محاولة أمريكية لإنقاذ مفاوضات اليمن .. وسط مخطط ايراني للاطاحة بـ"صالح"

الإثنين 14/نوفمبر/2016 - 04:42 م
طباعة محاولة أمريكية لإنقاذ
 
تواصل المعارك في اليمن بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين وصالح، وتقترب الحرب من دخولها الشهر الـ27 من القتال الدموي، وسط مساعي امريكية لانهاء الصراع في اليمن، في وقت يكتشف عن مخطط ايراني لابعاد علي عبد الله صالح من صناعة القرار في صنعاء عبر الاطاحة وتفكيك قوات الحرس الجمهوري، وسط ارتفاع حالة القلق الشعبي جراء التدهور المطّرد للأوضاع الإنسانية، والضبابية التي تكتنف مستقبل الصراع عسكريًّا وسياسيًّا.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف العربي، اليوم الإثنين، سلسلة غارات جوية على مواقع يسيطر عليها الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، بمحافظتي حجة والحديدة.
 وقالت مصادر محلية إن "مقاتلات التحالف العربي شنت غارات جوية على مواقع الحوثيين وقوات صالح بمنطقة حيران، كما استهدفت غارة أخرى جسر الحقوق بمنطقة مستبأ بمحافظة حجة (123 كلم شمال غرب صنعاء)".
وفي محافظة الحديدة (226 كلم غرب صنعاء)، ذكرت المصادر أن "مقاتلات التحالف قصفت، بنحو ثماني غارات جوية، هيئة تطوير تهامة والقاعدة البحرية وكلية الطب".
وحتى الآن لم تتضح على الفور الخسائر التي خلفها القصف، بينما لا تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء المنطقة بشكل مكثف.
طكا أعلن الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، اليوم الإثنين، سيطرته على مواقع عسكرية كانت خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي وقوات صالح في محافظة مأرب، شرقي اليمن.
 وقال الجيش الوطني في بيان مقتضب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن "وحدات من الجيش الوطني والمقاومة مسنود بغطاء جوي من طائرات التحالف خاض معارك عنيفة مع المسلحين الحوثيين بمنطقة المخدرة"، وفقاً لموقع "اليمن الآن".
وذكر المركز الإعلامي أن "الجيش الوطني تمكن من تحرير مواقع: الحمة السوداء، وروس مداغل، وصفراء المحمل، وبير الأعرج، في منطقة المخدرة بمحافظة مأرب شرقي صنعاء".
كما أعلنت مصادر في الجيش الوطني اليمني، تحرير أحد أهم المواقع الاستراتيجية التي كان المتمردون الحوثيون يتمركزون فيها في بلدة البقع بمحافظة صعدة معقل الحوثيين، فجر اليوم الإثنين، في تقدم جديد للقوات الموالية للشرعية.
 وقالت المصادر لـموقع "24 الاماراتي"، إن "كتائب لواء المقاومة الجنوبية القادمة من عدن تمكنت من تحرير موقع استراتيجي والاستيلاء على أسلحة وذخائر بكميات كبيرة، عقب معارك استمرت لساعات"، مشيراً إلى أن الموقع المحرر يعد المعتقل الرئيس للمتمردين وفيه توجد أكبر مخازن التسليح".
وأكد أن العملية لم تخلف أي خسائر في صفوف القوات الوطنية، لكن هناك عشرات القتلى سقطوا في صفوف المتمردين.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، تصاعد الخلافات بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، حيث اقتحم مسلحون حوثيون مقرات وسائل إعلام تابعة للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، وهددوا صحافيين بالقتل والسحل في الشوارع وفقاً لمصادر متعددة في صنعاء.
 وقالت المصادر لـموقع"24 الاماراتي" "إن مسلحين من جماعة الحوثي اقتحموا مقر وكالة خبر للأنباء، وصحيفة المنتصف التابعتين لصالح قبل أيام، وعبثوا بمحتوياتهما، قبل ان يهددوا رئيس تحرير الوكالة أمين الوائلي بالتصفية الجسدية".
وقالت وكالة خبر في بلاغ صحافي: "إن التحريض والاقتحام الصارخ لمقر وكالة "خبر" وصحيفة المنتصف، يجعل العاملين فيهما عرضة لمخاطر حقيقية، لذلك نجد أنفسنا مضطرين للتوقف عن العمل، حتى الإنصاف والحماية وضبط المقتحمين ومحاسبتهم".
