بعد مطالب منح حلب الشرقية إدارة ذاتية.. سورية في خطر التقسيم

الأحد 20/نوفمبر/2016 - 05:38 م
طباعة بعد مطالب منح حلب
 
وسط استمرار تعقد الاوضاع الميدانية في سورية، وغياب حل جذري للمشكلة التي بدأت منذ 5 سنوات دون حلول تلوح في الأفق بشكل واضح، بات المروجون لمُخطط تقسيم سورية ينشطون بقوة خلال الأيام الماضية، وهو الأمر الذي يرفضه النظام السوري برئاسة بشار الأشد وأعلنت القاهرة في أكثر من محفل إنها ترفض أي مقترحات تمس السيادة السورية او تساهم في تقسيم الأراضي.
وتعتبر اكثر مقترحات تقسيم سورية إلى دويلات تحت مسمى "دولة فيدرالية" هو التقرير الذي يروج إلى تقسيم سورية إلى دولة سنية في الوسط وحلب، وأخرى شيعية في الشمال الغربي، ودولة كردية في الشمال.
بعد مطالب منح حلب
وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال إن دمشق رفضت جملة وتفصيلا اقتراح المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بمنح منطقة حلب الشرقية، التي يسيطر عليها المسلحون، إدارة ذاتية، وأوضح المعلم في مؤتمر صحفي، اليوم الأحد 20 نوفمبر 2016، أن مقترح الإدارة الذاتية ينتقص من سيادة الدولة السورية على أراضيها، مشيرا إلى أن دي ميستورا قال إن هذا الاقتراح هو اجتهاد شخصي منه.
وقد أظهرت تقارير سيادية صادرة من الإدارة الأمريكية أن واشنطن ودول سنية في المنطقة تدعم بشكل كبير مقترح تقسيم سورية والعراق، على ان تكون هناك مناطق سنية وآخرى شيعية والثالثة كردستانية، واللافت إلى أن أكبر داعمي نظام الأسد من روسيا وطهران لا يهتمون كثيراً بقكرة تقسيم سورية طالما أن البلدين يؤمنون مصالحهم بشكل رئيس في المنطقة، فروسيا ضمنت قاعدتي طرطوس وحميميم، فضلاً عن أن الجانب الروسي، ألمح صراحة في 2 مارس 2016 من خلال سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجيتها إلى أنها لن تقف ضد فكرة إنشاء دولة فدرالية في سوريا، وأضاف أنه "لا بد من وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا في المستقبل تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد بما في ذلك إنشاء جمهورية فدرالية خلال المفاوضات".
بعد مطالب منح حلب
وفي حال تقسيم سورية وإقامة دولة شيعية لا يمكن فصل المشهد عن مصطلح ما يعر ف بـ"سوريا الاستراتيجية" أو سوريا المهمة الذي صكته مراكز الأبحاث؛ كدلالة على الجزء الغربي من سوريا والساحل السوري وهي دولة الأسد المصغرة التي تحوي معظم المصالح الاستراتيجية الروسية، كما تلبي أيضا المصالح الرئيسة لإيران في سوريا حيث تكفل حماية الممر الذي يربط ما بين المنطقة الساحلية وسلسلة جبال لبنان الشرقية، وهو ما يكفل الحفاظ على أهم مصالح إيران الاستراتيجية، وهو طريق إمدادات حزب الله إلى لبنان.
وزير الخارجية السوري، قال إن المبعوث الأممي ليس لديه ضمانات، ولم يقدم ما يساعد على استئناف الحوار السياسي، مضيفا أن دمشق قدمت مقترحات بديلة تضمن السماح للمسلحين بالخروج إلى أي مكان يختارونه، وأن هناك اتفاقا على ضرورة خروج الإرهابيين من شرق حلب لإنهاء معاناة المدنيين في المدينة، وذكر المعلم أن دمشق كانت قد حددت 3 هدن وفتحت معابر لمنح فرصة لخروج المدنيين من أحياء حلب الشرقية، إلا أن الإرهابيين منعوهم وقصفوا هذه المعابر.
بعد مطالب منح حلب
وفي كل الأحوال، لا يستطيع أحد أن يجزم على وجه التحديد أن اتفاقا صريحا تم حول هذه الخطة، ولكن مجريات الأمور على الأرض ربما تدفع في اتجاهها. وهي خطة على ما يبدو تحافظ على المصالح الرئيسة لكل القوى الكبرى بما في ذلك روسيا التي ستضمن نفوذها في سوريا والاتحاد الأوروبي الذي سيتمكن من حل مشكلة اللاجئين، والولايات المتحدة التي ستستفيد من جهود كل من تركيا والسعودية، ربما في محاربة تنظيم الدولة، إلا أن الخاسر الأبرز ستكون هي سوريا، التي ربما ووفقا لتأكيدات جون كيري وزير خارجية أميركا، لن تعود موحدة أبدا كما كانت.
وفيما يخص "قوات سوريا الديمقراطية" أشار وزير الخارجية السوري إلى أن واشنطن تستخدم العنصر الكردي مرحليا لتحرير الرقة من تنظيم "داعش"، مؤكدا رفض دمشق التدخل التركي في شمال سوريا، مضيفا: "لا نقبل أي قوات غريبة على أراضينا"، وفي جوابه على سؤال بخصوص التسريبات حول إمكانية عقد مؤتمر داخل سوريا للمعارضة السورية في الداخل مع بعض رموز المعارضة في الخارج، قال وزير الخارجية السوري: "نرحب دائما بأي لقاء سوريي-سوري بعيدا عن التدخل الخارجي، من أجل الحوار حول المستقبل، بغض النظر عن مكان عقد المؤتمر، إن كان في سوريا أو في جنيف كما يريد دي ميستورا".
وأكد المعلم على أن سورية ترحب وتؤمن بدور للأمم المتحدة يحترم ميثاقها وسيادة الدول الأعضاء، وفيما يخص الموقف الروسي أكد المعلم أن دمشق وموسكو على تنسيق يومي في الميدان السياسي والعسكري، وأن روسيا تدين أي انتهاك للسيادة الوطنية السورية.
بعد مطالب منح حلب
وعلى صعيد المعركة ضد "داعش" أكد المسؤول السوري أن هناك مصالح مشتركة بين الجيشين السوري والعراقي لمنع تسرب إرهابيي "داعش" من الموصل إلى سورية، وبين المعلم أن "أمريكا أرادت احتواء تنظيم داعش وليس القضاء عليه، وطيلة سنتين من غارات التحالف الدولي لم يتم القضاء عليه".
وبالنسبة لانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، أوضح وزير الخارجية والمغتربين السوري أنه من السابق لأوانه التنبؤ بما ستكون عليه السياسية الخارجية الأمريكية تجاه الأزمة في سورية، لافتا إلى أن "السياسة الأمريكية السابقة تجاه سورية كانت خاطئة، ومفتاح تصحيحها يكون عبر الحوار الروسي الأمريكي والتفاهم على أسلوب القضاء على الإرهاب".
وردا على سؤال لوكالة الانباء السورية "سانا" حول التوقعات من الإدارة الأمريكية الجديدة قال المعلم: "ما نريده من الإدارة القادمة ليس فقط إيقاف دعمها للإرهابيين، بل أيضا لجم الدول التي تدعمهم".

شارك