"طمانة أوروبا" و"مخاوف المسلمين" فى الصحف الأجنبية

الخميس 17/نوفمبر/2016 - 11:19 م
طباعة طمانة أوروبا ومخاوف
 
تواصل الصحف الأجنبية متابعة تطورات القضايا الدولية وخاصة ما يتعلق بالأزمة السورية ومعاناة اللاجئين، والاشارة إلى أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى المانيا ومحاولة طمأنة المجتمع الأوروبي بعد نجاح دونالد ترامب، إلى جانب رصد مخاوف المسلمين من صعود ترامب وما قد يحمله ذلك من معاناة كبيرة للمسلمين والمهاجرين مستقبلا.  

أوباما وميركل:

زيارة اوباما الاخيرة
زيارة اوباما الاخيرة
من جانبها رصدت واشنطن بوست زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى المانيا  وعقد لقاء مهم مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ووصفت أوباما بالشريك الذي يوثق به وشكرته على "التعاون الوثيق والمفعم بالثقة وروح الصداقة على مدار ثمانية أعوام".
 وحول خلفية فضيحة التجسس على هاتفها من جانب وكالة الاستخبارات الوطنية الأمريكية "إن إس إيه" قالت ميركل: إنه حتى في تلك الساعات الصعبة كان هناك تعاون مشفوع بالثقة مع أوباما.
أشارت الصحيفة إلى انه قبل اللقاء المشترك، وجه الرئيس الأمريكي تحية للمستشارة الألمانية التي باتت تعتبر حاملة لواء القيم الديمقراطية في العالم بعد الرئيس الأمريكي الحالي، إثر انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة،في الوقت ذاته أكدت ميركل على أن التعاون بين المخابرات الألمانية والمخابرات الأمريكية ضرورة بالنظر إلى خطورة التهديدات الإرهابية، مشيرة بالقول: "نحتاج هذا التعاون".
وفي شأن التعامل مع الرئيس المنتخب ترامب أعلنت المستشارة ميركل أنها تسعى إلى تعاون وثيق مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في المستقبل. وأضافت ميركل "بطبيعة الحال سأعمل كل ما هو ممكن من أجل التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا".، وأكدت ميركل على أن العلاقات الألمانية والأوروبية مع الولايات المتحدة تمثل "ركيزة السياسة الخارجية لألمانيا"، مشيرة إلى أن هذه العلاقات مرتبطة بقيم الديمقراطية والحرية والعمل من أجل حقوق الإنسان.
أكدت الصحيفة أن أوباما دعا دول أوروبا إلى السعي نحو الحفاظ على كيان الاتحاد الأوروبي. وقال أوباما: "ما زلت أعتقد أن الاتحاد الأوروبي أحد أكبر إنجازات العالم". وأضاف أن "على الجميع أن يستثمروا هذا الانجاز ويكافحوا من أجله". وأوضح أوباما أن خروج بريطانيا من الاتحاد يجب أن يتم بلا ضجيج أو مشاكل ما أمكن ذلك، كما أشاد الرئيس باراك أوباما بجهود المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي والتعامل مع الأزمة السورية.
 وقال أوباما إن ميركل تتبنى موقفا كموقفه هو شخصيا "وهو موقف يسعى إلى حل شامل وإنساني للأزمة السورية التي تسببت في موجة من اللاجئين النازحين إلى أوروبا". 
أضاف أوباما أن ميركل أظهرت بذلك نوعا من الحكمة والرحمة بهؤلاء اللاجئين، وأثنى أوباما أيضا على "قوة ميركل وحسمها" في التعامل مع الأزمة، وبتوجهها الصارم وفق القيم.
التمييز ضد المسلمين
التمييز ضد المسلمين
أوضحت الصحيفة انه فيما يتعلق بالأزمة مع روسيا قال أوباما إنه يأمل في أن يقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب في وجه روسيا في حال الضرورة وألا يسعى إلى تسويات بأي ثمن مع موسكو، وقال اوباما "آمل أن يكون لدى الرئيس المنتخب الإرادة في الوقوف في وجه روسيا عندما لا تحترم قيمنا والمعايير الدولية".
فى حين ركزت صحيفة ديلي تلجراف على مخاوف المسلمين فى الولايات المتحدة بعد نجاح دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والاشارة إلى  أن منع المسلمين من دخول البلاد، يحتاج  تمرير قانون على الكونجرس للموافقة عليه.
أكدت الصحيفة أن ترامب قد يسعى للحصول على قوائم بأسماء المهاجرين من الدول الإسلامية، دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس، كما نقلت عن سياسيين داعمين للرئيس الجديد أن فريق العمل الذي شكله ترامب لمتابعة ملف الهجرة، يعكف على إعداد مشاريع قرارات لتسهيل بناء جدار على الحدود المكسيكية، والاشارة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دعا في مرحلة أولى إلى منع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ثم تراجع ليتحدث عن تحريات دقيقة عن الوافدين الجدد من الدول التي تشهد نشاطا للجماعات المتشددة.
ويفرض المشروع تحقيقات صارمة مع الوافدين من "دول المخاطر الكبيرة"، وأخذ بصماتهم عند دخول الولايات المتحدة، كما يلزم بعض الرجال المقيمين البالغين أكثر من 16 عاما بالحضور دوريا أمام سلطة حكومية للتحقق منهم، وتعهد ترامب بالتركيز على ترحيل المهاجرين الذين لهم سوابق إجرامية، ولكن منظمات حقوق الإنسان، حسب الكاتبة، ترى أن الرئيس الجديد قد يستهدف بمشروعه ترحيل المهاجرين الذين ارتكبوا مخالفات مثل تجاوز السرعة المحددة لدى قيادة السيارات، أو ركن السيارة في مكان ممنوع.
أشارت الصحفية إلى أن سفارة المكسيك، التي رفضت تحمل نفقات بناء سور على حدودها مع الولايات المتحدة، فتحت خطا هاتفيا لرعاياها في الولايات المتحدة، ليتصلوا من خلاله إذا شعروا بأنهم مهددون في حياتهم أو مصالحهم، كما حذر عدمة نيويورك الديمقراطي، بيل ديبلاسيو، ترامب من انتهاج سياسة صارمة ضد المهاجرين، قد تؤدي إلى زرع انعدام الثقة، ونبهه إلى أن شرطة نيويورك تضم 900 موظفا مسلما، ودعا الرئيس الجديد إلى عدم سن قوانين تتسبب في "تشتيت شمل العائلات".