وتصاعدت حدة الخلافات بين حلفاء الانقلاب في صنعاء، فيما يتهم حزب صالح الحوثيين باعتقال أكثر من 200 قيادي ومناصر من حزب المؤتمر منذ دخولهم صنعاء مطلع العام الماضي.
كما أكدت مصادر يمنية قريبة من الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح، أن طهران تخطط لتطويق مناطق الشمال القبلي وتحويلها مخزناً يضم "قوة بشرية"، يعمل لصالح المشروع الصفوي بالمنطقة إلى جانب ميليشيات الحوثي وجيش المخلوع.
واوضحت المعلومات، وفق ما أوردت صحيفة اليوم السعودية، الإثنين، كيفية تنفيذ الميليشيات الانقلابية لهذا المخطط، من أجل وقف نزيف القوة البشرية لميليشيات الحوثي، بعد تكبدها خسائر هائلة من عناصرها بالداخل وجبهات الحدود على أيدي الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف.
وكشف قائد عسكري في قوات الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع في حديث للصحيفة عن "المخطط الإيراني الذي تنفذه الميليشيات دون التنبه إلى مخاطره على النسيج الاجتماعي لمناطق الشمال القبلي"، على حد قوله.
وقال القائد العسكري، إن "المخطط يستهدف تشكيل قوة عسكرية من مقاتلين قبليين بعضهم جنود في الجيش وآخرين محسوبين على الجيش ضمن خارطة توزيع الجنود الذين اعتمدهم نظام صالح للوجهاء والمشايخ، حيث كان يمنح المشايخ أرقاماً عسكرية توزع على أتباعهم ويتسلمون مرتبات كونهم جنوداً في الجيش وهم في بيوتهم".
وتابع أن "القوة التي بدأت الميليشيات تشكيلها يتم استقطابها عبر رواتب ضخمة تصل لـ150 ألف ريال يمني شهرياً بواقع 5 آلاف ريال يومياً ما يساوي 500 دولار، وتمثل أكثر من أربعة أضعاف مرتب الجندي النظامي بالجيش".
ويصل مرتب بعض المرتزقة لـ300 ألف ريال للفرد ما يعادل ألف دولار، للمميزين من القناصة أو أصحاب المهن الفنية أو القيادية في العمل العسكري، ممن سبق لهم العمل في وحدات عسكرية نظامية. في حين، يحصل عناصر ميليشيا الحوثي على مرتبات شهرية ضمن أطر الدعم المالي الذي تقدمه طهران للميليشيات أسوة بحزب الله اللبناني والأذرع الميليشاوية الطائفية في العراق وسوريا.
وقال القائد العسكري إن "هناك جنوداً نظاميين التحقوا بهذه التشكيلات وتحولوا إلى مرتزقة ومقاتلين مستأجرين مع ميليشيات الحوثي وتخلوا عن وحداتهم العسكرية".
واعتبر عملية تأخير صرف مرتبات وحدات الحرس الجمهوري وبشكل متعمد لأكثر من أربعة أشهر "محاولة من ميليشيات الحوثي ومن خلفها إيران لتفكيك كل الوحدات العسكرية النظامية، وتحويل أفرادها إلى مقاتلين مرتزقة لصالحهم، خصوصاً أن وحدات الحرس الجمهوري تحافظ على ولائها للمخلوع ونجله أحمد، ولم يتمكن الحوثيون من ابتلاع هذه الوحدات وتحويلها إلى ألوية ملحقة بوزارة الدفاع التي تديرها قيادات ميليشياوية أبرزها زكريا الشامي وأبو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي شقيق زعيم الميليشيا".
وأشار القائد بالحرس الجمهوري، إلى أن "طهران تسعى إلى تفكيك ما تبقى من الجيش، وتحويل اليمن وتحديداً الشمال القبلي إلى ساحة تتواجد فيها ثلاثة تشكيلات عسكرية منفصلة هي ما تبقى من الجيش النظامي، ولكن بعد إعادة هيكلة مفاصله القيادية وتعيين ضباط موالين للحوثيين وطهران والمشروع الإيراني في المنطقة، إضافة للمرتزقة الذين يتشكلون من الجيش النظامي والقوى القبلية ويقاتلون دون انتماء عقائدي حسب الحاجة ووقت الطلب، وأخيراً ميليشيات الحوثي الطائفية التي تعد الذراع العسكرية للحرس الثوري الإيراني في اليمن والمنطقة وتتلقى تدريبات وتأهيل ودعم ورعاية إيرانية مباشرة".
وجاء مخطط طهران لرسم خارطة المناطق القبلية شمال اليمن من أجل تضييق المساحة على أي تحركات لصالح لإعادة تفعيل مراكز القوى القبلية الموالية له في الشمال، وسقوط ورقة مهمة يستعملها في صراعه مع ميليشيات الحوثي.

