاملين في قناة "طلوع نيوز" الإخبارية الأفغانية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية: إن الهجوم لم يسفر عن إصابات بين موظفي البعثة الدبلوماسية، أما مبناها فألحق الانفجار أضرارًا طفيفة فيه.
وفي وقت سابق أكد الجنرال هومايون عيني قائد شرطة النجدة لوكالة "باجوك" للأنباء في وقت سابق أن انتحاريًّا فجر شاحنته الصغيرة المفخخة مساء الأربعاء في حديقة في حدود منطقة الشرطة الثالثة.
وقال شهود عيان لـ "طلوع نيوز" في وقت سابق: إن الانفجار كان عملًا انتحاريًّا، بينما أشار صحفي في كابل إلى أن انفجار سيارة مفخخة استهدف موكبا للسفير الروسي في أفغانستان.
وفي يناير الماضي، استهدف أيضًا مقر القنصلية العامة الهندية في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان، وجاء الهجوم الأخير بعد نحو عشرة أيام مضت على زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى أفغانستان وسط مساعي نيودلهي إلى تقديم نفسها على أنها حليفة لكابول، وذلك على حساب باكستان التي اتهمها الرئيس الأفغاني أشرف غني برعاية تمرد حركة طالبان.
وفي ديسمبر 2015، استهدفت حركة "طالبان" السفارة الإسبانية، الموجودة في العاصمة الأفغانية "كابول"؛ حيث تم سماع صوت مدوي إثر تفجير سيارة ملغمة بالقرب من مبنى السفارة.
وقالت صحيفة "اكسبرس" البريطانية: إن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل اثنين على الأقل، مشيرةً إلى اقتحام إرهابيين مبنى لضيافة الشخصيات الهامة، بسيارة محملة بالمتفجرات.
وأوضح مسئولون أمريكيون أن ثلاثة إرهابيين شاركوا في هذا الهجوم، أحدهم كان بالسيارة، والاثنين الآخريين كانا يطلقان النيران.
المشهد الأفغاني:

ويأتي الهجوم الذي نُفِّذ داخل قاعدة باغرام شمالي العاصمة كابول والسفارات والقنصليات الأجنبية في أفغانستان، مع تكثَّيف حركة طالبان قبل نهاية فصل الصيف ودخول الشتناء والذي تشهد فيه أفغانستان هدوءًا في عمليات القتال.
استهداف السفارات الأجنبية قد يكون مخططًا من حركة طالبان؛ من أجل الضغط على الحكومة الأفغانية ووضعها بموضع حرج، عبر إغلاق السفارات الأجنبية في كابل، مما يعرض حكومة الرئيس أشرف غني إلى العزل الدولي، أو تراجع الدعم الدولي له بما يحقق مصالح طالبان في البلاد.. مع اقتراب الشتاء ستشهد أفغانستان عمليات مكثفة قبل البيات الشتوي لمقاتلي حركة طالبان، مما يضع فرصة للحكومة الأفغانية لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب أوراقها لمواجهة طالبان والتنظيمات القتالية الأخرى بالبلاد.