واشنطن تواصل اتهام موسكو باستهداف المدنيين..والمعارضة المسلحة تصعد هجومها

السبت 19/نوفمبر/2016 - 08:07 م
طباعة واشنطن تواصل اتهام
 
يستمر التراشق الأمريكي الروسي على خلفية تصاعد المعارك فى سوريا، وتبادل الاتهامات بشأن استهداف المستشفيات والمدنيين، وتبرئة ساحة الفصائل المسلحة والجماعات الارهابية، والتركيز الأمريكي على الغارات الروسية، فى الوقت الذى فشلت فيه كل الجهود الدولية لتمديد الهدنة الانسانية فى حلب.

واشنطن تواصل اتهام
يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه مصادر في الممثلية الروسية الدائمة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف أن موسكو ودمشق تبذلان قصارى الجهد بغية تطبيق الخطة الإنسانية الأممية في حلب، بينما تحول المعارضة دون تحقيق ذلك، والتأكيد على أن روسيا كانت ولا تزال تبذل كل ما بوسعها من أجل تطبيق الخطة الأممية بشأن تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق الشرقية من حلب، مضيفا أن موسكو ودمشق تحاولان تهيئة الظروف الملائمة لإجراء عمليات إنسانية، بينما تخرب المعارضة، بما فيها الهيئات السياسية والفصائل المسلحة على حد سواء، منهجيا الجهود الأممية المبذولة في هذا المجال.
يذكر أن هذه التصريحات جاءت ردا على اتهام مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند الحكومة السورية بإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تجددت فيه الدعوات إلى الكشف بوضوح عن أسماء الذين يخربون العمليات الإنسانية، خاصة مع الكشف عن توقف جميع المستشفيات الموجودة في الأحياء الشرقية بحلب عن العمل بسبب استهدافها بقصف مستمر على مدى بضعة أيام.

واشنطن تواصل اتهام
من ناحية اخري كشفت وكالة "نوفوستي" الروسية، بأن المكتب التركي للجمعية الطبية السورية الأمريكية التي يقع مقرها في واشنطن هو الذي زود واشنطن بـ"معلومات" عن تدمير 5 مستشفيات ومشفى متنقل في حلب، بالرغم من نفي وزارة الدفاع الروسية الاتهامات الموجهة إليها من قبل واشنطن باستهداف المستشفيات في حلب بقصف صاروخي.
أوضح ممثل مكتب الجمعية الطبية السورية الأمريكية، محمد كاتوب، في اتصال هاتفي مع وكالة "سبوتنيك" الروسية أن الخارجية الأمريكية نشرت بيانات المكتب نقلا عن متطوعين وموظفين في سوريا، مؤكدا أن الجمعية لا تملك معلومات رسمية حول من يقف وراء تدمير المستشفيات، وقال كاتوب: "علمنا من 170 موظفا طبيا على الأرض أن المستشفيات دمرت بغارات جوية"، مشيرا إلى أن الجمعية لا تتهم روسيا، بل يستند ذلك إلى أقوال شهود عيان، مطالبا بإجراء التحقيق.
كان جون كيربي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، اتهم موسكو، بتدمير 5 مستشفيات ومشفى متنقل في سوريا، وذلك استناد إلى "تقارير تابعة لمنظمات إنسانية موثوقة بها".، وبعد أن طلبت منه مراسلة قناة "RT" التدقيق في ما هي المنظمات التي قدمت لواشنطن تلك المعلومات انفعل كيربي جدا وخرج عن طوره، ونصح بتوجيه هذا السؤال إلى السلطات الروسية.

واشنطن تواصل اتهام
من جهته أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مزاعم الخارجية الأمريكية بشأن الوضع في سوريا تقوم على "كذب وقح"، وقال اللواء إيجور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية "لقد صار واضحا للجميع بعد مرور ثلاثة أيام أنه لا وجود للمستشفيات والمستوصفات الميدانية المدمرة جراء عمليات القصف، إلا في مخيلة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي".
وفى سياق اخر كشفت مصادر اعلامية سورية أن شخصين، بينهما امرأة، قتلا وجرح 11 آخرون بقذائف أطلقتها جماعات إرهابية على حي الأعظمية بحلب وحي القيمرية بدمشق القديمة، فى ضوء قذائف صاروخية أطلقتها المجموعات الإرهابية على حي الأعظمية بحلب، حيث اطلق إرهابيي "جيش الإسلام" المنتشرين في الغوطة الشرقية أطلقوا 4 قذائف هاون على حي القيمرية السكني في دمشق القديمة، والاعتداء الإرهابي تسبب "بإصابة 4 أشخاص بجروح تم إسعافهم إلى مشافي دمشق وإلحاق أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة للأهالي".
كان مسلحو تنظيم "جيش الإسلام" الإرهابي قصفوا من مدافع هاون حيي المزرعة والمهاجرين بدمشق، حيث سقطت إحدى القذائف على مقربة من مبنى السفارة الروسية، مع أن المسؤولين في السفارة أكدوا لـ"نوفستي" عدم إصابة موظفيها بأي أذى، فيما أسفر القصف عن مقتل امرأة وجرح ثلاثة مدنيين.
على صعيد أخر أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خيبة أمله إزاء موقف الإدارة الأمريكية الحالية حيال الأزمة السورية، وأكد أردوغان أن سياسات واشنطن تجاه الحرب المتواصلة في سوريا هي السبب في ظهور تهديد واضح للأمن عند الحدود الجنوبية لتركيا وإصابة قدراتها الدفاعية، فضلا عن لجوء حوالي 3 ملايين سوري إلى تركيا.
قال الرئيس التركي: "واجهنا هذه التحديات وبحثناها مع الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن، ولكنهما عجزا عن الرقي إلى مستوى هذه الحالة والتعامل جديا مع هذه القضايا، وهذا ما يثير أسفنا الشديد.. وكنت سأكذب لو قلت إنني لا أشعر بخيبة أمل، لأنني أشعر بها".، وجدد أردوغان تنديد بلاده بعدم تسليم واشنطن الداعية التركي المعارض المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن الذي تعتبره أنقرة عقلا مدبرا لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة التي شهدتها البلاد يوم 15 يوليو الماضي، محذرا من أن الكثيرين من مواطني بلاده قد يرون في مماطلة الإدارة الأمريكية في تلبية طلب أنقرة تسليم غولن وتوفير الملجأ للداعية المعارض، دلالة على تورط واشنطن في المحاولة الفاشلة للإطاحة بالسلطة الشرعية.

شارك