تحركات حكومة هادي:

تحركات حكومة هادي:
وفي سياق اخر كشف مصدر حكومي يمني أن "الرئيس عبد ربه منصور هادي، طلب خلال زيارته الأخيرة لجيبوتي، التي انتهت أول من أمس السبت، من السلطات الحظر على كافة أموال الرئيس المخلوع، علي عبد الله صالح، مؤكداً أنها أموال تعود إلى الشعب اليمني، كان صالح استولى عليها بطريق الغش والتدليس".
 وأشار مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية، وفقاً لصحيفة "الوطن" السعودية أن "هادي طلب الاطلاع على الاستثمارات والأصول والأموال التي يملكها المخلوع، وقدم طلباً رسمياً لنظيره الجيبوتي، إسماعيل علي جيلي، بوقف تلك الاستثمارات"، مشيراً إلى أن "ملكيتها تعود في الأساس إلى الشعب اليمني، وأن المخلوع نهبها من الخزينة العامة، حسب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يفرض عقوبات اقتصادية على صالح، الذي لم يجد إلا استخدام تلك الأموال في الصرف على الاعتداءات التي يمارسها طرفا الانقلاب بحق الشعب اليمني".
وأضاف المصدر أن "المخلوع حاول الخداع والتمويه، وسعى إلى إخفاء تلك الأموال، عبر استثمارها باسم "بنك التسليف التعاوني الزراعي"، الذي كان يرأس مجلس إدارته القيادي في حزب المؤتمر، حافظ معياد، وكذلك وضع أموالاً أخرى في عدد من شركات الاستثمار في جيبوتي، كأصول مالية للبنك. 
وقال إن "بنك التسليف الزراعي يملك أصولاً مالية في "كاك بنك الدولي"، والذي يوجد مقره الرئيسي في جيبوتي"، وأشار إلى أن "أصول وأموال بنك التسليف صارت تعود منذ فترة إلى جماعة الحوثيين، بحكم أنه بنك حكومي وهم السلطة الانقلابية الموجودة، وباتت الميليشيات تعتمد على الأرباح التي تردهم من أموال البنك في جيبوتي لتمويل ما يطلقون عليه "دعم المجهود الحربي".
فيما بدأ نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح ‏الأحمر اليوم زيارة رسمية إلى الخرطوم، يبحث خلالها علاقات ‏التعاون مع القيادات السودانية.
 وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن الفريق الأحمر، يحمل ‏رسالة من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى نظيره السوداني عمر البشير.‏

