واشنطن تواصل هجومها على موسكو .. وروسيا تعول على الادارة الجديدة لحل الأزمة السورية
الخميس 17/نوفمبر/2016 - 09:40 م
طباعة


موسكو تواصل استهداف الفصائل المسلحة والارهابيين
عاد التراشق الاعلامى من جديد بين واشنطن وموسكو على خلفية الغارات الجوية فى سوريا، وسط انتقادات أمريكية لنتائج الغارات الجوية واستهداف الفصائل المعارضة والجماعات الارهابية فى سوريا، فى الوقت الذى يواصل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اطلاع مجلس الأمن الروسي على آخر تفاصيل العمليات العسكرية هناك.
من جانبه أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اجتماعا مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، بحث خلاله الوضع في سوريا ضمن مواضيع أخرى، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف"إلى جانب المسائل الجارية المتعلقة بالأجندة الاجتماعية والاقتصادية الروسية، نوقش وبشكل مفصل، الوضع في سوريا، وخاصة تطورات الأوضاع قرب مدن إدلب وحمص وحلب".
أضاف أن المشاركين في الاجتماع تبادلوا الآراء بشأن محادثات متعددة الأطراف وثنائية من المقرر أن يجريها الرئيس الروسي، أثناء قمة منتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادي وعلى هامش أعمالها في العاصمة البيروفية ليما.
فى حين أعلن ميخائل بوجدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي في شأن الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية، أن موسكو بدأت اتصالات مع فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب حول سوريا، وأعرب بوجدانوف، ، عن أمل روسيا في أن تبلور الإدارة الأمريكية الجديدة مواقف جديدة في التعامل مع الأزمة السورية.
أوضح الدبلوماسي أن موسكو تعول على إدراك الإدارة الأمريكية الجديدة حقيقة استحالة حل الأزمة السورية دون مشاركة روسيا، و"نبدأ اتصالات في واشنطن مع أشخاص يمكن أن يساعدوا الرئيس الجديد. ونأمل في أن تدرك الإدارة المنتهية صلاحياتها والإدارة الجديدة أن حل الأزمة في سوريا دون روسيا أمر مستحيل".

ماريا زاخاروفا
قال بوغدانوف، في هذا السياق، إن موسكو لا تزال تأمل في أن الآليات الخاصة بتسوية الأزمة السورية والتي بلورتها موسكو وواشنطن بصفتهما رئيستين للمجموعة الدولية لدعم سوريا ستكون مطلوبة. وأشار إلى أن روسيا تقف موقفا ثابتا ومبدئيا في تمسكها بعدم وجود بديل عن حل الأزمات بطرق سياسية دبلوماسية، عبر حوار وطني شامل، بعيدا عن أي تدخل خارجي مع مواصلة الحرب ضد الإرهابيين.
شدد بوجدانوف بأن العسكريين الروس والأمريكيين يبحثون وثيقة حول سوريا يتم إعدادها في إطار "مجموعة لوزان". وأكد أن مناقشة هذه الوثيقة مستمرة على مستوى الخبراء، وخاصة العسكريين منهم، وذلك في إطار مشاورات ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى مشاركة ممثلين عن ثلاث دول على الأقل، هي السعودية وقطر وتركيا، ووصف الدبلووماسي الروسي بـ"الغريب" مشروع القانون الأمريكي القاضي بفرض عقوبات ضد سوريا وحلفائها، مذكرا بأن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا، منذ بيان "جنيف 1"، على ضرورة مشاركة ممثلين عن الحكومة السورية الشرعية، إلى جانب ممثلين عن المعارضة وجميع فئات المجتمع المدني، علما بأن الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته يحظيان بالاعتراف وفقا للقوانين الدولية.
انتقد بوجدانوف الدعوات الأوروبية إلى فرض عقوبات إضافية ضد روسيا بسبب الأوضاع في سوريا، واصفا إياها بـ"الهراء"، مشيرا إلى ضرورة التعاون بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في تسوية الأزمة السورية.
كما أشار بوغدانوف إلى أهمية تحرير مدينة الموصل العراقية من قبضة "داعش"، قائلا إن تحرير هذه المدينة الكبيرة التي تعد معقلا للتنظيم الإرهابي، قد يغدو "لحظة الحقيقة".، هذا وأكد الدبلوماسي أن روسيا تساند العراق في حربه على الإرهاب، بما في ذلك عبر إمداد جيشه بالأسلحة.
ذكر بوجدانوف أن الدور الرئيس في مواجهة "داعش" يعود إلى الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، على الرغم من أن بغداد تحظى بدعم "ما يسمى بالتحالف المناهض لداعش بزعامة الولايات المتحدة".، وأكد أن موسكو تدعم السلطات العراقية "في محاربة الإرهابيين والحفاظ على وحدة أراضي البلاد، بما في ذلك عن طريق تزويد القوات العراقية بالأسلحة والمعدات العسكرية".
يأتى ذلك فى الوقت الذى نشرت فيه وزارة الدفاع الروسية، شريط فيديو يظهر عملية توجيه قاذفات استراتيجية روسية من طراز "تو-95 إم إس" ضربات بصواريخ مجنحة إلى مواقع المسلحين بسوريا.

