كارثة "داعش" بالموصل.. حرق 30 ألف كتاب يعود تاريخها إلى 2000 سنة

الإثنين 14/نوفمبر/2016 - 01:55 م
طباعة كارثة داعش بالموصل..
 
حرق الكتب جريمة لاتقل في بشاعتها عن القتل والتخريب وتدمير الآثار وكلها فعلها تنظيم داعش المتوحش بلا هوادة؛ حيث كشفت وكالة سبوتنيك عن كارثة بكل المقياس أوقعها التنظيم الغاشم في دير الآباء الدومنيكان؛ حيث بقيت شجرة ورد جوري أحمر، فقط هي من بقيت شامخة قرب رماد بات عليه دير الآباء الدومنيكان ومخطوطاته وكتبه التاريخية المتنوعة، ما بين أبجدية اللغة المسيحية والعربية والكتب الطقسية المقدر عمرها بأكثر من 2000 سنة، في جنوب شرق الموصل.
وهذه صور لما تبقى من الكتب والمخطوطات المسيحية التاريخية في دير الآباء الدومنيكان، الكائن في بغديدا، البلدة السريانية الواقعة في محافظة نينوي على بعد 32 كم جنوب شرق الموصل، بعد مرور عناصر تنظيم "داعش" فيه وتعمدهم إتلاف تاريخ المكون بالكامل.
وتحدث مقاتل من وحدات سهل نينوي نقلاً عن الأب نجيب الدومنيكاني قوله: "إن تنظيم داعش" أحرق نحو 30 ألف كتاب يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 سنة، في دير الآباء الدومنيكان في سهل نينوي".
وتُظهر الصور فظاعة ما اقترفه تنظيم "داعش" بحق الكتب والمخطوطات المسيحية السريانية القديمة، جاعلاً منها ذرات رماد دون أن يترك حرفًا واحدًا حيًا سوى أحجار وقطع حديد ذائبة، وكأنها تبكي ألمًا التاريخ الذي مُزق أمامها بوحشية الدواعش وبطشهم الذي طال كل شيء في سهل نينوي والمحافظة والموصل معقلهم الأكبر والأخير في شمال العراق.
والجدير بالذكر أن الدومنيكان هم أول من أسس مطبعة في مدينة الموصل مزودة بأبجديات لغات شتى خاصة السريانية والعربية، ونشروا الكثير من الكتب الطقسية وغيرها لفائدة القراء، لكن "داعش" كان متوعدًا لها بالنار الهالكة لتاريخ المكون المسيحي.
ولم يهمل الدومنيكان النسخ الخطية التي نسخوها بأيديهم أو استنسخوها أو اشتروها فحافظوا عليها منذ سنوات عديدة، وحافظوا على تراث مهم للغاية للمسيحيين السريان بشقيهم الشرقي والغربي والكاثوليكي والأرثوذكسي، حيث بلغ عدد مخطوطاتهم 390 مخطوطة تحتوي على مواضيع روحية وأدبية ولغوية وعلمية وطبية.
وتعمد تنظيم "داعش" منذ الأيام الأولى من منتصف عام 2014، لاستيلائه على نينوي ومركزها الموصل، إفراغ المناطق شارعًا شارعًا، من أبناء المكون المسيحي بعد تخييرهم ما بين دفع الجزية أو اعتناق الإسلام، أو نحرهم أو مغادرتهم الأرض وإبقاء ممتلكاتهم غنائم للتنظيم الإرهابي.

شارك