ماذا أقول لابنتي؟"

فزع بعد نجاح ترامب
فزع بعد نجاح ترامب
كذلك اهتمت صحيفة الجارديان بهذه الأزمة، وفى مقال للصحفي مهدي حسن، المقيم في واشنطن، يشرح فيها كيف أنه وجدا حرجا في الحديث عن دونالد ترامب لابنته البالغة من العمر تسعة أعوام، وكيف أن انتخابه أدى إلى تصاعد معاداة المسلمين في الولايات المتحدة، حيث يقول مهدي بع انتخاب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، لم أستطع أن أقول لابنتي المسلمة أن النساء اللائي يرتدين لباسا يشبه لباس أمها تعرضوا لاعتداءات بسبب لباسهن.
ذكر أن أستاذة مسلمة في مدرسة ثانوية بولاية جورجيا وجدت رسالة على مكتبها كتب فيها "اشنقي نفسك بحاجبك، الذي لم يعد مسموحا به"، وكانت الرسالة بتوقيع "أمريكا".، مضيفا "كيف أشرح لابنتي، الامريكية الفخورة ببلدها، أن الملايين من الأمريكيين مثلها انتخبوا رجلا يرى أن عقيدتها "تكره" أمريكا، ويتهم بالباطل المسلمين بأنهم احتفلوا بهجمات 11 سبتمبر ، وبأنهم لا يبلغون عن الإرهابيين للسلطات.
أضاف: كيف أتحدث لها عن مستشار ترامب للسياسة الخارجية، وليد فارس، وهو موضوع تحقيق من قبل مجلة تذكر أنه كان مسؤولا في مجموعة من المليشيا المسيحية متهمة بارتكاب مجازر ضد المسلمين في الثمانينات في لبنان، وهو اليوم مرشح لتولي منصب بارز في البيت الأبيض، رئيس مجلس النواب السابق، نويت غينغريتش، الذي يريد أن "يختبر" المسلمين الأمريكيين، "ويرحل" الذين يؤمنون بالشريعة، أو رودي جولياني الذي دعا إلى إرسال مخبرين إلى مساجد نيويورك ونيوجيرسي، وهو مرشح اليوم لتولي منصب وزير الخارجية، وختم بالقول، لابد أن أن أتحدث مع ابنتي وأقول لها أن جميع الآباء المسلمين أصبحوا يخشون على أولادهم في أمريكا من "معادة المسلمين"، عن الظروف التي يكون فيها عليك أن تطلب من أولادك الحذر عندما يتكلمون عن عقيدتهم على الملأ، لأن هناك من يترصدهم، من الذين يخافون من المسلمين ويكرهون الإسلام، كيف أقول لها أن من بين هؤلاء رئيسها نفسه.