مقاتلات روسية
جاء ذلك بعد دقائق على إعلان الوزارة أن قاذفات استراتيجية من القوات الجوية الفضائية الروسية وجهت، الخميس 17 نوفمبر ، ضربات بصواريخ مجنحة إلى مواقع تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" في سوريا، وأوضحت الوزارةأنه "تم إطلاق الصواريخ المجنحة من الجو فوق منطقة في مياه البحر الأبيض المتوسط، وأقلعت الطائرات من أحد المطارات الواقعة على الأراضي الروسية ونفذت عمليتين للتزود بالوقود جوا وقطعت مسافة تبلغ 11 ألف كيلومتر".
أضاف البيان أنه تم إشراك مقاتلات من طراز "سو-33" تابعة لحاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" وكذلك الطيران الحربي من قاعدة حميميم، مشيرا إلى أن مقاتلات من طراز "سو-30" غطت سير العملية، فيما نفذت الطائرات من دون طيار مهام تسجيل نتائج الضربات.
وفى سياق متصل أعربت الخارجية الروسية عن دهشتها من تصريحات واشنطن عن كون العملية العسكرية الروسية في حمص وإدلب بسوريا، تتعارض والقانون الدولي، وشددت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، على أن كافة الضربات على مواقع تنظيم "داعش" في ريفي إدلب وحمض، تُنفّذ اعتمادا على معلومات استطلاعية مدققة.
وتعليقا على تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية التي أعربت خلالها عن خيبتها من استئناف الضربات الروسية المكثفة على المسلحين: "تعد تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية حول كون العملية العسكرية الروسية تتعارض مع القانون الدولي، عديمة الأساس على الإطلاق، وهي لا تتناسب مع الحقيقة".
ذكرت زاخاروفا بأن الدبلوماسية الأمريكية إليزابيث ترودو لم توضح ما هي الأحكام المعينة للقانون الدولي التي تنتهكها العملية العسكرية الروسية في سوريا الرامية إلى تصفية الإرهابيين، وتُنفّذ بالتنسيق مع حكومة البلاد الشرعية.

غارات روسية في سوريا
كانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، الثلاثاء، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق، في ريفي إدلب وحمص، ضد مسلحي تنظيمي "داعش" و"جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا). وتشارك في العملية، بالإضافة إلى الطائرات، التي ترابط في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية، مجموعة السفن الحربية الروسية المتواجدة قبالة سواحل سوريا، والتي تضم حاملة الطائرات "الأميرال كوزنيتسوف" وفرقاطة مزودة بصواريخ "كاليبر" المجنحة.
ذكرت زاخاروفا أن الوضع في حلب السورية يبقى صعبا للغاية، إذ يمنع المسلحون، الذين يسيطرون على أحياء المدينة الشرقية، المدنيين من الخروج، ويقمعون الاحتجاجات التي تخرج على خلفية النقص في المواد الغذائية وتدهور الأوضاع الإنسانية، واستغربت الدبلوماسية الروسية انعدام ردود الأفعال المناسبة من قبل الساسة الغربيين على استخدام المسلحين في حلب لمواد سامة ضد الجيش السوري. وذكرت بأن ضباطا روس من قوات الوقاية من الأسلحة الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، قد عثروا على أدلة دامغة توثق وقوع هذه الهجمات. واعتبرت أن الكشف عن هذه الأدلة، أمر لا يروق على الإطلاق لأولئك الذين يحاولون تصوير التشكيلات المسلحة في حلب، بما فيها الفصائل الإرهابية، على أنها فصائل من المعارضة المعتدلة.
أشارت إلى أن وسائل الإعلام الغربية تعمل أيضا على "تلميع" الوضع الحقيقي في مدينة الموصل، حيث تستمر العملية العسكرية لتحرير المدينة من أيدي مسلحي "داعش" منذ شهر، وشددت على أن الأحداث في الموصل مازالت بعيدة عن إحراز الانتصار، وذلك على الرغم من إشراك قوات كبيرة من الجيش العراقي والبيشمركة، والدعم الذي يقدمه طيران التحالف الدولي ومدفعيته. وذكرت بأن طائرات التحالف أسقطت ما يزيد عن 4 آلاف قنبلة على الموصل ومحيطها منذ بداية العملية، بينما تزداد الأزمة الإنسانية حدة داخل المدينة، حيث مازال نحو مليون شخص عالقين كدروع بشرية في أيدي "داعش".