"إدارة ترامب الجديدة" و"تحذيرات واشنطن" و"معاناة سكان حلب" في الصحف الأجنبية

السبت 19/نوفمبر/2016 - 10:44 م
طباعة إدارة ترامب الجديدة
 
ركزت عناوين الصحف الأجنبية على تشكيل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للإدارة الأمريكية الجديدة التى سيدخل بها البيت الأبيض فى يناير المقبل بعد تنصيبه رسميا، وكذلك نقل تحذيرات واشنطن من قذائف الجيش السوري والغارات الجوية الروسية فى حلب بالرغم من نفى دمشق وموسكو لهذه الاتهامات، إلى جانب القاء الضوء على مستشفيات حلب ومعاناة المدنيين فى ضوء تجدد المعارك.

واشنطن تحذر

واشنطن تحذر
من جانبها رصدت واشنطن بوست تحذيرات واشنطن من استمرار القصف المكثف لقوات الجيش السوري على شرق مدينة حلب لليوم الخامس على التوالي، إذ قتل 27 مدنياً على الأقل، ونقلت تنديد واشنطن بهذه الهجمات، وحذرت دمشق وحليفتها موسكو من عواقب هذه التحركات. 
كذلك عبرت الأمم المتحدة عن صدمتها من التصعيد الأخير في أعمال العنف بسوريا وحضت على تأمين الوصول إلى شرق حلب لتقديم المساعدات، لاسيما في ظل وجود أكثر من 250 ألف شخص تحت الحصار منذ قرابة أربعة أشهر، خاصة وانه منذ بدء هجوم قوات النظام السوري دمر أحد آخر مستشفيات المنطقة واضطرت المدارس لإغلاق أبوابها، فيما بلغت حصيلة القتلى قرابة مائة مدني بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، المحسوب على المعارضة.
ونقلت الصحيفة عن متابعون أن الأحياء الشرقية للمدينة التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة، لاتزال عرضة لسقوط قذائف وصواريخ وبراميل متفجرة، وأن التيار الكهربائي انقطع فيما توقفت مولدات الكهرباء بسبب عدم توفر الوقود في هذه المنطقة المحاصرة التي يحاصرها، ونشر عناصر الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة على صفحتهم في موقع "فيسبوك" مقاطع مصورة وصوراً تظهر مدى عنف القصف، يظهر في أحدها متطوعون قرب جثة مضرجة بالدماء في أحد الشوارع، بينما يقول أحدهم: "لم يعد لدينا أكياس" لتغطية الجثث. ويهتف آخر: "أسرعوا، أسرعوا" وسط نظرات المسعفين إلى السماء للتاكد من عدم تحليق مقاتلات، وكتب المسعفون "إنه يوم كارثي في حلب المحاصرة مع قصف غير مسبوق بكل أنواع الأسلحة"، مؤكدين أنهم أحصوا انفجار "ألفي قذيفة مدفعية و250 ضربة جوية".
ونقلت الصحيفة تصريحات مستشارة الأمن القومي الأمريكي، سوزان رايس، بالقصف "الشائن" الذي استهدف مستشفيات في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، محذرة موسكو ودمشق من عواقب مثل هذه الأفعال. وقالت رايس في بيان إن الولايات المتحدة "تدين بشدة الهجمات الرهيبة ضد منشآت طبية وعمال مساعدات إنسانية. لا عذر لهذه الأفعال الشائنة"، مضيفة أن "النظام السوري وحلفاءه، بالأخص روسيا، مسؤولون عن العواقب الفورية وعلى الأمد الطويل لهذه الأفعال".، بينما قالت موسكو إنها غير ضالعة في هذا الهجوم على حلب وتركز ضرباتها على المعارضة والجهاديين في إدلب المجاورة.