ثورة الشعبوية"

مخاوف المسلمين من
مخاوف المسلمين من نجاح ترامب تتصاعد
فى حين ركزت صحيفة التايمز على تصاعد التيارات الشعبوية في الغرب، وترى أنها نتيجة فشل النخب الحاكمة في معاجلة أزمة الهجرة العام الماضي، والاشارة إلى أن الحوادث المأسوية التي نتجت عن الهجرة الجماعية، للسوريين الهاربين من الحرب الأهلية أساسا، كانت لحظة شعر فيها العالم بالذنب وكان عليه أن يتحرك لمساعدة هؤلاء، لكن الأمور أخذت منحى آخر.
أشارت الصحيفة إلى أن الانتفاضة التي أدت إلى تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي وإلى انتخاب، دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة لم تكن وليدة اللحظة، ولم يكن سببها تدهور الاقتصاد أو الفوارق في الرواتب وإنما أحداث 2015، وظهرت في صيف ذلك العام، حسب الكاتب، الحكومات الغربية مضطربة وغير قادرة على معاجلة أزمة المهاجرين واللاجئين، وتشاجرت النمسا مع المجر وبولندا مع ألمانيا، وأصبحت الحكومات في نظر مواطنيها أضحوكة، مثلما ظهر الاتحاد الأوروبي غير قادر على حل المشكل، ثم جاءت هجمات باريس الإرهابية، ولم يكن الذين قتلوا 130 شخصا من اللاجئين بطبيعة الحال، ولكنهم يشتركون معهم في عدد من الأشياء، فهم يشبهونهم في المظهر، وبعضهم زار سوريا، التي جاء منها أغلب اللاجئين، وهم كذلك مسلمون، كما ظهرت صورة لمجندين في تنظيم الدولة الإسلامية يعبرون الحدود، التي لم تعد موجودة تقريبا، لارتكاب الجرائم الجماعية.
نوهت الصحيفة إلى أن إطلاق النار الذي قتل فيه 14 شخصا في برناردينو بالولايات المتحدة على يد رضوان فاروق وتاشفين مالك، وعلى الرغم من أن رضوان مولود في الولايات المتحدة، فإن الهجوم منح فرصة ذهبية لدونالد ترامب فدعا إلى "منع تام لجميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة"، ثم جاءت الاعتداءات الجنسية في مدينة كولونيا الألمانية، والتأكيد على أن غالبية اللاجئين لا يقبلون مثل هذه التصرفات، كما أن ليس جميع الاعتداءات الجنسية ارتكبها اللاجئون، ولكن عدم اتخاذ إجراءات وتدابير لمعاجلة المشكل وفشل الحكومة في التعامل معه، جعل هذه الجرائم التي يرتكبها اللاجئون تضخم في الإعلام، بينما تمر الجرائم التي يرتكبها غيرهم دون أن يلاحظها أحد.

شارك