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوض، وصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إلى سلطنة عمان في إطار زيارة إلى العاصمة العمانية مسقط، لبحث آخر مساعي نزع فتيل الحرب في اليمن، قبيل انتقال السلطة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
وأفادت وكالة الأنباء العمانية أن كيري سيلتقي وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، كما سيجتمع بالسلطان قابوس.
ويقوم كيري بإحدى آخر رحلاته كوزير للخارجية قبل انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما في 20 يناير لبحث جهود التوصل إلى تسوية بشأن اليمن.
وتوقعت المصادر أن يلتقي كيري بالمتحدث الرسمي للحوثيين ورئيس وفد الجماعة التفاوضي محمد عبدالسلام، المتواجد في مسقط منذ أكثر من أسبوع، والتي وصلها في زيارة غامضة.
ومن المقرر، أن يطرح الحوثيون على الجانب الأمريكي تخوفاتهم من الجانب السعودي فيما يخص خارطة السلام الأممية، وفقا للمصادر.
وأشارت المصادر، إلى أن اللقاءات ستتطرق إلى بقية المواطنين الأمريكيين “المعتقلين” لدى جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، والذين أفرج عن ثلاثة منهم الأسابيع الماضية بوساطة عمانية.
ويسعى كيري، لتتويج فترة الرئيس باراك أوباما، بالإفراج عن بقية الرهائن الذين لا يُعرف عددهم على وجه الدقة، لكن مصادر قالت في وقت سابق إن “بيتر ويليمز” مدرس مادة اللغة الانجليزية، الذي تم اختطافه من أحد معاهد اللغات، ما يزال رهينة لدى الحوثيين.
ويضم وفد الحوثيين المتواجد في مسقط، رئيس الوفد التفاوضي محمد عبدالسلام، وعضوي الوفد، حمزة الحوثي، ومهدي المشاط.
وما يزال الجانب الحكومي يرفض بشكل تام خارطة السلام الأممية الأخيرة التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، باعتبار أنها تكافئ الحوثيين ويطالب بخارطة طريق جديدة، لا تمس شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
يذكر أن الخطة الأممية التي عرضها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لم تلق ترحيباً من قبل الحكومة اليمنية التي اعتبرتها تشريعاً للانقلاب في البلاد، مطالبة بالالتزام بالمرجعيات والقرارات الدولية التي تقررت في السابق، من ضمنها القرار الصادر عن مجلس الأمن 2216.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، أعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء اليوم الأحد، ارتفاع عدد الحالات المشتبه في إصابتها بوباء الكوليرا في اليمن إلى أكثر من 4100 حالة.
 وذكرت المنظمة على حساب مكتبها باليمن في موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن "عدد الحالات المشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا في اليمن وصل إلى 4119".
وأوضحت أنه "تم تسجيل هذ الحالات في 11 محافظة من أصل 22 محافظة، وكان معظمها في محافظتي تعز وعدن".
وأضافت المنظمة أن "عدد الحالات التي تأكدت إصابتها مختبرياً بوباء الكوليرا وصل إلى 86 حالة في اليمن".
وكانت المنظمة ناشدت في وقت سابق، المجتمع الدولي توفير دعم عاجل للحيلولة دون انتشار وباء الكوليرا في اليمن، مشيرةً إلى أن "أكثر من 7.6 ملايين شخص يعيشون في مناطق متأثرة بهذا المرض، كما أن أكثر من 3 ملايين نازح معرضون تعرضاً خاصاً لخطر الإصابة بالوباء".
ويعاني اليمن من تدهور كبير في الأوضاع الصحية والإنسانية، جراء الصراع الدائر في البلاد منذ حوالي 19 شهراً.

المشهد اليمني:

مع استمرار القتال في جبهات اليمن، والخلافات حول مقترحات الأمم المتحدة للحل في اليمن- تتراجع الآمال في التوصل إلى هدنة جديدة؛ نظرًا لتواصل العمليات العسكرية في البلاد، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية.

شارك