معاناة سكان حلب

معاناة سكان حلب
فى حين اهتمت صحيفة الجارديان بمعاناة سكان شرق حلب المحاصرين تحت الغارات الجوية التي تشنها روسيا والقوات الحكومية السورية، مشيرة إلى أن الغارات الجوية دمرت مستشفى الأطفال الوحيد شرقي حلب، وهو الذي كان يعالج ضحايا الهجمات بغاز الكلورين، مما دفع بالعاملين فيه إلى نقل الأطفال الرضع بحاضناتهم والجرحى إلى مكان آخر، والتأكيد على أن 4 مستشفيات فقط بقيت تعمل لاستقبال 250 ألفا من المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وتتعرض لحصار وقصف من قبل القوات الحكومية والقوات الروسية الداعمة لها.
أشارت الصحيفة إلى أن الغارات على المدينة كثيرا ما تستهدف المنشآت الطبية، التي تضطر إلى تغيير مكانها أو العمل متخفية. وتنفي السلطات السورية والروسية استهداف المنشآت المدنية. لكن مدارس ومستشفيات وأسواق ومنشآت غير عسكرية أخرى تتعرض للقصف بصفة منتظمة، منوهة إلى شراسة الغارات الجوية وكثافتها مؤشرا على بدء حملة استعادة المدينة، بعمليات برية، وإن كانت القوات الحكومية تجد في كل مرة صعوبة في مواجهة عناصر المعارضة المسلحة في معارك بالمناطق الحضرية، وهو ما جعلها تعتمد على حصار المدن وقصفها لدفع الجماعات المعارضة إلى المفاوضات، وتجويع المدنيين الذين يدعمونهم، حتى الاستسلام.
شددت الصحيفة إلى أن أثار القصف العشوائي للمدينة سخطا دوليا واسعا إلا أن الدول الغربية، لم تفعل الشيء الكثير لوقف هذا القتل الجماعي، وتخشى فصائل المعارضة أن يضعف انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة حظوظ إنقاذهم من الحصار والغارات الجوية.

ترامب والشرق الأوسط

ترامب والشرق الأوسط
بينما ركزت صحفة "آي" على  التعيينات الأخيرة الي أجراها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يتعرض لضغوط في الموصل والرقة، ولكنه مبتهج بانتخاب، دونالد ترامب، مثلما أعلن أحد قادة التنظيم في أفغانستان، واسمه أبو عمر الخرساني، أن قادة التنظيم كانوا يراقبون عن كثب نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لكنهم لم توقعوا أن يحفر الأمريكيون قبورهم بأيديهم.
ونقلت الصحيفة عن كوبرن قوله إن تنظيم الدولة الإسلامية يراهن على أن يحشد العقاب الجماعي للمسلمين المزيد من المقاتلين في صفوفه، وبما أن عدد المسلمين في العالم هو 1،6 مليار، فإن تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، بحاجة إلى تأييد نسبة قليلة من المسلمين لتكون لهما قوة في المجتمع، والتأكيد على أن تصريحات ترامب بشأن المسلمين أدت دورا أساسيا في انتخابه، موضحة أن ترامب ومساعديه قد يتوهمون أن أغلب هذه التصريحات سيتم نسيانها باعتبارها مجرد شعارات للحملة الانتخابية، ولكن قادة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية سيحرصون على أن تبقى تصريحات ترامب "تتردد باستمرار وتنشر سمومها".
نوهت الصحيفة إلى أن ترامب عرض منصب مستشار الأمن القومي إلى الجنرال مايكل فلين، الذي أقاله الرئيس، باراك أوباما، عام 2014 من منصب رئيس وكالة المخابرات العسكرية، خاصة وأن فلين معروف برأيه ان الجماعات الإسلامية المتشددة ليست خطيرة فحسب، بل تشكل خطرا على وجود الولايات المتحدة، وكتب في وقت سابق على حسابه بموقع تويتر أن "الخوف من المسلمين أمر عقلاني".
وأشارت إلى تصريحات كوبرن بأن استهداف جميع المسلمين يصب في صالح تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، فالذي كسبه اسامة بن لادن من هجمات 11 سبتمبر/أيلول ليس تدمير برجي التجارة، وإنما رد فعل الجيش الأمريكي، وخوضه حروبا في أفغانستان والعراق، وهذا قد يتكرر اليوم.
أضافت الصحيفة إلى انه من بين المكاسب المحتملة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، مهما كان مصير الموصل، أن حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة كلها جماعات تيارات مسلحة متشددة نشأت في فوضى الحرب في أفغانستان والعراق، وهي تزدهر في ظروف مشابهة في سوريا وليبيا واليمن والصومال.

شارك